جوانب من عظمة الإمام البنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جوانب من عظمة الإمام البنا
الإمام حسن البنا

عاش حسن البنا لله ووهب حياته وكل ما يملك لدعوته،فكانت همته على قدر غايته ،ولعل العقل يحار فى جانب العظمة التى أحطت بشخصيته وعبقريته فى بناء دعوته فى هذا العمر القصير الذى لم يتجاوز الثالثة والأربعين، كيف استطاع أن يعبأ نفسه لهذا الجهاد الذى تنوء بحمله أجيال و أن يربى جيلا يحمل هذه الدعوة ويضحى فى سبيلها بنفسه وماله.

حقيقة إن كل قائد لا يمكن أن يكون داعية ،لأن القائد يقود الناس بالترغيب أو الترهيب،بالإحسان أو بالقهر،فيطيعه الناس إتقاء لشره، أو طمعا فى خيره. أما الداعية فيقود قلوب الناس بالحب،لأن فى كلامه طاقة ربانية تنطلق من قلبه العامر بالإيمان لتصل إلى قلوب الناس ،فيتبعونه عن قناعة ويطيعونه عن رضا.

وقد كثرت الكتابات حول جوانب عظمة حسن البنا كل يعبر عن رؤيته الخاصة ويكتشف جانبا من جوانب عظمته،الأمر الذى جعلنا نمعن النظر فى هذا الرجل الذى ملأ الدنيا وشغل الناس،وظل حيا بعد موته فى قلوب الناس.

ولعل أبز جوانب عظمة حسن البنا فى نظرنا التى جعلته يستحوذ على قلوب الناس من الإخوان وغيرهم هو حسن علاقته بالناس فى التودد إليهم واحترامهم وتجنب الخلافات والانقاسامات التى مزقت الأمة شعوبا وقبائل وإعطاء كل ذى قدر قدره والتبسط والتواضع فى حياته ...وغير ذلك كثير مقتديا فى ذلك بالرسول صلى الله الذى خاطبه سبحانه بقوله :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " ، وهو الشعار الذى رفعه :الله غايتنا والرسول قدوتنا. ونحن فى ذلك لانبالغ فى حقه وندعى أنه منزه عن الخطأ،فكل إنسان له أخطاؤه ،فالكامل من عدت هفواته ،ولاتعد إلامن قلة.وإليكم بعضا من هذه .


المواقف التى تدل على ذلك

رزق الله الإمام البنا ذاكرة حادة فى الحفظ ،فكان يحفظ أسماء،كل من يقابله وعنوانه،فعندما أراد الإخوان شراء دار لهم بعشرة آلاف جنيه ،وكان مبلغا كبيرا فى ذلك الوقت ،قال الإمام البنا :إنى أعرف عشرة آلاف أخ أطلب من كل واحد منهم أن يرسل إلى بجنيه ،فيكون عندى عشرة آلاف جنيه .وذهب لأول مرة فى زيارة إلى الصعيد وقابله الإخوان ،فكان يسلم على كل واحد منهم باسمه ولم يره من قبل،وعندما سئل عن ذلك قال :عندما كنت أوقع على بطاقة الجوالة كنت أتمعن فى الاسم والصورة وأحفظها.

وكان الإمام البنا متجردا ومتواضعا ،فكان يسكن فى بيت متواضع كما وصفه الأستاذ عمر التلمساني .وعندما قدم استقالته من وزارة المعارف سنة 1946 أصر الإخوان على أن يجعلوا له راتبا من مجلة الإخوان المسلمون فقبل واشرط أن يأخذ أقل من راتبه فى المعارف وكان الشناوى بك من وجهاء الوفد ،كان معجبا بالأستاذ البنا وألح عليه أن يتوسط له لدى حكومة الوفد ليتولى منصبا فيها يستطيع من خلاله نشر دعوته إلا أن الإمام البنا رفض ذلك.

من إعطاء أصحاب المكانة الرفيعة قدرهم و حسن العلاقة بهم أنه دعا على باشا إسلام وهو شخصية كبيرة ومن المحبين للإخوان فى مدينة بنى سويف ليقوم بافتتاح المؤتمر الخامس للإخوان مع أن هذا الصنف نادر وجوده فى صفوف جماعة الإخوان.....والمواقف الدالة على ذلك كثيرة .و لم يكن كالزعماء لايذهبون إلا للعواصم فى القطارات الفاخرة ،لكنه كان يبحث عن القلوب المؤمنة ،وقد أحصيت البلاد والقرى التى زارها فبلغت أربعة آلاف لعل أبلغ مايدل على عظم شخصية ما قيل عنه من مختلف الشخصيات،يقو ل عنه على ماهر رئيس وزراء مصر الأسبق:وكان حديثه يشرح صدرى وأسلوبه يشهد بموفور الثقافة الإسلامية والبصر بشئون الأمة العربية. ويقول عنه مكرم عبيد باشا :كنت أراه فى حديثه أبعد ما يكون عن الشكليات والصغائر ،مما جعلنى أعتقد أنه رجل قل مثيله بيننا فى التعمق تفكيرا،وفى التنزه ضميرا.هذا وقد عبر أعلام مصر والعالم العربى والإسلامى عن جوانب من عظمة الإمام حسن البنا من وجة نظرهم فى مقالاتهم وكتبهم.


للمزيد

  • عباس السيسى :حسن البنا مواقف فى الدعوة والتربية
  • رءوف شلبى :الشيخ حسن البتا ومدرسة الإخوان المسلمون
  • جمعة أمين :قالوا عن الإمام البنا