تفاصيل الليلة الأخيرة للشهيد الرنتيسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تفاصيل الليلة الأخيرة للشهيد الرنتيسي


2863 1128341134057 1393075483 327061 6163630 n.gif

أكَّد الأستاذ "فايز الرنتيسي"- ابن عم الشهيد البطل الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي- أن خبر استشهاده لم يكن مفاجأة للعائلة، فقد كان أمرًا متوقعًا في أي وقت لدرجة أن الشهيد قبل ثلاثة أيام من استشهاده عندما سُئل عن احتمالات قيام قوات الاحتلال باغتياله، قال: إنَّ لكل أجلٍ كتابًا، فإذا جاء الأجل فلماذا لا يكون مع الشهادة؟ فهو القائد الذي أدار ظهره للدنيا، وعمل لآخرته.

ولذلك في محاولة الاغتيال الأولى سُئل عن شعوره وهو في المستشفى وكان ابنه أحمد في غيبوبة بجواره قال: "آمل ألا يغضب ابني أحمد عندما يفيق من غيبوبته، ويجد نفسه لم يُستشهد بعد"، فقد كان يطلب الشهادة، ويُعلِّم أولاده حب الشهادة، وكان مصرًّا على أن ينالها بإرادة ربه.

وكذلك زوجته عندما سُئلت عن شعورها سواء بعد محاولة الاغتيال الأولى، أو بعد استشهاده، قالت: كلنا مستعدون للاستشهاد في سبيل الله، فهو أسمى أمانينا، جاء هذا في تصريحات خاصة لمراسل (إخوان أون لاين) في خيمة العزاء، وتقبل التهاني باستشهاد القائد البطل الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي التي أقامتها عائلته بمنطقة الهلال، بالعاصمة القطرية الدوحة على مدى ثلاثة أيام انتهت مساء الأربعاء 21/4/2004م، واختتمت ببعض الكلمات لتأبين الشهيد.

وقال ابن عم الشهيد: إن الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي قام بزيارة بيته قبل اغتياله بليلة، وكان مختفيًا قبلها بأسبوعين، فوجد أخاه الدكتور صلاح بانتظاره، وابنته جاءت لتسلم عليه، وفي وداعهم قال لهم: قد لا أراكم بعد هذه المرة، وكان قد تسلم مكافأته من الجامعة الإسلامية التي كان يعمل أستاذًا بها، وسدد كل ديونه، وزوَّج ابنه الأكبر محمد، ثم قال: ما تبقى من المكافأة فهو لزواج ابنه أحمد، وكان هذا هو اللقاء الأخير بأسرته، ولذلك كان متوقعًا استشهاده في أي لحظة بعد أن سلطت عليه الأضواء بقوة عندما تولى قيادة حماس خلفًا للشيخ أحمد ياسين، فقد كان الصهاينة يعرفون عناده وإخلاصه وقوته في الحق؛ فهو لا يساوم أبدًا.

وعندما سألناه عن آخر مرة قابل فيها الشهيد، قال الأستاذ "فايز الرنتيسي": كان ذلك عام 1977 م؛ لأنني ذهبت إلى غزة بعد ذلك ثلاث مرات في أعوام 1995 م، و 1996 م، و 1998 م، ولم أره؛ لأنه كان معتقلاً خلال المرات الثلاث.

وفي كلمته قال الأستاذ "تحسين الميقاتي"- رئيس البعثة الدبلوماسية بسفارة فلسطين في قطر -: إن دم الرنتيسي؛ بل والرنتيسي نفسه كان وسيبقى مشروع تحدٍّ وإرادة وتصميم وانتصار بإذن الله على الآلة العسكرية الصهيونية، وسُلَّمًا يرتقي الآخرون إليه حتى يتحقق النصر، وإقامة الدولة الفلسطينية.

ولقد كان الرنتيسي شوكة دامية في أعناق الصهاينة بإصراره على المواجهة والتحدي والنضال وشحذ الهمم من أجل صنع رجال هم على العهد الذي أراده الله لهم، إما نصر أو شهادة، فما حدث بالأمس لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا ترابطًا وتوحدًا على قلب رجل واحد.

أما شارون المجرم السفاح وعصابته الإرهابية ومن يؤيدونهم في الإدارة الأمريكية المتغطرسة، فسوف يتجرعون كأس الهزيمة والانكسار وستذيقهم الشعوب الحرة الأبية من عرب ومسلمين ومخلصين للحق والعدالة والحرية في العالم ألوانًا من السم الزعاف.

وقد علقت صور الشهيد البطل الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي داخل خيمة العزاء مع الأعلام الفلسطينية، بالإضافة إلى صور جمعت بين الشهيد الرنتيسي وشيخ الشهداء أحمد ياسين وشعار حماس، وكتب عليها: (أصدقاء في الدنيا ورفقاء في الآخرة بإذن الله).

وتحدث الأستاذ "فايز الرنتيسي" عن حياة الشهيد، فقال: ولد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي في بلدة (إبنا) بقضاء الرملة عام 1947م، وإن كانت جذور العائلة تعود إلى بلدة (رنتيس)، وبعد قيام الكيان الصهيوني باغتصاب الأراضي الفلسطينية انتقلت الأسرة، ولجأت إلى مدينة خان يونس بقطاع غزة؛ حيث عاش لاجئًا في أسرة فقيرة بين 9 إخوة وثلاث أخوات، وأكمل دراسته حتى المرحلة الثانوية في خان يونس، وكان طالبًا متفوقًا لدرجة أن هيئة اليونسكو أوفدته إلى جامعة الإسكندرية ليكمل تعليمه على نفقتها بكلية الطب، وفي عام 1972م عاد الرنتيسي إلى خان يونس؛ حيث بدأ في ممارسة مهنته كطبيب، ثم عاد إلى الإسكندرية عام 1976م ليكمل دراساته العليا في طب الأطفال؛ حيث حصل على درجة الماجستير، ثم عاد إلى غزة ليعمل في مستشفى ناصر بخان يونس.

ويؤكد الأستاذ فايز الرنتيسي أن الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي كان إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من طيب أخلاق في معاملته للناس، ويقدم لهم كل ما يمكنه من مساعدة؛ حتى إنه كان يعالج فقراء اللاجئين دون مقابل، وعندما تأسس المجمع الإسلامي في الثمانينيات كان أحد أعضائه المؤسسين مع الشيخ أحمد ياسين رحمه الله.

وفي عام 1987م عندما وقعت حادثة سيارة المقطورة التي صدمت 9 عمال فلسطينيين، وأودت بحياتهم اندلعت مظاهرات في مخيم جباليا، واتجهت إلى غزة لتطلق الشرارة الأولى في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وفي هذه الأثناء رأى قادة المجمع الإسلامي أن المقاومة أصبحت واجبًا مقدسًا لمواجهة عدوان قوات الاحتلال، فتشكلت حركة المقاومة الإسلامية التي أصبحت تعرف اختصارًا باسم (حماس)، ثم شكل قادة الحركة جناحها العسكري باسم (كتائب الشهيد عز الدين القسام)، وبدأت تقوم بعمليات وتقاوم الاحتلال الصهيوني، هذا إلى جانب الأنشطة الاجتماعية والثقافية والخيرية لمساعدة الشعب الفلسطيني.

وواصل الأستاذ فايز الرنتيسي حديثه قائلاً: وخلال الثمانينيات اعتقل الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي في سجون الاحتلال ثلاث مرات، ثم نُفي إلى مرج الزهور بجنوب لبنان؛ حيث كان ناطقًا رسميًّا باسم المجموعة التي كانت معه، وكان عددها حوالي 400 مقاومًا من كافة الفصائل الفلسطينية، ولما عاد إلى غزة اعتقل مرة أخرى، ثم أطلقت قوات الاحتلال سراحه، وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني اعتقل الرنتيسي أربع مرات في سجون السلطة الفلسطينية لمعارضته لما يُسمى بعملية التسوية السلمية.

وعندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية قويت شوكة حماس من خلال تأكيدها على خيار المقاومة، وقيامها بعمليات أوجعت العدو الصهيوني وأصبح معظم الشعب الفلسطيني يلتف حولها مؤيدًا لخيار المقاومة بعد أن يئس من المفاوضات السلمية التي لم تأتِ بأي نتيجة ترفع عنه معاناته في ظل الاحتلال الصهيوني.

ويصف الأستاذ فايز الرنتيسي ابن عمه الشهيد البطل الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي بأنه كان صلبًا في مواقفه عنيدًا في دفاعه عن الحق متمسكًا إلى أبعد الحدود بالثوابت الفلسطينية، ولذلك كان محاورًا صعب المراس ولذلك كان متهمًا ظلمًا بأنه من المتشددين؛ لكنه في الحقيقة كان طيب القلب يحبه الناس ويلتفون حوله، ويعشقون حديثه؛ لأنه يعبر عن واقعهم ويدافع عن حقوقهم ويمثل نبض الشارع الفلسطيني، ولذلك وضعه الصهاينة في أول لائحة قادة المقاومة المطلوب تصفيتهم؛ لأنه في نظرهم العقل المدبر لأعمال وعمليات المقاومة كما أنه كان شاعرًا وأديبًا، وقبل ذلك شيخًا حافظًا لكتاب الله عز وجل.

ويضيف: ولما استشهد الشيخ أحمد ياسين، وكان رمزًا لهذه المقاومة، وكان يمثل قمة الاعتدال الذي يراعي من خلاله الحفاظ على الوحدة الفلسطينية تم انتخاب الشيخ الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي قائدًا لحركة حماس في قطاع غزة خلفًا للشيخ أحمد ياسين، ولذلك عمل العدو الصهيوني على التخلص منه قبل أن يتمكن من القيام بعمليات انتقامية ضارية ثأرًا للشهيد الشيخ أحمد ياسين.


للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.