بين طفيل محمد وفتحي يكن وجاكسون

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بين طفيل محمد وفتحي يكن وجاكسون

أحمد موفق زيدان - الجزيرة توك

د.فتحي يكن وجاكسون

ما الذي يجمع الثلاثة إنها طريقة التغطية الإخبارية، رحل الشيخ فتحي يكن رحمه الله دون ضجيج إخباري، اكتفت الفضائيات ووسائل الإعلام الجادة بخبر سريع وما يسمى بعالم الفضائيات بـ " أووف" أي خبر ترافقه صور لثلاثين أو خمسين ثانية فقط ...

يرحل الآن ميا طفيل محمد الأميرالأسبق للجماعة الإسلامية الباكستانية بنفس الطريقة دون ضجيج إخباري ... يرحل مايكل جاكسون لكن يصبح خبرا رئيسيا على صدر صفحات ونشرات الفضائيات ....عجيب من منطق إنه يستعصي على الفهم والإدراك، فإن كان الحكم هو المشاهد فثمة مشاهدون مهتمون بجاكسون وبيكن وطفيل محمد فلماذا هذه الانتقائية وتفضيل سلعة مشاهد على سلعة مشاهد آخر ...

رحل طفيل محمد "95" عاما الأمير الأسبق للجماعة الإسلامية الباكستانية أحد الأحزاب الهامة على الساحة الباكستانية التي تلقي بتداعياتها ليس على المستوى العربي والخليجي فقط وإنما على المستوى العالمي لأسباب لا تخفى على القارئ الكريم ..

رحل طفيل محمد الشخصية الوادعة المنحدر من منطقة كاربوثالا في البنجاب الهندية حين لفظ أنفاسه المباركة في مستشفى الشيخ زايد بلاهور بعد أن أصيب قبل أسبوعين بجلطة دماغية أفقدته الوعي طوال هذه الفترة ..

كان طفيل محمد قد تخرج من قسم الفيزياء والرياضيات بدرجة امتياز وتفوق ، ثم تخصص في القانون ونال شهادة الماجستير، وكان بذلك أول محام مسلم في منطقة سيخية هندية ، وفي آب من عام 1941 كان على موعد مع تأسيس الجماعة الإسلامية بزعامة الإمام أبي الأعلى المودودي رحمه الله ، وذلك ضمن خمسة وسبعين شخصية مؤسسة للجماعة ، انتخب حينها أمينا عاما دائما

للجماعة، وواصل هذه المهمة حتى عام 1966 حين تولى إمارة الجماعة الإسلامية في باكستان الغربية الحالية واستمر بهذا المنصب حتى عام 1972 ليتولى بعدها إمارة الجماعة في الباكستانيتين

بعد تنحي الإمام المودودي لأسباب صحية ،في هذه الفترة كان من ضمن تسع شخصيات تحدت حكم أيوب خان الديكتاتوري وحوكم، لكن المحكمة برأته للافتقار إلى الأدلة، لم يثنه ذلك عن تشكيل حركة ديمقراطية لتوعية أهالي باكستان الغربية والشرقية بمخاطر الحكم العسكري الأيوبي على البلاد وهو ما أزعج خان حينها ...

استمر ميا طفيل محمد كزعيم للجماعة منذ عام 1972 وحتى عام 1987 حين تنازل للقاضي حسين أحمد ضمن انتخابات الجماعة ، ليتفرغ بعدها إلى البحث والتحقيق في دائرة المعارف الإسلامية في المنصورة معقل الجماعة الإسلامية بلاهور ...

رحم الله ميا طفيل محمد ورحم الله فتحي يكن ومن سبقهما على هذا الطريق... اللهم لا تفتنا بعدهم ولا تحرمنا أجرهم واغفر لنا ولهم ...

المصدر