النصح والصدق في المعاملات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٥٨، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
النصح والصدق فى المعاملات


بقلم : الأستاذ أحمد أحمد جاد


أداء النصيحة واجب على كل مسلم والنصح فى المعاملات يشمل بيان العيوب وعدم كتمانها وإلا كان غاشاً والغش حرام ، وليعلم المتعامل أن تلبيسه العيوب وترويجه السلع لا يزيد فى رزقه بل يمحه ويمحق البركة وفى الحديث (( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما فى بيعها ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعها )) البخارى ومسلم . فالبائع يصدق فى صفة المبيع وبيان العيب .. والمشترى فى الثمن والوفاء والبركة تمحق إن وجد ضدهما وهو الكذب والغش وكتم العيوب .. فالدنيا لا يتم حصولها إلا بالعمل الصالح وإن شؤم المعاصى يذهب بخير الدنيا والآخرة .. وفى الحديث (( لا يحل لأحد أن يبيع بيعاً إلا ان يبين آفته .. )) البخارى ومسلم .. وعن العدّاء قال (( كتب لى رسول الله (ص) هذا ما اشترى محمد رسول الله من العدّاء بن خالد بيع المسلم من المسلم لا داء ولا خبثة ولا غائلة )) البخارى فى البيوع .. وبيع المسلم : أى ليس من شأنه الخديعة ، لاداء : لاعيب يكتمه ، و لا خبثة : أى الريبة أو الحرام ، ولا غائلة : إذا احتال بحيلة . فهذا هو البيع النظيف الطاهر الصادر عن نفوس زكية طاهرة تتقى الله وتخشاه . وفى الحديث (( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء )) الترمذى وابن ماجه .. والتاجر الصادق الأمين يقيم الكيل والميزان . قال تعالى ( فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) الأعراف : 85 والبخس : نقص حقوق الناس ، وهو مرض نفسى إذا تفشى فى أمة تغشى فيها الفساد والانحلال الخلقى وقد يكون البخس بالتعييب فى السلعة والتزهيد فيها او المخادعة لصاحبها عن القيمة والاحتيال عليه فى التزيد فى الكيل والنقصان منه .. وفى الحديث (( خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها ، الإ فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما فى أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله .. إلا جعل بأسهم بينهم )) ابن ماجه .. وإقامة الوزن والكيل نظافة وأمانة فى التعامل واستقامة للنفس وثقة وبركة بين الناس ، وإلا كان الجشع والطمع والكسب الحرام ومحق البركات .. وفى الحديث (( إذا بعت فكل وإذا ابتعت فاكتل )) البخارى ، أى إذا بعت فاستوف فلا تزيد ولا تنقص لا لك ولا عليك .. ويجب ترجيح الميزان .. ففى الحديث (( زن وأرجح )) أبو داود .. ذلك قوله تعالى ( ويل للمطففين ...... يخسرون ) المطففين : 1 / 3 وقال تعالى ( ألا تطغوا .... ولاتخسروا الميزان ) الرحمن : 8 / 9