جمال والإخوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢١:٤٨، ١٣ نوفمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات) (حمى "جمال والإخوان" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جمال والإخوان


بقلم:أ.عبدالرحمن الراشد


جمال مبارك سيظل ابن الرئيس، مهما قال وفعل، وهذه حقيقة عليه أن يقبلها.

جمال مارس حقه كناشط سياسي في الحزب الوطني، وقال أمام جمهور منتدى دافوس إنه من الضروري أن توضع شروط على استخدام الدين في السياسة، حتى لا يستغل الدين ولا يصل السياسة المستغلون.

كلامه في محله لولا انه ابن الرئيس، ولهذا هاجمه خصومه من «الإخوان» حيث توجد «بطحا على رؤوس بعضهم». قالوا إن ابن الرئيس هو آخر من يحق له ان ينتقدهم. حزبه حزب الحكومة ومدللها، وانه يستخدم صلاحيات أبيه، فكيف يستنكر على الإخوانيين أن يستعينوا بربهم.

الحقيقة أن استغلال الدين سيستمر سواء من قبل البنوك، أو باعة العسل، أو العطارين، وحتى تجار الكولا، وبالطبع السياسيين. ولهذا رفع حزب الائتلاف صور آية الله السيستاني وفاز، وحركة حماس الاعلام الخضراء وانتصرت، والإخوان في مصر شعارهم الاسلام هو الحل ونجحوا، وهكذا.

قطعا النية محلها القلب، أما الظاهر فالاسلام محل استغلال لا حياء فيه، بنوك سويسرية صارت تفتح حسابات إسلامية، ومسالخ استرالية تزعم أن ذبحها اسلامي، وفنانات يقدمن برامج دينية.

في حديث مع أحد المنتسبين لحزب الوفاق العراقي قبل الانتخابات قال الائتلاف يكذبون، فهم يرفعون صور السيستاني رغم انه رفض صراحة أن يساند حزبا ضد آخر. سألته لماذا لا ترفعونها في المناطق التي تؤثر صوره على الناس، افعلوا مثلهم خاصة انكم لستم ضد السيستاني، وهو لم يقل انه ضدكم. رفض بدعوى أنه تزوير.

الحزب الوطني في وجه حزب الإخوان لن ينجح إلا في إحدى حالتين، إما أن يضع لجنة شرعية في مجلسه ويرفع صور بعض المشائخ مع صوره، أو أن يمتنع الإخوان عن استخدام الدين، على اعتبار انه ليس محل خلاف وليس محل منافسة. وبطبيعة الحال سيرفض لأنه سيواجه اشكالات مع الناخبين.

وستخسر طروحات المستغلين للدين في حالة واحدة بعد سنين من العمل الحكومي، لو اعطيت لهم الفرصة للمشاركة في الحكم، وهو أمر اساسي. تجاربهم الحالية قليلة في تركيا مثلا. ستكتشف الناس مع الوقت انهم مثل البقية، لأن رفع الشعار الديني لا يعني تحسين المعيشة ولا ضمان الوظائف. لهذا يقال انهم يلجأون الى اختراع الخصوم الخارجيين، كما فعل الخميني في معاركه المتعددة، من اجل صرف الانتباه وتبرير ضعف الأداء.

هذا لا يعني أن بقية الأحزاب افضل منهم. التجارب الديموقراطية الأصلية تمتنع عن استخدام الدين على اعتبار ان النظام يمنع الخلط بين الاثنين. احترام الدين ورجاله يجعلهم في مصاف أعلى، ويحصنهم من التحزب مع طرف ضد آخر.

هذا لن يحدث في حال الإخوان وهم يعرفون حق المعرفة انهم لن يتفوقوا كثيرا، ان حاولوا بيع برنامج للناس عن الوظائف والعلاج الصحي والخدمات البلدية، وبالتالي سيتمسكون ببيع الناس شعارات دينية فقط.


المصدر:الشرق الأوسط