تاريخ الإخوان في السنغال

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الإخوان المسلمون في السنغال

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

جمهورية السنغال

خريطة السنغال.gif

جمهورية السنغال تقع جنوبي نهر السنغال في غرب أفريقيا وقد اكتسبت اسمها من النهر الذي يحدّها من الشرق والشمال والذي ينبع من فوتا جالون في غينيا، ويحد من الغرب المحيط الأطلسي, وموريتانيا شمالاً، ومالي شرقاً، وغينيا وغينيا بيساو جنوباً؛ تبلغ مساحة السنغال ما يقرب من 197,000كم2 تقريباً، ويقدر عدد سكانها بحوالي 13.7 مليون نسمة. المناخ مداري مع موسمين: موسم الجفاف وموسم الأمطار، أما عاصمتها فهي مدينة داكار, والتي تقع على الطرف الغربي من البلاد على شبه جزيرة الرأس الأخضر.

وفي العصر الحديث احتلت فرنسا البلاد كلها بعد حروب عديدة. في عام 1902 أصبحت مدينة داكار عاصمة إفريقيا الغربية الفرنسية كلها.

وأصبح ليوبولد سنغور (سنجور) أول رئيس للسنغال 1960-1980)، وفي يناير 1959 اتحد السنغال مع ما كان يسمى السودان الفرنسي تحت اسم اتحاد مالي. استقل اتحاد مالي من فرنسا في 20 يونيو 1960. لكن بعد مشاكل سياسية أصبحت دولتين في 20 أغسطس 1960: السنغال ومالي. أعلن اتحاد رسمي بين السنغال وغامبيا تحت اسم سنغامبيا في عام 1982. لكن لم يتم اتحاد عملي، فتفرقت الدولتان في عام 1989. هناك جبهة مسلحة في المنطقة الجنوبية كازامنس تريد استقلال المنطقة وقد حاربت الحكومة أحيانا منذ عام 1982.

والسنغال دولة متعددة اللغات، تحوي حوالي 36 لغة، غير أن الفرنسية هي اللغة الرسمية للسنغال، وقد جاءت مع الاستعمار الفرنسي ولا تزال الفرنسية مستعملة من قبل إدارة السنغال.

دخل الإسلام السنغال في القرن الحادي عشر الميلادي مع قبيلة صنهاجة التي كانت تقطن موريتانيا حاليا في ذلك الوقت، ويقال أيضا أن الإسلام دخل عن طريق حركة المرابطين بقيادة المجاهد عبد الله بن ياسين في القرن الحادي عشر الميلادي 1053م، ويرجعه آخرون إلى جهود التجار المسلمين الذين وصلوا إلى المنطقة من برقة بليبيا، والقيروان بتونس، وتلمسان بالجزائر، ومن طريق لمتونة بالمغرب، كما أن كثيرا من الكتاب يربطون دخول الإسلام إلى السنغال بإسلام أحد الملوك السنغاليين واسمه ( وارجابي ) عام 1040م، والذي أقر بالشريعة الإسلامية في مملكته بعد إسلامه، ويعتبر المسلمون 94% من السنغاليين، و4% مسيحيون، و2% أديان محلية ولا دينيون.

يعد من أهم مراحل الدعوة الإسلامية في السنغال عهد الشيوخ والطرق الصوفية حيث يغلب على المجتمع السنغالي الطرق الصوفية وانتشارها وسط أغلبية المجتمع السنغالي.

ومن أشهر المساجد:

1- مسجد النور في حي (كلوبان) في العاصمة (دكار) وتشرف عليه حركة الفلاح السلفية.

2- مسجد جامعة شيخ أنت جوب في دكار ن وتشرف عليها جمعية الطلاب المسلمين في السنغال.

3- مسجد الدعوة في مقاطعة (روفسك) وتشرف عليها جماعة عباد الرحمن.


علاقة الإخوان بالسنغال

ترجع علاقة الإخوان بالسنغال منذ نشأة قسم الاتصال بالعالم الخارجي داخل جماعة الإخوان المسلمين، واحتواءه لطلبة السنغال القادمين للقاهرة للدراسة في الأزهر الشريف.

يقول الأستاذ جمعة أمين عبدالعزيز: ولقد امتد نشاط قسم الاتصال بالعالم الخارجي ليشمل مساعدة المسلمين في غرب إفريقيا، فبعثوا مذكرة إلى رئيس الديوان الملكي بمصر يطلبون فيها مساعدة المسلمين في السنغال على إنشاء معهد ديني تابع للجامعة الأزهرية على أرض السنغال، وقد أوفدت السنغال إلى مصر وفدًا لطلب مساعدة الجهات المختصة في ذلك.

وكان نص المذكرة التي أرسلها الإخوان دعمًا للسنغال كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مذكرة بخصوص إنشاء معهد إسلامي في بلاد السنغال بغرب إفريقيا.

حضرة صاحب المعالي رئيس الديوان الملكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... يقيم في بلاد السنغال أغلبية إسلامية تربو على ثمانين في المائة من سكان البلاد جميعًا، وهم مع ذلك محرومون من المعرفة بأصول دينهم على ما بهم من شوق عظيم لمعرفة دينهم وفقهه، كما أنهم أشد ما يكونون حاجة لتعلم اللغة العربية التي هي آلة الفقه الديني.

وقد عهد المواطنون المسلمون من أهل البلاد إلى أحد علمائهم السيد محمد السنوسي مالك السنغالي -الذي تلقى العلم بالجامعة الأزهرية- بالعودة إلى مصر، مهد العلم وقبلة المسلمين في هذا العصر، ليستعين بالجهات الرسمية والشعبية فيها، لمعاونة المسلمين في السنغال لإقامة معهد إسلامي فيها. وقد شرع في تحقيقه، وأذنت الحكومة الفرنسية في البلاد بإقامته وأعطت الترخيص اللازم بذلك.

لذلك يتقدم قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالمركز العام للإخوان المسلمين إلى معاليكم بهذه المذكرة رجاء العمل على مساعدة إخواننا مسلمي السنغال في إنشاء هذا المعهد الديني. حتى يكون عاملاً من عوامل الدعوة الإسلامية بين غير المسلمين في هذه البلاد العزيزة.

وفي انتظار خطواتكم الموفقة في هذا السبيل -تفضلوا يا صاحب المعالي بقبول فائق التحية وعظيم الاحترام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

قسم الاتصال بالعالم الإسلامي

عبد الحفيظ الصيفي


تأسيس جماعة عباد الرحمن على نهج الإخوان المسلمين

مع بداية الستينات بدا يظهر في الأفق اتجاه عام من طلبة العلم إلى نبذ التقاليد الموروثة ، وتجديد التصور والعطاء في جميع أمور الدين ، وإن لم يكن أصحاب هذا التوجه آنذاك متربين على منهج علمي دعوي محدد يختلف عما اشتهر في البلاد من أنماط التربية والتكوين ، ولكن تضافرت عدة عوامل لدفع هذا الجيل الجديد إلى التوجه مباشرة صوب الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح – رحمهم الله – في الاعتقاد والعبادة والسلوك والدعوة ، ولعل من أهم تلك العوامل قراءاتهم المتوسعة لإنتاج الدعاة المعاصرين والتي فتحت أمام جيل الصحوة آفاقا فكرية واسعة لم يعرفها أسلافهم ، لأن المستعمر الفرنسي لم يكن يسمح بإدخال كتب إلى السنغال ، غير كتب اللغة العربية والتصوف أو علم الأسرار ( السحر) ، ولما تغيرت الحال واستقلت البلاد ، وزادت الصلة بعلماء المشرق العربي والشمال الأفريقي ودعاتهم من أهل السنة والجماعة ، وجد الدعاة السنغاليين ضالتهم فأقبلوا على إنتاجاتهم الفكرية بنهم ، وذلك لتميزها بالأصالة الشرعية في عرض العقيدة الإسلامية الصحيحة وعلم الشريعة الإسلامية وفقه التربية والسلوك ، وكذلك الجدة النسبية لمضامين تلك الإنتاجات.

وظل الإخوان متمثلين في قسم الاتصال بالعالم الإسلامي على صلة بالمجتمع السنغالي حتى دخلت الدعوة في آتون المحنة سواء في العهد الملكي أو عهد جمال عبدالناصر، غير أن بعض الطلبة الذين تأثروا بفكر الإمام الشهيد حسن البنا حملوا هذا الفكر وبلغوه وسط المجتمع السنغالى حتى أثمر عن جماعة عباد الرحمن والتي تأسست عام 1978م وذلك نتيجة انفصال حدث داخل الإتحاد الثقافي الإسلامي في السبعينات إثر حدوث خلاف بين قادة الإتحاد والنخبة التي أصبحت فيما بعد النواة الأولى للجماعة كما يقول الأستاذ عبد القادر سيلا في كتابه "المسلمون في السنغال" ص 165، وقد تعاقب على إمارة الجماعة كل من الأستاذ علي جوف – رحمه الله – والأستاذ سيدي غالي لوح، والشيخ مالك جاي – رحمه الله، وناب في الإمارة هذا الأخير بعد وفاته الأستاذ أحمد جه – وفقه الله - توزعت اهتمامات جماعة عباد الرحمن حسب مجالات العمل الإسلامي المتعددة من دعوة، وتربية، وعمل خيري وإغاثي، ودعوة إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي، كما تمتاز بنشاطها النسوي الكبير، واعتنائها بتلاميذ وطلاب المعاهد والجامعات الفرنسية، بالإضافة إلى التنظيم الدقيق الذي تسير عليه برامجها الدعوية والتربوية.

كما وضحنا أن الجماعة الإسلامية السنغالية "عباد الرحمن" تأسست في جنوب البلاد في يناير سنة 1978م بعد اتصالات عدة، قادتها مجموعة من الإسلاميين المؤمنين بضرورة الحل الإسلامي والمتأثرين بطرح جماعة الإخوان المسلمين خصوصاً؛ حيث اتفقت مجموعة على إنشاء حركة إسلامية منظمة واضحة الأهداف محددة المعالم تعيد للشعب السنغالي هويته التي شابها الكثير من الانحراف بفعل الاستعمار الغربي (فرنسا) وتحكم مشايخ الطرق الصوفية في البلاد. وحسب الوثائق التأسيسية للحركة الإسلامية في السنغال، فإن أهم الأهداف المرسومة والتي قامت عليها الجماعة هي: تنقية التوحيد لله عز وجل، والالتزام بكلمة التوحيد عقيدة، والتزام توحيد المسلمين سلوكاً وممارسة، واحترام الأخوة الإسلامية، مع احترام غير المسلمين ودعوتهم للإسلام.

كما تعتمد الحركة على العمل الخيري لتجسيد الأخوة الإسلامية، وتهتم بشؤون المسلمين من خلال التربية والتعليم والعمل الاجتماعي كبناء المساجد والمدارس والمرافق العامة وتوثيق العلاقات مع كل القطاعات الاجتماعية السنغالية من جمعيات إسلامية وطرق صوفية وتجمعات نقابية وأحزاب سياسية.

ولعل أهم ما يلفت النظر في التجربة الإسلامية في السنغال تركيز الحركة على التعليم بوصفه أحد أهم الأولويات بالنسبة لحركة دعوية في طور النشأة والتكوين. وذلك لمواجهة الانقسامات والازدواجية التي يعيشها المسلمون بين التعليم الديني والتعليم الحكومي، كما يقول الشيخ مالك انجاي مرشد الحركة الحالي. ومن ثم أنشأت الحركة العديد من المدارس النموذجية التي تجمع العلوم الدينية والعلوم المدنية.

الشيخ أحمد جه

وتنطلق جماعة عباد الرحمن في السنغال من المدرسة الإخوانية عموما بنظرتها الشمولية للدين وتعاملها مع كل شئون الحياة بهدف إيجاد مجتمع إسلامي حقيقي مع ما يتطلبه ذلك من تأنٍ، ومرحلية وتدرج تتلاءم مع الوضع العام للبلد وتأخذ بعين الاعتبار تطور الجماعة داخل المجتمع دون أن تنسى بالطبع الأهداف التي من أجلها وجدت. وترى الحركة أن أكبر وسيلة لتحقيق أهداف الجماعة هي: "الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وحل الخلاف بالتي هي أحسن، مع التنبيه بما استطاعت إليه سبيلاً".

ويشغل منصب أمير الجماعة الحالي هناك الأستاذ أحمد جه، ويعد الشيخ أحمد بمب ديان نائب أمير جماعة عباد الرحمن.

وعن أقسام الجماعة يقول الشيخ أحمد بمب ديان: عملنا ينقسم حسب شرائح المجتمع المختلفة ، فللرجال قسم وفي الجماعة وأوساط الشباب قسم نشيط آخر وللنساء قسم أيضاً ، كما أن نشاطنا ممتد في جميع أقاليم السنغال الإحدى عشر .

أما عدد أعضاء (جماعة عباد الرحمن) فليس محدد بالضبط لعدم تعبئة جميع الأعضاء والعضوات لبطاقات العضوية الرسمية ولكن حضر في مؤتمرنا الأخير بمعرض دكار الدولي حوالي 10 آلاف شخص على الأقل .


اهتمام الحركة بالتعليم

وللحركة لجنة اجتماعية تقوم بدور اجتماعي بين قادة ورموز المجتمع السنغالي من أحزاب سياسية وطرق صوفية، لكن ذلك لم يمنع من وجود خلاف بينها وبين النظام الاشتراكي الحاكم آنذاك بزعامة عبده ضيوف.. ذلك أن الجماعة ركزت في خطابها الدعوى منذ نشأتها على نقد العلمانية من خلال المحاضرات والملتقيات العامة والنخبوية، وهو أمر ما كان ليروق لنظام متطرف في إعجابه بالعلمانية، مستغلاً في تسلطه الدعم الغربي ومساندة الطرق الصوفية.

وقد عنيت جماعة عباد الرحمن بالتربية والتعليم، وأسست لهذا الغرض لجنة تشرف على مؤسساتها التعليمية.. وتمتاز مدارسها بجودة التعليم والجمع بين التربية وحسن النظام, ومن أشهرها مدرسة بلال بن رباح – رضي الله عنه - ومعهد الحاج عمر الفوتي، والمدرستان موجودتان في مدينة ( تياس ) وللجماعة تجربة لا بأس بها تهدف إلى محاولة الجمع بين منهج التربية الإسلامية والمنهج الرسمي في المدارس الحكومية، و قد طبقت هذه التجربة بنجاح في معهد النور في ( سبختان )، حيث يسجل المعهد نتائج جيدة جدا في الامتحانات الوطنية السنغالية، إلى جانب التربية الإسلامية التي يتمتع بها التلاميذ داخل فصول الدراسة وغرف السكن في المدرسة.


حركة عباد الرحمن والسياسة

عملت الحركة من منطلق الإسلام الشامل على الدخول في معترك الحياة السياسية خاصة على إثر الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد وارتفاع أعداد الشباب العاطلين عن العمل والمطالبين بتغيير سياسي إلى الأفضل، عقدت الحركة عزمها على المشاركة في اللعبة السياسية، ودعمت رئيس الوزراء السابق مصطفى أنياس في الجولة الأولى مع مجموعة من القوى السياسية المختلفة، وفى الجولة الثانية بدلت الحركة تحالفها وقررت دعم المرشح عبد الله واد رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي المعارض، وتم ما أرادوا وأعلن رئيس الجمهورية الممسك بزمام الحكم عبده ضيوف هزيمته في الإنتخابات وسقط نظامه.

وتحولت العلاقة بين الحركة الإسلامية والسلطة من سلبية في السابق إلى علاقة تشاور وتبادل مع النظام الجديد، بل شهدت تحسناً ملحوظاً بعد دعم الحركة للدستور الجديد الذي قدمته الحكومة رغم علمانيتها بعدما ارتأت الجماعة أنه أفضل للشعب السنغالي من سابقه خصوصاً في مجال الحريات السياسية.

إلا أن العلاقة بين الاثنين شهدت تطوراً ، وخصوصاً في مؤتمر الحركة الثامن الذي انعقد في داكار، وقد مثل الحكومة فيه وزير الثقافة السنغالي أحمد تيجان وان، والذي عبر عن ارتياح حكومته تجاه الحركة، وقد فاجأ "وان" الحضور بإعلان الحكومة السنغالية الموافقة على إدخال مادة التربية الإسلامية في المدارس النظامية، والذي كان من أهم مطالب الجماعة خلال السنوات الماضية مشيداً بالدور الكبير الذي لعبته الجماعة في تربية وتكوين الشباب.

وتواجه الحركة الإسلامية بعض التحديات في ضوء الأزمة الاقتصادية السنغالية التي تعاني من نقص الموارد وضعف الإمكانيات؛ في ظل ابتعاد غالبية الشعب عن مبادئ الدين وقيمه الحضارية، وهو أمر يثقل بدون شك كاهل الحركة الإسلامية. لذا فإن الصحوة الإسلامية في السنغال التي قطعت أشواطاً معتبرة في الإصلاح التربوي والاجتماعي لم يبق أمامها سوى خطوات لاستيعاب خبرة العصر وتوظيفها لتعجيل حركة التغيير الاجتماعي والسعي لحضور رسمي في مؤسسات الدولة يوازي الحضور الشعبي ويكمله ويحصن الجهود المبذولة من خطر الاندثار. كما يلاحظ كذلك أن الحكومة السنغالية من خلال تعاطيها مع "جماعة عباد الرحمن"، تبدو جادة في منهج التغيير الديمقراطي والتدافع السلمي وحريصة على مد الجسور مع أبناء الحركة الإسلامية، فهي متقدمة في هذا المضمار بدون شك على العديد من حكومات الدول الإسلامية داخل المنطقة وخارجها.

ولعل التحدي الأبرز للصحوة الإسلامية هو نجاحها في تفعيل لجنة للزكاة لمواجهة العراقيل التنموية في ظل الإسراف غير المبرر للمسئولين الحكوميين من أتباع الحركات الصوفية، والذين يستهويهم الفساد المالي واستغلال أموال وهبات أتباع التيجانية في مشروعات خاصة تؤثر سلبا في تنمية المجتمع السنغالي، الذي يتهدده الفقر ومشروعات التنصير التي ترفعها المنظمات التنصيرية الدولية التي تغزو غرب افريقية التي تتمتع بغالبية كبيرة من المسلمين لا تروق للمنظمات الكنسية التي تترعرع مشروعاتها وسط جهل المسلمين وفاقتهم الاقتصادية.

وعندما اعتقل الشيخ محمد الحسن الددو أخرج أمير جماعة عباد الرحمن بيانا جاء فيه تحت عنوان فكوا الأسر عن الشيخ محمد الحسن الددو:

لقد قامت السلطات الموريتانية بإلقاء القبض على الشيخ محمد الحسن الددو، وبعض إخوانه من العلماء الدعاة في هذا البلد العريق في الدفاع عن الإسلام ومقدساته.

إن الشيخ محمد حسن الددو عالم فذ وداعية من الطراز الأول يتحلى بالحكمة والفطنة ونبذ العنف، والدعوة إلى الالتفاف حول مبادئ الإسلام، موقف يشهد به القاصي قبل الداني.

وهذا ما جعل المراقبين الذين يتابعون مواقف هذا العالم الكبير منذ عدة سنوات يندهشون أمام إصرار السلطات الموريتانية على الزج والاحتفاظ به في غياهب السجن.

إننا لنناشد جميع الفعاليات، وعلى رأسها السلطات الموريتانية، العمل على فك الأسر عن هذا العالم الداعية وعن إخوانه الذين يقبعون معه في السجن، وضرورة إحلال أجواء تعيد الوئام الوطني والحوار المسئول لتجاوز العراقيل التي يلفقها أعداء الأمة وأعداء الشعب الموريتاني الباسل.

أمير جماعة عباد الرحمن/ السنغال

الأستاذ أحمد جه


المراجع

1- مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية، العدد (66)، السنة الثالثة، 8 رمضان 1364ه- 16 أغسطس 1945م، (ص15، 18).

2- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار النشر والتوزيع الإسلامية.

3- عبد القادر سيلا: المسلمون في السنغال معالم الحاضر وآفاق المستقبل، طبعة رئاسة المحاكم الشرعية بدولة قطر، صـ 165.

4- موقع المسلم: 5 ذو الحجة 1428هـ الموافق السبت 15 ديسمبر 2007م.


للمزيد عن الإخوان في السنغال

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

.

مقالات وأخبار متعلقة