حازم سعيد يكتب : أيهما أحق بالإقالة : البلياتشو أم الحاكم الحقيقي للبلاد ؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حازم سعيد يكتب : أيهما أحق بالإقالة : البلياتشو أم الحاكم الحقيقي للبلاد ؟

بتاريخ : الثلاثاء 25 فبراير 2014

مقدمة

السيسي

حجر جديد في بركة الانقلاب الآسنة الراكدة ، أو قل حركة شطرنج يسعى بها الانقلابيون الفاشلون لإحداث حراك يغير من التهاوي الرهيب في مشهدهم الفاشل .

إقالة الببلاوي تأتي كحركة من حركات الشطرنج بعد أن حقق الانقلابيون فشلاً رهيباً بمحورين رئيسيين : محور إنجاح الانقلاب وإخماد الثورة – محور إدارة شئون البلد وأزماتها ..

من هو الفاشل ؟

الإجابة ببساطة : الفاشل هو من يقود البلد ، وهو بالطبع ليس الببلاوي ، وهو كذلك ليس الطرطور ، إنما هو الخائن السيسي قائد الانقلاب الفاشل ومن معه من أعضاء العسكري ، والذي يعتمد على الرؤى والأحلام ويعيش جنون العظمة ، ويسيطر على مفاصل البلد لأنه رأى في الحلم أنه سيأخذ ما لم يأخذ من قبله ..

السيسي هو القائد الحقيقي وهو الرئيس الفعلي للبلاد ، هذه حقيقة لا ينبغي للعين أن تخطئها ، ومن شاهد كيف كان الطرطور يجلس بجواره أثناء إعلان أحد اللواءات عن الاختراع الطبي المذهل العجيب – القديم بالمناسبة حيث هو من 2010– والذي يعالج الأمراض ( ما ظهر منها وما بطن ) سيتيقن أن السيسي هو الرئيس وليس الطرطور .

والفشل الذي يقبع فيه الانقلاب هو فشل للسيسي ولمخططاته بالوصول إلى رئاسة مصر ، وهو فشل له في إدارة الانقلاب .

وهو فشل له في إدارة أزمات البلد ، فما منصور ولا الزعبلاوي ولا غيرهم إلا أراجوزات وبلياتشوهات وطراطير وطفيليات تعيش في ظل العسكري القائد الحقيقي للبلد ، وتأتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه .

وهو اليوم وبعد كم الفشل الذريع الذي تحقق يطلق رصاصة الرحمة عليهم ويضحي بهم ويقول لهم كفاكم ، سآتي بغيركم لعل المياه الراكدة تتحرك ، ولعل الأسن يزول أثره ، ولكن هيهات ، فعلى رأس الأمر بمصر الآن يقبع فاسد خائن عميل للصهاينة وفاشل اسمه السيسي .

الفشل الذريع

أما الفشل فتحقق لهم على محورين رئيسيين ، أولهما محور إنجاح الانقلاب وإخماد الصوت الثوري ، وقد جربوا على هذا الصعيد كل الوسائل والأساليب واستعانوا بكل الأداوات من تشويه للسمعة على مستوى الإعلام .

ومن حركة مخابراتية دائبة في الشارع ومن استعانة بالفلول والمسيحيين وإلقاء للشبهات ، ومن حركة أمنية كاعتقال الناشطين بأرقام مفجعة ( 220000 معتقل على الأقل حتى الآن ) .

ومن قمع عنيف ودموي للمظاهرات بالآلي والرصاص الحي والغاز والقنابل ، ومن قتل على الهوية وإعدامات بالشوارع بالجملة ، ومن وفود بالخارج للسفارات والقنصليات والهيئات …

جربوا المجرب وغير المجرب ولم يفلحوا .. فهذا أول محاور الفشل .

المحور الثاني هو إدارة بلد بحجم مصر ، وأول مراحل الفشل الذي وقعوا فيه هو أنهم لم يدركوا حجم المأساة التي تقع فيها مصر وتقبع بسبب نظام حسني مبارك الفاشل الفاسد ، فأقدموا على الانقلاب اغتراراً منهم بأنهم يملكون عصا سحرية ستحل مشكلات مصر وستجعلهم ينعمون في نهب خيراتها كما تعودوا على مدار ستين سنة ومنذ تغلب العسكر على الحكم في يوليو 52 ثم في 54 .

أزمات رهيبة هي تراكم طبيعي لأنظمة عسكرية اعتادت أن تجعل لنفسها جمهورية فوق الجمهورية ، وحاكماً محصناً ينهب ( براحته ) ودون أي مساءلة خيرات هذا البلد المنكوب ومقدراته .

أزمة غاز ووقود وكهرباء وطرق ومعيشة وأمراض وبيئة تحتية مدمرة ينتج عنها بالطبع ألم الفئات المطحونة الذي يبدأ بأنين خافت ثم سرعان بالتقوي ببعضهم البعض أن يعلو ويصبح صراخاً ، ثم إضراباً واعتصاماً ، ثم ما وراءه من ثورة ..

هذه المعاناة والضجيج الذي تحدثه الفئة المطحونة هو من أشد ما يفزع الانقلابيين ويرهبهم ويرعبهم ، لذا يأتون بحركة الشطرنج محاولة منهم لتسكين الفشل الذي يقبعون فيه ولا يمكنهم أبداً لا هم ولا غيرهم من الحرامية أن يعالجوه .

الانقلابيون الفاشلون لأنهم حرامية ، فإنهم يتصرفون لجيوبهم الخاصة ، ولا يتصرفون أبداً لمصلحة البلد ، فهم ينهبون دعم الخليج الذي قدم لهم كي يعينهم على إدراة البلد المنكوب ، وهيهات لهم أن يفلحوا ، فهم أولاً حرامية ، وثانياً فاشلون لا يملكون أي أجندات إصلاحية بأي حال من الأحوال .

تضخيم حجم المخابرات .. وفكرة استغلال الحدث

وفي هذا الصدد أعرض لحقيقة هامة أعتبرها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالموضوع ، وهي أننا دائماً .. نشغل أنفسنا نحن أنصار الحق بحجم قوة عدونا ، ونعتبر كل ما يحدث ما هو إلا تدبير من عدونا الذي يمتلك عقلاً محكماً ، وتدبيراً ملهماً ، وأخذاً بالأسباب راشداً …

فعلنا ذلك من قبل مع اليهود – ولا زلنا – ، حتى أننا في لحظة من اللحظات كنا نتخيل أننا لو فتحنا باب بيتنا سنجد يهودي واقفاً أمام الباب ينتظرنا ليقتلنا …

هذا بالضبط ما نصنعه الآن مع مخابرات الخائن الفاشل السيسي ، وهو من الخطأ أن نعتبرهم وراء كل شئ ..

بعض مؤيدي الشرعية ظن أن الإضرابات والاعتصامات الفئوية صنيعة مخابراتية لغرض ما .. وهو ظن خطأ .. بل أرى الأمر على أنه حدث عفوي نتج كلما سمعت شريحة بإضراب أخرى فعلت مثلها لأن البلد حالتها ضنك .. كل ما في الأمر أن المخابرات والسيسي الخائن يستغلون الحدث ، ويحاولون تطويعه لصالحهم ، وهذا ما ينبغي علينا أن نفعله نحن أنصار الحق ورواده ، أن نجتهد في استثمار توجيه الحدث لصالحنا كما يفعلون ، وأن نكون أصحاب مبادرة في ذلك ..

وأظن أن إقالة حكومة الببلاوي اليوم هو من هذا القبيل .. محاولة استغلال الحدث وتطويعه لصالحهم وتوجيهه نحو تحقيق مكاسب لهم ..

فمن ضمن المكاسب : أن يتحمل الببلاوي – في العقل الجمعي المصري - نتيجة هذه الإضرابات والاعتصامات وأنه فشل .

ومن نتائجها أن يحاولوا تسكين هذه الإضرابات حتى تأتي حكومة أخرى تكون مسئولة ويستطيعون أن يلحوا عليها بالمطالب .

ومن نتائجها أن تصل رسالة ضمنية خاطئة للناس أن السيسي لا يتحمل مسئولية هذا الفشل .. مع أنه الوحيد الباقي في منصبه بحكم الدستور ، حيث أنه حتى لو أقيلت الوزارة فإنه لا يخرج منها لأنه محصن .

ومن أهم مكاسبها الضمنية التي يسعى لها الانقلابيون الفاشلون أن ترسخ أمراً واقعاً وهو أن هناك حكومة وسلطة والحكومة فشلت فتتغير لتحقيق مطالب الشعب ، وينسى الناس أمر الشرعية والحاكم الشرعي الأسير والدستور المنقلب عليه والعقل المصري المخطوف ، فتتعزز في اللاوعي عند الناس شرعية الانقلابي الخسيس من خلال هذه الحوارات السياسية عن فشل حكومة الزعبلاوي وإقالته والإتيان بحكومة جديدة وعناصرها … الخ

والذي على أنصار الحق أن يتذكروه دائماً ويسعوا لترسيخه في عقول الناس – وبعد أن يعرفوا كيف يفكر خصمهم – هو أن الأمر الواقع الوحيد هو أن لنا رئيساً شرعياً مختطفاً ولابد من تحريره واستعادته للرئاسة التي يستحقها ، وأن لنا دستوراً هو من أروع الدساتير التي صيغت في تاريخ البشرية لابد من استعادته ، وأن لنا مجالس شرعية منتخبة لابد من عودتها وممارستها لصلاحياتها ، وأن الانقلاب الفاشل يسلب إرادتنا ويسرق مقدراتنا ، هذا هو الأمر الواقع الذي سنحققه بأيدينا بعد الاستعانة بالله العزيز الجليل القدير الحسيب الكبير العظيم القوي …

ولينصرن الله من ينصره .. إن الله لقوي عزيز .

كبسولة

صورة المقالة توضح بعناية عنوان المقالة وموضوعها : هل يصح أن يمشي رئيس الوزراء وراء وزير عنده في وزارته بهذه الطريقة التي تظهر في الصورة ؟ عندما تتدبر ذلك تعرف من هو الحاكم الحقيقي للبلد ، ومن هو مستحق ليس فقط للإقالة ، بل للإعدام .. إنه الفاشل السيسي

المصدر