المهارات القيادية في شخصية د.عبد العزيز الرنتيسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المهارات القيادية في شخصية د.عبد العزيز الرنتيسي

بقلم: نهال صلاح الجعيدي

القيادة هذه الصفة التي لطالما حلم بها الجميع لكنها لا تتوفر إلا للقلائل الذين يشتغلون على بناء أنفسهم فيستطيعون العمل والانجاز وتفجير الطاقات الكامنة بداخل من حولهم وبرمجة أنفسهم وتحديد طريقهم ليكونوا مشاعل يضيئوا الطريق لمن بعدهم ويكتبون صفحات تاريخهم وتاريخ أمتهم بمداد من النور يشع حضارة على العالمين ويبرمجون بالبرمجة الإيجابية هذه البرمجة تجسدت واضحة جلية في حياة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي فضرب والديه على الرغم من أنهما أميين أروع مثال في كيفية تربية الأبناء وبرمجتهم برمجة إيجابية ناجحة يقول الدكتور عبد العزيز الرنتيسي "كان الوالد منذ نعومة أظفاري يلقبني بالدكتور أمين حيث كان الأطباء في خان يونس يعدون على الأصابع وكان الدكتور أمين الآغا أبرز وأشهر هؤلاء الأطباء فكان يطلق على هذا اللقب تيمناً به فوطنت نفسي على هذا اللقب وأصبحت أتعامل وكأني طبيب وكأن الأمر حسم نهائياً ".

وضع الدكتور الرنتيسي لحياته رسالة يعيش من أجلها آمن بها و قضي جل وقته في العمل لها كان يريد فلسطين حرة أبية و كان حلم العودة يراوده في كل لحظة فأدرك أن عودتها بالتزام كتاب الله وسنة رسوله فردد دائماً " إننا نملك عقيدة تتولد عنها إرادة لا تعرف التقهقر أمام العدو أو التراجع دون بلوغ الأهداف عقيدة في ظلها تهون التضحية بكل شيء إلا بالعقيدة والوطن ".فرسم لنفسه صورة ووضعها نصب عينيه فأصبحت كالمرآة ,رأي في نفسه الطبيب المجاهد فبحث عن القدوة وأخيراً وجد ضالته في الطبيب الضابط عمر دبور أحد أقطاب الإخوان المسلمين في قطاع غزة والذي يعمل طبيب في مستشفى ناصر في خان يونس فيقول الدكتور الرنتيسي "كان يستهويني الطبيب الضابط عمر دبور عندما يخرج إلى المستشفى ببزته العسكرية فكنت أتمنى أن أنهي الطب بسرعة لأصبح مثله " وفعلاً لم تمض إلا سنوات ليصبح طبيب الأطفال المتميز والمسئول عن العمل العسكري لكتائب القسام في قطاع غزة في مرحلة عصيبة من مراحل النضال الفلسطيني ويحقق هذه الرؤية والغاية التي تمناها.

تميز عبد العزيز الرنتيسي بقدرات تنظيمية فائقة أهلته ليكون مسئول منطقة خان يونس خلال سنتين من انتمائه لحركة الإخوان المسلمين .

ضرب الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مثال رائع في اعتزاز المسلم بدينه وعقيدته فعندما اعتقل وانتخب في اللجنة الممثلة للمعتقلين أمام إدارة السجن وجد الرعب في صدور زملائه من المدير العام لمصلحة السجون شلتئيل فقرر أن تكون العزة للإسلام والمسلمين وفعلاً ذهب مع زملائه للاجتماع وكان مدراء السجون يجلسون على منصة وممثلي المعتقلين أمامهم في انتظار المدير العام شلتئيل وفور وصول شلتئيل نظر لمدراء السجون فوقفوا لتحيته .

ثم التفت ونظر لممثلي المعتقلون فوقفوا له إلا الدكتور عبد العزيز الرنتيسي رفض الوقوف قائلاً أنه لا يقف إلا لله سبحانه وتعالى وأن هذا جزء من عقيدته لا يستطيع التفريط به وبقي ثابتاً على موقفه فقال له شلتئيل لن أبدأ إلا بوقوفك فأصبح مدراء السجون وممثلو المعتقلون يرجونه أن يقف لأنه سوف يعاقب على موقفه هذا إلا أن عبد العزيز الرنتيسي قال وأنا لن أقف فقال له شلتئيل وما العمل فقال إما أن أبقى جالساً وإما أن أخرج من الاجتماع فقال له شلتئيل إذن فالتخرج من الاجتماع فخرج وبعد الاجتماع قام شلتئيل بمعاقبته على موقفه بالعزل الانفرادي لمدة ثلاثة أشهر قام خلالها بالعرض عليه أن يخرجه مقابل أن يكتب كتاب يعتذر فيه عن موقفه أو يلتمس العفو لكن عبد العزيز الرنتيسي رفض ذلك وقضى فترة العزل وكان خلال هذه الفترة أتم الله عليه نعمته بحفظ القرآن الكريم ومراجعته.

كان التواضع سمة أساسية من سمات شخصية الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مما جعله قائداً شعبياً يحبه الجميع الشيوخ والأطفال والنساء فبعد أن أصبح طبيباً وقائداً يشار له بالبنان يقول أنه عاش حياة بسيطة فكانت الوالدة توقظه مع الفجر ليذهب إلى مكان توزيع الحليب ويستلم الحليب ويبيعه ويرجع على البيت كما يقول أنه عمل في طفولته في جنى البرتقال وإضافة لذلك كان يتعامل مع جميع من يعرفهم على مختلف ثقافاتهم بلغة الحب والمودة يمازحهم ويناقشهم كما أنه كان رحيم رفيق بالجميع وأبرز ما يدل على ذلك أنه عندما قضى محكوميته في سجون الاحتلال أراد العملاء الموجودون في القسم المجاور له أن يودعوه ويسلموا عليه فرفق بحالهم فقال له السجان الصهيوني كيف تسلم عليهم هؤلاء قمامة كيف واحد مثلك يسلم عليهم فقال الرنتيسي عسى الله أن يهديهم فالإنسان إذا هدى حتى وإن كان عميلاً فالتوبة تجب ما قبلها فلماذا لا أعطيهم الفرصة .

كان الدكتور الرنتيسي مثال للشاب الثائر الحانق على الاحتلال وكانت أحداث 1956 م من أهم المؤثرات التي ساهمت في صقل شخصيته العدائية للصهاينة حيث كان عمره حينها تسع سنوات فدخل الصهاينة إلى مخيم خان يونس وقاموا بتصفية الشباب المدنيين فكانوا يدخلون البيوت ويرصوهم على الجدران ثم يقوموا بقتلهم بدم بارد وكان من بين الذين قتلوا عمه الوحيد حامد .

أما الأخذ بزمام المبادرة فيتجسد في موقفه بعد حرب عام 1967 م حيث تم أخذ أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى مصر حيث كان يدرس فذهب إلى هناك وعندما شاهد منظر أساتذته وناظره عصام الآغا وأخوه وأبناء عمه داخل معسكر الجيش وكان الخبز يأتيهم بطريقة مذلة وكميات لا تكفي ذهب إلى الإسكندرية وطاف على الفلسطينيين وآخذ منهم ملابس ونقود حتى تمكن من إعداد شاحنتين إحداهما مليئة بالملابس والأخرى بالخضار والخبز وأرسلها لهم وكان نشاط فردي منه.

الثبات على المواقف بعد الإضراب الناجح للجمعية الطبية عام 1981 م والذي كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد أعضاء الهيئة الإدارية المشرفة على سير الإضراب بل و العاملين على تفعيله في منطقة خان يونس قامت الإدارة المدنية الصهيونية بفرض الإقامة الجبرية عليه في خان يونس ولما لم يستجب ضاعفت عليه قيمة الضريبة المضافة التي كان يحاربها خلال الإضراب فرفض الدفع فاقتحموا مقر عيادته واستولوا على كل ما بداخلها وساوموه إما الدفع لكسر الإضراب وكسر عزيمة الأطباء أو بيعها في المزاد العلني فرفض الدفع وأصر على موقفه الرافض للخضوع والاستسلام وفعلاً باعوها في المزاد العلني وقام بشرائها الحاج صادق المزيني وعندما علم بقصة بيعها ردها للدكتور عبد العزيز الرنتيسي ورفض أن يأخذ أي جزء من ثمنها الذي دفعه تم هذا للرنتيسي لأنه صدق النية لله ولأن الله لا يتخلى عن عباده المخلصين .

وعندما سئل عبد العزيز الرنتيسي عن هذه الحادثة أجاب كان الموقف مبدئي نحن عندما نواجه يجب أن تستمر المواجهة حتى تحقيق الأهداف ولذلك ظل إصراري حتى شطبت كلمة ضريبة المضافة وهذا يثبت أن الإنسان المسلم مبدئي لا يعرف التراجع وإن كان في بؤرة الاستهداف .

أما الإيثار فيتضح من موقفه عندما كان يودع أخوه وهو مسافر إلى السعودية وكان حافي القدمين فما كان من الدكتور عبد العزيز إلا أن خلع حذاؤه وأعطاه لأخيه رغم معرفته أنه لن يستطيع شراء حذاء غيره بسبب الأوضاع المعيشية السيئة .

كان عبد العزيز الرنتيسي قائد وحدوي حريص على دماء الشعب الفلسطيني وأن سلاح المقاومة يجب أن يظل نظيفاً موجهاً لصدر العدو الصهيوني حيث وقف في بيت عزاء الشهيد هشام عامر موجهاً نداءً لأبناء حماس قال فيه يا شباب حماس إذا أطلق شباب فتح عليكم الرصاص فلا تردوا عليهم وفي يوم سيكونوا في صفوفكم فمعركتنا مع الاحتلال وليس مع حركة فتح.

عرف عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بأنه خطيب بارع ومفوه فشهدت مرحلة إشغاله الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس انطلاقة إعلامية كبيرة وأكسبت الحركة جماهيرية واسعة ولا زال الجميع يتذكر كلماته المحفورة في صدر الشعب الفلسطيني والتي تؤكد وترسخ الثوابت الوطنية وتميزت هذه الخطابات بالإبداع في استخدام الألفاظ والتنوع في طرق وأساليب الخطاب ومخاطبة الناس على قدر عقولهم فشكلت كلماته سننتصر يا بوش سننتصر يا شارون تجسيد لحقيقة الصراع الصهيوأمريكي على شعبنا الفلسطيني كما كانت كلماته في يوم استشهاد الشيخ أحمد ياسين منتهى القوة عندما قال نعلنها حرب مفتوحة على الاحتلال فإسرائيل هذه الغدة السرطانية يجب استئصالها من الوجود .

امتلك عبد العزيز الرنتيسي جماهيرية شبابية واسعة فكانت ندواته تعج بالشباب الذين يحبونه ويحبون كلماته كما امتلك خفة الظل وروح الفكاهة لذلك كان ومازال القيادي المفضل لدي شرائح المجتمع رغم القيادات الكثيرة على الساحة الفلسطينية .

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.

تصنيف:روابط عبد العزيز الرنتيسي