بنو إسرائيل في فلسطين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


بنو إسرائيل في فلسطين

لم يكن وجود "بني إسرائيل" في "فلسطين" إلا وجودًا عابرًا، فلم يكن لهم ارتباط أبدًا في يوم من الأيام بتلك الأرض، ولم يكونوا بها إلا لاجئين أو عابري سبيل، وبرغم كلِّ المزاعم الصهيونية والدعايات الكاذبة التي تزعم أن اليهود إنما يعودون إلى أرضهم القديمة، فإن حقائق التاريخ تشهد أنه لم يكن لهم أبدًا أي حق في "فلسطين" على مرِّ الأزمان والعصور.

نشأة "بني إسرائيل":

كان "إبراهيم" الخليل - عليه السلام - قد خرج منذ نحو ألفي سنة قبل الميلاد، من بلدته "أور" بجنوب"العراق"، متجهًا إلى "مصر"، فأقام بعض الوقت في أرض"كنعان" -"فلسطين" - ثم اتجه إلى"مصر" حيث ظل بها بعض الوقت، ثم عاد إلى أرض "فلسطين" واستقر بها، وفي ذلك الوقت رزقه الله تعالى بابنه "إسماعيل"- عليه السلام - من زوجته "هاجر" التي كان ملك "مصر" قد أهداها إلى"سارة"، ثم رزقه الله تعالى بعد ذلك بابنه "إسحاق"- عليه السلام - من زوجته "سارة".

وما لبث "إبراهيم"- عليه السلام - أن تُوفي تاركًا ابنه "إسماعيل" في الجزيرة العربية، وابنه "إسحاق" في"فلسطين"، وقد رُزق "إسحاق" بولدين هما "عيسو" و"يعقوب" -"إسرائيل"- وهو الذي تنسب إليه "بنو إسرائيل"، والذي أنجب "يوسف" الصديق عليه السلام.

وكان"يوسف بن يعقوب"- عليهما السلام - قد دخل "مصر" سنة (1729) قبل الميلاد، ثم تولى الوزارة فيها، وأرسل إلى أبيه وإخوته، وفي عهده زاد عدد "بني إسرائيل" في "مصر"، وزادت أموالهم وعظم نفوذهم، وظلوا يعيشون في"مصر" وهم يتمتعون بحرية دينية كاملة، ويحتفظون بتقاليدهم، حتى زاد خوف المصريين من زيادة عددهم وكثرة ثرواتهم.

وعندما ظهر "موسى"- عليه السلام - كان عدد "بني إسرائيل" في "مصر" قد زاد زيادة كبيرة، وخاصة في عهد "رمسيس الثاني"، وتدخلوا في اقتصاديات البلاد وسياستها، فخاف المصريون من تصاعد نفوذهم، خاصة مع ما كانوا يثيرونه من قلاقل وفتن مستمرة، وتصدى لهم فرعون بشدة وعنف، فبطش بهم وقام باضطهادهم وسخرهم في خدمته، مما دفعهم إلى الخروج من "مصر" مع "موسى" عليه السلام.

خروج "بني إسرائيل" من "مصر" في عهد "موسى" عليه السلام: في نحو سنة (1213) قبل الميلاد خرج "بنو إسرائيل" من "مصر" ليلاً؛ هربًا من فرعون "مصر"حاملين معهم ما استعاروه من ذهب المصريين وحليهم؛ وخرج فرعون بجيشه على أثرهم ليردهم إلى "مصر"؛ حتى لا يتحالفوا مع أعداء "مصر" ويغزوها بعد ذلك، وخاصة أن عددهم كان كبيرًا، وكان معهم من الكثير الأموال والذهب.

حروب "يوشع بن نون" مع "الكنعانين":

وعندما عبر"بنو إسرائيل" البحر ودخلوا أرض "سيناء" جمع "موسى"- عليه السلام - القوم وأخبرهم برغبته في دخول "بيت المقدس"، فرفض "بنو إسرائيل"؛ بحجة أن فيها قومًا جبارين، وأنه لا طاقة لهم بحربهم، وأنهم لن يدخلوها إلا بعد خروج أهلها منها، وعصوا أمر نبيهم "موسى"- عليه السلام - فلما يئس منهم دعا ربه أن يفرق بينه وبينهم حتى لا يقيم مع هؤلاء العصاة الجاحدين، فيتعرض بسببهم لغضب الله تعالى، فعاقبهم الله تعالى بالتيه في الأرض لمدة أربعين سنة.

وخلال تلك الفترة توفي "موسى"- عليه السلام - ولحق به "هارون"- عليه السلام - فخلفه "يوشع بن نون" على قيادة "بني إسرائيل"، وهو الذي خرج في"بني إسرائيل" نحو الشمال حتى وصل بهم إلى بلاد "الأردن" شرقي النهر، ثم اتجه ناحية "فلسطين"، ثم بدأ في الهجوم على مدينة"أريحا" واستولى عليها، واستمر في غزو باقي المدن الفلسطينية.

وظل "بنو إسرائيل" يتقدمون إلى المدن فيحاصرونها ويقتلون أهلها ويُحَرِّقُونَها بالنار، وتساقطت أمامهم المدن الحصينة الواحدة تلو الأخرى، ولم تمر سنة (1100) قبل الميلاد إلا وكان "بنو إسرائيل" قد استولوا على معظم مدن أرض"كنعان" (فلسطين).

مُلك "داود" و"سليمان" عليهما السلام:

وفي سنة (1048) قبل الميلاد تولى "داود"- عليه السلام - المُلْكَ على"بني إسرائيل" على إثر قتله" جالوت "زعيم "العماليق"، ومشاركته "طالوت" في المُلْكِ وزواجه من ابنته، ولما خضعت أراضي "كنعان" لبني إسرائيل قام "داود"- عليه السلام - بإدخال التابوت إلى "أورشليم" (القدس)، ودخل في كثير من الحروب مع أهل "فلسطين" كان النصر فيها دائمًا حليفًا لداود عليه السلام، وكان آخر هذه الحروب سنة (1021) قبل الميلاد.

وفي سنة (1015) قبل الميلاد توفي"داود"- عليه السلام - وتولى المُلْكَ من بعده ابنه "سليمان"، وكان مَلِكًا حكيمًا ذا ثروة واسعة وسلطان عظيم، وفي سنة (1012) قبل الميلاد بدأ في بناء هيكل "أورشليم" الشهير، وأنفق عليه أموالاً كثيرة، وأتي له بخشب من"لبنان" بمساعدة ملك "صور"، وزين الهيكل بنقوش من الذهب، واستمر البناء لمدة ثماني سنوات حتى انتهى سنة (1004) قبل الميلاد.

مُلْكُ الآشوريين:

عاش "بنو إسرائيل" مع الفلسطينيين فترة كبيرة من الزمن تلك المملكة العظيمة تحت حكم "سليمان"- عليه السلام - لكنها ما لبثت أن انهارت على إثر موته سنة (930) قبل الميلاد، وانقسمت إلى قسمين: الأولى مملكة "إسرائيل" وعاصمتها "السامرة" (نابلس)، والأخرى "يهوذا" وعاصمتها "أورشليم" (القدس)، واندمجت الأولى في إمبراطورية "آشور" فيما بين عامي (721) و (715) قبل الميلاد، وبقيت الأخرى كما هي حتى سنة (585) قبل الميلاد عندما قام ملك الآشوري "بخت نصر"بغزو" بني إسرائيل" في مملكة "أورشليم"، ونهبها ودمرها ودمر الهيكل، وسبى اليهود وخرج بهم إلى "بابل".

وظل اليهود يعيشون في السبي حتى سنة (538) قبل الميلاد عندما سمح لهم الملك "قورش" - ملك"بابل"- بالعودة إلى أرض "فلسطين"، فبقي بعضهم بأرض "بابل"، ورجع البعض الآخر، وقاموا بإعادة بناء الهيكل بتصريح من الملك"قورش" نفسه.