تقديم المستشار عبد الله العقيل لديوان المرزوق (آلام وآمال)
المستشار عبد الله العقيل
إن المتأمل في مسار الأحداث وتقلبات الأيام يدرك تمام الإدراك حكمة الله (عز وجل) في مجريات الأمور وتصرفات الناس، فمنهم من هدى الله، ومنهم من حقت عليه الضلالة، وأن الصراع الأزلي بين دعاة الحق وأنصار الباطل ما زال مستمرًا منذ بدء الخليقة، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ومن هنا يبرز الدور الأساسي الذي يجب أن يضطلع به حملة الحق في هداية الخلق على نور من كتاب الله (عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم).
ولقد عشنا فترة الطفولة والشباب في الزبير، حيث كنا مع ثلة من إخواننا نواة العمل الإسلامي الذي يحمل همّ الإسلام، ويتبنى قضايا المسلمين، ويعني بتربية النشء على منهج الإسلام الحق، ولقد كان الأخ الحبيب الأستاذ/ عبد الجبار أحمد المرزوق وإخوانه الشباب من العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، وظلّ على وفائه لدعوته إلى يومنا هذا.
والأخ المرزوق مرهف المشاعر، صادق الإحساس، يتفاعل مع الأحداث، ويعيش قضايا الأمة الإسلامية، ويسجل انطباعاته عنها شعرًا تتفاوت مستوياته حسبما تجود به القريحة.
وفي هذا الديوان الذي بين أيدينا يقدّم الشاعر ألوانًا من الشعر فيها الرثاء والخواطر والمناجاة والدعابة والتهاني والوصف لحال المسلمين والإهابة بهم للنهوض والتصدي لأعداء الإسلام والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن.
وهو في شعره ينطلق من تصوّر إسلامي واعتزاز بهذا الدين وغيرة على حرماته ومناصرة لأبنائه ومناجزة لأعدائه، وليس هذا بغريب على شاعرنا المرزوق الذي تربى في محاضن الدعوة الإسلامية المباركة، وعاش مع رجالها، وجاهد معهم لإعلاء كلمة الحق، ورفع راية الإسلام.
وهذا الطريق الذي يسير فيه لتسخير الشعر لخدمة الدعوة والاهتمام بشؤون المسلمين هو الطريق الذي سار عليه من سبق من الشعراء الإسلاميين من زمن حسان بن ثابت إلى زماننا هذا.
والمؤمل أن تتضافر جهود المخلصين من الدعاة في كل الميادين للإسهام في توعية الأمة وتوجيه شبابها واستنهاض همم قادتها للوقوف صفًا واحدًا متماسكًا أمام المتربصين بالإسلام والمسلمين لرد كيدهم في نحورهم، وإعلاء كلمة الحق ودين الحق ومنهج الحق.
وهذا الديوان للأخ المرزوق هو الباكورة، ونرجو أن يتبعه المزيد بإذن الله تعالى، وأناشد شباب الإسلام اليوم بترسُّم خطى سلفهم في الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة.
كما أدعو الدعاة اليوم إلى مضاعفة جهودهم لإبراز قيم الإسلام وتعاليمه، وحشد الأمة كلها للسير قدمًا في طريق التقدّم وفق منهج الإسلام وتعاليمه، وبذل الجهود المكثفة في كل الميادين، وتسخير كل الإمكانات والطاقات للذود عن حمى الإسلام، وصون تعاليمه، وإنقاذ الأمة الإسلامية من مهاوي التردّي والسقوط التي يتولى كبرها دعاة العلمانية والحداثة والتغريب والمتطفلون على موائد الشعر والأدب.
وللشعر الإسلامي المعاصر دوره الكبير في تقديم البديل عن هذا الغثاء الوافد من الشرق والغرب على حد سواء.
وفي هذا الديوان للأخ المرزوق يجد القارئ شيئًا من تطلعاته للغد المشرق بإذن الله تعالى.
والله أسأل أن يبارك في هذا الجهد، وأن يجعله في ميزان حسناته، وأن ينفع المسلمين، وبخاصة شبابهم، بثمرات قرائح الشعراء والأدباء الإسلاميين المعاصرين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر
- مقال: تقديم المستشار عبد الله العقيل لديوان المرزوق (آلام وآمال) موقع عبدالله العقيل