بيان صادر عن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان صادر عن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين
8 / 1 / 2009 م

اجتمع مجلس شورى الجماعة يوم الخميس 11/محرم/1430هـ الموافق 8/1/2009م، اجتماعاً طارئاً، للتباحث في تطور الأحداث والعدوان الإجرامي على غزة الصمود والمقاومة.

وبعد مداولات واسعة، ونقاش معمق، فإن المجلس يؤكد على ما يلي:

1. الاحترام العظيم والتقدير العالي لأهل غزة بعامة وللمقاومة بخاصة، لجهادهم الملحمي الباسل، ولصمودهم الخارق، ولصبرهم الجميل، في مواجهة أعتى قوة استعمارية متوحشة في المنطقة.

2. إن هذا العدوان يستهدف الأمة بعامة وشعب فلسطين بخاصة في محاولة كسر إرادة المقاومة، وإجهاض أي مشروع نهضوي، وإعاقة أي منهج أو جهد أصيل يتمسك بثوابت الأمة وقضيتها المركزية (فلسطين) ويدافع عنها.

3. إن حماس هي طليعة المقاومة، والعمل الجهادي في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي الاستيطاني العدواني، والذي يشكل أكبر التهديدات وأخطرها لأمن واستقرار المنطقة العربية وفي مقدمتها الأردن، فهي خط الدفاع الأول عن المصالح العربية والأردنية ، فضلاً عن حقوق شعب فلسطين، حيث يسعى الكيان الصهيوني بدعم أمريكي وتواطؤ بعض العرب لتصفية القضية الفلسطينية وتمرير حل صهيوني على حساب الأردن.

4. إدانة هذا العدوان الوحشي الذي يشكل إبادة جماعية وجريمة حرب في أبشع صورها، والذي يشكل حلقة في سلسلة طويلة من تاريخ هذا الكيان الذي تأسس على الاغتصاب والقتل وتهجير السكان الأصليين.

5. إدانة كل أشكال التواطؤ والمشاركة من بعض الأنظمة العربية، إذ ساهمت هذه الحكومات منذ فترة في الحصار الظالم المتآمر لكسر إرادة المقاومة وعزلها جماهيرياً، وحرضت العدو على ضرب المقاومة، وحماس، وغزة، كإجراء تأديبي لمواقفها المستقلة والمتفردة، وأملاً في إعادة سلطة واهية، مشغولة بمصالح رموزها ومتعاونة مع عدو شعبها.

6. رفض المبادرات المغشوشة، والملغومة والمهزومة من جهة بعض الدول العربية وغير العربية، التي تتبنى رؤية العدو الصهيوني ومصالحه، ولا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني والمقاومة، وحقوق الذين شَنَّعَتْ بهم المحرقة الصهيونية، من أطفالٍ ونساءٍ وشيوخٍ، ومدنيين عُزَّل، والتي لم يسلم منها حتى النبات والحيوان.

7. وحدة الشعب الفلسطيني في كل البقاع في فلسطين والشتات، وبخاصة في الضفة وغزة وضرورة أن ينطلق أهلنا في الضفة الغربية دعماً لإخوانهم في غزة، وكسر كل القيود، وعلى قوات السلطة الانحياز لشعبها ولقضيتها وأن لا تكون حامياً لأمن العدو المحتل الذي ينكِّل بالأهل، أرضاً وإنساناً، حاضراً ومستقبلاً.

كما يطالب المجلس بما يلي:

1. عقد مؤتمر القمة العربي بأقصى سرعة، واتخاذ المواقف المشرفة والحافظة لحقوق الأمة، ودم أبنائها، والرادعة لعدوها، والإقلاع عن سلوك الهروب من المسؤولية الشرعية والتاريخية وإسقاط الأمانة والتخلي عنها.

2. قطع كل أشكال العلاقة مع العدو الصهيوني وإغلاق سفاراته وممثلياته في مختلف الأقطار العربية والإسلامية، وهذا أضعف الإيمان في هذه المرحلة.

3. إغلاق سفارة العدو في عمّان وطرد السفير الصهيوني وسحب السفير الأردني، وهذا أقل ما يمكن من عقوبات إزاء الجرائم الفظيعة وعمليات الإبادة الجماعية في غزة، تمهيداً لإلغاء معاهدة وادي عربة المشؤومة، وفي هذا المقام فإن المجلس يشيد بموقف الحكومات وكل الشرفاء الذين تميزوا في الوقوف مع الحق وإسناد أهله، وعلى الرغم من وجود توجهات ومواقف رسمية مقدرة للحكومة في بلدنا، إلا أن الموقف لا يزال دون المطلوب بكثير، مع تصاعد العدوان، وازدياد حالة الاحتقان في الشارع الأردني، الذي ما عاد يطيق رؤية وكر هذا العدو في عمّان.

4. العمل على تشكيل جيش شعبي وتدريب الشباب وإعدادهم إعداداً إيمانياً وثـقافياً أصيلاً وعسكرياً للمرحلة القادمة.

5. إن المجلس إذ يعبر عن تقديره لتفاعل شعبنا الأردني الكريم مع الأحداث، وعطائه الكبير، فإننا نهيب به بالاستمرار في الفعاليات والنشاطات، بفعالية وحيوية حتى ينتهي العدوان بهزيمة العدو بإذن الله تعالى.

6. كسر الحصار، وفتح المعابر، ولا سيما من مصر الشقيقة، ونقول للحكومة المصرية؛ ألم يأنِ لها أن تتوقف عن المشاركة في هذه الجريمة البشعة؟ وتُكفِّرَ عن خطاياها؟

7. تحرك الدول العربية والإسلامية تحركاً سريعاً وداعماً لغزة ولشعب فلسطين ووقف المحرقة والتعبير عن ضمير الأمة وأشواقها، ولو في الحد الأدنى، والتأكيد على حضور هذه الدول على الخارطة العالمية.

8. استمرار أبناء الأمة جميعاً وبخاصة العلماء وقادة الرأي والمثـقفون وكل الشرفاء في العالم؛ في نصرة شعب فلسطين وأهل غزة بخاصة، تجسيداً لوحدة الأمة والهدف والمصير، } وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ { [المؤمنون52]، وتأكيداً لرابطة العقيدة والدم، وإمساكاً بزمام المبادرة والفعل، وتميزاً عن مواقف الأنظمة والحكومات المخزية في بعضها، والواهنة في أغلبها.. وسينتصر الحق وأهله، وسيهزم الطغيان، ويهلك الظالم.. } وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ {

والله أكبر ولله الحمد

رئيس مجلس الشورى : الدكتور عبد اللطيف عربيات

المصدر