النَّصر لي (شعر)
ما كنتُ قطرةَ سائلٍ وتبخَّرَتْ
- من مَرْجَلِ
ما كنتُ طائرةً ولا طيرًا،
- لأسقط من علِ
أو لعبةً تلهو بها
- يدُ عابثٍ متطفل
أو حلْقةً قد تنتهي
- بنهايةٍ لمسلسل
كلاَّ، ولم أكُ هَشَّةً
- ليتمَّ كسرُ مفاصلي
هذي يدايَ،
- وقبضتايَ،
وساعدايَ،
- وأرجلي
هذا أنا،
- قلبي يدق بقوة،
في داخلي
- لا، لم أمتْ، أنا حيةً
رغم الحصار القاتلِ
- عملاقةٌ،
رغم الجدارِ العنصريِّ الفاصلِ
- وسأستمرُّ، إذا أردتُ،
لألفِ عامٍ مقبلِ
- أأموتُ كيفَ ؟!
وهذه سفني،
- قبالة ساحلي
تجري الرياحُ، بما اشتهتْ
- وبالاتِّجاه الأمثلِ
وأنا هنا ملاَّحةٌ
- ومن الطراز الأول
لا يدَّعي موتي سوى
- متجاهلٍ أو جاهلِ
أو خائنٍ لبلاده
- متآمرٍ متخاذلِ
أنا إنْ وقفتُ،
- فوِقفة المتدبِّر المتأملِ
المستعين بربِّه،
- المستنصر المتوكلِ
الكيِّس الفَطِنِ اللبيبِ،
- الواثق المستبسلِ
أأموتُ ؟!
- والشهداءُ راياتي
ونور مشاعلي
- أأموتُ ؟!
والأرواحُ تسكنني
- وتحيا داخلي
أأموتُ ؟!
- والشعب الفلسـطينيُّ يهتفُ :
واصلي..
- ويقولُ لي:
" البيتُ بيتكِ، يا حبيبةُ، فادخلي
- وخذي الذي تبغينهُ مني
مُري،
- وتدلّلي
ولتفعلي، يا مهجتي،
- ما شئتِ بي، أن تفعلي
رُدِّي على من شتتوا
- شمْلي، وهدَّوا منزلي
واستأسدوا في ظل صمتٍ
- عالميٍّ مخجل
رُدِّي بردٍّ صاعقٍ
- ومدمِّرٍ ومزلزل
قولي لهم : إنا سنبقى
- والبقا للأفضل "
أأموتُ كيفَ ؟!
- وذلكم شعبي،
بحبي ممتلي
- اليوم أدخل عاميَ التالي
بكل تفاؤلِ
- وأنا أشد ضراوة
ودراية بمشاكلي
- اليوم أعرف من أكونُ
وغايتي ووسائلي
- اليوم أرسل للصديق
وللعدو رسائلي
- وأقول في ذكرى انطلا قتيَ،
المجيدةِ ما يلي: -
- يا من تحوَّل جُلُّكم
من ثائرٍ لمقاولِ
- اليوم أعرفكم وأعرفُ
من يعيش بمقتلي
- ومن الذي يسعى لكي
يقضي على مستقبلي
- ويقول : "إرهابيةًٌ"!
عني، ليثقل كاهلي
- ومن الذي باع الحقوقَ
بدون أي مقابلِ
- ومضى بنا
من بعد كل تنازلٍ، لتنازلِ
- ومن الذي قتلَ الخميسَ
من الذي اغتال العلي..!
- ومن الذي اختزل القضيةَ
في بساطٍ مخملي
- واختال، كالطاووسِ
وسط مُزَمِّرٍ ومُطبِّل
- لا فرقَ بين مُتاجر
بقضية، ومُغفَّلِ
- لم تَصنعِ القُبُلاتُ يومًا
دولةً، لمُقََبِّلِ..
- فمتى سينقشعُ الضبابُ،
عن العيون وينجلي ؟!
- أم أنَّ مِمَّن رَدَّهم رَبِّي،
لعمرٍ أرذلِ
- يحيونَ،
لكنَّ العقولَ،
- ترلَّلي، وترلَّلي..!
ما كنتُ قطرة سائلٍ
- وتبخَّرَتْ من مرجلِ
أنا فكرةٌ وتغلغلتْ
- في نفسِ كل مقاتلِ
والنصرُ، إمَّا عاجلاً
- أو آجلاً،
سيكون لي..
المصدر: إخوان أون لاين