بيان من المرشد العام بمناسبة الانتهاء من الانتخابات النيابية الأخيرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان من المرشد العام بمناسبة الانتهاء من الانتخابات النيابية الأخيرة


08-12-2005

أوجِّه حديثي إلى الإخوان الكرام الذين وفقهم الله تعالى إلى هذا الإنجاز الطيب الذي أصبح حديثَ الناس في كل مكان، وذلك من خلال: إعدادهم الجيد في الاختيار الموفق للمرشحين، والتحرك النشيط والفاعل مع كافة فئات الشعب المصري، والسياسة الرصينة التي أداروا بها الحملات الانتخابية.

إلى هؤلاء الرجال الطيبين والنساء المباركات والشباب الطاهر الذين أعطوا من وقتهم وجهدهم وكل ما يملكون من طاقةٍ وجهد أتوجهُ بالشكر والثناء، راجيًا أن يتقبل الله عملهم، وأن يجعله في موازين حسناتهم يوم القيامة، فلولا هؤلاء ما كان هذا الإنجاز.

وإلى شعب مصر العظيم أتوجه بتحية إجلالٍ وإعزاز لوقفته الصامدة، وحرصه الشديد، ومثابرته الجادة على المشاركة بإيجابية وفعالية، وتجاوزه لكل العقبات التي وُضعت في طريقه، وحاولت أن تمنعه من التعبير عن إرادته الحرة.

وإلى السادة القضاة العظام- سدنة العدالة في مصر- الذين لم يدَّخروا وُسعًا في سبيل القيام بدورهم في الإشراف على العملية الانتخابية رغم كل الصعاب والمآسي التي جرت أتوجهُ بالشكر والتقدير.

وإلى حزب السلطة الحاكم أتوجه باتهامي ولومي ومؤاخذتي الشديدة له على ما قام به في هذه الانتخابات من خلال دفعه بالبلطجية ومعتادي الإجرام وممارسي العنف والشغب؛ ذلك بالاعتداء على جماهير الناخبين وأنصار مرشحي الإخوان المسلمين بهذا الشكل المأساوي الذي يتنافى مع أبسط القواعد والمبادئ الأخلاقية.

لقد لعبت وزارةُ الداخلية دورًا مأساويًا في هذه الانتخابات- وبخاصة المرحلتين الثانية والثالثة- حيث تعاملت أجهزتها بقسوة وعنف ووحشية مع الناخبين من أبناء الوطن الذين أرادوا أن يقوموا بواجبهم الوطني عبر القنوات الدستورية والقانونية، فسقط منهم سبعة شهداء وحوالي 760 من المصابين والجرحى، هذا فضلاً عن اعتقال وخطف 1370 من ناشطي الإخوان من بيوتهم ومحال عملهم!! إضافةً إلى الاعتداء على بعض القضاة والمستشارين..

لقد منعت الحشودُ الأمنية الكثيفة وصولَ جماهير الناخبين إلى لجان الاقتراع، وأغلقت مقارَّ اللجان والقرى ومنافذ المدن، وهذا ولا شك مثَّل إهدارًا لإرادة شعب مصر في اختيار نوابهم وممثليهم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على أمن واستقرار مصر، حاضرًا ومستقبلاً، بالإضافة إلى عدم الخروج من حالة الجمود والركود والانسداد الذي أصابها والمعاناة التي يقاسي منها المواطن المصري على كافة الأصعدة..

إن هذا الدور أساء إلى مصر، وما لم يراجع النظام سياسته فسوف يبقى الحال على ما هو عليه من التخلف العلمي والتقني والحضاري.

رحم الله تعالى الشهداء، وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، وربط على قلوبهم وعوَّضهم خيرًا، كما أسأل الله تعالى أن يُنعم على الجرحى والمصابين بكامل الصحة والعافية وأن يجازيهم عن وطنهم وأمتهم خيرًا.

محمد مهدي عاكف

المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 6 من ذي القعدة 1426هـ

8 من ديسمبر 2005 م

المصدر