حدث تاريخي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حدث تاريخي
اخبار362011.jpg


شهد هذا الأسبوع حدثًا تاريخيًّا بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، ألا وهو إجراء الانتخابات التكميلية لمكتب الإرشاد علانيةً أمام الإعلام الذي نقلها إلى العالم على الهواء مباشرةً، وهذا الحدث له دلالاته، إضافةً إلى حفل الإفطار العام الذي أقامته الجماعة لكل القوى الوطنية والسياسية والدينية والثقافية في مصر، وهو أيضًا حدث مفعم بالمعاني والمواقف، وتم الإعلان عن حركة المحافظين بتعيين عددٍ من المحافظين الجدد، إضافةً إلى نقل عددٍ آخر من محافظاتهم إلى محافظات أخرى، وكذلك قرأنا خبر الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين والمحبوسين في قضايا سياسية، إضافةً لما نُشر من عزوف إخواننا الصوفيين عن القيام بالمظاهرة التي سبق إعلانهم عنها.

أما على المستوى الإقليمي فيُشكِّل استمرار اجتياح الجيش السوري للمدن والقرى وقتل الأهالي في مجازر يومية بشعة تحديًا لمشاعر شعوب العالم؛ الأمر الذي أدَّى لبعض التغير في المواقف الدولية، إضافةً إلى مواقف جيدة من بعض الدول العربية، وعلى المستوى الدولي فقد حدث ما تم التحذير منه، وهو انتقال الأزمة المالية الأمريكية لدول أخرى بشكلٍ يهدد الاستقرار العالمي.

ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم من هذه الأحداث فيما يلي:

أولاً: الشأن الداخلي
  • إن إجراء الانتخابات التكميلية لمكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين حدث صغير في مبناه خطير في معناه، فقد ظلَّ الإخوان المسلمون ستة عشر عامًا منذ سنة 1995م وحتى 2011م عاجزين عن عقد مجلس شوراهم المكون من 120 شخصًا بكامل هيئته خشيةَ اعتقالهم جميعًا ومنذ 10 فبراير سنة 2011م تم عقده 4 مرات بكامل هيئته، مما يدل على ضخامة التغيير الذي حدث في مصر بعد الثورة، كما أن إجراء الانتخابات في فندق عام وأمام أجهزة الإعلام التي نقلت وقائعها على الهواء مباشرةً إنما تدل على قيمة الشورى (الديمقراطية) ومكانتها في البنية الأساسية (الفكرية والتنظيمية) لجماعة الإخوان المسلمين، كما تدل أيضًا على استقلال الحزب عن الجماعة في أموره التنظيمية والمالية وقراراته، كما أن دعوة كل القوى والتيارات والأحزاب وعلماء الدين والكنيسة وأهل الفكر والرأي إلى حفل إفطار الجماعة الذي تم في نفس اليوم ليدل على أن منهج الإخوان إنما هو منهج تجميعي يهدف إلى التوافق الوطني والوحدة بين كل القوى من أجل حمل مسئولية إعادة بناء الوطن ونهضته.
  • إن حركة المحافظين وإن جاءت دون المستوى الذي يتطلع إليه الشعب، فقد كنا نرجو ألا تحوم أي شبهة من أي نوعٍ حول أيٍّ ممن تم تعيينهم، إلا أننا نعتقد أن من حق رئيس الوزارة أن يعين مَن يثق فيهم حتى يكون مسئولاً عن أدائهم، ونحن ننتظر الإنجازات المطلوب منهم أن يحققوها، وعمومًا فالإخوان ينظرون إلى الحكومة والمحافظين باعتبارهم يديرون أمور الدولة في الفترة الانتقالية ويمهدون الطريق لنقل سلمي وسليم للسلطة عن طريق إجراء الانتخابات التي يختار فيها الشعب ممثليه وحكامه بإرادته الحرة، ويمنح نفسه الدستور الذي يرتضيه.
  • قرأنا أنه قد تم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين والمسجونين السياسيين الذين أمضوا سنوات طويلة في السجون، وهي خطوة جيدة نرجو أن تكتمل بإغلاق ملف المسجونين السياسيين تمامًا، وأن تخلو جميع السجون منهم، وألا تعرف مصر بعد ذلك موضوع معاقبة الناس على آرائهم ومواقفهم السياسية.
  • نُشر أن إخواننا الصوفيين قرروا صرف النظر عن المظاهرة المليونية التي كانوا ينوون القيام بها يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير، وهذا قرار حكيم من شأنه أن يساعد على إعادة اللحمة بين كل القوى الوطنية والسياسية والدينية في مصر؛ الأمر الذي يقضي على الاستقطاب الذي يسعى إليه الكارهون للثورة الراغبون في تعويقها أو إجهاضها.
  • تتجه الحكومة المصرية لاتباع سياسة مالية لخفض العجز المالي، وهي سياسة تقوم على خفض الإنفاق العام وتمويل العجز في الموازنة العامة من الموارد المحلية، ويتوقف نجاح هذه السياسة على وجود خطة مالية واضحة تتلاقي وأولويات الحاجات الاقتصادية والمعيشية، وتكمن أهمية هذا التوجه في أنه يقلل من أثر التقلبات الخارجية في النظام الاقتصادي العالمي على السوق المحلية المصرية، خاصةً أن التقلبات الاقتصادية صارت تشكل تهديدًا للأوضاع المالية والاقتصادية في العالم، ومن ثَمَّ فإن ما تسعى إليه السياسة المالية للحكومة يعدُّ من سياسات التحوط لمواجهة أزمة عالمية متوقعة أو مؤكدة، كما يرى الإخوان المسلمون أن الاعتماد على الموارد المحلية يتوافق مع تطلعات الثورة في التخلص من التبعية الاقتصادية وخفض الفجوة بين الصادرات والواردات، وهي سياسة تتطلب تضامن المجتمع المصري معها.
ثانيًا: الشأن الإقليمي
  • استمر النظام السوري وجيشه في شنِّ حملة تصفية وحشية ضد الاحتجاجات السلمية للمواطنين السوريين، بحيث صارت ثمة صعوبة في التمييز بين تصرفات الجيش السوري وعدوان جيوش الاحتلال؛ وذلك من حيث التدمير الواسع للمدن والطابع الدموي للحرب ضد المدنيين على مرأى ومسمع من العالم والقتل والتشريد، وإزاء هذه الانتهاكات اتخذت بعض الدول (السعودية- وبعض دول الخليج) مواقف سحب سفرائها من سوريا، وهو إجراء جيد لإشعار هذا النظام بأنه نظام منبوذ على المستوى العربي والإسلامي فإننا ننتظر من مصر في ظل وضعها الجديد موقفًا يليق بها لمساندة الشعب السوري في ثورته ضد الطغيان والفساد والاستبداد لا يقل عن موقف هذه الدول إن لم يزيد، وذلك للحيلولة دون التدخلات الدولية، ومن ثم فإن دول الجوار عليها المشاركة في وضع صيغة لتسوية الأزمة الداخلية في سوريا لتجنب اشتعال حرب إقليمية، وعلى إيران أن توقف دعمها للنظام السوري في الجرائم التي يقترفها ضد شعبه.
  • يجتمع في القاهرة ممثلون عن حركتي فتح وحماس لتنفيذ بنود المصالحة التي تم توقيعها منذ شهور، وبرغم التصريحات الوردية التي نسمعها من هنا وهناك، إلا أن الواقع يشهد بأن المصالحة لن تتم إلا إذا تحررت حركة فتح من هيمنة أمريكا والكيان الصهيوني على إرادتها، فكم هي المصالحات التي وُقِّعت من قبل وأفشلتها (كونداليزا رايس) وحتى المصالحة الأخيرة (صرَّح أوباما) بمجرد توقيعها أن هذه المصالحة تضر بالسلام، وكأن هناك سلامًا حقيقيًّا بين الفلسطينيين والصهاينة؛ لذلك يدعو الإخوان المسلمون جميع الفصائل الفلسطينية إلى تقديم المصالح العليا للوطن على المصالح الفئوية والحزبية والحركية، وإتمام المصالحة والعودة إلى روح الأخوة والتضحية، والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية.
ثالثًا: الشأن الدولي
  • يشهد العالم موجة انخفاض حاد في الأسواق المالية العالمية، وبشكلٍ يهدد بكارثة اقتصادية تؤدي إلى عدم استقرار السياسات المالية لكثيرٍ من بلدان العالم، وتأتي هذه الموجة في سياق تدهور النظام المالي في أمريكا وتداعياته السلبية على أوربا ومنطقة شرق آسيا، وقد يعبر انتقال عدوى المشكلات المالية الأمريكية لدول أخرى عن محاولات لتصدير الأزمة الأمريكية للعالم، وهذا ما يعكس واحدة من عيوب النظام الرأسمالي؛ حيث يتحمل الآخرون نتائج سياسات لم يشاركوا في صنعها، وخاصةً إذا ما تعلق الأمر بالدول النامية والاقتصادات الضعيفة، والتي لا تقوى على المنافسة أو النهوض الذاتي، ومن ثَمَّ يرى الإخوان المسلمون أنه بعد الأزمات المتتالية التي شهدها القرن العشرون، يصير من الضروري التفكير في نظام اقتصادي جديد يقوم على العدالة في توزيع المكاسب والمغارم ولا يقوم على نقل الأعباء إلى الغير.

المصدر