حبيب: لا يمكن تجاهل الانتهاكات الأمريكية حتى نتحاور معها!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حبيب: لا يمكن تجاهل الانتهاكات الأمريكية حتى نتحاور معها!
27-01-2005

مقدمة

الدكتور: محمد حبيب

أكد الدكتور محمد حبيب- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- أن الإخوان لا يمكنهم تجاهل انتهاكات وأطماع الإدارة الأمريكية في العالم والمنطقة، وإغفال الأجندة الأمريكية التي تسعى إلى احتلال الدول، واغتصاب الأوطان، وسلب مقدراتها وثرواتها.

وقال د. حبيب- في حوار مع جريدة (الرأي العام) الكويتية-: "لا نستطيع أن ننسى ما حدث ويحدث في المنطقة العربية والإسلامية من اجتياح للأرض وإزهاق أرواح الآلاف من أبنائها"..!!

وتساءل د. حبيب هل تريدنا أن نُجري حوارًا مع من تلوثت أيديهم بدماء العرب والمسلمين، واستباحوا الأرض والعِرض، وساندوا الأنظمة القمعية والديكتاتورية، ويسعون إلى تدمير عقيدتنا وإفساد أخلاقنا وهويتنا، وتذويب خصوصيتنا الثقافية؟! مشدِّدًا على أن قضية الإخوان المسلمين ليست في الحوار مع الأمريكان، وإنما في الحركة والعمل مع الشعوب التي تمتلك كثيرًا من الطاقات التي لو تم تفعيلها وتنشيطها لاستجابت الأنظمة الحاكمة لها، وحينها سيقف الاثنان معًا في مواجهة التحديات الأمريكية.

مشيرًا إلى أن اليوم الذي تستطيع فيه الشعوب أن تحقق طموحاتها في اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لانتخابات حرة نزيهة تعبر بحق وصدق عن إرادتها فسوف نكون قد بدأنا أولى خطواتنا نحو الطريق الصحيح، وإن هذا هو ما نسعى إليه ولو بعد عشرات السنيين.

وعن مطالبة البعض للإخوان بتغيير أساليبهم في العمل بدعوى أنها لم تنجح في تحقيق أهدافهم طوال تاريخ الجماعة قال الدكتور حبيب "الإخوان موجودون في مختلف بلدان العالم، وهم في تنامٍ وتصاعد مستمر".

وحول وجود طلب أمريكي لإجراء حوار مع الإخوان نفى الدكتور حبيب وجود هذا الطلب، وقال بصرف النظر عن هذا الأمر من عدمه نحن نعلن موقفنا بكل وضوح، ونطالب كافة القوى ألا تستجيب لهذه المطالب التي لا تصبُّ في خانة أمن الوطن ومصلحته واستقراره، مشيرًا إلى أن الإخوان لا يمانعون في إجراء حوارات مع دبلوماسيين أجانب؛ شريطة أن يتم ذلك عن طريق الخارجية المصرية، وأن يكون معلومًا للجميع على أي شيء سوف نتحاور.

وحول ما يردده البعض عن حرص الإخوان على إرضاء الحكومة في الوقت الذي تتعامل فيه بغلظة معهم قال د. حبيب: "موقفنا من الحكومة ثابت ومعروف, وعمومًا فنحن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، دون أن نخرج عن أدب الحوار، مع تذكيرنا الدائم لها بمسئولياتها تجاه الشعب، من حيث ضرورة إتاحة الحرية له، وحقه الأصيل في اختيار من يمثله أو ينوب عنه، وهذا لا يمنع أننا حريصون على تقوية مؤسسات الدولة؛ حتى تستطيع أن تقوم بدورها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية".

وعن إمكانية اتفاق الإخوان والأمريكان على بعض القضايا، كالتعليم.. قال "الأمريكان لهم مشروعهم الذي لا يتفق مع المشروع الإسلامي الحضاري للإخوان، فهدفهم واضح وهو الهيمنة على العالم عبر السيطرة على العالم العربي والإسلامي".

وعن مستقبل العلاقة بين الإخوان والأمريكان قال لا شكَّ أن الإدارة الأمريكية باعتدائها على لقوانين والأعراف الدولية، ومحاولة السيطرة والهيمنة على العالم، وغزوها لأفغانستان، واحتلالها للعراق، وتأييدها الكامل للكيان الصهيوني في مجازره الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.. تكون قد سدَّت السبل أمام كل القوى الحرة المحبة للسلام من أن تقوم بحوارات فيما بينها بشكل مباشر أو غير مباشر.

وإلى تفاصيل الحوار:

  • كيف يرى د حبيب مستقبل العلاقة بين الإخوان وبين الأمريكان؟
لا شك أن الإدارة الأمريكية- باعتدائها على القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، ومحاولة السيطرة والهيمنة على العالم، وغزوها لأفغانستان، واحتلالها للعراق، وتأييدها الكامل للكيان الصهيوني في مجازره الوحشية ضد الشعب الفلسطيني- تكون بهذا قد سدَّت كافة السبل أمام القوى الحرة المحبة للسلام أن تقوم بحوارات معها بشكل مباشر وغير مباشر، فضلاً عن أن محاولات الإدارة الأمريكية التدخل في شئون دول المنطقة تبعًا لأجنده واضحة ومعروفة هو أيضًا جعل من الحوار أمرًا يكاد يكون مستحيلاً، وما لم تغير الإدارة الأمريكية من سياستها وإستراتيجيتها نحو المنطقة والعالم فسوف تظل الأمور مضطربةً والصراعات قائمةً وميزان العدل مختلاًّ.
  • في ظل التأكد من أن الإدارة الأمريكية تسيطر على كافة خيوط اللعبة في المنطقة العربية وهو واقع ملموس.. كيف ترى أنسب الأساليب للتعاطي معها؟!
الإدارة الأمريكية ربما تكون مسيطرة على بعض الأنظمة، وربما تكون هذه الأنظمة تركض نحو استجلاب رضائها بشتى الوسائل والسبل، ولكن أحسب أن الشعوب تختلف عن الأنظمة، فهي رافضة بكل ما تمتلك من قيم ومبادئ وآمال وطموحات لهذه الهيمنة الأمريكية، ومن هنا يتأتى سعي الإدارة الأمريكية من خلال ما يسمَّى بالقوة الناعمة، في محاولة لغزو العقل والقلب والوجدان العربي والإسلامي.. وذلك عبر تغيير الخطاب الثقافي والمناهج، بزعم تطويرها والسعي نحو تجريد الإسلام من عناصر القوة والمقاومة والجهاد، وأيضًا من خلال "أمركة" الإعلام، وسوف تظل هذه المعركة دائرةً رحاها بين الطرفين، وأحسب أنها سوف تُحسم إن شاء الله لمصلحة الشعوب، والمسالة إذًا تحتاج إلى تكاتف كل القوى الحزبية، وتضافر كل الجهود السياسية والوطنية لمواجهة محاولات الهيمنة الأمريكية.
  • كيف يتصرف الإخوان حيالَ تأكد الهيمنة الأمريكية على مقدرات الأمور في المنطقة بشكل صريح؟!
الإخوان قضيتهم الأولى هي في الواقع مع الشعوب، في محاولة إيقاظها وتوعيتها تجاه التحديات التي تواجهها، سواءٌ فيما يخص الحملة الشرسة على الإسلام، أو محاولة تركيع الأمة واحتلال أرضها، والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها، ونحسب أن الشعوب لو تخلَّت عن سلبياتها ومبالاتها وبدأت تقبل على المشاركة بإيجابية وفاعلية تجاه القضايا القومية فسوف تستجيب لها الأنظمة الحاكمة، وسوف يقف الاثنان معًا- الشعوب من جانب والأنظمة من جانب آخر- في مواجهة التحديات الأمريكية.. أما مسالة الاستسلام للأمر الواقع، ومحاولة فرض قيم الاستسلام واليأس والانهزام على الشعوب فليس هذا من منهجنا ولا في خطتنا أو برنامجنا.


المد الأمريكي ببلادنا الإسلامية!

  • ما الأدوات التي يمتلكها الإخوان لمواجهة هذا المد الأمريكي المتغلل في أدق التفاصيل في واقعنا العربي؟!
قلنا ونؤكد أن الحوار مع الأمريكان مرفوض بكل المقاييس، ولا بد أن يشعر هؤلاء الأمريكان بأن هناك من يعارضهم ويتحداهم ومن يقف في وجه محاولات هيمنتهم وتدخلهم, وكما ذكرت من قبل فإن العمل سيكون مع الشعوب وأحزابها وقواها السياسية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني في الداخل والخارج.
شعار الجماعة
  • إذا كنتم تعولون على الأحزاب والقوى السياسية وقد أعطتكم ظهرها.. فما هو المخرج للإخوان على الصعيد السياسي في مصر؟!
ليس صحيحًا أن القوى السياسية والأحزاب في مصر أعطتنا ظهرها كما تقول، ولكنَّ بعضَ القوى الحزبية آثرت ألا يكون هناك تنسيق بيننا وبينها في مسألة الإصلاح السياسي، لكننا متواصلون مع بقية الأحزاب والقوى السياسية والوطنية، ولم يتوقف حوارنا معها.. والمهم هو مؤسسات المجتمع المدني وقدرتنا على التعامل مع فئات الشعب من خلالها.
  • إذا كانت أغلب المنافذ قد سُدَّت، واستعصى الأمر على الإصلاح كما نرى في مصر وليس هناك بدٌّ- كما يزعم البعض- من تخطي النظام إلى من يمسك بتلابيب وخيوط اللعبة وهم الأمريكان.. فهل من الممكن أن يتخلى الإخوان عن سياسة الرفض وغلق الأبواب والنوافذ التي يشهرونها في وجه الأمريكان؟!
نحن نطالب الأنظمة والحكومات أن تتصالح مع الشعوب، ولن نملَّ من ذلك، وفي الوقت ذاته نحاول إيقاظ الشعوب وتوعيتها بحقيقة دورها وبأنها تمتلك الكثير من طاقات التغيير والقدرة على استرداد حقوقها.. الأمر الذي يتطلب صبرًا وحركةً دائمةً وإيمانًا عميقًا بأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يحفظ لنا كرامتنا وعزتنا وأمننا واستقرارنا، وبالنسبة للأمريكان فموقفنا ثابت لن يتغير.
  • الإخوان منذ أكثر من 70 عامًا يرون ذلك هو الطريق للوصول إلى أهدافهم، ويبدو أنه في نظر البعض أطول من اللازم.. فهل يدفع ذلك لتطوير الإستراتيجية وتغيير الأدوات في الوقت الحاضر؟!
اليوم الإخوان موجودون على مستوى الساحة العالمية، وتشهد الانتخابات الحرة النزيهة في كل مكان بأنهم يمثلون فصائل شعبية سياسية، لها ثقلها وتأثيرها، ومِن ثمَّ تجاوب الشعوب معها, ولننظر إلى تواجد الإخوان في مؤسسات المجتمع المدني.. نعم هي بالفعل تلقَى تضييقًا وملاحقةً، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وسوف يأتي اليوم الذي تستطيع الشعوب فيه أن تفرض رأيها باتخاذ الإجراءات والتدابير لانتخابات حرة نزيهة تعبِّر عن طموحاتها وإرادتها، وهذا هو ما نسعى إليه ولو بعد عشرات السنين ولو بذلنا كل مرتخص وغال.. نحن نريد رأيًا عامًّا قويًّا ضاغطًا، يستطيع أن يدافع عن حقوقه، وأن يحاسب حكامه إن هم قصَّروا أو تجاوزا صلاحياتهم المقررة لهم.
  • ماذا لو طلب الدبلوماسيون الأمريكان لقاءً للتعرف على مواقف وآراء الإخوان كعمل وظيفي أسوةً بما فعله الدبلوماسيون الغربيون؟
آراء الإخوان ورؤيتهم وأفكارهم واضحة ومعروفة في كل القضايا.. ومِن ثمَّ فالطلب واللقاء لا داعي له.
  • نحن نقول إنه في هذا الوقت الذي اتضحت فيه معالم المشروع الأمريكي هناك محاولة لتسويقه من خلال بعض السفارات الأخرى.. فلا بد أن يكون معلومًا للجميع على أي شيءٍ سوف يتم التحاور..!!
الاتحاد الأوروبي بلا شك يختلف عن الإدارة الأمريكية (من وجهة نظرنا)، ومواقفه من قضايانا القومية فيها بعض الإيجابيات، ولكنْ ليس معنى هذا أنه خارج نطاق السيطرة والهيمنة الأمريكية، ومن ثمَّ فأيُّ حوار يجب أن يكون بحذر وعن طريق الخارجية المصرية، وبعيدًا عن أية محاولة للتدخل في شئوننا الداخلية.
  • لماذا تحرصون على الخارجية والدولة لا تحرص عليكم؟!
نحن حريصون على أن تكون مؤسسات الدولة قويةً في مواجهة التحديات الخارجية وفي نظرة الخارج إلينا، سواءٌ كانت من قبل الإدارة الأمريكية أو غيرها، وكون الإخوان المسلمين يقفون إلى جوار مؤسسات الدولة فذلك حتى لا يَحدُث نوعٌ من التراجع أو الإضعاف لهذه المؤسسات وهي تتعامل مع هذا الأجنبي، ويَحكُم منطقَنا في ذلك قول الشـاعــر:


بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ وقَومي وإن جاروا عليَّ كرام

فليس من مصلحة الوطن أن نعمل على إضعاف النظام لصالح الأجنبي، ولم يرد في تاريخ الإخوان أنهم مدوا أيديهم لهذا الأجنبي أو استعانوا به لمكسب.. فالإخوان يدركون أبعاد المخطط الأجنبي ونهاية ما يمكن أن يصل إليه الحال، وأعتقد أن ما حدث ويحدث في أفغانستان والعراق ليس ببعيد.

  • هل الحوار عورة يحرص الإخوان على إخفائها؟!
ليس عورة، ولكن أولاً نحن لا نستطيع أن نتجاهل ما يحدث على مستوى العالم والمنطقة، ولا نستطيع أن نغفل الأجندة الأمريكية التي تسعى إلى احتلال الدول، واغتصاب الأوطان، وسلب ثرواتها ومقدراتها.. نحن لا نستطيع أيضًا أن نتعامى عما حدث ويحدث في المنطقة العربية والإسلامية.. من اجتياح للأرض، وإزهاق لأرواح الألوف من أبنائها، وانتهاك حقوق الإنسان التي كشفت عن الوجه القبيح الممتلئ قيحًا وصديدًا للإدارة الأمريكية .. فهل تريدنا أن نُجري حوارًا مع من تلوثت أيديهم بدماء إخواننا في العراق وأفغانستان؟! هل تريدنا أن نُجريَ حوارًا مع الإدارة الأمريكية التي تدعم الأنظمة القمعية والديكتاتورية في بلدان كثيرة من العالم؟! هل تريدنا أن نجري حوارًا مع الإدارة الأمريكية التي تسعى إلى توهين عقيدتنا وإفساد أخلاقنا، وسلخنا من هويتنا، وتذويب خصوصيتنا الثقافية، وطمس معالم تراثنا الحضاري؟!
  • هل من الممكن أن يلتقي الإخوان والأمريكان على أرضية فكرية مشتركة حول مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات؟!
قتل جريح احتمى بمسجد...حقوق الإنسان المسلم فى السياسة الأمريكية
السياسات لا تُبنى على الأقوال أو التصريحات أو النظريات، وإنما تُبنى على الممارسات والمواقف والأفعال الملموسة على أرض الواقع، ويوم أن يتخلى الأمريكان عن سياساتهم البربرية والوحشية وتوسعاتهم العنصرية واحترامهم للقانون الدولي وللديمقراطية وحقوق الإنسان.. فسوف يكون لكل حادث حديث.
  • ليسمح لي نائب المرشد العام.. الإخوان يقولون دائمًا: "لا للحوار مع الأمريكان"، وهذا الحوار ربما لم يُطلَب منهم أصلاً، ولو طلب قد يسارعون إليه كما فعل غيرهم؟!
انظر.. سواءٌ كان هناك طلبٌ أمريكيٌّ للحوار معنا أو لم يكن هناك طلبٌ فالإخوان المسلمون يعلنون موقفهم المبدئي برفض كافة أشكال الحوار مع أمريكا التي تحتل بلاد العرب والمسلمين، وتعادي قضاياهم الإسلامية والقومية والوطنية من أجل مشاريعها الاستعمارية وأطماعها التوسعية.. كما أن الإخوان يطالبون كافة القوى السياسية والوطنية المصرية والعربية والإسلامية بألا تستجيب لطلبات هذه النوعية من الحوار؛ لأنها لا ولن تصب إلا في خانة الإضرار بالأمن والمصلحة القومية العليا لبلادنا.
الأمريكان يعرفون مواقفنا منذ أيام الاحتواء المزدوج لكل من إيران والعراق والذي تجلى في حرب الخليج الأولى، ومؤامراتُهم الكبرى لاستدراج صدام لغزو الكويت توطئةٌ لحرب الخليج الثانية، وإقامة قواعد عسكرية دائمة في دول الخليج، وسيطرة كاملة على منابع النفط، وغزو أفغانستان واحتلال العراق كما يعرفون أيضًا مواقفنا بالنسبة للأجندة الأمريكية بشكل عام، وهذه ثوابت عندنا.
  • هل تعتقد أن الإخوان والأمريكان يمكن أن تلتقي مصالحهما في القضايا الاجتماعية والتعليمية والقومية؟!
من غير الممكن ذلك إن لم يكن من المستحيل؛ لأن المصالح متعارضة تمامًا؛ حيث إن الأمريكان لهم هدف واضح ومحدد وهو الهيمنة على العالم؛ ولكي يتمكنوا من السيطرة عليه كاملاً وضعوا في حسبانهم منطقة العالم العربي والإسلامي؛ وذلك لموقعها الإستراتيجي والثروات الموجودة بها حتى تمكنه من السيطرة على بقية دول العالم، ومن هنا كان مشروع الشرق الأوسط الكبير ولن يُتمكن من السيطرة على العالم العربي والإسلامي إلا من خلال العبث بمناهجه التعليمية، وفرض ثقافة "الأمركة" تحت ستار تجديد الخطاب بكافة مستوياته وأنواعه، وإثارة القلاقل الطائفية والمذهبية وغيرها من القضايا التي يرفضها الإخوان على طول الخط، لا سيما أنهم يدعون إلى مشروع الوحدة والمصالحة على مستوى الشعب المصري، بين حكامه ومحكوميه، وبين مسلميه ومسيحييه، وكذلك المصالحة على مستوى الشعب العربي والإسلامي وبين أنظمة حكمه؛ من أجل الوصول إلى الوحدة العربية، ومن ثم الوحدة الإسلامية لمواجهة المشروع الأمريكي ومحاولات الهيمنة.

المصدر