النَّصر لي (شعر)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
النَّصر لي (شعر)

ما كنتُ قطرةَ سائلٍ وتبخَّرَتْ

من مَرْجَلِ

ما كنتُ طائرةً ولا طيرًا،

لأسقط من علِ

أو لعبةً تلهو بها

يدُ عابثٍ متطفل

أو حلْقةً قد تنتهي

بنهايةٍ لمسلسل

كلاَّ، ولم أكُ هَشَّةً

ليتمَّ كسرُ مفاصلي

هذي يدايَ،

وقبضتايَ،

وساعدايَ،

وأرجلي

هذا أنا،

قلبي يدق بقوة،

في داخلي

لا، لم أمتْ، أنا حيةً

رغم الحصار القاتلِ

عملاقةٌ،

رغم الجدارِ العنصريِّ الفاصلِ

وسأستمرُّ، إذا أردتُ،

لألفِ عامٍ مقبلِ

أأموتُ كيفَ ؟!

وهذه سفني،

قبالة ساحلي

تجري الرياحُ، بما اشتهتْ

وبالاتِّجاه الأمثلِ

وأنا هنا ملاَّحةٌ

ومن الطراز الأول

لا يدَّعي موتي سوى

متجاهلٍ أو جاهلِ

أو خائنٍ لبلاده

متآمرٍ متخاذلِ

أنا إنْ وقفتُ،

فوِقفة المتدبِّر المتأملِ

المستعين بربِّه،

المستنصر المتوكلِ

الكيِّس الفَطِنِ اللبيبِ،

الواثق المستبسلِ

أأموتُ ؟!

والشهداءُ راياتي

ونور مشاعلي

أأموتُ ؟!

والأرواحُ تسكنني

وتحيا داخلي

أأموتُ ؟!

والشعب الفلسـطينيُّ يهتفُ :

واصلي..

ويقولُ لي:

" البيتُ بيتكِ، يا حبيبةُ، فادخلي

وخذي الذي تبغينهُ مني

مُري،

وتدلّلي

ولتفعلي، يا مهجتي،

ما شئتِ بي، أن تفعلي

رُدِّي على من شتتوا

شمْلي، وهدَّوا منزلي

واستأسدوا في ظل صمتٍ

عالميٍّ مخجل

رُدِّي بردٍّ صاعقٍ

ومدمِّرٍ ومزلزل

قولي لهم : إنا سنبقى

والبقا للأفضل "

أأموتُ كيفَ ؟!

وذلكم شعبي،

بحبي ممتلي

اليوم أدخل عاميَ التالي

بكل تفاؤلِ

وأنا أشد ضراوة

ودراية بمشاكلي

اليوم أعرف من أكونُ

وغايتي ووسائلي

اليوم أرسل للصديق

وللعدو رسائلي

وأقول في ذكرى انطلا قتيَ،

المجيدةِ ما يلي: -

يا من تحوَّل جُلُّكم

من ثائرٍ لمقاولِ

اليوم أعرفكم وأعرفُ

من يعيش بمقتلي

ومن الذي يسعى لكي

يقضي على مستقبلي

ويقول : "إرهابيةًٌ"!

عني، ليثقل كاهلي

ومن الذي باع الحقوقَ

بدون أي مقابلِ

ومضى بنا

من بعد كل تنازلٍ، لتنازلِ

ومن الذي قتلَ الخميسَ

من الذي اغتال العلي..!

ومن الذي اختزل القضيةَ

في بساطٍ مخملي

واختال، كالطاووسِ

وسط مُزَمِّرٍ ومُطبِّل

لا فرقَ بين مُتاجر

بقضية، ومُغفَّلِ

لم تَصنعِ القُبُلاتُ يومًا

دولةً، لمُقََبِّلِ..

فمتى سينقشعُ الضبابُ،

عن العيون وينجلي ؟!

أم أنَّ مِمَّن رَدَّهم رَبِّي،

لعمرٍ أرذلِ

يحيونَ،

لكنَّ العقولَ،

ترلَّلي، وترلَّلي..!

ما كنتُ قطرة سائلٍ

وتبخَّرَتْ من مرجلِ

أنا فكرةٌ وتغلغلتْ

في نفسِ كل مقاتلِ

والنصرُ، إمَّا عاجلاً

أو آجلاً،

سيكون لي..

المصدر: إخوان أون لاين