برقية عاجلة لقادة الانقلاب العسكري.. بقلم السعيد الخميسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
برقية عاجلة لقادة الانقلاب العسكري.. بقلم السعيد الخميسي

بتاريخ : الثلاثاء 08 اكتوبر 2013

هذه رسالتي إلى قادة الانقلاب العسكري لمن كان له فيهم قلبا بين أضلعه أو القي السمع وهو شهيد . فالاعتراف بالخطأ خير من التمسك بأهدابه المهلهلة الواهية التي هى اضعف من خيط العنكبوت .

والرجوع للحق خير من التمادي فى الباطل ورب يوم بكيت منه فلما صرت فى غيره بكيت عليه.

وربما يأتي اليوم الذي تتباكون فيه على مااقترفت يداكم فى حق الوطن وإلغاء إرادة شعبه وسحقها ومضغها بل وبلعها حتى لايكون لها أثر فى العالمين . .

وعسى أن يكون قريبا فالله لايعجزه شئ فى الأرض ولافى السماء. فمن نام عن نصرة الحق أنبهته الشدائد ومن صمم على الباطل سحقته المكائد.

ومن قدم الخير سلم ومن اعترف بذنبه وخطأه سلم . ومن نظر فى العواقب سلم من النوائب ومن استحلى معاداة الأحرار سلط الله عليه الأشرار. ومن فعل ماشاء لقي ماساء .

ومن قلت فكرته اشتدت عثرته ولا تنسوا أنه من اصفر لونه بحسن النصيحة اسود وجهه بقبح الفضيحة فاقبلوا نصيحة الناصحين قبل أن ترتدوا على أعقابكم خاسرين نادمين .

* أقول لكم :

* أولا :

لقد جئتم منكرا من القول وزورا حين كذبتم وخدعتم الشعب وزعمتم أنكم استجبتم لمطالب الشعب بهذا الانقلاب الدموي العسكري. وما الشعب الذي تزعمون أنكم استجبتم له سوى ثلة من فلول النظام السابق يتقدمهم ثلة أخرى من متطرفي العلمانية والشيوعية والانا ركية ومتطرفي الأقباط فى الداخل والخارج وبعض الأحزاب الورقية الهلامية التي لاوزن لها فى حارة ضيقة لايعلم احد عنوانها ولا مكانها...! يساندهم ويدعمهم قلة من كارهي التيار الاسلامى كراهية التحريم..!
تدعمهم أجهزة أمنية فسدت وتعفنت حتى صارت كالخنفساء الخبيثة تموت إذا شمت روائح الورود وتحيا وتتضخم وتزدهر وتنتعش إذا شربت من المستنقعات النتة وأكلت من مخلفات القمامة...!
هذه هى مكونات الشعب الذي تدعون ظلما وزورا أنكم انقلبتم على الشرعية من اجل سواد عيونه...!؟
ولو كنتم صادقين فيما تدعون لاستفتيتم الشعب فى خريطة طريقكم المزيفة التي لاوزن لها ولاقيمة لها ولكنكم تعلمون الحقيقة لذا فانتم تتمسكون بباطلكم حتى آخر رمق..!

* ثانيا :

إذا كنتم تعتقدون أنكم تملكون أدوات البطش والإرهاب والكبت والقمع لهذا الشعب فقد خانتكم ذاكرتكم الممتلئة بالثقوب لان الشعب لن يدخل بيت الطاعة مرة أخرى ولن يركع أمام رصاصتكم الغادرة وقنابلكم المارقة وخططكم الفاشلة .
وقلبوا صفحات التاريخ أن كنتم تجيدون القراءة والكتابة لتعلموا أن من سبقوكم كانوا أكثر منكم قوة وأكثر جمعا واشد إرهابا فما زادهم ذلك إلا ضعفا وخوفا وهزيمة أمام إرادة الثوار الأحرار الذين أعلنوها صراحة أن رصاصة فى القلب أحب إليهم من صفعة على الوجه...!
فقد مضى زمن الضعف والهوان والاستسلام. ولن تكونوا يوما ما اشد قوة ولااكثر بطشا من أجهزة الطاغية المخلوع الإرهابية القمعية التي استباحت عرض الشعب ودمائه 30 سنة كاملة وهانتم أولاء تقتفون أثره وتسيرون على نهجه...!

* ثالثا :

إذا كنتم تستمدون قوتكم من قوى غربية كارهة لهذا الوطن ومتآمرة عليه وأموال حرام تنهال على رؤوسكم من كل حدب وصوب من جهات مشبوهة ومعلومة, فانا نستمد قوتنا من الله أولا ثم من إرادة هذا الشعب التي لاتلين ومن عزيمته التى لايتطرق اليها ضعف ولايعدو عليها تلون ولا تغير ولا تحول . وماقهر باطل حقا يوما إلا بتقاعس أهل الحق عن نصرة حقهم .
وهانحن ذا قد عقدنا العزم أننا أمامنا طريقان لاثالث لهما : أولها أن نعيش أحرارا أعزاء إلى يوم الدين أو نموت شهداء واقفين فى الميادين مدافعين عن استرداد حقنا فى حياة حرة كريمة .

* رابعا :

* أتوجه إليكم أيها الانقلابيون الدمويون بأسئلة منطقية موضوعية :

* علام تراهنون فى انقلابكم الدموي العسكري الغاشم ...؟ هل تراهنون على ضعف إرادتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس...؟
  • هل تراهنون على حرصنا على حياتنا وخوفنا من الموت وتمسكنا بالحياة حتى لوكانت حياة الديدان فى الجحور التى تداس بالأقدام..؟
  • هل تراهنون على اعترافنا بسياسة الأمر الواقع وانه ليس فى الإمكان أفضل مما كان...؟
  • هل تراهنون على حشدكم للبلطجية المسلحين بكل أنواع الأسلحة التي زودتموهم بها لقتل الأبرياء الشرفاء المرابطين فى الميادين..؟
  • هل تراهنون على قمع وإرهاب أجهزة أمنية فسدت وتعفنت حتى أزكمت رائحتها الخبيثة الكريهة الأنوف...؟
  • هل تراهنون على بيانتكم التافهة الفارغة التى تسقطوها من حين لآخر على المعتصمين المرابطين لتخوفوهم وترهبوهم وكأنهم جنود احتلال ..؟
  • أم أنكم تراهنون على إراقة دماء الأبرياء واعتقال الشرفاء وتلفيق التهم للثوار الأحرار وإطلاق آلة الكذب والتشويه والتدليس والتزوير المسعورة والمأجورة...؟

* خاب ظنكم وفشل مسعاكم:

إن كنتم تظنون – وان بعض الظن إثم – أن ماسبق ذكره رهانات مضمونة سوف تضمن لكم استمراركم فى الوقوف بأحذيتكم على جماجم المصريين فقد أسأتم الظن وخسرتم الرهان وكنتم قوما بورا لامستقبل لكم ولاخلاق لكم ولاستمرار لكم وقد حفرتم قبوركم بأيديكم وكتبتم نهايتكم بأناملكم وأيديكم التى تلطخت وتلوثت بدماء المصريين الذين يدافعون عن حق هذا الوطن فى حياة حرة كريمة.

* وكأني بكم تسألوننا وحق لكم السؤال على اى شئ نراهن نحن فى مواقفنا الصلبة القوية التي لايتطرق اليها ضعف ولاوهن ولا تردد ولا خوف ..؟

* نقولها عالية مدوية فى الافاق ليسمع العالم كله :

نراهن على أننا أصحاب قضية عادلة .. قضية وطن تم اختطافة من قبل قراصنة سرقوا حلم شعب مصر ونهبوا حاضره واغتالوا مستقبله برصاصات الخيانة على حين غفلة من شعب مصر . قضيتنا هى استرداد هذا الوطن من بين أنياب القراصنة الانقلابيين الدمويين الذين استحلوا الدماء وانتهكوا الإعراض جهارا نهارا .
نراهن على نصر الله وتأييده لأهل الحق ماتمسكوا بحقهم لاسترداد حقهم المسلوب من بين مخالب الذئاب الجائعة المتوحشة التى تقطر فمها بالدماء الذكية البريئة ولن يضيع حق وراءه مطالب.
نراهن على صمودنا وثباتنا فى الميادين مهما أطلقتم علينا من رصاص ومهما أوقعتم فينا من شهداء ومهما استعنتم بأرباب السوابق والمجرمين الذين لايختلفوا عنكم كثيرا فانتم فى الاجرام سواء...!
نراهن على أن موت كريم عزيز شريف أفضل كثيرا من حياة ذليلة حقيرة لاقيمة لها ولاطائل من ورائها ومن يحرص على الموت توهب له الحياة.
نراهن على أننا اشد حرصا على الموت دفاعا عن هذا الدين وعن هذا الوطن من حرصكم انتم على حياة .. أى حياة حتى لو كانت حياة السكارى والمخمورين الذين لايفيقون من سكرهم إلا على أبواب القبور حيث منكر ونكير...!
نراهن على انه لارجوع للوراء ولا عودة للماضي مهما كانت التكاليف الباهظة التي نتكبدها يوما بعد يوم إيمانا منا بقول الله تعالى : " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون " نعم... نرجو من الله الثبات والتوفيق والسداد والقبول والمغفرة... أما انتم فراجعوا أجندتكم ونياتكم لتعلموا علم اليقين لحساب من تعملون ومن اجل من تجاهدون ولإرضاء من تقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق..؟

* أيها الانقلابيون الدمويون :

مازال الوقت أمامكم لتتراجعوا عن ما ارتكبتموه من جرائم فى حق هذا الشعب من انقلاب على الشرعية ومصادرة حق الشعب فى ادرة شئون بلاده وان تقدموا القتلة مصاصي الدماء الذين قتلوا المصلين وهم سجود إلى محاكمة عادلة.. إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير .
مازال الوقت أمامكم للخروج من هذا المأزق الذي وضعتم أنفسكم فيه فاالرجوع للحق مبكرا خيرا من التمادى فى الباطل إلى مالانهاية لان ذلك سوف يكلفكم انتم مالاطاقة لكم به من مواجهة شعب قهر الخوف وصمم على استرداد حقه المخطوف وإرادته المسلوبة .
مازال الوقت أمامكم لكى تعتذروا للشعب عن تلك الأزمات التى أوقعتم الوطن فيها حتى أصبح الوطن كله على شفا جرف هار وأول ماينهار لاقدر الله فستكونون انتم فى مقدمة الصفوف تدفعون ثمن مؤامرتكم فى يوم بل فى لحظة لن تجدوا فيها ثمن تلك الفاتورة الباهظة ولو كنتم تملكون خزائن الأرض من الذهب والفضة لان الثمن ساعتها لن يكون بالدرهم والدينار...!

* قولا واحدا أيها الانقلابيون الدمويون :

القوى من كف أذاه وغلب هواه وعلم منتهاه . والضعيف من امتد أذاه وغلبه هواه ولم يعلم بدايته ولا منتهاه فركب الهوى وأدركه العمى.
وأفضل الناس من كاب بعيبه بصيرا وبعيب غيره ضريرا فافتحوا عيونكم على عيوبكم لتعلموا قدركم عند ربكم وعند الناس ولا تكونوا كالعيس فى البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهرها محمول..!
فالحلول أمامكم كثيرة فلاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة وتجرون وراءكم شعبا يرفض الفساد ويرفض الانقلاب وتحويل الوطن إلى طوائف متناحرة يقتل بعضهم بعضا .
واعلموا أن الله إذا كره قوما حبب إليهم المال وبسط إليهم الآمال وشغلهم بدنياهم ووكلهم إلى هواهم فركبوا الفساد وظلموا العباد وتلك بداية النهاية .
فهل تحبون أن تكون تلك نهايتكم...؟ اللهم بلغت ... اللهم فاشهد فأنت الحكم العدل بيننا وبين القوم الظالمين. والحمد الله رب العالمين .

المصدر