تسفيه الصفوة... رسالة إلى أسامة سرايا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تسفيه الصفوة.. رسالة إلى أسامة سرايا


بقلم: عبد الواحد محمد علي

الأستاذ أسامة سرايا قرأت بعناية مقالكم المنشور بعدد (أهرام الجمعة) الصادر بتاريخ 15/12/2006م، تحت عنوان وقفة مع الجماعة المحظورة وتعجبت كثيرًا من مقال رئيس تحرير أكبر وأعرق جريدة في الصحافة العربية، وكأني أقرأ لرجل نزل بأرض مصر للمرة الأولى وقرأ أول ما قرأ مقالاً لرفعت السعيد أو أحمد موسى عن الإخوان المسلمين وليس له سابقة معرفة بالشعب المصري ولا الإخوان المسلمين .

وظننت أن حبيب العادلى لو أراد أن يستخرج من الرئيس مبارك قرارات جائرة ضد الإخوان ما بلغ ما فعله أسامة سرايا.. يا سيدي لقد سبقك في هذا المضمار كثيرون.. أنت تعرف أين هم الآن؟ إما إنهم بين يدي الله يحاسبون على كل كلمة كتبوها ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ وإما أنهم يتسولون رضا وعطف الناس انتظارًا لأحكام تثبت إدانتهم في نهب وتبديد المال العام، والعجيب في مقاال سيادتكم عدة نقاط:

أولاً: الاستخفاف بعقول الأمة عمومًا والصفوة خصوصًا، هل تعتقد يا سيد أسامة أن الشعب المصري مضلل وساذج بكل فئاته لم يستطع التوصل إلى كشف حقيقة الإخوان في نهر الحياة المصرية والنظام يغض الطرف عن كل ممارساتهم المستغلة للدين؟!

وكيف استطاع الإخوان بدهاء لم يكتشفه غيرك أن يضحكوا على المحامين بخبرتهم القانونية ... وعلى الأطباء بحنكتهم وعلى المهندسين بذكائهم ... وعلى العلميين بدأبهم وعلى التجاريين بحساباتهم ... وعلى الناخب المصري الذي أعطاهم أكثر من 3 ملايين صوت فقط لأنهم لم يرشحوا رموزهم إلا في ثلث المجلس!! .

وهل تعرف أن د. جمال حشمت أحد مستشاري المرشد العام حصل على خمسة أضعاف الأصوات التي حصل عليها الدكتور الفقي مستشار الرئيس؟!! ... يا سيد أسامة انظر حولك فالشعب المصري ينظر إليكم معشر كُتَّاب السلطة على أنكم خارج حدود التاريخ والجغرافيا والمنطق.

ثانيًا: إن الناس يتعجبون منك وأنت تحذر من خطورة الإخوان المسلمين على المجتمع والناس يعلمون أن الإخوان يرعون أكثر من مليون يتيم على ربوع مصر في الوقت الذي لا ترعى فيه جريدتكم بميزانيتها التي أخذها ... وتكمل أنت مسيرته لا ترعى يتيمًا واحدًا!! .

لقد عايشناك كثيرًا تسود صفحات الجرائد بحبرك باهظ التكاليف من دم الشعب المصري الذي تتغافل عن معاناته حتى لا تغضب من وضعك رئيسًا لتحرير جريدة الإعلانات الكبرى، ولم نرك مرةً واحدةً تقوم بمهمتك الصحفية في الدفاع عن الأغلبية المقهورة ضائعة الحقوق من عموم الشعب وحبذا لو تجيبني عن بعض الأسئلة بصفتي أحد عموم الشعب:

  1. كم وزارة وكم وزيرًا عاصرتهم وكتبت لهم ما يمكنهم في مناصبهم ولم تقدم لنا تبريرًا واحدًا لماذا دخلوا الوزارة؟ ولماذا خرجوا منها؟ وما بين ذلك من خراب ودمار، واكتفي فقط بآخر أربع وزارات: وزارة عاطف صدقي، وزارة الجنزوري، ووزارة عاطف عبيد، ووزارة نظيف!!! وكيف ترى مستقبل وزارة رشيد في ظل حكم جمال مبارك (لا قدر الله)؟!!! وما هي رؤيتك للتوريث في ظل حكومة محمد أيمن جمال مبارك.. أطال عمرك؟!!
  2. ماذا تقول في جريدتك الغراء عن تسعة ملايين عاطل وتسعة ملايين مريض بالسرطان والكبد والكلى؟
  3. هل بلغك كارثة الجامعات المصرية حيث فازت بجدارة جامعة القاهرة برقم 38 على مستوى أفريقيا وجامعة عين شمس بالمركز 62 ولم تفز أي جامعة مصرية بأي مركز من الخمسمائة الأولى عالميًّا.. بينما فازت جامعات جنوب أفريقيا وإسرائيل بأكثر من سبعة مراكز لكل منهما.. هذه مأساة التعليم فماذا كتبت عنها؟
  4. هل زرت يومًا مستشفى في أي مركز أو قرية ونحن نعلم بأنك تعالج من الأنفلونزا في كليفلاند أو دار الفؤاد على أدنى تقدير.. كما يفعل أصحاب الفخامة من أمثالكم؟!! فماذا قلت للشعب الذي يدفع راتبك ونسبة عمولتك من الإعلانات عن الخدمة الصحية في مصر المحروسة؟.. يا مَن تخاف على مستقبل مصر من البُعدا (الإخوان) الذين لم يجد الشعب المصري غيرهم في أي كارثة.. هل تذكر أن الحزب باع في السوق السوداء بطاطين الإغاثة الممنوحة لمنكوبي السيول والزلزال في الوقت الذي كان فيه الإخوان ينامون في الخيام لخدمة المنكوبين
  5. إذا كان النظام الذي تُسبِّح بحمده قد خاصم القضاة والمحامين والأطباء والمهندسين والعلميين والمعلمين والتجاريين والعمال والطلاب... وأقسم لك يا أستاذ أسامة أن النظام لو أجرى انتخابات حرة في الأمن المركزي لما فاز بمخلة ولا بيادة (يبدو أنك غبت عن مصر فترة طويلة... حمدًا لله على السلامة).
  6. الأزهر الذي تصفه بأن تصرفه غير لائق في مواجهة طلابه المارقين وبالمناسبة (علماء الأزهر ليسوا تلاميذ في بلاط صاحبة جلالتك) ، هل تعلم أن الأزهري من هؤلاء يتقاضى 7 جنيهات عن خطبة الجمعة التي يُحضِّرها ويذاكر لها سبعة أيام وينتظر اليوم المفترج الذي سيقبض فيه قيمة أربع جمع معًا بـ28 جنيهًا (ويا سعد الشهر اللي فيه خمس جمع) في الوقت الذي تتقاضى فيه أحط ممثلة أكثر من 10 آلاف في الحلقة الواحدة قد تظهر فيها عشر دقائق فقط!!! .
  7. إذا كنت لا تعلم شيئًا عن الإخوان فإنهم أرسلوا لك في نقابتك بعضًا منهم فماذا ترى من محمد عبد القدوس وصلاح عبد المقصود وغيرهم من خطر وخيانة للوطن وتسلط؟ وكيف استطاع هؤلاء التغرير بزملائك الصحفيين والضحك عليهم والتسلل إلى نقابة صاحبة الجلالة.

تحت عنوان" لا للجماعة المحظورة" سال حبر قلمك الألمعي على صفحة (الأهرام) ، كما تسيل دماؤنا في قطار الصعيد وعبارة حبيبك ممدوح وعلى حدودنا الشرقية بلا رد يحفظ كرامتنا التي لا تتذكرها في كتابتك ...

تقول يا سيد العارفين اخترقوا الجامعات واستدرجوا الشباب وضحكوا عليهم بالدين، وكل أدوات اللعبة هذه متاحة لحزبك الوطني جدًّا.. فهو يملك المؤسسات الدينية والاتحادات والميزانيات والسينما والمسرح والمدرجات وكثيرًا من أعضاء هيئة التدريس فلماذا ينحاز الشباب إلى جماعة محظورة (وحشة) ولم ينخرط في صفوف الحزب الممكن بكل الإمكانات؟.

ألم تسأل نفسك لماذا ينجح مرشح الإخوان حسنين الشورة بـ43 ألف صوت وينجح فتحي سرور بـ6 آلاف صوت رغم أن الناس تزاحمت أمام اللجان لمرشح الإخوان ولم تتمكن من التصويت؟ لماذا ينجح جمال حشمت بأكثر من 30 ألف صوت بينما يُزوَّر للفقي 9000 صوت؟!!!.

  • هل تتصور أن مقالك وأمثاله من رفعت السعيد وأحمد موسى وغيرهم تُفيد الإخوان ولا تضرهم لماذا؟؟..
لأن الناس في الشارع ترى الإخوان بعيونها وليس بعيون رجال الأمن في (الأهرام) وتلمس خدماتهم وتفهم أنكم معشر الكتاب في وادٍ والأمة في وادٍ آخر، فلماذا تحقرون عقول الأمة ترى في الإسلام الحل الوحيد لما أوصلتموهم إليه من أزمات وفي الإخوان الفصيل الأقرب إلى الصواب.
  • إذا كنت مرعوبًا مما يحدث في لبنان فاطمئن؛ لأنَّ الإخوانَ ليس في سياستهم الثورة والعصيان المدني؛ لأنهم أحكم من ذلك، ولكن لا تنسَ أنه عندما تكثر السحب ويزمجر الرعد الشعبي وتهطل أمطار وسيول الغضب على الظلم والفساد من عموم الشعب لا تضمن أي السدود الحكومية سينهار أولاً، ولعلمك الجميع يعلم أن البلد في حالة غليان فدعوا للناس شيئًا من التنفيس حتى لا ينفجروا في وجوهكم، ولعلمك إن إبراهيم نافع ظل سنين عديدة في نفس الخدمة وانظر أين هو الآن ينتظر دوره بين كباش الفداء الحكومي؟

وأحب أُذكر سيادتكم بطبيعة الشعب المصري قبل الثورة المباركة والإعلام الهادف.. هل تذكر سنة 1946م عندما استقلت لبنان واختلفت أول حكومة لبنانية مع حكومة فرنسا فأصدر رئيس فرنسا قرارًا بإقالة رئيس لبنان ووزرائه؟. هل تذكر مَن أعادهم؟ إنهم طلاب مصر الذين ثاروا في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) وأضربوا وتظاهروا ولم يعودوا إلى دراستهم إلا بعد أن عادت حكومة لبنان.. هذا حال طلابٍ تربوا على الوطنية ولم يحاصرهم أو يقتحم جامعتهم الأمن المركزي ولم يمنعهم أحد من انتخاباتهم الطلابية!!!

  • حادثة أخرى يا أستاذ سرايا سنة 1948م عندما ذهب الطلاب إلى رئيس جامعة فؤاد الأول البطل عبد الوهاب مورو باشا وطلبوا منه المساعدة ليتدربوا ويتطوعوا لحرب اليهود في فلسطين .. ترى ماذا فعل؟.. اخرج مسدسه وأطلق رصاصات معلنًا فتح باب التدريب على السلاح في حرم الجامعة.. الآن يا سيدي انظر حال رؤساء الجامعات؟.

وأخيرًا.. أحب أن أُذكرك:

  1. لا تورط حكومتك في المزيد من الأخطاء ضد الأمة عمومًا والإخوان خصوصًا.
  2. الرأي العام لن يصدق صحيفتكم عندما تتجاهلون الحقائق وتكبرون حدثًا صغيرًا.
  3. اطمئن أن الدولة خصصت جيش الداخلية لمتابعة الإخوان وغير الإخوان ..

وحبذا لو تنشر لنا مقارنة بين ميزانيات الصحة والتعليم والداخلية؟.. وهل تعلم أن ميزانية الداخلية وحدها أكثر من 10 مليارات سنويًّا؟!! فالحمد لله لدينا جيش داخلية يقوم بكل وفوق ما تتصور بأقصى كفاءة..

تفضلت سيادتك بلوم الحكومة وتوبيخها لسماحها للجماعة المحظورة بالظهور باسمها وبكتلتها والدخول إلى الحياةِ السياسية من خلال البرلمان والنقابات، وكأنَّ الإخوانَ لصوص أخذوا حقوقًا ليست لهم وليسوا مواطنين مصريين يقدمون لبلدهم ما لا يخطر لكَ على بال يا سيد الناصحين

نحن أبناء جيل واحد، وأظنك مثلي في الخمسينيات من العمر وعذرك أنك صعدت إلى قمة (الأهرام) بالأسانسير ولم تُعان درجات السلم المكتظ بمشكلات القاعدة الشعبية، فإني أدعوك أن تسمع رأي البابا شنودة في الإخوان وتجول في كل نقابات مصر وأسأل عنهم وانزل بنفسك إلى الجامعات واسمع لعموم الطلاب ودعك من كلام المخبرين وعبده مشتاق

وإذا كنت تملك شجاعة وحرية المواجهة والديمقراطية المزعومة فلنحضر سويًّا إحدى حلقات برنامج "البيت بيتك" أو "العاشرة مساءً"، وناقش مجموعة من الإخوان واصحب مَن شئت من المفكرين وانزع أقنعة الإخوان وافضحهم أمام الجمهور المخدوع والمغرر به باستغلال الدين وحماس الشباب، فالإخوان لم يرفعوا سيوفهم في وجه أحد ولم ولن يقروا عنفًا لإي أحدٍ ولم يتربصوا بقلم حر ولا مأجور ولا يعارضون الاجتهاد الراشد، وهم فوق ما تتخيل من نزاهةٍ وعفةٍ وطهارةٍ يتمنون لكَ ولغيركَ كل خير..

وفقنا الله جميعًا لما يحب ويرضى.

المصدر