امرأة تقترح إسلامًا جديدًا!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
امرأة تقترح إسلامًا جديدًا!!
توفيق الواعي.jpg

د. توفيق الواعي

بعد أن تجرأ الغرب على المسلمين، وبعد أن اجتاح بلادهم يحاول أن يخترع لهم إسلامًا جديدًا يناسب المزاج الغربي الذي يريدهم متاعًا مباحًا، وغنيمة سهلة، وعُمَّالاً في سوقه، وخدمًا في ساحته، وهذا من أفدح الكوارث، وأشد النكبات، ولكنا نقول ما قاله جمال الدين الأفغاني: "إن الأزمة تلد الهمة، ولا يتسع الأمر إلا إذا ضاق، ولا يظهر النور إلا بعد اشتداد الظلام"، فالمارد الإسلامي الذي أيقظ العالم مازال وسنان، ولكنه ينظر إلى هذا الهزر شذرًا، ويتطلع إلى هذا الغثاء وهو يتلمظ تلمظ الأفاعي، ويتململ تململ السليم، في دهشة وحسرة.

مَن لي وللنجم يرعاني وأرعاه

أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه

لي فيك يا ليل آهات أرددها

أواهٍ لو أجدت المحزون أواه

إني تذكرت والذكرى مؤرقة

مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناه

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد

تجده كالطير مقصوصًا جناحاه

كم صرفتنا يد كنا نصرفها

وبات يملكنا شعب ملكناه

فالأمة التي تفرط في هويتها وتراثها وتاريخها، دائمًا أبدًا يكون مصيرها إلى اضمحلال وهوان وتيه، ولقد أصيبت أمتنا بذلك بعد ضعفها بالاستعمار الذي فرَّق شملها وبدد رسالتها، وغيَّر مناهجها، وبدَّل ثقافتها، فكان طبيعيًّا أن تصاب بالوهن، وأن تتناوشها الأوبئة والعلل، بعد اضمحلال حصانتها الثقافية والتاريخية، وكان طبيعيًّا أيضًا أن تطفوا على سطحها جراثيم الأمم، ويقودها بغاث الشعوب ويستنسر بأرضها الخفافيش والجرذان، ومن هؤلاء ما طالعتنا به السيدة "شاريل بينارد" التي تعتبر نفسها مرجعًا في القوانين الإسلامية، وترك لها صناع القرار في أمريكا رسم نموذج إسلامي جديد ليتمشى مع الأجندة الغربية لفترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، فلم تخف الكاتبة المتزوجة من أفغاني مسلم يعادي الإسلام ويعمل ضمن إدارة "بوش" طموحاتها العظيمة في إنجاز مشروعها هذا رغم أنها تقدر صعوبته، حيث قالت: "إن تحويل ديانة عالم بكامله ليس بالأمر السهل، فإذا كانت عملية بناء أمة مهمة خطيرة فإنَّ بناء الدين مسألة أكثر خطورة وتعقيدًا منها".

هذا، وقد بدأت الباحثة أولاً بوصم المسلمين بكل نقيصة، وبتصوير المسلمين على أنهم شعوب مخرفة لا صلةَ لها بالحقيقة، ويعانون من الجمود الفكري، وينخرطون باستمرار في جدل روحي عفى عليه الزمن، وذلك بدلاً من مواجهة المشكلات المعاصرة، يتصفون بالعنف الذي ليس ردود أفعال على عدم العدالة، بل هو تعبير عن حالة التخلف والأمية التي يقودها المتشددون الذين لديهم إمكانات مالية ضخمة، وعلى هذا فإنهم عندما يلجأون إلى العنف فهو لأنهم بطبيعتهم متطرفون أو ضالون، أما عندما يلجأ الغرب إلى نفس الشيء، فإنه لابد وأن يكون مبررًا.

والكاتبة لا تحاول فقط تشويه بعض المفاهيم الإسلامية مثل الجهاد، والشهادة، والحجاب فحسب، ولكنها تذهب إلى ما هو أبعد من هذا؛ حيث تتساءل عن مدى صحة القرآن نفسه عندما تقول في وقاحة: "إن اثنتين على الأقل من سور الكتاب المقدس للمسلمين مفقودة"، هكذا تطلق المقولات الشنيعة ضد القرآن دون دليل أو حجة، وهذا وإن كان شيئًا بغيضًا ومقززًا، ولكنه يدل على ممارسة لحقد وثقافة بائسة، وعقول مخرفة.

ثم تنطلق الباحثة المخرفة من هذا العداء والحقد إلى اختراع تعديل الديانة الإسلامية بخرافات ساذجة، مثل إلغاء الجهاد والدفاع عن النفس، وإفساح المجال لتسيب المرأة وهدم الأسرة، وزواج المثلين، وتشجيع الإسلام الشعبي المبني على الخرافة، وذهبت إلى أبعد من ذلك فدعت إلى تقوية فصيلين، الأول الصوفية " الإسلام الصوفي"، وفصل الدين عن الدولة، والثاني: العلمانية لأنها تمثل الثقافة الغربية، ثم اقترحت الباحثة القيام بمخطط معين لكي يسود إسلامها المقترح، ومن هذا المخطط الشيطاني، ويتمثل في دعم الحداثيين بقوة بما يلي:

1- نشر وتوزيع أعمالهم ودعمهم بالمال والجاه.

2- تشجيعهم على الكتابة للجماهير والشباب.

3- تقديم آرائهم في مناهج التربية الإسلامية المدرسية وحجب ما سواها.

4- إعطاؤهم منصات شعبية وجماهيرية وإعلامية حتى يمتلكوا الساحة.

5- جعل آرائهم وأحكامهم على القضايا الكبرى هي المعتمدة والمتاحة للجماهير على الإنترنت وفي الصحف والمجلات... إلخ.

6- تشجيع الوعي بالتاريخ القومي، قبل الإسلام وإحياء اللغة الشعبية.

7- نشر النقد للعنف والتطرف الذي لابد وأن يلصق بالمتدينين.

8- يجب بذر الفتن والوقيعة بين الأصوليين بعضهم مع بعض، وبينهم وبين الأنظمة.

9- تثبيط التحالفات بين العلماء، وتشجيع التعاون بين الحداثيين.

10- تجهيز الحداثيين بمواطن الشبه في الإسلام ، وإطلاعهم على عورات المسلمين.

11- إحياء الفكر الخرافي المتمثل في تخاريف أدعياء التصوف الباطل، فهو يعتبر ملهاة للجماهير وصارفًا لهم عن الجادة.

12- نشر أعمال العنف على مستوى كبير، ووصم أعمال المقاومة المشروعة بالإرهاب، مع إشاعة عدم احترامها.

13- عدم إعطاء العاملين للإسلام الشرعية، ووصمهم دائمًا بمخالفة القانون.

14- تشجيع الصحفيين والإعلاميين على فضح المسلمين الملتزمين ووصف أعمالهم باللاأخلاقية والنفاق.

15- تشجيع الانقسامات بين الأصوليين، وجعل بينهم وبين الشعب حجابًا بالتخويف.

16- دعم فكرة أن الدين لا صلةَ له بالدولة، وإنما هو عمل شخصي فقط.

وبعد: فهذه هي أصول الديانة المقترحة للمسلمين، والتي ينبغي أن يسيروا على منوالها، ويستظلوا بظلامها، ونحن والله لن نأسف كثيرًا لهذه المحاولات اليائسة التي تدل على تجرد أصحابها من الأخلاق؛ بل من الإنسانية، وإن كانوا يدَّعون الحضارة، وهي منهم براء، فدماء الشعوب في رقابهم، ومقدراتها المنهوبة تلعنهم، وثقافاتهم المشوهة ستهلكهم، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ولن يضير هذا الحقد الغثائي الإسلام بشيء، وصدق الله: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (الصف: 8).

المصدر

قالب:روابط توفيق الواعى