بداية العمل السرى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:١٤، ٢٤ يونيو ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (حمى "بداية العمل السرى" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.

فهرس الكتاب

التنظيم السرى للإخوان أنشىء لمحاربة إسرائيل وليس لاغتيال الوزراء .

  • عملت وزيرا لمالية الاخوان وكانت الخزانة عامرة بالايمان !
  • أحد رؤساء وزارات عهد السادات حاول رشوتى فأمرته بالسكوت .
  • البيعة كانت لله وليس لحسن البنا أو للهضيبى .

" أخرج محفظته الجلدية وامتدت اصابعه فى ثناياها لتخرج ممسكة بوريقة صفراء بالية عليها نصف جملة كتبها الامام ا لشهيد “ حسن البنا " بخط يده يحتفظ بها وكأنها تميمة بجوار قلبه وارتعش الكلام فى شفتيه وهو يقول : " هذا هو الأثر الوحيد الذى أفلت من أيديهم لخط يد الامام الشهيد عندى " ..

نصف جملة على وريقة صفراء يحملهاا الرجل ابن الثمانين وكأنه عاشق يتفانى فى الحرص علىالخطاب الوحيد لمحبوبة رحلت وتركته مشبوبا فى صبابته ..

يقول عمر التلمسانى وهو يبسط الوريقة على راحته : كنا فى اجتماع بأحد البلاد وامتد بنا السهر حتى ساعة متأخرة من الليل فكتبت له ورقة أستأذنه فى الانصراف حتى لا أتأخر أكثر من ذلك على الناس الذين أنزل ضيفا عليهم فكتب له بخط يده على الورقة " ومن أدراك أن اجتماعنا سينفض قبل أن يستيقظ هؤلاء الناس من نومهم " .. وبليت الورقة فضاع منى النصف الأخير من الجملة"

كيف التقى الرجلان فدخل كل منهما قلب الآخر ؟ ، وكيف تمت البيعة واستمرت المسيرة جهادا وإخلاصا وتضحية ؟ .. ولماذا أنشىء التنظيم السرى للإخوان المسلمين ؟.

فى هذه الحلقة يتعرض الأستاذ " عمر التلمسانى " ـ المرشد العام للإخوان المسلمين ـ لذكريات لقائه الأول بسلفه الامام الشهيد " حسن البنا " فى بيته المتواضع فى الخيامية فى القاهرة الفاطمية فيقول :

فتحت سقاطة الباب ودفعته ودخلت الى حوش المنزل وصفقت فرد على صوت رجل يقول : من ؟ قلت : عمر التلمسانى المحامى من شبين القناطر . فنزل الرجل وفتح باب غرفة على يمين الداخل من الباب الخارجى ودخلتها من ورائه وكانت مظلمة لم أتبين ما فيها ولما فتح النافذة الوحيدة فى الحجرة المطلة على الطريق تبينت ان فى الغرفة مكتبا صغيرا غاية فى التواضع وبعض الكراسى من القش يعلوها شىء من التراب .. وجلس الى المكتب وقدم لى كرسيا لأجلس . وعز على أن أجلس على مثل ذلك الكرسى بالبدلة الأنيقة فأخرجت منديلا من جيبى وفرشته على الكرسى لكى أستطيع الجلوس هادئا فى غير تضجر ولا قلق . وكان ينظر الى ما أفعل .

وعلى فمه ابتسامة واهنة ظننتها تتعجب مما أفعل ومما أدعى إليه وشتان ما بين رجل يحافظ على أناقته ورجل على وشك أن يدعى للعمل والجهاد فى سبيل الله . وحق له أن يتعجب إذ أن مظهرى كان يدل على الرفاهية التامة وعدم تحمل مشاق العمل فى سبيل الله الأمر الذى يحتاج الى الكثير من خشونة العيش مع عدم الانغماس فى بلهنية الحياة وشىء من التجرد ..

ورغم هذا ا لمظهر الذى لا يطمئن كثيرا فقد مضى الرجل يتحدث عن الدعوة وأن أول مطلب لها وآخره هو المطالبة بتطبيق شرع الله وتوعية الشعب وتنبيه الى هذه الحقيقة التى لن يتحقق الخير إلا عن طريقها ومن عجب أن يفترى بعض الناس على الاخوان بناءهم رسالتهم بالأمور الدينية فلما اشتغلوا بالسياسة بدأ الصدام بالأوضاع القائمة فأمعن خصوم الاخوان وقسوا فى حرب الاخوان الذين لم يقصدوا بأحد شرا أو إساءة لأن الاخوان يؤمنون بأن التحول عن ا لقوانين الوضعية الى القوانين الإسلامية لا بد أن يأخذ طريقة المشروع دون عنف أو إرهاب .


بداية العمل السرى

أما النظام السرى " كما يسمونه وقد سبق الحديث عنه فلم يقم لقلب نظام الحكم بالقوة أو قتل الوزراء ولكن الامام كان قد رأى بثاقب نظره وحسن بصيرته أن من العار على كل مسلم فى أية بقعة من بقاع العالم أن تقوم دولة إسرائيل على أرض إسلامية دون أن تجد من يقاومها ويدفع هذا الخزى عن المسلمين كما رأى أن من المحتوم على المسلمين أن يعدوا شبابا يقوم بإخراج الانجليز من مصر باعتبارها منارة العالم الاسلامى كله . لهذا أقام هذا التشكيل المسمى بالنظام لدفع الأخطار التى تحيط بمصر وللأسف الشديد والحزن المرير أن الصليبية والشيوعية والصهيونية أدركت حقيقة هذا التشكيل وخطره عليها فتسللت الى أ ذهان حكام البلاد الاسلامية بأساليبها الخسيسة توسوس لهم بان هذا التشكيل خطير عليهم وأنه سيحد من سلطانهم إن لم يذهب به وصدق الحكام هذه الدسائس فكانوا البادئين بالتنكيل بالاخوان المسلمين وأعداء الاسلام يمدونهم بالتقارير المزيفة ليزيدوا النار اشتعالا وقد ساعد على ذلك الأخطاء التى وقع فيها بعض الشباب من أعضاء النظام مثل قتل المستشار الخازندار فقد أساء بعض الشباب الفهم فى تصرف قانونى سليم ولكن لجهلهم بالقانون اقترفوا جريمتهم بدون وعى الأمر الذى أزعج المرشد كثيرا وأحزنه واوقعه فى الحرج . وحقيقة هذا الحادث أن بعض الشباب المسلم كان يتعقب ضباط الجيش الانجليزى للتخلص منهم سعيا وراء تحرير بلدهم المسلم من حكم صليبى . وقبض على بعض هؤلاء الشباب وحكم عليهم المستشار الخازندار ـ رحمه الله ـ بعشر سنوات .

فى تلك الأيام نفسها عثر على شابين مقتولين فى حديقة " انطونيادس " فى الاسكندرية ولم يعثر للفاعل على أثر فتقيد الحادث ضد مجهول . ثم وجد ثالث بين الحياة والموت وامكن إغاثته فشفى وقال إن مقاولا ثريا صحبه الى تلك الحديقة بعد منتصف الليل وقضيا وقتا معا ثم شرع فى قتله ولم يتركه إلا بعد أن ظن أنه فارق الحياة .

فقبض على هذا المقاول ـ الذى كان يدعى قناوى ـ وحوكم ولم يثبت عليه إرتكاب الجريمة الاولى لعدم ثبوت الأدلة وتثبت قضية الشروع فى قتل الشاب الثالث ويحكم على قناوى بالحبس ثمانية أعوام بالاشغال الشاقة .

وقد قارن الشباب المسلم بين الحكمين وبين الهدف منهما فظن مخطئو الظنون بالسيد المستشار وأقدموا على قتله دون علم من قيادة الاخوان بما جرى وقد فوجئت به القيادة الاخوانية كما فوجىء به الناس فى الصحف .

وقد جعل أعداء الدعوة هذا الحادث وسيلة للإيقاع بجماعة ا لاخوان كلها وأثاروا على الاخوان حربا شعواء .

وأفاض فضيلة الامام ا لشهيد " حسن البنا " ـ فى لقائنا الأول ـ فى أهداف الدعوة ووسائلها المشروعة وكان يتكلم فى صدق المخلصين وأسى المحزونين على ما يصيب المسلمين فى كل أنحاء الأرض . والطعنة التى أصابت المسلمين بالقضاء على الخلافة وأنه إذا كان بعض الخلفاء قد أساءوا أو أنحرفوا فليس معنى ذلك أن ا لخلافة هى التى أساءت أو انحرفت وهذا الأمر لا يجهله إنسان منصف . فالنظرية شىء والتطبيق شىء آخر .

ولو كان الأمر على ما يصوره المغرضون لكان الاسلام أسوأ دين فى العالم لما عليه المسلمون الآن من تفريط فى كل شىء حتى الرجولة والكرامة .

ولكن ما أبعد الشقة بينالاسلام وبين تفريط المسلمين وقد قال أحد الذين أسلموا : إننى لو رأيت المسلمين قبل أن أقرأ ما قرأت عن عظمة الاسلام لما أقدمت على الاسلام .

فهرس الكتاب