الفرق بين المراجعتين لصفحة: «بين مشاعر الفرح والحزن والأمل»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب'<center> <font size="5">بين مشاعر الفرح والحزن والأمل</font></center> [[ملف:بين مشاعر الفرح والحزن والامل.jpg|يسا...')
 
ط (حمى "بين مشاعر الفرح والحزن والأمل" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:١١، ٣٠ أبريل ٢٠١١

بين مشاعر الفرح والحزن والأمل


بين مشاعر الفرح والحزن والامل.jpg

لقد اختلطت المشاعر والأحاسيس عند سماع نبأ استشهاد الشيخ المجاهد "أحمد ياسين" على أيدي الصهاينة الغاصبين.. فمشاعر الفرح والسرور بأن رزق الله- سبحانه وتعالى- شيخنا المجاهد نعمة الشهادة في سبيل الله، بعد حياة حافلة بالجهاد والعمل المتواصل في إعداد جيل يؤمن بتعاليم الإسلام، ويعمل ويجاهد في سبيل إعلاء كلمة الله، والتمكين لدينه وتحرير الوطن من كل مغتصب.

فهنيئًا لشيخنا الجليل بحسن الخاتمة والشهادة في سبيل الله التي وفَّقه الله لها, وكما نعلم أن الكثير يتمنى..، والقليل هو الذي يعمل ويجاهد، ومن هذا القليل يختار الله- سبحانه وتعالى- الذين صدقوا الله فيصدقهم: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23)، ﴿وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران: 140).

وكانت أيضًا مشاعر الحزن والألم التي تعتصر القلب وتُدمي النفس لما آلَ إليه حال الأمة الإسلامية من ضعف وهوان بتركها الفريضة الماضية إلى يوم القيامة- فريضة الجهاد- وصدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما تَرَكَ قومٌ الجِهَادَ إلاَّ ذُلُّوا".

والناظر إلى حال حكام ورؤساء الدول العربية والإسلامية مِن ظُلم وتجبُّر لشعوبنا، ومِن ضَعفٍ وخُذلانٍ مع عدوِّنا, وقد نسوا أن الله- سبحانه وتعالى- مقلِّب القلوب والأبصار قادر على أن يزلزل الأرض من تحت أقدام الظالمين المتكبرين إذا ما عدنا إلى الله- سبحانه وتعالى- حكامًا ومحكومين، ونفذنا أوامره وطبقنا شرعه, فهل يفيق هؤلاء الحكام قبل أن يجري قدر الله عليهم كما حدث لغيرهم؟! وهل تستيقظ الشعوب قبل أن يُقضَى عليها من أعدائنا؟.

ثم كانت مشاعر الأمل والبشرى بأن هذه الدماء الذكية الطاهرة التي بُذلت في سبيل الله ستكون سببًا- بإذن الله- في إحياء شعوب بأسرها أفرادًا وجماعات؛ لأنها تعطي النموذج والقدوة والأسوة ليس لجيل واحد فحسب؛ بل لأجيال متعاقبة, فالشيخ "أحمد ياسين" سيظل رمز المقاومة والشهادة والجهاد في سبيل الله، في قلوب شباب هذه الأمة ورجالها ونسائها وشيوخها.. هذا العابد الرباني الموصول قلبه بالله- سبحانه وتعالى- وما أجمل ما قاله: "أملي أن يرضَى الله عنِّي".. هذا المجاهد الذي ظلَّ يدافع عن دينه وأرضه ويطلب الشهادة بصدق حتى نالها, كل هذا يعطي الأمل أن تستيقظ الأمة، وتعدُّ العدة لمواجهة هذه التحديات التي تحيط بها.

وكما قال الشهيد "سيد قطب": "إنَّ كلماتنا تظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة"، ويقول أيضًا:

فأوقد لهم من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجد تليد

حقًّا ستكون شموعًا تسير بها الأجيال القادمة نحو تحقيق نهضة هذه الأمة وعزتها وكرامتها، ونتذكَّر هنا استشهاد الإمام "حسن البنَّا" منذ أكثر من خمسين عامًا بعد حرب فلسطين في عام 1948 م، وجهاد (الإخوان المسلمون)، الذي زلزل كيان اليهود الغاصبين.


فمسيرة الشهداء تتواصل من أجل فلسطين.. قضية الأمة الإسلامية والمسلمين جمعيًا، بدءًا من الشيخ "عزالدين القسَّام" ثم الإمام "البنَّا"، وأخيرًا الشيخ "أحمد ياسين"، وغيرهم كثير لا نعلمهم ولكنَّ اللهَ يعلمهم.

وهنا نتساءل: هل تأثرت مسيرة دعوة (الإخوان المسلمون) باستشهاد الإمام "البنَّا" أم أنها ازدادت قوةً وانتشارًا، والواقع يقول إنه الله- سبحانه وتعالى- أولاً وأخيرًا ثم بفضل جهود المخلصين من أبناء هذه الدعوة المباركة انتشرت دعوة (الإخوان المسلمون) في ربوع العالم، واستطاعت أن تربي وتعد أجيال متعاقبة من شباب ورجال هذه الأمة لحمل أمانة هذه الدعوة والدفاع عن مقدسات المسلمين، والسعي نحو التمكين لدين الله.

إن محاولات الأعداء من اغتيالات وغير ذلك لا ينال من عزيمة الرجال، وكلها محاولات قاصرة لوأد الحركة التي انتشرت وذاع صيتها ودخلت قلوب الناس قبل أن تستولى على عقولهم وأفكارهم, وما أجمل ما شبَّه به الأستاذ "سيد قطب" الجماعة حين قال: "إنها كالشجرة, ومرة بعد مرة يحاول أعداء الجماعة اقتلاعها فيمسكون بفرع من فروعها يحسَبونه سيؤدي إلى اقتلاعها, فإذا جذبوا الفرع خرج في أيديهم جافًّا يابسًا, كالحطبة الناشفة (الجافة).. لا ماء فيها ولا ورق ولا ثمار..".

إن علينا واجبات لابد أن نعمل بها حتى يتحقق النصر والسيادة أو الموت والشهادة, ويقول الإمام "البنا": "إن الأمة التي تحيط بها ظروف كظروفنا, وتنهض لمهمة كمهمتنا, وتواجه واجبات كتلك التي نواجهها، لا ينفعها أن تتسلَّى بالمسكِّنات أو تتعلَّل بالآمال والأماني, وإنما عليها أن تعدَّ نفسها لكفاح طويل عنيف وصراع قوي شديد بين الحق والباطل وبين النافع والضار، وبين صاحب الحق وغاصبه وسالك الطريق وناكبه, وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين، وإن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجَهد، وهو العناء، وليس مع الجهاد راحةٌ حتى يضع النضال أوزارَه وعند الصباح يُحمَد القوم".

فلنحرص على أن نعد أنفسنا من خلال:

1- دوام الصلة بالله في كل الأحوال دون ترخُّص أو تقاعس؛ ولكن بهمة وإرادة.

2- الحرص على العمل المتواصل، وبذل الجهد والتضحية في سبيل الله.. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت:69).

3- الحرص على الشهادة وحسن الخاتمة: وهذا يتطلَّب قلوبًا مخلصةً صادقةً ونفوسًا عظيمةً وهممًا قويةً, وصدق الله العظيم: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ (آل عمران: 92).

وعلينا أن نستشعر هذه المعاني التي ذكرها الإمام "البنَّا": "أتصور المجاهد شخصًا قد أعد عدته, وأخذ أهبته, وملك عليه الفكر فيما هو فيه نواحي نفسه وجوانب قلبه, فهو دائم التفكير.. دائم الاهتمام.. على قدم الاستعداد أبدًا، إذا دُعيَ أجاب, وإذا نُودي لبَّى, غدوه ورواحه وحديثه وكلامه وجدُّه ولعبه لا يتعدى الميدان الذي أعدَّ نفسه فيه, ولا يتناول سوى المهمة التي وقف عليها حياته وإرادته، تقرأ في قسمات وجهه, وترى في بريق عينيه, وتسمع في فلتات لسانه ما يدلك على ما يضطرم به قلبه من جوًى لاصق وألم دفين, وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة، وهمة عالية، وغاية بعيدة, وذلك شأن المجاهدين من الأفراد والأمم.. فأنت ترى ذلك جليًّا في الأمة التي أعدت نفسها للجهاد".

نسأل الله العظيم أن نكون من أولئك الذين يختصُّهم ربهم بالشهادة: ﴿وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران: 140).. اللهم آمين, وصلَّى الله على سيدِنا محمد وآله وصحبه وسلم.