الفرق بين المراجعتين لصفحة: «جهود قسم طلبة الإخوان في المجتمع»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
جهود قسم طلبة الإخوان في المجتمع
جهود قسم طلبة [[الإخوان]] في المجتمع


بقلم: عبده مصطفى دسوقي
بقلم: [[عبده مصطفى دسوقي]]


سبق أن تحدثنا عن نشأة قسم الطلبة داخل جماعة الإخوان المسلمين، وكيف أعطاه الإمام البنا عناية خاصة؛ بسبب حيوية هذه المرحلة وقدرتها على إحداث التغيير داخل المجتمع، خاصةً في ظل الاحتلال الجاثم على صدر البلاد، والأحزاب الموالية له والقائمة على خدمة سياسته، والتي كانت تعتمد في المقام الأول على قوة الشباب ودفعته، ومن ثم تطلَّع الإمام البنا إلى أن يصل بدعوته إلى هذه الشريحة خاصة، والتأثير فيها.
سبق أن تحدثنا عن نشأة قسم الطلبة داخل جماعة [[الإخوان المسلمين]]، وكيف أعطاه الإمام البنا عناية خاصة؛ بسبب حيوية هذه المرحلة وقدرتها على إحداث التغيير داخل المجتمع، خاصةً في ظل الاحتلال الجاثم على صدر البلاد، والأحزاب الموالية له والقائمة على خدمة سياسته، والتي كانت تعتمد في المقام الأول على قوة الشباب ودفعته، ومن ثم تطلَّع الإمام البنا إلى أن يصل بدعوته إلى هذه الشريحة خاصة، والتأثير فيها.


   
   
سطر ١١: سطر ١١:
   
   


ومنذ أن التحق هؤلاء الشباب بالدعوة حملوا فكر الإخوان ومبادئهم؛ ليصلوا بها إلى كل الطلبة في جامعة الملك فؤاد والأزهر الشريف وغيرهما من الجامعات والمدارس، وليُعَرِّفوا جموع الطلبة المعاني السامية للإسلام والبعد عن الحزبية والعصبية، والعمل على التصدي للمحتل في جو يسوده الحب والإخاء.
ومنذ أن التحق هؤلاء الشباب بالدعوة حملوا فكر [[الإخوان]] ومبادئهم؛ ليصلوا بها إلى كل الطلبة في جامعة الملك فؤاد والأزهر الشريف وغيرهما من الجامعات والمدارس، وليُعَرِّفوا جموع الطلبة المعاني السامية للإسلام والبعد عن الحزبية والعصبية، والعمل على التصدي للمحتل في جو يسوده الحب والإخاء.


   
   


ومن ثم نشطوا أولاً في التعريف بجماعة الإخوان المسلمين وأهدافها، وإحياء بعض الشعائر الإسلامية التي تجاهلها الناس- كرفع الآذان والصلاة في الجامعة- وأن الإسلام لا يفرق بين سياسة وعبادة، وأنه شامل لكل مجالات الحياة، ولذا عملوا على بث الروح الإسلامية بكامل معانيها فى وسط الشباب، وتهيئتهم لحمل عبء الدعوة الإسلامية الشاملة، وذلك عن طريق الخُطَب والمؤتمرات والدخول في الاتحادات الطلابية وغيرها.
ومن ثم نشطوا أولاً في التعريف بجماعة [[الإخوان المسلمين]] وأهدافها، وإحياء بعض الشعائر الإسلامية التي تجاهلها الناس- كرفع الآذان والصلاة في الجامعة- وأن الإسلام لا يفرق بين سياسة وعبادة، وأنه شامل لكل مجالات الحياة، ولذا عملوا على بث الروح الإسلامية بكامل معانيها فى وسط الشباب، وتهيئتهم لحمل عبء الدعوة الإسلامية الشاملة، وذلك عن طريق الخُطَب والمؤتمرات والدخول في الاتحادات الطلابية وغيرها.


   
   


كان من اهتمام الإمام البنا بالطلاب أن جعل لهم يومًا في الأسبوع، وكان الطلاب يحرصون على حضور محاضرات الإمام الشهيد ويدعون من يتوسمون فيه الخير من زملائهم الطلاب للحضور، فكان العدد يزداد كل مرة عن التي سبقتها، وكان طلاب الإخوان يحرصون على التعرف على الطلبة الجدد ويوثقون علاقتهم بهم.
كان من اهتمام الإمام [[البنا]] بالطلاب أن جعل لهم يومًا في الأسبوع، وكان الطلاب يحرصون على حضور محاضرات الإمام الشهيد ويدعون من يتوسمون فيه الخير من زملائهم الطلاب للحضور، فكان العدد يزداد كل مرة عن التي سبقتها، وكان طلاب الإخوان يحرصون على التعرف على الطلبة الجدد ويوثقون علاقتهم بهم.


   
   


يقول الأستاذ جمعة أمين: "وقد شارك الطلاب في مختلف أنشطة الجماعة، وكان لهم ممثلون فيها، فقد مثل الأخ محمد عبد الحميد شعبة الطلاب في مجلس شورى الإخوان الثاني، كما كان للطلاب ممثل في مكتب الإرشاد، وكان ممثلهم في تلك الفترة الأخ محمد أفندي صالح مبارك الطالب بدار العلوم، كما كان للطلاب ركن ثابت في جريدة الإخوان يعلنون فيه عن آرائهم، ويشاركون به في نشر الدعوة ونشر الوعي بين أوساط الإخوان، ويكتبون فيه في شتى المجالات تحت عنوان: قسم الطلبة".
يقول الأستاذ [[جمعة أمين]]: "وقد شارك الطلاب في مختلف أنشطة الجماعة، وكان لهم ممثلون فيها، فقد مثل الأخ محمد عبد الحميد شعبة الطلاب في مجلس شورى [[الإخوان]] الثاني، كما كان للطلاب ممثل في مكتب الإرشاد، وكان ممثلهم في تلك الفترة الأخ محمد أفندي صالح مبارك الطالب بدار العلوم، كما كان للطلاب ركن ثابت في جريدة الإخوان يعلنون فيه عن آرائهم، ويشاركون به في نشر الدعوة ونشر الوعي بين أوساط الإخوان، ويكتبون فيه في شتى المجالات تحت عنوان: قسم الطلبة".


   
   


ويقول الأستاذ محمود عبد الحليم: "وبعد فترة من التحاقه بالدعوة رأى المرشد العام أن يكون للطلبة مجلس إدارة سمَّاه: مجلس الطلبة، على أن تمثل كل كلية بواحد، فكان محمد عبد الحميد أحمد ممثل كلية الآداب، وحسن السيد عثمان ممثل كلية الحقوق، وإبراهيم أبو النجا ممثل كلية الطب، وجمال عامر ممثل كلية العلوم، وطاهر عبد المحسن ممثل كلية التجارة، وكنت أنا ممثل كلية الزراعة".
ويقول الأستاذ [[محمود عبد الحليم]]: "وبعد فترة من التحاقه بالدعوة رأى المرشد العام أن يكون للطلبة مجلس إدارة سمَّاه: مجلس الطلبة، على أن تمثل كل كلية بواحد، فكان محمد عبد الحميد أحمد ممثل كلية الآداب، وحسن السيد عثمان ممثل كلية الحقوق، وإبراهيم أبو النجا ممثل كلية الطب، وجمال عامر ممثل كلية العلوم، وطاهر عبد المحسن ممثل كلية التجارة، وكنت أنا ممثل كلية الزراعة".


   
   
سطر ٤٠: سطر ٤٠:
   
   


وفي 19 من ذي الحجة 1356هـ الموافق 20 من فبراير 1938م عُقد مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين، والذي ألقى فيه الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد كلمة طلبة الإخوان بالجامعة والمدارس الثانوية والفنية، وجاء فيها: "الإسلام كما فهمته من كتاب الله وسنة رسوله دعوةٌ عامة أُريدَ بها خلقُ المجتمعِ المثالي الكامل الذي يُسعد الفردَ روحًا وعقلاً وجسمًا، ويسعد الأمةَ خُلقًا واجتماعًا وحُكمًا وتشريعًا وعلمًا، ثم يسعد العالم كله بعد ذلك ويلقي بين يديه نورًا وهّاجًا يمشي به فلا يتعثر، ويعلمه لأي مهمة يحيا، وكيف يحيا سعيدًا، وكيف يموت سعيدًا".
وفي 19 من ذي الحجة 1356هـ الموافق 20 من فبراير 1938م عُقد مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين، والذي ألقى فيه الأستاذ [[محمد عبد الحميد أحمد]] كلمة طلبة [[الإخوان]] بالجامعة والمدارس الثانوية والفنية، وجاء فيها: "الإسلام كما فهمته من كتاب الله وسنة رسوله دعوةٌ عامة أُريدَ بها خلقُ المجتمعِ المثالي الكامل الذي يُسعد الفردَ روحًا وعقلاً وجسمًا، ويسعد الأمةَ خُلقًا واجتماعًا وحُكمًا وتشريعًا وعلمًا، ثم يسعد العالم كله بعد ذلك ويلقي بين يديه نورًا وهّاجًا يمشي به فلا يتعثر، ويعلمه لأي مهمة يحيا، وكيف يحيا سعيدًا، وكيف يموت سعيدًا".


   
   


كما نشط الطلاب فى توزيع مجلة الإخوان على الناس وتوصيلها لهم بما تحمل من كتابات كبار الإخوان وعلمائهم.
كما نشط الطلاب فى توزيع مجلة [[الإخوان]] على الناس وتوصيلها لهم بما تحمل من كتابات كبار الإخوان وعلمائهم.


   
   


ومن الجهود التي تذكر أنهم أحيوا العبادات فى الكليات ،فقد كان من الواضح أن الصلوات لا تقام، ومن يصلي كان يصلي على استحياء خوفًا من استهزاء الناس أو وصفه بالرجعي، حتى قام طلبة الإخوان بالصلاة في كلياتهم، فما أن رآهم الطلبة حتى تشجعوا على الوقوف خلفهم صفوفًا للصلاة، ثم جاءت الخطوة التالية بأن وقف أحد طلبة الإخوان ورفع الآذان بشجاعة وقوة، فأحدث في نفوس الطلبة أثرًا وسارعوا للصلاة، حتى إذا ضاق بهم المكان سارع الإخوان، مثلما حدث فى كلية الزراعة إلى عميد كليتهم الدكتور محمود توفيق الحفناوي يطالبونه بمكان يصلون فيه، فما كان من عميد الكلية إلا أن كلف وكيل الكلية ببناء مسجد وتجهيزه لإقامة الصلاة، وتعيين إمام له.
ومن الجهود التي تذكر أنهم أحيوا العبادات فى الكليات ،فقد كان من الواضح أن الصلوات لا تقام، ومن يصلي كان يصلي على استحياء خوفًا من استهزاء الناس أو وصفه بالرجعي، حتى قام طلبة الإخوان بالصلاة في كلياتهم، فما أن رآهم الطلبة حتى تشجعوا على الوقوف خلفهم صفوفًا للصلاة، ثم جاءت الخطوة التالية بأن وقف أحد طلبة [[الإخوان]] ورفع الآذان بشجاعة وقوة، فأحدث في نفوس الطلبة أثرًا وسارعوا للصلاة، حتى إذا ضاق بهم المكان سارع الإخوان، مثلما حدث فى كلية الزراعة إلى عميد كليتهم الدكتور محمود توفيق الحفناوي يطالبونه بمكان يصلون فيه، فما كان من عميد الكلية إلا أن كلف وكيل الكلية ببناء مسجد وتجهيزه لإقامة الصلاة، وتعيين إمام له.


   
   
سطر ٦٤: سطر ٦٤:
   
   


ولقد عمل الطلاب عددًا من اللجان التي تسهل لهم الاتصال بالطلبة والمجتمع، مثل لجنة الاتصال بالطلاب الوافدين، ولجنة الثقافة الإسلامية والنشر؛ وتقوم بتأليف وطبع ونشر الكتب والرسائل لتعريف الطلاب بالإسلام وإيصال دعوة الإخوان المسلمين إليهم، ولجنة الزيارات والدعاية؛ وتهدف إلى زيادة عدد الطلاب المنضمين للإخوان المسلمين وتعريف المزيد من الطلاب بدعوة الإخوان، ثم لجنة البر بالطلاب الفقراء، ولجنة الفقه، ولجنة المطالعات، وغيرها، كما عمل الطلاب على إقامة المعسكرات التربوية.
ولقد عمل الطلاب عددًا من اللجان التي تسهل لهم الاتصال بالطلبة والمجتمع، مثل لجنة الاتصال بالطلاب الوافدين، ولجنة الثقافة الإسلامية والنشر؛ وتقوم بتأليف وطبع ونشر الكتب والرسائل لتعريف الطلاب بالإسلام وإيصال دعوة [[الإخوان المسلمين]] إليهم، ولجنة الزيارات والدعاية؛ وتهدف إلى زيادة عدد الطلاب المنضمين للإخوان المسلمين وتعريف المزيد من الطلاب بدعوة الإخوان، ثم لجنة البر بالطلاب الفقراء، ولجنة الفقه، ولجنة المطالعات، وغيرها، كما عمل الطلاب على إقامة المعسكرات التربوية.


   
   
سطر ٧١: سطر ٧١:




حرص طلبة الإخوان على التصدي لكل ما يخالف الشرع بالحسنى، وبطريقة تجعل الناس تُقبل على المعروف وتبتعد عن المنكر، كما قاموا بكثير من الخدمات الاجتماعية، ففي كلية التجارة اعترض طلبة الإخوان على إقامة حفل سمر اختلط فيه الحابل بالنابل، وخرجت بعض الطالبات على الآداب والأعراف.
حرص طلبة [[الإخوان]] على التصدي لكل ما يخالف الشرع بالحسنى، وبطريقة تجعل الناس تُقبل على المعروف وتبتعد عن المنكر، كما قاموا بكثير من الخدمات الاجتماعية، ففي كلية التجارة اعترض طلبة الإخوان على إقامة حفل سمر اختلط فيه الحابل بالنابل، وخرجت بعض الطالبات على الآداب والأعراف.


   
   


ومما جاء في كتاب (أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين) أن طلاب الإخوان اعترضوا على ما قرره قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب من تدريس كتب لـ"برنارد شو" يطعن فيها في الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدموا مذكرة لعميد كلية الآداب الدكتور طه حسين، وقد رفض الدكتور طه حسين حذف تلك الكتب؛ مما أثار الطلاب، فشنوا عليه حملة صحفية قوية، وقد نتج عنها الوعد بإلغاء تلك الكتب، ولما لم تُوفِ الوزارة بوعدها قام الطلاب بمظاهرات كبرى بالجامعة المصرية والأزهرية، كما عمت جميع المدارس الثانوية والفنية؛ مما أدى إلى إلغاء الكتابين.
ومما جاء في كتاب (أوراق من تاريخ [[الإخوان المسلمين]]) أن طلاب الإخوان اعترضوا على ما قرره قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب من تدريس كتب لـ"برنارد شو" يطعن فيها في الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدموا مذكرة لعميد كلية الآداب الدكتور طه حسين، وقد رفض الدكتور طه حسين حذف تلك الكتب؛ مما أثار الطلاب، فشنوا عليه حملة صحفية قوية، وقد نتج عنها الوعد بإلغاء تلك الكتب، ولما لم تُوفِ الوزارة بوعدها قام الطلاب بمظاهرات كبرى بالجامعة المصرية والأزهرية، كما عمت جميع المدارس الثانوية والفنية؛ مما أدى إلى إلغاء الكتابين.


   
   

مراجعة ٢٢:٣٦، ٦ يناير ٢٠١٠

جهود قسم طلبة الإخوان في المجتمع

بقلم: عبده مصطفى دسوقي

سبق أن تحدثنا عن نشأة قسم الطلبة داخل جماعة الإخوان المسلمين، وكيف أعطاه الإمام البنا عناية خاصة؛ بسبب حيوية هذه المرحلة وقدرتها على إحداث التغيير داخل المجتمع، خاصةً في ظل الاحتلال الجاثم على صدر البلاد، والأحزاب الموالية له والقائمة على خدمة سياسته، والتي كانت تعتمد في المقام الأول على قوة الشباب ودفعته، ومن ثم تطلَّع الإمام البنا إلى أن يصل بدعوته إلى هذه الشريحة خاصة، والتأثير فيها.


وبالفعل تحقق ذلك حينما بادر ستة من الطلاب بالاتصال بالجماعة عن طريق الأستاذ طنطاوي جوهري العالم الجليل، والذي اتصل بالإمام البنا في الإسكندرية ليبشره بهذه الفتح المبين.


ومنذ أن التحق هؤلاء الشباب بالدعوة حملوا فكر الإخوان ومبادئهم؛ ليصلوا بها إلى كل الطلبة في جامعة الملك فؤاد والأزهر الشريف وغيرهما من الجامعات والمدارس، وليُعَرِّفوا جموع الطلبة المعاني السامية للإسلام والبعد عن الحزبية والعصبية، والعمل على التصدي للمحتل في جو يسوده الحب والإخاء.


ومن ثم نشطوا أولاً في التعريف بجماعة الإخوان المسلمين وأهدافها، وإحياء بعض الشعائر الإسلامية التي تجاهلها الناس- كرفع الآذان والصلاة في الجامعة- وأن الإسلام لا يفرق بين سياسة وعبادة، وأنه شامل لكل مجالات الحياة، ولذا عملوا على بث الروح الإسلامية بكامل معانيها فى وسط الشباب، وتهيئتهم لحمل عبء الدعوة الإسلامية الشاملة، وذلك عن طريق الخُطَب والمؤتمرات والدخول في الاتحادات الطلابية وغيرها.


كان من اهتمام الإمام البنا بالطلاب أن جعل لهم يومًا في الأسبوع، وكان الطلاب يحرصون على حضور محاضرات الإمام الشهيد ويدعون من يتوسمون فيه الخير من زملائهم الطلاب للحضور، فكان العدد يزداد كل مرة عن التي سبقتها، وكان طلاب الإخوان يحرصون على التعرف على الطلبة الجدد ويوثقون علاقتهم بهم.


يقول الأستاذ جمعة أمين: "وقد شارك الطلاب في مختلف أنشطة الجماعة، وكان لهم ممثلون فيها، فقد مثل الأخ محمد عبد الحميد شعبة الطلاب في مجلس شورى الإخوان الثاني، كما كان للطلاب ممثل في مكتب الإرشاد، وكان ممثلهم في تلك الفترة الأخ محمد أفندي صالح مبارك الطالب بدار العلوم، كما كان للطلاب ركن ثابت في جريدة الإخوان يعلنون فيه عن آرائهم، ويشاركون به في نشر الدعوة ونشر الوعي بين أوساط الإخوان، ويكتبون فيه في شتى المجالات تحت عنوان: قسم الطلبة".


ويقول الأستاذ محمود عبد الحليم: "وبعد فترة من التحاقه بالدعوة رأى المرشد العام أن يكون للطلبة مجلس إدارة سمَّاه: مجلس الطلبة، على أن تمثل كل كلية بواحد، فكان محمد عبد الحميد أحمد ممثل كلية الآداب، وحسن السيد عثمان ممثل كلية الحقوق، وإبراهيم أبو النجا ممثل كلية الطب، وجمال عامر ممثل كلية العلوم، وطاهر عبد المحسن ممثل كلية التجارة، وكنت أنا ممثل كلية الزراعة".



نشاط الطلبة دعويًّا

وضع الطلبة إستراتيجية أمامهم وهي نشر الفكرة وسط جموع الطلبة، بل وسط جموع المجتمع، فما أن حل صيف 1936م حتى انطلق الطلبة فى البلاد ينشرون دعوة الإخوان بشكل جميل، ووجد الناس في هؤلاء الطلبة نموذجًا يقتدى به، خاصة أنهم وجدوا فيهم الصدق ولباقة الحديث وحسن الخلق في ظل أنهم يرتدون الطربوش و"البدل" على غير المألوف من أن يقوم بهذا العمل المشايخ والأزهريون.


وفي 19 من ذي الحجة 1356هـ الموافق 20 من فبراير 1938م عُقد مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين، والذي ألقى فيه الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد كلمة طلبة الإخوان بالجامعة والمدارس الثانوية والفنية، وجاء فيها: "الإسلام كما فهمته من كتاب الله وسنة رسوله دعوةٌ عامة أُريدَ بها خلقُ المجتمعِ المثالي الكامل الذي يُسعد الفردَ روحًا وعقلاً وجسمًا، ويسعد الأمةَ خُلقًا واجتماعًا وحُكمًا وتشريعًا وعلمًا، ثم يسعد العالم كله بعد ذلك ويلقي بين يديه نورًا وهّاجًا يمشي به فلا يتعثر، ويعلمه لأي مهمة يحيا، وكيف يحيا سعيدًا، وكيف يموت سعيدًا".


كما نشط الطلاب فى توزيع مجلة الإخوان على الناس وتوصيلها لهم بما تحمل من كتابات كبار الإخوان وعلمائهم.


ومن الجهود التي تذكر أنهم أحيوا العبادات فى الكليات ،فقد كان من الواضح أن الصلوات لا تقام، ومن يصلي كان يصلي على استحياء خوفًا من استهزاء الناس أو وصفه بالرجعي، حتى قام طلبة الإخوان بالصلاة في كلياتهم، فما أن رآهم الطلبة حتى تشجعوا على الوقوف خلفهم صفوفًا للصلاة، ثم جاءت الخطوة التالية بأن وقف أحد طلبة الإخوان ورفع الآذان بشجاعة وقوة، فأحدث في نفوس الطلبة أثرًا وسارعوا للصلاة، حتى إذا ضاق بهم المكان سارع الإخوان، مثلما حدث فى كلية الزراعة إلى عميد كليتهم الدكتور محمود توفيق الحفناوي يطالبونه بمكان يصلون فيه، فما كان من عميد الكلية إلا أن كلف وكيل الكلية ببناء مسجد وتجهيزه لإقامة الصلاة، وتعيين إمام له.


وفي كلية الآداب لم يختلف الوضع؛ حيث ذهب الأستاذ محمد عبد الحميد لعميد الكلية الدكتور منصور فهمي باشا- ولم يكن الرجل معروفًا عنه اهتمامه بالدين- الذي قال له: انظر أي مكان تختار. فاختار غرفة الأساتذة الإنجليز والتي كانت تعد أفخم غرفة في الكلية، فأمر العميد بإخلائها وجعلها مسجدًا لإقامة الصلاة وتهيئتها لهذا الأمر.


ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أقام الطلبة المؤتمرات، ففي الزقازيق: عقد الطلبة مؤتمرًا في مساء الأربعاء الموافق 22 من شوال 1357هـ الموافق 15 من ديسمبر 1938م، حضره الأستاذ أحمد السكري والأستاذ البنا، وفي طنطا وأسيوط عقدوا مؤتمرين في نفس الشهر من عام 1938م.


ولم يقتصر نشاط طلبة الإخوان على ذلك، بل كانوا في مقدمة الصفوف؛ حيث كانوا من المتفوقين في دراستهم، فلم يعقهم العمل الدعوي داخل الجامعة عن التفوق الدراسي، فقد كان من أوائل الكليات الأستاذ محمود أبو السعود في التجارة، وتوفيق الشاوي وعبد المنعم الصدة في الحقوق، وعبد العزيز كامل في الآداب، وغيرهم الكثير، بل عملوا أيضًا على مساعدة الطلاب غير القادرين دراسيًّا بالشرح لهم، وعمل مجموعات تقوية.


ولقد عمل الطلاب عددًا من اللجان التي تسهل لهم الاتصال بالطلبة والمجتمع، مثل لجنة الاتصال بالطلاب الوافدين، ولجنة الثقافة الإسلامية والنشر؛ وتقوم بتأليف وطبع ونشر الكتب والرسائل لتعريف الطلاب بالإسلام وإيصال دعوة الإخوان المسلمين إليهم، ولجنة الزيارات والدعاية؛ وتهدف إلى زيادة عدد الطلاب المنضمين للإخوان المسلمين وتعريف المزيد من الطلاب بدعوة الإخوان، ثم لجنة البر بالطلاب الفقراء، ولجنة الفقه، ولجنة المطالعات، وغيرها، كما عمل الطلاب على إقامة المعسكرات التربوية.


العمل الاجتماعي


حرص طلبة الإخوان على التصدي لكل ما يخالف الشرع بالحسنى، وبطريقة تجعل الناس تُقبل على المعروف وتبتعد عن المنكر، كما قاموا بكثير من الخدمات الاجتماعية، ففي كلية التجارة اعترض طلبة الإخوان على إقامة حفل سمر اختلط فيه الحابل بالنابل، وخرجت بعض الطالبات على الآداب والأعراف.


ومما جاء في كتاب (أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين) أن طلاب الإخوان اعترضوا على ما قرره قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب من تدريس كتب لـ"برنارد شو" يطعن فيها في الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدموا مذكرة لعميد كلية الآداب الدكتور طه حسين، وقد رفض الدكتور طه حسين حذف تلك الكتب؛ مما أثار الطلاب، فشنوا عليه حملة صحفية قوية، وقد نتج عنها الوعد بإلغاء تلك الكتب، ولما لم تُوفِ الوزارة بوعدها قام الطلاب بمظاهرات كبرى بالجامعة المصرية والأزهرية، كما عمت جميع المدارس الثانوية والفنية؛ مما أدى إلى إلغاء الكتابين.


وعندما وقف الطلبة الشيوعيون يهتفون "لا إسلام في الجامعة" تصدى لهم طلبة الإخوان.


ولم يقتصر نشاطهم على التصدي للفساد بالحسنى، بل عملوا على إحياء المناسبات الإسلامية، مثلما حدث في المدارس السعيدية حينما احتفلوا بالمولد النبوي الشريف، وكان هذا الحفل تحت إشراف ناظر المدرسة، وحضره الأستاذ حسن البنا، وتحدث مع الطلاب، كما عملوا على كفالة الطلبة الفقراء والمغتربين وتوفير سبل المعيشة لهم.



العمل السياسي

لم يَسِرْ طلبة الإخوان وراء حزب، بل كان الله غايتهم، وكان والرسول قدوتهم، فلم تخدعهم الشعارات الكاذبة التي كان ينادي بها زعماء الأحزاب، ويدعون إلى العصبية أو البغضاء، فكان طلبة الإخوان نموذجًا ثريًّا حتى في السياسة، ففي الجامعة عملوا على إنشاء الجمعيات، مثلما حدث فى كلية العلوم: قام طلاب الإخوان بالكلية فى عام 1942م بتأليف جمعية لإحياء الثقافة الإسلامية، وأسندوا لعميد الكلية منصب الرئيس الشرفي، وكان الأستاذ مصطفى مشهور أمين الصندوق، وفي كلية الحقوق من نفس العام تشكلت جمعية الثقافة، وكان المشرف على نشاطها الدكتور عثمان خليل عثمان.


ونشط الإخوان فى المعاهد الأزهرية والجامعات، فحركوا المظاهرات، وطالبوا بجلاء الإنجليز عن مصر، كما اهتموا بقضايا الأزهر، مثل تحسين مستوى خريجي الأزهر، والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية.


ففي مظاهرة كوبري عباس الشهيرة التي وقعت في 9 فبراير 1946م تحركت جموع الطلبة من الحرم الجامعي في مظاهرة سلمية متجهين إلى سراي عابدين لرفع شكواهم والمطالبة بالجلاء ووحدة وادي النيل، غير أن رجال الشرطة اعترضوا طريقهم وحاصروهم فوق الكوبري، واعتدوا عليهم بالعصي، حتى اضطر بعض الطلبة إلى الإلقاء بأنفسهم في النيل هربًا من هذا الاعتداء الوحشي، وهو ما أدى إلى استقالة النقراشي باشا ووزارته.


وقد تم حبس مصطفى مؤمن هو ومجموعة من الطلبة بمناسبة حوادث الجامعة؛ حيث أقام الطلاب اجتماعًا على هيئة مؤتمر في قاعة الاحتفالات الكبرى، ندد الخطباء فيه بالاحتلال، ودعوا إلى مقاومته ورفض مشروع صدقي- بيفن.


وفي ظل الأوضاع التي كانت تعيش فيها البلاد لم يغفل الطلبة مسجدهم الأقصى الذي تحاك ضده المؤامرات, فتطوعوا وكونوا اللجان, وجمعوا التبرعات لإنقاذ فلسطين, وطافوا بمكبرات الصوت يهيبون بالشعب كي يساهم بنصيبه في إنقاذ المسجد الأقصى، بل وخرجوا للدفاع عن فلسطين.


وليست هذه الأنشطة أو المجالات التي عمل فيها طلبة الإخوان المسلمين وحسب، بل لم يتركوا مجالاً يخدم الدعوة إلا وقد عملوا فيه، ليكونوا قدوة لغيرهم في العمل الطلابي، بل قدوة لمن يأتي خلفهم في آلية العمل الطلابي داخل الجامعة والمدارس، وفي أن العمل الطلابي لا يقتصر على مجال دون آخر، أو يغلب مجالاً على آخر.