الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حامد البيتاوي»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
سطر ١٥: سطر ١٥:
درس أبو حاتم الابتدائية، والإعدادية، في مدارس قريته، والثانوية في مدرسة الجاحظ بنابلس، وحصل على شهادة الثانوية العامة، القسم الأدبي عام [[1964]]م.
درس أبو حاتم الابتدائية، والإعدادية، في مدارس قريته، والثانوية في مدرسة الجاحظ بنابلس، وحصل على شهادة الثانوية العامة، القسم الأدبي عام [[1964]]م.


تخرج من كلية الشريعة، بالجامعة الأردنية، الفوج الأول، عام [[1968]]م، وتتلمذ على يد نخبة من المشايخ، والعلماء كالدكتور [[فضل عباس]]، د. [[إسحق الفرحان]]، د. [[إبراهيم زيد الكيلاني]]، الأستاذ [[يوسف العظم]]، وغيرهم).
تخرج من كلية الشريعة، بالجامعة [[الأردن|الأردنية]]، الفوج الأول، عام [[1968]]م، وتتلمذ على يد نخبة من المشايخ، والعلماء كالدكتور [[فضل عباس]]، د. [[إسحق الفرحان]]، د. [[إبراهيم زيد الكيلاني]]، الأستاذ [[يوسف العظم]]، وغيرهم).


شغل البيتاوي رئيس رابطة علماء [[فلسطين]] وخطيب [[المسجد الأقصى]] المبارك وعضو بالعديد من الهيئات واللجان والجمعيات، كالهيئة الإسلامية العليا في القدس، وجمعية التضامن الخيرية، ولجنة زكاة نابلس، ولجان إنشاء المساجد، ولجنة التوعية الإسلامية، وغيرها من لجان الإصلاح، والدعم والمؤازرة للأشقاء، في [[أفغانستان]]، [[العراق]]، [[السودان]]، [[الشيشان]]، البوسنة والهرسك، وغيرها.
شغل البيتاوي رئيس رابطة علماء [[فلسطين]] وخطيب [[المسجد الأقصى]] المبارك وعضو بالعديد من الهيئات واللجان والجمعيات، كالهيئة الإسلامية العليا في القدس، وجمعية التضامن الخيرية، ولجنة زكاة نابلس، ولجان إنشاء المساجد، ولجنة التوعية الإسلامية، وغيرها من لجان الإصلاح، والدعم والمؤازرة للأشقاء، في [[أفغانستان]]، [[العراق]]، [[السودان]]، [[الشيشان]]، البوسنة والهرسك، وغيرها.

مراجعة ١١:١١، ١١ أبريل ٢٠١٢

الشيخ المجاهد حامد البيتاوي .. الخطيب المجاهد


موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

إعداد/ عبده مصطفى دسوقي

نشأته

حامد سليمان جبر خضير (البيتاوي)/ أبو حاتم من مواليد قرية بيتا بمحافظة نابلس، فلسطين، 6/ 12/ 1944م تزوج (بمقدسيّة)، وله منها من الأبناء ستة، وبنت واحدة، ومن الأحفاد: تسعة عشر.

نشأ الشيخ في أسرة ريفية، متوسطة الحال، حرفتها الزراعة، خاصة زراعة الزيتون، وله من الإخوة والأخوات سبعة.

درس أبو حاتم الابتدائية، والإعدادية، في مدارس قريته، والثانوية في مدرسة الجاحظ بنابلس، وحصل على شهادة الثانوية العامة، القسم الأدبي عام 1964م.

تخرج من كلية الشريعة، بالجامعة الأردنية، الفوج الأول، عام 1968م، وتتلمذ على يد نخبة من المشايخ، والعلماء كالدكتور فضل عباس، د. إسحق الفرحان، د. إبراهيم زيد الكيلاني، الأستاذ يوسف العظم، وغيرهم).

شغل البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك وعضو بالعديد من الهيئات واللجان والجمعيات، كالهيئة الإسلامية العليا في القدس، وجمعية التضامن الخيرية، ولجنة زكاة نابلس، ولجان إنشاء المساجد، ولجنة التوعية الإسلامية، وغيرها من لجان الإصلاح، والدعم والمؤازرة للأشقاء، في أفغانستان، العراق، السودان، الشيشان، البوسنة والهرسك، وغيرها.

انتخب الشيخ عضوا بالمجلس التشريعي الفلسطيني، في دورته الثانية، منذ عام 2006م، عن قائمة التغيير والإصلاح.

الشيخ حامد البيتاوي بالأقصى

منعه الاحتلال من السفر لإكمال دراسته، وحصل على درجة الماجستير، في الفقه والتشريع، من كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية، بنابلس، عام 1991م، (عنوان البحث: التفريق بين الزوجين، في الشريعة الإسلامية، وحسب المعمول به في المحاكم الشرعية).

عمل في المحاكم الشرعية، منذ تخرجه عام 1968م، وتدرج في الوظيفة كاتبا، فرئيسا للكتاب، ثم قاضيا شرعيا، ثم رئيسًا لمحكمة الاستئناف الشرعية، في الضفة الغربية، ثم عضوا في المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، في فلسطين.

عمل مُدَرِّسا ومحاضرا، في المدرسة الإسلامية الثانوية، وكلية الروضة، وجامعة النجاح الوطنية، وساهم في الصحوة الإسلامية المباركة في فلسطين، -خاصة المحتلة عام 1948م-، من خلال الخطب، والدروس والندوات، وإحياء المناسبات، والمهرجانات، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، وغيرها.

تتلمذ على يديه كثير، من كبار الدعاة والقادة، أمثال الأستاذ الشهيد جمال منصور، الشيخ عبد الله نمر درويش، الشيخ رائد صلاح، وغيرهم.

زار معظم المدن، والقرى، والمخيمات، والمدارس، والمعاهد، والجامعات، في فلسطين، داعيا إلى الله عزّ وجلّ.

مسيرة نضالية

امتُحِنَ، منذ عام 1979م، حيث أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على فرض الإقامة الجبرية عليه، ومنعه من مغادرة مكان سكنه، في نابلس، عدة مرات، ولعدة سنوات، ومنعته من السفر خارج الوطن.

الشيخ كمال الخطيب يعود الشيخ البيتاوي بالمشفى

وفي عام 1990م، اعتقله الاحتلال، مدة عام في سجون: النقب الصحراوي، والجنيد المركزي، والفارعة،- أتمّ خلالها حفظ معظم كتاب الله تعالى، وقرأ، وألّف العديد من الكتيبات داخل السجن- .

وفي عام 1992م، أُبعد إلى مرج الزهور بجنوب لبنان، ، مع 415 من إخوانه من المشايخ، والعلماء، والدعاة، والأطباء، والمهندسين، وغيرهم..

وفي عام 1998م، اعتقلته السلطة الفلسطينية، لعدة أشهر، لمعارضته المفاوضات السلمية مع الاحتلال وإصداره “فتوى بتحريم التنسيق الأمني مع العدو المحتل”.

وفي عام 2007م، أعاد الاحتلال اعتقاله مدة عام، بعد انتخابه في المجلس التشريعي، ضمن الحملة التي استهدفت غالبية نواب ووزراء ورؤساء البلديات والمجالس المحلية، لقائمة التغيير والإصلاح، في الضفة الغربية.

وفي شهر مارس من عام 2009 تعرض لإطلاق نار في مدينة نابلس، وذلك أثناء خروجه من مسجد الأنبياء بالمدينة، حيث أصيب في قده اليسرى إصابة متوسطة .

من مؤلفاته

سلسلة خطب داعية، ذكريات الإبعاد في مرج الزهور، ذكرياتي في جماعة الإخوان المسلمين، رجال عرفتهم، اليهود، والمنافقون في القرآن الكريم، انتفاضة الأقصى، ولا تقربوا الزنى، التدخين حرام، التوبة، مولد النور، التفريق بين الزوجين في الشريعة الإسلامية، وحسب المعمول به في المحاكم الشرعية، في الأردن، وفلسطين، حقوق المرأة في الإسلام.

صراع مع المرض

وكان الشيخ البيتاوي أجرى عددًا من العمليات الجراحية كان أخرها عملية “قسطرة” بالمشفى العربي بنابلس وعمليات أخرى لبتر أصابع قدميه لإصابته بمرض السكري.

وقال أحمد الابن الأصغر للنائب إن والده يصارع المرض منذ أكثر من 20 عامًا حيث أصيب بمرض السكري مما أدى إلى بتر عدد من أصابع قدميه.

وأضاف لوكالة “صفا” في وقت سابق أن والده أجرى عملية زراعة شبكية للقلب “قسطرة” بالعام 1995وتعرض بالعام الماضي لوعكة صحية مما اضطره إلى تلقي العلاج باستمرار وأجرى خلال الشهرين الماضيين أربع عمليات بتر أصابع القدم وعملية شبكية.

وبين أن والده وبعد أن أجرى العملية الأخيرة بقي يشعر بآلام بالقلب مما أخضعه لفحص أخر تبين أنه يعاني من انسداد في ثلاثة شرايين بالقلب أحدها بنسبة 100% وثاني بنسبة 75% وثالث بنسبة 50% مما نصح الأطباء بإجراء عملية قلب مفتوح بأسرع وقت ممكن.

وأشار إلى أن الأطباء نصحوا بإجرائها بالأردن لحساسية وضع الشيخ وكبر سنه وإصابته بالسكري وضعف عضلة القلب إلا أن الاحتلال رفض سفر الشيخ إلى الأردن وسمح له بإجرائها بالقدس أو بالمستشفيات الإسرائيلية إلا أن الشيخ أسقط الخيار الثاني تلقائيًا وتوجه إلى القدس.

وقال أحمد إن والده دخل المشفى وغرفة العمليات بمعنويات عالية وشد أزره أن تمتع بمنظر قبة الصخرة المشرفة التي بدت متجلية من نافذة غرفته إلى جانب مواساته من قبل عدد من الزوار من أهالي القدس والداخل المحتل مثل الشيخ ناجح بكيرات وعكرمة صبري وإبراهيم الحمامي بالإضافة إلى أهل زوجته المقدسية.

وفاته

توفي مساء الأربعاء 4/ 4/ 2012 الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين والنائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس، في مشفى المقاصد بالقدس المحتلة حيث أجريت له عملية قلب مفتوح مؤخرًا.

وقالت مصادر من حماس: إن الشيخ حامد البيتاوي توفي في مشفى المقاصد بالقدس بعد تردي وضعه الصحي نتيجة إجرائه عملية "قلب مفتوح" منذ أسبوعين.

ومنع الاحتلال النائب البيتاوي من السفر لتلقي العلاج بالأردن، ما اضطره لإجرائها في القدس، كما رفضت سلطات الاحتلال منح أيٍّ من أبنائه تصريح دخول للقدس ولم يكونوا معه عند وفاته.

كما تقدم حزب الحرية والعدالة وهيئته البرلمانية بمجلسي الشعب والشورى بالعزاء للدكتور عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، في وفاة الشيخ المجاهد حامد البيتاوي، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني وخطيب المسجد الأقصى وأحد مؤسسي [[حركة المقاومة الإسلامية حماس]"..

كما تقدم حسين محمد إبراهيم، رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة بمجلس الشعب، بخالص العزاء للمجلس التشريعي الفلسطيني في وفاة المجاهد حامد البيتاوي، النائب في المجلس التشريعي وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس، داعيا المولي أن يتغمده الله بواسع رحمته. روابط خارجية

1- آخر تصريح للشيخ البيتاوي من سرير المشفى http://safa.ps/details/news/75104/%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%81%D9%89.html

الشيخ حامد البيتاوي


توطئة

الشيخ حامد البيتاوي

وقف على منبر المسجد الأقصي متحدثًا عن المحاولات الإسرائيلية المتكررة لهدم المسجد، وأهاب بالمصلين أن يقفوا أمام تلك المحاولات وأن يحاربوها بالقوة، فاستدعاه الحاكم العسكري الصهيوني، وبدأ يهدده ويتوعده، فلم يبقَ الشيخ صامتًا، بل قال للضابط: تأدب وأنت تتحدث معي، كما أنك مسؤول أمام شعبك فأنا مسؤول أمام الله عن شعبي، وأنا لا أحاربكم بالسلاح أو الحجارة، فقال له الضابط: ليتك تفعل، فمهما تفعل سيأتي اليوم الذي نقتلك، لكنك تحاربنا بسلاح أقوى من الرصاص وهو الكلمة، فأنت تحرِّض آلاف المصلين علينا، وهم يحاربوننا بسبب كلامك، أنتم معشر الإسلاميين قنبلة موقوتة تنفجر في أي لحظة لتدمر إسرائيل، لكننا لن نسمح لكم بذلك.


مثل هذه المواقف تجعل الشيخ البيتاوي يزيد فخرًا بالدعوة لله وتدريس الدين، وأضاف أن من صفات الخطيب الناجح ألا يخاف في الله لومة لائم، وأن يملك الجرأة اللازمة، والخطابة أمانة ونحن ندفع ثمنها، ويضيف: "إن من أهم عوامل نجاح الخطبة أن تتطرق إلى موضوع يهم الناس ويعيشون في فلكه".

تعريف

وُلد حامد سليمان جبر خضير في 4-12-1944م في نابلس قرية بيتا، لأسرة ريفية ولأبوين فقيرين يعملان كمعظم الفلسطينيين وقتها في الزراعة، تُوفِّي جده وهو يؤدي مناسك الحج وتعلم والده في الكتاتيب، يقول الشيخ إن أكثر ما أثَّر فيه وهو طفل صورة والده وهو يقرأ القرآن الكريم خاصة سورة الحديد.

وكان للبيئة التي نشأ فيها الشيخ الأثر الأكبر في حياته وشخصيته فيما بعد، حيث البُعْد عن مظاهر الفساد، وكذلك الخشونة التي اتصفت بها حياة القرية، حيث كان يضطر للسير مسافة تزيد عن 10 كم للوصول إلى الحقل الذي كانت عائلته تمتلكه، ثم الذهاب للقرى المجاورة ولمخيمات نابلس لبيع التين والعنب والصبر، وانتظار ظلِّ القمر للعودة ليلاً لقريته.

ويتذكر الشيخ حامد الحياة البسيطة التي كان يعيشها الناس في ذلك الوقت، حين كان أهالي القرية في مواسم الحصاد يتركون بيوتهم ويذهبون للمبيت في "المعرش" داخل حقولهم لعدة أشهر، وهو ما زرع عشق الأرض والطبيعة والأشجار والسهول في نفسه، وأن الاستذكار بين سنابل القمح العالية كانت من أكثر الأمور المحببة لقلبه، ويضيف باسمًا أنه لم يكن يعرف شكل العملة حتى وصل إلى المرحلة الإعدادية في دراسته.

حتى إنه بعد أن توظف دأب على قضاء الإجازة السنوية في قطف الزيتون واستصلاح الأراضي البور وتسييج الحقل، كما عمل فترة من الوقت في مجال البناء، حيث كان يتقاضى أجرًا مقداره نصف دينار في اليوم الواحد.

دراسته

لا يزال الشيخ يذكر حصوله على شهادة الثانوية العامة "التوجيهي" عام 1964م، خاصة مدير المدرسة في ذلك الوقت الأستاذ "أحمد القصراوي" وهو يخرج جميع طلبة المدرسة البالغ عددهم ألف طالب تقريبًا للصلاة جماعة في باحة المدرسة.

وتابع الشيخ دراسته الجامعية في كلية الشريعة التابعة للجامعة الأردنية، وحصل على شهادة الليسانس عام 1968م بتقدير جيد جدًّا، وبعد تخرجه من الكلية عين موظفًا في المحاكم الشرعية في الضفة الغربية، وفي عام 1991م حصل على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية.

كما عمل بالإضافة إلى وظيفته في المحاكم الشرعية مدرسًا غير متفرغ في المدرسة الإسلامية بنابلس، ومن ثَم في كلية الروضة المتوسطة، ومحاضرًا غير متفرغ في كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية في نابلس.

انتقل الشيخ في عمله من كاتب في محكمة نابلس الشرعية إلى رئيس للكتاب، ومن ثَم وكيلاً للقاضي الشرعي، ثم قاضيًا شرعيًّا في مختلف مدن الضفة، واستقر به الحال بعد دخول السلطة الفلسطينية رئيسًا لمحكمة الاستئناف في نابلس بقرار من الرئيس ياسر عرفات، ولا زال على رأس عمله حتى الآن.

تبعات الكلمة الصادقة

بدأ الشيخ إلقاء الخطب في المساجد منذ كان طالبًا في كلية الشريعة بالأردن، ولا تزال ذكريات أول خطبة ألقاها الشيخ عالقة في ذهنه، حيث طلب منه الوقوف خطيبًا في مسجد الجوفة في عمَّان، يقول الشيخ: "اخترت موضوع الشباب والتربية ليكونا محور حديثي، وكان الدعاء للملك في آخر الحديث أمرًا مفروضًا على الخطباء، فقلت: "اللهم وفِّق ملك البلاد للحكم بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، ويسِّر له بطانة صالحة" على خلاف المتعود، فما إن انتهيت من الصلاة وخرجت من المسجد، فإذا بأحد الأشخاص يتبعني ويطلب مني الوقوف، وعرفني بنفسه على أنه ضابط في الأمن العام، وسألني عن اسمي، ولماذا اخترت الشريعة الإسلامية لكي أدرسها؟

وبعد أن أجبته على أسئلته وجدتها فرصة للوقوف مع نفسي قليلاً، وقلت إما أن أتوقف عن الخطابة أو أستمر بها مع تحمل التبعات المترتبة عليها، وبما أن حياتي ورزقي بيد الله وحده، ولا يستطيع أحد أن يسلبني أيًّا منهما، فقد قررت المضي في هذه الطريق، والحمد لله الذي وفقني في ذلك الاختيار".

وهكذا كان هذا النهج له ظلال كثيرة على حياة الشيخ فيما بعد. فقد مُنع من الخطابة، وفُرضت الإقامة الجبرية عليه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واستدعته المخابرات كثيرًا للتحقيق عقب كثير من خطبه، وتم منعه من السفر منذ عام 1982م، ثم سجن لمدة عام في 1990م في سجن النقب الصحراوي وفي سجن الفارعة. ومع ذلك لم تتغير قناعاته بحتمية بمجاهدة الأعداء بكل الوسائل المتاحة، وأن الكلمة تقف جنبًا إلى جنب مع المال والنفس.

الإبعاد إلى مرج الزهور

شكَّل إبعاد إسرائيل 415 عضوًا من أبناء الحركة الإسلامية عام 1992م إلى "مرج الزهور" في جنوب لبنان، فترة اعتبرها الشيخ حامد "محنة ومنحة" بذات الوقت، فمن الصعب أن تجد نفسك في ليلة وضحاها بعيدا عن الأهل والوطن في بلاد غريبة تنتشر فيها الحيوانات المفترسة والأفاعي، وتغطيها الثلوج من جميع النواحي: "فقد كانت فترة معاناة كبيرة بالنسبة لنا، حتى أن الغيم القادم من فلسطين كان يبكينا، كما أنه إسكات للصوت الإسلامي فقد كان من بيننا أكثر من مائتي شخص من الخطباء والواعظين والقادة المؤثرين في المجتمع الفلسطيني.

لكن الإبعاد كانت له صور إيجابية أخرى، فلقد اعتبرناه جهادًا في سبيل الله، كما أن وكالات الأنباء العالمية والمصورين والصحفيين نقلوا صورتنا وصوتنا للعالم أجمع، فلقد بثت إحدى المحطات التلفزيونية خطبة لي وصلت لأكثر من 80 مليون مشاهد في العالم، وأعتبرها من أهم خطبي على مدار سنوات الدعوة".

انتماؤه الفكري.. وصحوة عرب 48

الشيخ حامد البيتاوي

وعن التطور الفكري لدى الشيخ، يقول: إنه بدأ عندما تعرف على جماعة الإخوان المسلمين منذ كان طالبًا في المدرسة الثانوية عام 1962م، حيث لم يكن قد سمع بكلمة أحزاب قبل ذلك الوقت، ثم انتسب إليها رسميًّا في الأردن عندما كان طالبًا في كلية الشريعة، وتأثَّر برسائل البنا وانكبَّ على قراءتها، وكذلك بأفكار الداعية الإسلامي "سيد قطب" وكتبه العديدة، والشيخ "يوسف القرضاوي"، وحرص على حضور جميع محاضراته وندواته.


ولا يزال البيتاوي يذكر أفكار إحدى المحاضرات التي ألقاها د. القرضاوي في نابلس عام 62، عندما أكَّد على أن الإسلام وحدة واحدة متكاملة.


يقول الشيخ حامد: إنه لا يزال يذكر بالخير الشيخ عبد الله نمر الذي كان له دور كبير في دخول الفكر الإسلامي لسكان 48، فبعدما ظنَّ الجميع أن أهلنا هناك قد تهودوا، فإذا بالعمل الإسلامي ينتشر بين الشباب، ثم لعب الشيخ رائد صلاح -رئيس الحركة الإسلامية في الداخل- دورًا هامًّا في هذا الصدد، وكان يتحمل مشقة المجيء لنابلس لحضور الدروس والمحاضرات والمهرجانات والأعراس والتي لعبت دورًا كبيرًا في ازدياد المد الإسلامي بين شعبنا هناك، حيث يصل عدد الحضور في بعض هذه المهرجانات إلى مائة ألف تقريبًا.


خطيب المسجد الأقصي .. أشرف وسام

يلقي الشيخ حامد دروسًا في الأقصى منذ عام 1968م، وازدادت صلته بالقدس التي يعتبرها من أحب الأماكن إلى قلبه، وزادت هذه الصلة أيضا بارتباطه بزوجته "أم حاتم" وهي من القدس.

لكن تظل قصة تعيينه خطيبًا للمسجد الأقصى غريبة جدًّا، ويعتبر الشيخ هذا اليوم تاريخيًّا، ففي عام 1985م حاولت إحدى الجماعات الصهيونية اقتحام المسجد الأقصي للصلاة فيه، وعندما انتشر الخبر بين الفلسطينيين، دبَّت الغيرة في قلوبهم، فإذا بأكثر من ربع مليون مصلٍّ يتواجدون يوم الجمعة في باحات المسجد، وكنت متواجدًا هناك أيضًا، وما إن انتهت الصلاة حتى بدأنا نصرخ بأعلى صوتنا "خيبر خيبر يا يهود.. دين محمد بدأ يعود"، وكان مدير الأوقاف موجودًا هناك، وعندما رأى الحالة التي كنت عليها أصدر أمرًا بتعييني خطيبًا للمسجد الأقصي.

رابطة علماء فلسطين

وفي عام 1991م تداعى عشرات العلماء إلى عقد اجتماع في المسجد الأقصى للتشاور بخصوص العمل الدعوي الإسلامي، ومن أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، وقضايا المسلمين عامة، وقرروا تشكيل "رابطة علماء فلسطين" في الضفة الغربية وقطاع غزة، انتسب إليها مئات العلماء المشهود لهم بالعلم والصلاح.

ويقول الشيخ حامد: إن مهمة الرابطة تتلخص في تنظيم وتكثيف الدروس والندوات والمحاضرات الدينية، وإصلاح ذات البين، وإصدار البيانات السياسية، والفتاوى الشرعية، وغيرها، وكما أنها ليست بديلاً عن المؤسسات الدينية كالمحاكم الشرعية والأوقاف ودور الفتوى، بل هي داعمة لها في رسالتها.

وخلال اجتماع لاحق للرابطة تم تعيين الشيخ حامد رئيسًا لها، وكما تم كذلك فتح مقرات ومراكز لها في العديد من المدن الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، إلا أن القوات الإسرائيلية سارعت لإغلاقها بعد عامين فقط، وكما قامت بإبعاد الكثير من القائمين عليها من أبناء الحركة الإسلامية إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني، إلا أن نشاطها لم يتوقف وهو مستمر حتى الآن.

وقد أصدرت الرابطة العشرات من الفتاوى الهامة ومنها، الفتوى الخاصة بالعمليات الاستشهادية ضد العدو الإسرائيلي، حيث بيَّنت الرابطة أنها من أعظم الجهاد في سبيل الله، وهي ليست انتحارية كما يصفها البعض.

كما بينت الحكم الشرعي للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، والعملية السلمية، والتنسيق الأمني والاعتراف بدولة إسرائيل.

كما أن الرابطة تبنت الدعوة إلى القيام بحملات تبرع لنجدة المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفا، وأصدرت كذلك فتوى ضد "كازينو" أريحا والذي أقامته شركة أجنبية في عهد السلطة، وغير ذلك من الفتاوى الشرعية والبيانات السياسية.

مؤلفات وكتب

وللشيخ حامد عدة مؤلفات بعضها طبعت ووزعت، مثل كتاب "خطب داعية" وهو جزآن، وكتاب "التوبة"، و "ولا تقربوا الزنى"، و"ذكريات شيخ"، و"المنافقون"، و"حقوق المرأة في الإسلام"…

وهناك مجموعة أخرى لم تطبع بعد، منها "ذكريات المبعدين" ويعرض فيه الشيخ بأدق التفاصيل الحياة التي عاشها المبعدون لمرج الزهور، وكتاب "صفات اليهود في القرآن"، وكتاب "انتفاضة الأقصى أسبابها ونتائجها"، حيث يرى فيه أن الانتفاضة حسَّنت من صورة الفلسطيني في نظر العالم أجمع، فبعد أن اعتبروه قد تنازل عن أرضه ووطنه، جاءت الانتفاضة لتؤكد على أن التنازل ممنوع والثبات والمقاومة هما الحل الوحيد للفلسطينيين، كما أن المعاصي وانتشار الفواحش قد قلَّت لدرجة كبيرة.


المصدر : إسلام اون لاين


وصلات داخلية

وصلات خارجية

وصلات فيديو