بيانات الإخوان قبل 25 يناير وتأثيرها في الثورة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
بيانات الإخوان قبل 25 يناير وتأثيرها في الثورة


إخوان ويكي

أصدر الإخوان ثلاثة بيانات فى الأسبوع الأول عقب نجاح الثورة التونسية 14 يناير فى أوقات متقاربة ، فالأول يوم السبت 15 يناير ثم تلاها البيان الثانى يوم الأربعاء 19 يناير ثم البيان الثالث الأحد 23 يناير، وتمثل تلك البيانات الثلاثة الركيزة الأولى للتهيئة والإعداد لمظاهرات 25 يناير، وهم بذلك سبقوا جميع القوى السياسية فى الدعوة إلى الاستفادة من الحدث التونسى وتكراره فى مصر

وإذا استعرضنا أخبار مظاهرات 25 يناير فى الصحف نجد أن الصحف المستقلة التى تهتم بنشر أخبار الحركات المعارضة لمبارك مثل صحف نجد أنها لم تشر إلى التظاهرات المرتقبة يوم 25 يناير حتى يوم الخميس 20 يناير سوى إشارة من بعيد عن قيام حزب مبارك بالترويج له يوم 25 يناير كحملة مضادة للدعوات التى انتشرت على صفحات الفيس بوك. (1)

وبدأت الصحف تنشر الدعوات إلى مظاهرات يوم الغضب 25 يناير فى يوم الجمعة 21 يناير، ففى صحيفة (المصرى اليوم) جاء الخبر

" دعوة على "فيس بوك" للتظاهر يوم 25 يناير شعارها "فعلتها تونس" وشباب "الوطنى" يردون: (لا لتخريب مصر) ... وبدأت الدعوة على صفحة "خالد سعيد"، وجذبت أكثر من ٥٤ ألف مشترك حتى الآن" ونشرت صحيفة الشروق فى نفس التاريخ على الصفحة الرابعة الخبر كالتالى : (60 ألف ناشط افتراضى يشاركون فى مظاهرات عيد الشرطة) .

وفى يوم السبت 22 يناير ذكرت الشروق بعددها الصادر ويحمل رقم 721 فى صفحتها الرابعة تحت عنوان (25 يناير توحد الهدف وتغيرت الدوافع) وجاء فى التحقيق أن الدعوة على صفحة "كلنا خالد سعيد" للثورة على التعذيب والفقر والفساد والبطالة ...

وعرضت الصفحة مطالب المظاهرة تحت عنوان "يلا يا شعب قوم وفوق" رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 جنية ، إلغاء العمل بحالة الطوارئ ، إقالة وزير الداخلية ، الإفراج عن كل المعتقلين بدون أحكام قضائية ، المطالبة بحل مجلس الشعب ، إعادة الانتخابات مع ضمان نزاهتها ، تعديل الدستور لمنع ترشيح أى رئيس لأكثر من مرتين .

ومن هنا فقد جاء بيانا الإخوان يوم السبت 15 يناير والأربعاء 19 يناير رائدا لكل الحركات السياسية والشبابية المعارضة لمبارك فى الدعوة إلى الاستفادة من الحدث التونسى وتقدموا بمطالب للإصلاح السياسى والاجتماعى حتى لا تحدث ثورة على غرار تونس، ونعت الإخوان حكم مبارك بـ (النظام) على غرار نظام بن على الذى سقط تحت الإرادة الشعبية

وطالبوا نظام مبارك أن يأخذ من درس تونس العبرة بأن الشعوب قادرة على مواجهة الاستبداد والفساد ونيل حريتها ،ومحذرة من مغبة حدوث ثورة فى مصر على غرار تونس ، فالأحوال التى هيأت الشعب التونسى للثورة هى عينها فى مصر ، بينما بدأ الاهتمام حركات المعارضة بتحديد موقفها من الدعوة لمظاهرات 25 يناير بعد 20 يناير كما تشير الصحف.

اهتمام الصحف ببيانات الإخوان وموقفهم من التظاهر يوم 25 يناير

ظل الإخوان وحركات المعارضة يناضلون بالتظاهر والتنسيق والتعاون ضد نظام مبارك ، فكانوا يمثلون الزخم الشعبى الذى يعطى التظاهرات طابعا شعبيا عامة يزعج النظام، لذا فقد اهتمت الصحف المستقلة والحكومية اهتمام كبيرا ببيانات الإخوان، وموقفهم كإحدى حركات المعارضة المؤثرة ضد مبارك والتى لها انتشار واسع فى محافظات مصر، ولها القدرة على حشد الشارع وحسن تنظيمهم مما يعطى التظاهرات فى هذا اليوم قوة شعبية .

وبعد بيان الإخوان الثانى 19 يناير حددت القوى الشبابية يوم 25 يناير يوم عيد الشرطة للتظاهر ضد ممارسات الشرطة القمعية بحق المواطنين ، وأصبحت السلطة الحاكمة وحركات المعارضة ترتب لذلك اليوم كل بوسائله ، فالسلطة الحاكمة تعرف ماتريد وهو إنهاء تلك المظاهرات وتفريغها من مضمونها بالقمع والاعتقال ، وكانت حركات المعارضة يترقب كل منهم الآخر وموقفه من المشاركة فى التظاهر حتى يخرج هذا اليوم قويا ويجبر النظام على الاستجابة لمطالبه ، ولا يكون بمفرده فى مواجهة النظام .

وجاءت الصحف قبل يوم 25 يناير ترصد تصريحات قيادات الإخوان حول مظاهرات فى ذلك اليوم، ومن ذلك:

نشرت صحيفة الشروق ما تعرض له الإخوان من تهديد بقولها: هددت قيادات أمنية مسئولى المكاتب الإدارية لجماعة الإخوان المسلمين بالمحافظات باعتقال الجماعة بالمحافظات باعتقال أعضاء الجماعة والتصعيد ضدها والدخول فى مواجهات عنيفة معها فى حالة خروج أعضائها للتظاهر غدا ، وذلك بحسب بيان نشرته الجماعة على موقعها الألكترونى أمس ، وقالت الجماعة إنه عقب إصدارها بيانا بمتطلبات الإصلاح الحقيقى السياسى والاقتصادى وكيفية تحقيق احترام حقوق الشعب .. تم استدعاء مسئولى الإخوان فى المحافظات من قبل قيادات أمنية وهددتهم بالمواجهة العنيفة وربما الدامية فى حالة النزول إلى الشارع لإعلان المطالب الشعبية .

ووصفت الجماعة هذا التصرف برد الفعل المتعجل الذى يخلو من الحكمة والكياسة .. وأضاف البيان:

" لا يتصور عاقل أن أسلوب التهديد والوعيد يمكن أن يخيفنا ؛ لأننا نعمل لله من أجل تحقيق مصلحة الأمة" وشددت الجماعة على أن موقفها لن يكون إلا وسط الشعب ، وتسعى معه فى كل الأنشطة التى تقرب ساعة الحرية .. (2)

ونشرت صحيفة الدستور نفس الخبر السابق على التهديدات الأمنية للجماعة حيث قالت:

" قالت جماعة الإخوان المسلمين أنها تعرضت لتهديدات أمنية بالبطش والاعتقال والمواجهة العنيفة وربما الدامية في حالة النزول إلى الشارع ... ." (3)

وكتب محمد علي إبراهيم رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) يوم 21 يناير بالرد علي بيان الإخوان بأسلوبه المعهود فى التهكم و إلباس الباطل ثوب الحق تحت عموده الثابت (قليل من الذكاء) تحت عنوان: " الإخوان والانتخابات الرئاسية .. ركبوا ثورة تونس .. يضللون الناس ويطلبون إنهاء الدولة المدنية"!

ويقول:

"كالعادة بدأ الإخوان المسلمون التحرك مستغلين ما يحدث فى تونس .. نشروا على مواقعهم بيانا يدعو إلى ثورة مشابهة لما حدث فيها .. ليس خافيا على أحد أن بيان الإخوان نشرعلى المواقع الالكترونية في الوقت الذي دخل فيه الرئيس الإيراني أحمدى نجاد على الخط ، وقال إن تونس تسير الآن نحو إقامة حكم إسلامي .. وأعتقد أن هذا هو السبب في البيان الذي أصدره الإخوان وحرضوا فيه على الثورة والانتفاضة الشعبية مثلما حدث فى تونس"! (4)

ثم واصل فى اليوم التالى الهجوم على الإخوان لدعوتهم إلى ثورة فى مصر مثل ما حدث فى تونس فى عموده (قليل من الذكاء) بقوله:

هل يستعد الإسلاميون العرب للدولة الدينية، وتحت العنوان صور: الدكتور محمد بديع والشيخ حسن نصر الله والدكتور حسن الترابي ثم يقول: على موقع البوابة الالكترونية لصحيفة "الوفد" حملة تدعو القراء للمشاركة وتقول: " فعلتها تونس يوم 15 يناير فهل تفعلها مصر يوم 25 يناير" .

الحملة بدأها موقع الإخوان المسلمين وتبعه مؤتمر لهم فى نقابة المحامين طالبوا فيه بضروة أن ينزل المصريون للشارع ليحتذوا حذو زملائهم التوانسة ... نواب الإخوان المسلمين السابقون فى البرلمان (سعد الحسيني والكتاتنى) مع د. حسن نافعة والمستشار محمود الخضيرى ود. أحمد أبو بركة ، وجمال تاج ود. مجدى قرقر عقدوا مؤتمرا بنقابة المحامين دعوا فيه إلى قيام ثورة للشعب المصرى اقتداء بتونس وذلك تحسينا لأوضاع المعيشة وإعطائه فرصة الحرية ..

الخطأ البالغ الذى يجرى فى المشهد السياسى المصرى الآن هو محاولة سرقة الانتفاضة الشعبية فى تونس وامتطائها لصالح حركات سياسية وأهداف أيديولوجية هى أبعد ماتكون عن الشارع المصرى ، هذه الأحزاب وجماعة الإخوان تحاول سرقة انتفاضة شعبية لم تستطع هى أن تفجرها بكل مؤتمراتها وأحزابها وتوقيعاتها الالكترونية . (5)

وأكدت صحيفة (المصرى اليوم) دعوة الإخوان للمشاركة فى مظاهرات يوم الغضب 25 يناير بتفصيل أكثر؛ فتقول:

أعلن عدد من ممثلى القوى السياسية المعارضة والحركات الاحتجاجية، وجماعة الإخوان المسلمين، عن مشاركتهم فى المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، المقرر تنظيمها اليوم، تزامنا مع الاحتفال بعيد الشرطة، وأطلقوا على هذه الوقفات "يوم الغضب"، احتجاجاً على ما اسموه تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

وأكد عدد من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" أن "الجماعة" أصدرت تعليماتها إلى رؤساء المكاتب الإدارية بالتركيز على المطالب العشرة، التى أعلنتها "الجماعة" قبل أيام ومنها إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين.

قال المهندس سعد الحسيني،عضو مكتب الإرشاد:

إن قيادات "الجماعة" أصدرت تعليماتها إلى المكاتب الإدارية فى المحافظات بالتنبيه على المشاركين من أعضاء "الجماعة" فى الوقفة الاحتجاجية اليوم بالتركيز على المطالب العشرة التى أعلنتها القيادة الإخوانية قبل أيام ،ولفت إلى أن التعليمات شددت على ضرورة الابتعاد عن الاحتكاك بالأمن.

وأضاف الحسينى:

هدفنا من المشاركة هو الوصول إلى الإصلاح السياسى، ولذلك نرى أنه من الأهمية أن يتم من خلال المطالبات الشعبية بشكل راق وقانونى، ولذا نناشد النظام أن يعود إلى عقله ويبادر بالتغيير، الذى يتطلع إليه المصريون جميعا

وتابع:

أهم مطالبنا العشرة التى ننادى بها اليوم هو عدم احتكار السلطة، ومحاسبة ناهبى أموال المصريين، وتصحيح التزوير الخاص بالانتخابات البرلمانية، وانتخاب مجلس شعب جديد، وإلغاء حالة الطوارئ، وحرية تكوين الأحزاب والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وأشار الحسينى إلى أن الأجهزة الأمنية هددت بعض رؤساء المكاتب الإدارية حال مشاركتهم فى وقفة اليوم، ووجهت النصيحة إلى بعض المكاتب بعدم المشاركة، وعلق الحسينى بقوله: نرفض تهديدات "الأمن" لأننا نعمل لصالح الوطن، ولا نخشى سوى الله.

وقال الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد ، "الجماعة" ستشارك من خلال شبابها فى جميع المحافظات، وأوضح أن قرار المشاركة صاحبته تعليمات بضرورة الابتعاد عن الاحتكاك بالأمن، وعدم الانجراف إلى "التخريب" ، حفاظاً على الأموال العامة. (6)

وأكد الإخوان فى بياناتهم الورقية وعلى موقعهم الالكترونى وتصريحاتهم فى الفضائيات على نزولهم فى مظاهرات 25 يناير، ودعوة جميع قوى المعارضة للنزول ، وحرصوا على استخدام الوسائل الإعلامية المتاحة فى دعوتهم لمظاهرات 25 يناير، ففي اتصال هاتفي يوم 22 يناير لقناة الجزيرة الإخبارية مع الدكتور محمد البلتاجي أعرب عن مشاركة الإخوان المسلمين في تظاهرات 25 يناير القادم

وتحدث كذلك الدكتور عصام العريان يوم 23 يناير في كلمة مسجلة على موقع إخوان يوتيوب أن الإخوان سيشاركون في وقفة أمام القضاء العالي، وردا على الشائعات التى يتم بثها بأن الإخوان لا يدعون إلى التظاهر يوم 25 يناير أكد أنهم قرروا عدم منع شباب الإخوان في القاهرة وبقية المحافظات من المشاركة فيها..

وقال الدكتور محمد البلتاجي عضو البرلمان السابق

"إن الهدف من المشاركة تأصيل مشاركة الجماعة والبرلمان الشعبي مع المجتمع وتأكيد بطلان مجلس الشعب الحالي. وتزامن هذا مع إصدار الجماعة بيانا ينتقد التعامل الأمني مع الجماعة وتهديد قياداتها بالبطش حال نزولهم الشارع يوم 25 يناير،وأعلنت الجماعة رفضها لهذا التهديد والإرهاب الأمني وطالبت بالتعامل مع ملف الجماعة كملف سياسي لا أمني. (7)

المراجع

  1. نشرت صحيفة (المصرى اليوم) يوم الخميس 20 يناير العنوان: بدأت حملة " مبارك أمان لمصر" بتكثيف نشاطها، بعد أن قامت بتعليق ٢٠ ألف بوستر فى محافظتى القاهرة والإسكندرية، مكتوب عليها "يوم الوفاء للقائد والزعيم"، بينما حددت الحملة ٢٥ يناير المقبل لهذه المناسبة.
  2. الشروق: الإخوان: الأمن هدد باعتقال قياداتنا فى حال نزولنا الشارع ، 24 يناير 2011 - 2 من صفر 1432هـ ، العدد 733 ص3.
  3. صحيفة الدستور: الإخوان: تعرضنا لتهديدات أمنية لعدم النزول للشارع ..والحسيني لن نمنع شبابنا من المشاركة ، الأحد 23 يناير 2011 ص1.
  4. الجمهورية، الجمعة 17 من صفر 1432هـ - 21 يناير 2011 العدد (20843) ص3.
  5. الجمهورية 22 يناير 2011 ص3.
  6. القوى السياسية تكثف استعداداتها للمظاهرات اليوم وحملة "مبارك أمان لمصر" : مستعدون لمواجهة الغاضبين ، المصرى اليوم 25/ 1/ 2011 ص1.
  7. الوفد : "الإخوان" تشارك في احتجاجات 25 يناير ، الأحد 23 يناير 2011، ص3 .
شهر رمضان
شهر رمضان

بقلم الإمام الشهيد حسن البنا .. مؤسس جماعة الإخوان المسلمين

ها هو السحاب ينقشع، والغيم ينجاب ويتكشف، والسماء تبسم عن غرة الهلال كأنما هو قوس النصر أو رمز النور المبين، إنه هلال رمضان، الله أكبر الله أكبر، ربى وربك الله، هلال خير ورشد إن شاء الله، إنه هلال رمضان؛ شهر الأمة، وشهر الصوم، وشهر القرآن، وشهر المعانى السامية التى تفيض على قلوب من عرفوا حقيقة رمضان، واتصلوا بالملأ الأعلى فيه، وسمت أرواحهم إلى مرتبة الفهم عن الله، وما لنا لا نتحدث إلى إخواننا الكرام من بدء الإسلام عن شهر رمضان، ونطلعهم بخطرات النفس وخلجات الفكر، وهو شهر تفكره إضافة عميقة.

ربى وربك الله.. ربه الله لأنه واحد، ورب واحد يتصرف فى ملكوت السماوات والأرض، ويسيطر على عوالم الغيب والشهادة، ويتحكم فى الكون من أقصاه إلى أقصاه، والجميع بعد ذلك فى حق الوجود سواء (إِن كُلُّ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَنِ عَبْدًا) [مريم: 93].

إن الله هو الحاكم وحده، يحكم الأفلاك، ويحكم الأناس، ويهب لكل وجوده وهداه؛ فإن كان لأحد أن يتحكم فى الأولى فيغير مداراتهما، ويقيد حركاتها فإن له أن يتحكم فى الثانية؛ فيغل أيدى الناس، ويتحكم فى آجالهم وأرزاقهم، وليس ذلك إلا لله، فارقَ بروحك أيها الأخ المسلم، واسمُ بنفسك عن أن تكون عبدًا لغير ربك، واعلم أن هذا المعنى مما يلفتك إليه النبى صلى الله عليه وسلم حين يجعل من سنته فى تحية الهلال أن يقول: "ربى وربك الله" [المستدرك على الصحيحين].

شهر رمضان

بقلم / الأستاذ صالح عشماوي .. الوكيل العام لجماعة الإخوان المسلمين فترة الإمام البنا

الأستاذ صالح عشماوي شهر سما فوق الشهور، كرمه الله وميزه على مدى الأيام والعصور، فيه نزل القرآن معجزة الدهر، هدى ورحمة وسيبقى لشهر الصوم جلاله وستبقى لرمضان روعته ما بقي الإسلام وما حفظ القرآن وهو محفوظ إلى البعث والنشور.

شهر بين لياليه ليلة خير من ألف شهر، هي ليلة القدر، وبين أيامه يوم هو غرة جبين الدهر، ذلك هو يوم بدر، يوم التقى الجمعان، يوم اصطدم الكفر بالإيمان، يوم غلبت فئة قليلة فئة كبيرة بإذن الله..

شهر نهاره صيام وليله قيام وطابعه عفة وتقوى وإحسان، فيه شفاء للجسد وتطهير للنفس وغذاء للروح. تستريح أثناءه المعدة – وهي بيت الداء – لتستأنف نشاطها وتقوى على عملها طوال العام وتهذب في بحره النفس فتخفف من أهوائها ومطامعها وتحد من نزواتها وجموحها وتكسر من شهواتها وغرائزها وتصفو في مداه الروح فتتصل بالله، وتتلقى من الملأ الأعلى ما يفيض على الضمير حياة وعلى الناس صفاء وعلى القلب إيمانا.