بيان من الإخوان المسلمين حول الأحداث الدامية في العراق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان من الإخوان المسلمين حول الأحداث الدامية في العراق


2006-26-02

بسم الله الرحمن الرحيم


﴿إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه.. وبعد!!

فإنَّ ما يحدثُ الآن في الساحةِ العراقيةِ يُدمي القلوب، ويُصيبنا جميعًا بالأسى والحزنِ العميق على العراقِ الجريحِ، أرضِ الخلافةِ الراشدةِ وبوابتها التي دافعتْ عن الأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ ردحًا طويلاً من الزمنِ.

لقد تابعنا ما يحدثُ عبْر وسائلِ الإعلامِ التي نقلتْ إلينا ما آلَمَنا وأقضَّ مضاجعَنا وتبيَّن لكلِّ ذي عينين ما فعلته المؤامرةُ الخبيثةُ ومكرُ المتربصين من أعداءِ الأمةِ بشعبِ العراق على مقاومته الوطنية للاحتلالِ البغيض.

إنَّ هذه الفتنةَ التي دُبِّرت بليلٍ لتضعُ الأمةَ العراقيةَ على فُوَّهَةِِ بركانٍ وتُنذِر باقتتالٍ داخلي طائفي لا تُحمد عقباه، وقد تمتد الفتنةُ إلى ما هو أبعدُ من ذلك جغرافيًّا وتاريخيًّا.

إنه لا يَتصور عاقلٌ- فضلاً عن أن يكون مسلمًا- أن تُستهدفَ مقدساتُ المسلمين ومساجدُهم من أبناءِ الإسلام أنفسِهم على هذا النحو المأساوي، كما أنه لا يَتصور عاقلٌ أن تُستهدف دماءُ المسلمين وقتلُ العلماء لتفريغ الأمةِ من مصادرِ قوتها؛ لذا فإنَّ واجبَ الوقتِ يفرضُ على الحكومةِ القائمةِ في العراقِ سرعةَ التحرك لتطويق هذه الأزمة والتصدي لها والحدِّ من آثارها وتداعياتها وتوفير الأمنِ والأمانِ للمواطنين جميعًا، وألا يكون هناك انحيازٌ لطرفٍ على طرفٍ آخر، وأن تغلب وحدةُ شعب العراق على ما سواها، وأن الضرورةَ تقتضي الآن تشكيلَ حكومةِ وحدة وطنية تضع آليةً واضحةً ومحددةً للخروج من المأزق.

إنَّ واجبنا جميعًا- داخل العراقِ وخارجه- أن نقفَ صفًّا واحدًا لوقفِ هذا المدِّ الغوغائي ولحسمِ الموقفِ المتأجِّجِ وإخمادِ هذه الجاهلية الباغية التي استشْرتْ في جسدِ الشعبِ العراقي كما النار في الهشيمِ.. لذا نُطالب الحكوماتِ العربيةَ أن تقومَ بدورها الإيجابي في إيقافِ هذا النزيفِ، كما نُطالب جامعةَ الدولِ العربية ومنظمةَ المؤتمر الإسلامي بالتدخلِ العاجلِ لمنع هذه الفوضى المخيفة.

إنَّ الإخوانَ المسلمين وهم يُقدِّرون الموقفَ ويُتابعونه بكلِّ تفاصيله وحساسيته بقلقٍ بالغٍ لَيدعون إخوانَهم المسلمين في العراق بكل أطيافهم ومذاهبهم- وخاصةً القيادات والعلماء والمرجعيات- أن يلتقوا على كلمةٍ سواء، ويتعاونوا على البرِّ والتقوى، ويدْعوا أهل العراق جميعًا أن يكونوا عبادَ الله إخوانًا، وأن يكونوا يدًا على مَن سواهم، وأن يعلموا أنَّ هذه الفتنة لا يستفيد منها سوى المحتل الغاصب والصهاينة الكارهين للإسلام والمسلمين.. نسأل الله أن يقيَ العراقَ كلَّ مكروهٍ وسوءٍ وأن يدفع عنه شرَّ الفتنِ ما ظهر منها وما بطن.

والله من وراءِ القصدِ وهو يهدي إلى سواء السبيل.

محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 27 من المحرم 1427هـ

26 من فبراير 2006 م

المصدر