بيان هيئة الدفاع عن قيادات الإخوان المحالين للمحاكمة العسكرية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان هيئة الدفاع عن قيادات الإخوان المحالين للمحاكمة العسكرية


المحاكم العسكريه للمدنيين.jpg

2008-26-02

في حلقةٍ من حلقاتِ مواجهةِ النظامِ الحاكمِ لخصومِهِ السياسيينَ بالقمعِ والإرهابِ، جاءت المحاكمةُ العسكريةُ لقياداتِ جماعةِ الإخوانِ المسلمينَ في صورة صارخة لانتهاكِ حكمِ الدستورِ والقانونِ؛ حيث بدأتْ بتحرياتٍ واهيةٍ منعدمةٍ، ثم اعتقالٍ، وغلقِ شركاتٍ بلا سند مشروع، مرورًا بإحالة باطلة، ومحاكمةٍ قضت على كلِّ الثوابت الشرعيةِ الإجرائيةِ المستقرة؛

من حرمان المواطن من التحاكمِ أمامَ قاضيه الطبيعي، بالمخالفة للمادة 68 من الدستور والمواثيق الدولية ذاتِ الصلةِ، واتصالٍ معدومِ الأثر القانوني؛ نظرًا لأنه يتصادمُ وأحكامَ قانونِ المحكمةِ الدستوريّةِ العُليا، والذي يمنَعُ السيرَ في إجرَاءات المحاكمة حتى يُقْضَى في دعوى التنازع، وإجراءات ساقطة امتنعتْ المحكمةُ العسكريةُ من خلالها عن التصدِّي لأي دفع إجرائي أو موضوعي يُوجِبُ القانونُ الفصلَ فيه لزومًا قبل الفصل في الموضُوع، وسرقةِ أحراز الدعوى، وتزوير محاضر الضبط ومكاتبات انتداب اللجنة المالية التي جاءت أعمالها خرقًا صارخًا لقانون غسلِ الأموالِ، على الرغم من انتهائها، إلى نفي تهمة غسلِ الأموالِ بالكلية عن المتهمين..

وما كشفت عنه جلسات المحاكمة من بطلان كافة أعمال التحرِّي والقبض والتفتيش والتحفُّظ، بل وبطلان شهادة كل من سُمِع ممن سُمُّوا شهودَ إثبات مما دفع المحكمة العسكرية إلى تعديل قيد الاتهام بإسقاط تهمتي الإرهاب وغسل الأموال..

وصولاً إلى اليوم الذي انتظر فيه المتفائلون منا أن تخيِّب المحكمةُ العسكريةُ سابق ما سجَّلناه عليها؛ من عدمِ استقلالية بتبعيتها للسُلْطة التنفيذية، وقابلية قُضاتها للعزلِ وخُضوعهم للترقية بالاختيار، فتُصدر أحكامًا تتفقُ وحقيقة الواقعِ الذي نَطق جليًّا في ساحتها ببراءة جميع المتهمين من أيِّ اتهامٍ نُسب إليهم.

فجاء التأجيل دلالةً قاطعةً على سياسة المحاكمة وإخضاعها للمواءمات وحسابات لا علاقة لها بكافة المبرّرات التي سبقت بإحالة المدنيين للمحاكم العسكرية، خصوصًا مبرر سرعة الفصل.

وها هي الأحداث تتوالى لتؤكد من جديد أن حرية المصريين وصَون كرامتهم واحترام حقوقهم مفرداتٌ غائبةٌ عن قاموس النظام الحاكم.

اعلموا أيها الأبطال المحاكَمُون أن هذه الأيام المدفوعة من زهرة أعماركم إنما هي مدادٌ يسطِّر لمستقبل هذا الشعب.. يسطِّر بالحرية المدفوعة ثمنًا لحرية أجيال تأبى الضَّيم والانكسار والاستسلام لطاغية مستبد.

فصبركم وجهادكم وعطاؤكم سيظلُّ محفوظًا لكم، ليس في الآخرة فحسب بل أيضًا في كنوز هذه الأمة، ذخرًا تشهد به الأجيال القادمة، وتستمد منه رحيق حياة الحق والحريَّة.

﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: من الآية 227).

هيئة الدفاع عن قيادات جماعة الإخوان المسلمين

المصدر