حركة إنشاء دولة باكستان الإسلامية والإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حركة إنشاء دولة باكستان الإسلامية والإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى .
من خلال رسائل الإمام الشهيد إلى القائد محمد علي الجناح رحمه الله تعالى مؤسس باكستان

بقلم:البروفيسور عبد الرشيد الترابي

تمهيد

إن المؤامرة الاستعمارية لإلغاء الخلافة العثمانية بواسطة العميل مصطفى كمال باشا من اليهود الدونمة في عام 1924م تعتبر من أكبر الحوادث المؤلمة للتاريخ الإسلامي. وذلك لأن هذه المؤامرة أدت إلى القضاء على الخلافة العثمانية التي رغم ضعفها وانحطاطها كانت تعتبر رمزاً لوحدة العالم الإسلامي.

كما كان في نفس الأيام بأن العميل البريطاني (لارنس آف عربية) قام ببث نعرات القومية العربية الجاهلية في العالم العربي التي أدت إلى مزيد من جروح في جسم العالم الإسلامي. ثم شاء الله سبحانه وتعالى بأن في عام 1928م قام الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى بتأسيس جماعة (الإخوان المسلمين) للدعوة إلى العودة إلى الإسلام من جديد وإقامة الحكم الإسلامي على منهج الخلافة الراشدة.

وبعد سنتين من ذلك في عام 1930م بالتحديد قام المفكر والشاعر الإسلامي الكبير العلامة الدكتور محمد إقبال رحمه الله بتقديم فكرة إنشاء وطن خاص للمسلمين في المناطق ذات أغلبية الإسلامية في شبه قارة جنوب آسيا.

ثم في عام 1932م بالتحديد قرر الإمام أبوالأعلي المودودي رحمه الله إصدار مجلة (ترجمان القرآن) الشهيرة وذلك أيضاً للدعوة إلى العودة إلى الإسلام من جديد وإقامة الحكم الإسلامي على نهج الخلافة الراشدة كما أسس في عام 1941م منظمة (الجماعة الإسلامية) لتكون منطلقاً لهدا الهدف النبيل.

وفي 23 من مارس عام 1940م قام القائد محمد علي الجناح بإنشاء حركة باكستان لإقامة وطن خاص للمسلمين في شبه قارة جنوب آسيا في المناطق ذات أغلبية إسلامية، وذلك وفقاً للفكرة التي سبق بها الشاعر الإسلامي الكبير العلامة الدكتور محمد إقبال رحمه الله .

وكان هناك تنسيق تام وتعاون غير معلن بين هؤلاء القادة الكبار للعالم الإسلامي وذلك لأن كل واحد منهم كان يعمل لتحقيق نفس الهدف بأسلوب أو آخر.والنموذج الحي لذلك التنسيق والتعاون هو كان بين الإمام الشهيد والقائد محمد علي الجناح رحمه الله تعالى.

ويعود تاريخ هدا التعاون والتنسيق بينهما إلى 1946م حينما قام القائد محمد علي الجناح بزيارة مصر خلال عودته من بريطانيا. ويجدر ذكره أن هذا اللقاء الذي تم بين الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى وبين القائد محمد علي الجناح عند عودته من بريطانيا في ديسمبر عام 1946م في القاهرة أدى إلى العلاقة الودية والصداقة..

حيث أعرب القائد محمد علي الجناح في تصريح له عن حركة إنشاء باكستان:

"إن إنشاء دولة إسلامية مستقلة في شبه قارة جنوب آسيا ليس أقل أهمية للشعب المصري من أهميتها للشعب المسلم الهندي وإن دولة إسلامية مستقلة في شبه القارة الهندية تكون في صالح الشعب المصري أيضاً. وهذا الاستقلال سوف يعتبر حرية حقيقية لمسلمي مصر وشبه القارة الهندية على سواء وإلا فسوف تصل براثن الاستعمار الهندوسي إلى الشرق الأوسط أيضاً".

فكان خلال هذه المناسبة بأن الشيخ الإمام حسن البنا قام بزيارة القائد محمد علي الجناح خلال إقامته بالقاهرة وأثنى على جهوده لإنشاء باكستان، كما قدم نسخة المصحف الشريف له، وذلك رمزاً لتأييد (الإخوان المسلمون) لهذه الحركة.

إن الشعب المسلم في الهند يعتبر أعضاء لجماعة الإخوان المسلمين السفراء لحركة باكستان في العالم الإسلامي القائد محمد علي وفي بيت الأستاذ عبد الرحمن عظام الأمين العام للجامعة العربية عقد الاجتماع بين القائد محمد علي الجناح وزعماء مصر والعالم العربي على مائدة العشاء.

وكان من أبرز المدعوين في حفل العشاء فضيلة الشيخ الإمام حسن البنا رحمه الله والشيخ الحاج أمين الحسيني مفتي عام لفلسطين وأصحاب الفضيلة وأصحاب الفخامة، وبعد الاجتماع والعشاء قام القائد محمد علي الجناح بمؤتمر صحفي وصرح أن الشعب المسلم في الهند لا يشعر أية غربة بين الأمة الإسلامية بسبب وجود جماعة (الإخوان المسلمون) فيها، وأن أعضاء الإخوان المسلمون هم بمثابة السفراء لحركة إنشاء باكستان الإسلامية.

وقال أيضا:

إن مسلمي الهند يرفضون المخططات الصهيونية الغاشمة ضد الشعب الفلسطيني ويقفون بجانب الأمة الإسلامية تجاه قضية فلسطين المسلمة.وأضاف القائد قائلا بأننا نعتبر تحرير القدس الشريف واجبا دينيا وإنسانيا .واستمرت العلاقات الأخوية بين الشهيد الإمام حسن البنا والقائد الأعظم طول حياتهما .

كان الإمام الشهيد من أكبر مؤيدي حركة إنشاء باكستان

يروي البروفيسور خورشيد أحمد نائب أمير الجماعة الإسلامية بباكستان بأن زوج ابنة الإمام الشهيد الأستاذ سعيد رمضان أخبره بأن الإمام الشهيد في تلك الأيام كان يلقي خطباً حماسية في تأييد حركة إنشاء باكستان مع زعماء الجماعة الآخرين، وكان القائد محمد علي الجناح يعرف بأن الحركات القومية العربية تؤيد فكرة غاندي للقومية الهندية الوطنية والعلمانية.

وفي ظل تلك الظروف الصعبة فإن تأييد الإخوان لحركة إنشاء باكستان كان يعتبر دعما ً معنويا لمسلمي شبه القارة الهندية .

وفي عام 1947م قرر حزب المؤتمر القومي الهندي عقد المؤتمر الأسيوي الدولي لمناقشة الأوضاع المحلية لتحديد مسار مستقبل المنطقة بعد خروج الإنجليز في بادئ الأمر، إلا أن القائد محمد علي كان يدرك تماماً بأن الهدف من المؤتمر كان تضليل الرأي العام حول حركة إنشاء باكستان.

وأرسل رسالة عاجلة إلى الأمين العام للجامعة العربية التي قررت أن تشارك في المؤتمر. كما أرسل رسالة أخرى إلى المرشد العام للإخوان المسلمين الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله عن طريق الأستاذ مصطفي مؤمن في 13 أبريل 1947م.

فقام الإمام الشهيد بإرسال رسالة مفصلة في هذه المناسبة إلى القائد محمد علي، إليكم نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر ولله الحمد
سيدي العزيز الزعيم محمد على جناح
رئيس الرابطة الإسلامية بالهند
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وردت رسالتكم الكريمة مع الأخ الأستاذ مصطفي مؤمن، ونحن لم نكن نجهل المقاصد التي يرمي إليها المؤتمر الأسيوي، ولكن مع هذا رأينا أن نبعث بمندوبنا إليه من أسباب أهمها أن يكون ذلك ذريعة للسفر إلى الهند للاتصال بالحركة الإسلامية بها ولقائكم شخصيا هناك؛

والتعبير عما تُكنُّه مصر المؤمنة لحركة باكستان المباركة من مشاعر مخلصة وأمنيات طيبة بلسان أحد أبنائها البررة وبطريق المشافهة لا المكاتبة فقط، وأن نتمكن كذلك من إحباط المناورات والتدابير التي كان ينتظر أن تتخذ ضد مصلحة العرب والمسلمين كما حصل فعلا في قضية فلسطين.

ويسرني أن أذكركم أن وادي النيل عن بكرة أبيه يؤيدكم بإخلاص وثقة في جهادكم الموفق لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية الهندية واستقلالها، وأنه ليست هناك قوة في الأرض تستطيع بعد اليوم أن تفصم هذه الروابط التي توثقها أخوة الإسلام، ولا أن تحول دون حرية الأمم الإسلامية واستقلالها، وتحقيق مطالبها الوطنية العادلة، فإلى الأمام والله معكم ولن يتركم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله.
حسن البنا

وقام الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى بإرسال برقية التهنئة فور وصول خبر استقلال دولة باكستان باسم القائد محمد علي الحاكم الأعلى لباكستان في 14 أغسطس 1947م.

وفيما يلي (نص برقية التهنئة) تهنئة الإخوان المسلمين لباكستان

فخامة الرئيس محمد على الجناح كراتشي بالهند في هذا اليوم الخالد الذي تحقق فيه قيام دولة باكستان الإسلامية برئاستكم الرشيدة يسرني أن أبعث إليكم بأصدق التهاني وأطيب التمنيات معبرا في ذلك عن شعور أبناء النيل عامة والإخوان المسلمين خاصة.
حسن البنا

استنكار المجازر الوحشية للمسلمين في الهند

كما قام الإمام الشهيد باستنكار العمليات الإجرامية والمجازر الوحشية التي ارتكبها الهندوس والسيخ المتطرفون ضد المسلمين المدنيين في أنحاء الهند، في برقية استنكارية في 31/08/1947م إلى غاندي وجواهرلعل نهرو وماؤنت باتن:

(برقية استنكار)
إلى غاندي ونهرو وحاكم الهند
دماء المسلمين التي تسفك في أرض الهند ملأت قلوب مسلمي العالم حزنا وغيظا، والإسلام دين سلم إلا إذا اعتدى على أهله.والإخوان المسلمون باسم العالم العربي والإسلامي يحملونكم مسئولية التقصير في الحزم لمنع الاعتداء على إخوانهم، للدم صوت يصرخ ويعود بالشر على أهل البغي، إن اكتسابكم محبة المسلمين أفضل من جميع الدوافع لإهراق هذه الدماء.

كما أرسل برقية المؤاساة إلى رئيس باكستان بمناسبة الجرائم الوحشية التي ارتكبها الهنادكة والسيخ ضد المسلمين فور إنشاء باكستان وعند هجرة المسلمين من الهند إلى باكستان

إلى السيد محمد على الجناح رئيس باكستان
الإخوان المسلمون في حزن عميق للدماء المهراقة لإخوانهم مسلمي الهند، نرجو لهم منزلة الشهداء، ولكم ولذويهم جميل العزاء. أبرقنا إلى مونتباتن ونهرو وغاندي نحملهم مسئولية التقصير في منع هذا البغي. نحن معكم قلبيا وعملياً. راجعنا مفوضيات الدول عندنا، وفعلنا وسنفعل كل ما نسطيعه وما تطلبونه. الصبر والثبات مقدمة النصر.

وأرسل برقية المؤاساة والأخوة باسم القائد محمد علي الجناح حول ما تعرض له مسلمو باكستان أثناء هجرتهم إلى الوطن (جمهورية باكستان الإسلامية) في 31/08/1947م

(برقية المؤاساة)

كتب رئيس الرابطة الإسلامية ببريطانيا الأستاذ على محمد خان رسالة لمناشدة الدول الإسلامية وقيادتها وأحزابها حول الأوضاع المأساوية التي تعرض لها المسلمون في الهند خاصة أثناء هجرتهم إلى باكستان فرد الإمام على هذه الرسالة في 31/08/1947م

حضرة الأخ الفاضل السيد محمد على خان
رئيس الرابطة الإسلامية بلندن
نداؤكم الموجه إلى الإخوان المسلمين بواسطة مكتب صحيفتهم بلندن تردد صداه في مصدر مجلجلاً مدويا.. لبيك ثم لبيك أيها الأخ في الإسلام، لقد بادرنا في الحال إلى كل ما أشرتم إليه؛

وأبرقنا إلى مونتباتن وغاندي ونهرو ونحملهم مسئولية التقصير في منع هذه المذابح الهمجية المخجلة، وقلنا لهم، إن الإسلام دين السلام وأهله لا يقاتلون إلا مدافعين، ومن الخير للهند أن تكتسب محبة مسلمي العالم بمحاسنة المسلمين من أبنائها، وأبرقنا إلى القائد الأعظم بتأييد ومؤاساة إخواننا مسلمي الهند والدعاء لضحاياهم بمنزلة الشهداء.

راجعنا وسنراجع مفوضيات الدول عندنا، وفعلنا وسنفعل كل ما نستطيعه وما تشيرون به. المسلمون كلهم كالجسد الواحد، ونحن أعضاء في هذا الجسد مستعدون لنكون في خدمته. نشكركم على الاتصال بنا بواسطة مكتب جريدتنا في لندن، ويسرنا استمرار هذا الاتصال للتعاون على الحق والخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرسل الإمام حسن البنا رسالة شاملة لتأييد حركة إنشاء باكستان إلى فضيلة الشيخ شبير أحمد العثماني رحمه الله تعالى الذي كان يعتبر من أبرز قادة حركة إنشاء باكستان:

مولانا الأجل الأفضل السيد شبير أحمد عثماني .. حفظه الله

أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، ومن قام بدعوته وعمل بشريعته إلى يوم الدين.
وأحييكم بتحية الإسلام،
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (وبعد)
فقد حدثني الأخ الحاج كرم علي الذي سعدنا بلقائه في الحرمين الشريفين ثم في القاهرة أطيب الأحاديث عن عملكم المبرور وجهادكم المشكور في القيام على دعوة الإسلام ونشر أحكامه بين إخواننا الكرام في باكستان وغيرها من البلدان، فسعدنا بهذا الحديث الطيب وأحببناكم في الله على الغيب، ودعونا الله تبارك وتعالى أن يؤيدكم بروح منه، وأن يجعلنا وإياكم من المتحابين المهديين الداعين إلى الله على بصيرة.

ولقد كان قيام دولة باكستان الإسلامية الناهضة من أعظم ما سررنا له، وسعدنا به، وأمّلنا الخير من ورائه إن شاء الله ومن الله تحقيق الآمال، وإنه وإن كانت باكستان قد صادفت لأول نشأتها هذه العقبات الجساد من تعصب المتعصبين، ودسائس الكائدين، وهذا العدوان المدمر الأثيم، فلن يقعد بها ذلك عن الجهاد في سبيل الله، والعمل للحرية والاستقلال، والتمسك بأحكام الإسلام الحنيف حتى تعلو كلمته وترفع رأيته.

وإن إخواننا في باكستان ليسوا وحدهم أبدا، فإن هذه الشعوب الإسلامية والأمم العربية جميعاً معكم، بكل مشاعرها وعواطفها وجهودها، وإن الإخوان المسلمين الذين يمثلون الغالبية العظمى في هذه الأمم والشعوب، والذين جعلوا شعارهم وهتافهم (الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا).

لن يهدأ لهم بال أو يقر لهم قرار حتى يتم لباكستان النصر والاستقرار، والطمأنينة والسلام، مهما كلفهم ذلك من تضحيات.إن المسلمين في كل أقطار الأرض ليأملون أعظم الأمل، في أن تقوم كل أوضاع الرسمية والشعبية في باكستان المسلمة على أساس متين من قواعد الإسلام وتعاليمه وأحكامه وتوجيهاته؛

وإذا كانت حوادث هذا العصر قد تمخضت عن ظهور مبادئ الشيوعية أو الديمقراطية أو غيرها من الدعوات التي لا يمكن أن توازن بدعوة بالإسلام، الجامعة الشاملة لخير الإنسانية المعذبة إلى الإخاء العالمي، والعدل والسلام وقامت دول تناصر هذه المبادئ وتدعمها بالأموال والأعمال، فإن من واجبنا نحن المسلمين أن تقوم حكوماتنا وتتأسس دولنا على دعوة الإسلام وفيها أشمل النظم، وهي أكمل الدعوات.

وإذا كانت الحكومات الإسلامية في كثير من الأقطار قد انحرفت قليلاً أو كثيراً عن أوضاع الإسلام الصحيحة، فإن حكومة باكستان قد أراد الله لها منذ نشأتها أن تقوم على الإسلام. فهو شعارها وعدتها وأساس تكوينها وأصل نهضتها، وكان الله انخر لها هذا الفضل لتكون السابقة إليه المبرزة فيه.

وهنا ياسيدي يظهر واجبكم ضخما عظيما، فقد أخذ الله العهد والموثق على الذين أوتوا الكتاب أن يبلغوه للناس ولا يكتموه، وأن يبذلوا النصيحة ويتقدموا بالإرشاد والتوجيه مهما كلفهم ذلك من عناء، فانتهزوا الفرصة المتاحة ووجهوا رجال الحكومة هذا التوجيه السليم؛

واحملوهم على تعاليم الإسلام الحنيف، واسلكوا بهم أيسر سبله، وأشيعوا ياسيدي في الأمة المسلمة روح الأخوة التي جاء القرآن يدعمها ويزكيها ويباركها ويقومها، فلن تكون الأمة المسلمة إلا واحدة في روحها وشعورها وإخائها واتجاهها، وإن اختلفت في بعض المسائل والآراء والمذاهب.

واعملوا ياسيدي جاهدين على القضاء على روح التعصب المذهبي بين أبناء الأمة الواحدة، لكل رأية وما ذهب إليه، والإسلام الجامع يظل الجميع.والله نسأل أن يؤيدكم، ويجري على يديكم الخير، ويهيئ لنا من أمرنا رشدا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حسن البنا

رسالة الإمام إلى القائد محمد على الجناح رئيس دولة باكستان بعد نحو ثلاثة أشهر ونصف على استقلال باكستان في 24/11/1947م حيث ما زالت باكستان تواجه وتعاني المشاكل الضخمة وتمر بالأوضاع القاسية فأرسل الإمام رسالة المؤاساة إلى مؤسس باكستان.

إلى القائد محمد على الجناح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
فإن اللحظات التي سعدت فيها مصر بزيارتكم وسعدنا نحن بلقائكم لا يمكن أن ننساها أبدا، والآن وقد حقق الله الآمال التي كنا نتذاكرها في هذا اللقاء، وأصبحت دولة باكستان الإسلامية دولة قائمة، فإننا نتقدم إلى فخامتكم بأجمل التهنئات وأطيب التمنيات.

إن الحوادث الدامية الأسيفة التي تقع الآن، وهذا العدوان الآثم على المسلمين في دولتهم الجديدة الناهضة ليتردد صداه في كل نفس في مصر وفي العالم العربي عامة، وعند الإخوان المسلمين خاصة، ولن تتأخر هذه الشعوب المسلمة عن أداء واجبها كاملا نحو شعب باكستان المجاهد ودولة باكستان المجيدة.

فتثقوا بذلك ياسيدي القائد تمام الثقة، ولتتأكدوا بأننا على استعداد لبذل كل جهد إلى جانبكم، حتى تنصر باكستان في نضالها العنيف للحرية والاستقرار ومقاومة التعصب الذميم.

وإن الأمل العظيم في أن دولة باكستان بقيادتكم الرشيدة ستنحوا المنحى الإسلامي الصالح في كل مظاهر حياتها، وستستمد من تعاليم الإسلام الصالحة لكل زمان ومكان أساسا لنهضتها العزيزة، فتقيم بذلك حياتها على أقوى الدعائم وتضرب المثل الصالح لمسلمي العالم، ولغيرهم من الأمم والشعوب.

إنني أقدم إلى حضرتكم الأخ المجاهد الأستاذ صالح عشماوي وكيل الإخوان المسلمين ورئيس تحرير جريدتهم التي لا تدع فرصة تمر دون القيام بالواجب في تقوية الصلة بين الرأي العام المصري وباكستاني، ليتشرف ويحمل إليكم أكرم عواطف الإخوان المسلمين في وادي النيل والشرق العربي كله والمغرب العربي؛

كذلك، كما أنه يسرني هنا أن أثنى أمامكم على الجهود الطيبة التي بذلها معنا أخونا ضيف مصر الآن السيد عليم الله الصديقي الذي بعث به إخوان باكستان إلى المركز العام لإخوان وادي النيل، فكان سفيراً شعبياً موفقا عرف كيف يوضح موقف باكستان لمصر، واتصل بقلوب شعبها أوثق اتصال.

وإذا كنا لا نملك إلا هذه الرسائل نتقدم بها، فأرجو أن نستطيع في القريب أن نعبر عن هذه الأخوة الخالدة التي لايمكن أن تزول، بل هي باقية ببقاء الإسلام الخالد بوسائل أقوى وأنفع إن شاء الله. ولكم التحية والإجلال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حسن البنا
برقية الإمام الشهيد إلى القيادة الهندية
لاستنكار اعتداء الهند ضد ولاية حيدر آباد الإسلامية في عام 1947م.
إن ولاية حيدر آباد كانت تتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1724م وحافظت على استقلاليتها طوال فترة حكم الإنجليز على شبه قارة جنوب آسيا.

فبناء على قرار تقسيم شبه القارة أن حاكم الولاية المسلم أميرعثمان خان كان يعتقد بأن انضمام الولاية إلى باكستان على أساس قرار التقسيم قد يؤلم مواطني الولاية غير المسلمين ولا سيما الهندوس منهم لذلك قرر استقلال الولاية على أساس المساواة في العلاقات مع الجارتين باكستان والهند ولكن الحكومة الهندية منذ أول يوم لاستقلالها اتخذت العديد من أساليب التهديد والابتزاز لابتلاعها.

وفور الاستقلال وقعت معاهدة الإدارة مع حاكم الولاية لإعطاء الضمانات اللازمة حول الاحترام لسيادتها في الحكم الذاتي. ولكن الهند قامت باختراق المعاهدة بعد فترة وجيزة للغاية وبدأت بتوفير السلاح الحديث للهندوس المتطرفين الذين بدأوا بقتل المسلمين الأبرياء وسفك دمائهم ليلاً ونهارا وبدأت الهند تظهر أنيابها لابتلاعها من كل أطراف الولاية.

وحاصرت الهند الولاية من كل أطرافها وأغلقت جميع منافذ الولاية لقطع وصول البترول والأدوية والقماش والأغذية وجميع الخدمات الاقتصادية والتجارية التي أدت إلى قتل آلاف من مواطني الولاية.

وحاولت قيادة الولاية بإقناع القيادة الهندية على احترام سيادة الولاية وفقا للمعاهدات القائمة بين البلدين إلا أن القيادة الهندية رفضت وقامت بنثر قواتها على حدودها من الأطراف الأربعة.

وفي ظل هذه الظروف المأساوية أن الإمام رحمه الله أرسل البرقيات الاستنكارية إلى القيادة الهندية وعلى رأسها: بانديت جواهر لال نهرو رئيس الوزراء، وراجا كوبال الحاكم الأعلى، وسري بركاش قونصل هندي في كراتشي.

إلى البندت نهرو رئيس الوزراء في نيودلهي.

وإلى راج جوبال حاكم الهند العام في نيودلهي

وإلى بركاش المندوب السامي للهند في باكستان بكراتشي.

حيدر آباد دولة مستقلة، عزيزة على كل مسلم وعربي، وإن أي اعتداء عليها أو تحرش بها يثير حفيظة العالم الإسلامي، الذي لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي اعتداء على مسلمي هذه البلاد.

والإخوان المسلمون باسم العالم العربي والإسلامي يحملون حكومة الهند مسئولية سلامة حيدر آباد، ويرجون أن تعمل على إحلال العدل والسلام محل الجور والطغيان.

حسن البنا

كما أرسل الإمام برقية أخرى إلى أمير عثمان على خان حاكم ولاية حيدر آباد.باسم "الإخوان المسلمون" في العالم العربي والإسلامي نؤيد استقلال حيدر آباد، ونستنكر أي اعتداء على سلامة مملكتكم.

وقد أبرقنا إلى المسؤولين في حكومة الهند، نعلن موقف العرب والمسلمين الحازم ضد أي اعتداء على حيدرآباد، مطالبين بالعمل على استقرار الأمن والسلام في هذه البلاد، وعدم الاعتداء على استقلالها وحريتها.

(حسن البنا)

الإخوان يهنئون باكستان

رسالة الإمام بمناسبة أول يوم استقلال وطني لجمهورية باكستان الإسلامية في أغسطس 1947م. طلب مدير وكالة الأنباء الإسلامية إلى فضيلة المرشد العام أن يوجه إلى باكستان رسالة الأخوة بمناسبة ذكرى مولدها المبارك فبعث بهذه الرسالة:

سعد العالم الإسلامي كله بميلاد دولة باكستان الإسلامية. وأن سعادتنا مضاعفة نحن الإخوان المسلمين الداعين إلى النظام الإسلامي، ذلك أننا وجدنا في ميلاد هذه الدولة الفتية في حجر النظام الإسلامي وقيامها في كنفه ونشأتها فيه وجدنا في هذا حافزا قريبا إلى مضاعفة الجهاد ومسابقة الحوادث وقهر الأحداث؛

حتى يتحقق لنا إقرار النظام الإسلامي الذي نعمت به دولتنا الشقيقة الفتية باركها الله وأيدها، وبخاصة في هذا العصر الذي وقف فيه العالم كله على مفترق طريقين، تتجاذبه الشيوعية من جانب والديمقراطية الأنجلو أمريكية من جانب آخر.

ولا خير للمسلمين في هذه ولا تلك، وبين يديهم كتاب الله ونظام الإسلام وسيرة محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة للعالمين (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهــم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صـــراط مستقيم) المــائدة: 15-16.

إننا في عيد باكستان، وميلادها الأغر، لنبعث بأعطر التحيات وأطيبب التمنيات لشعبها المجيد وحكومتها الرشيدة وقائدها سائلين الله تبارك وتعالى أن يؤيدها بقوته. ويكلأ بعناية. وأن يكتب لها كمال السداد والتوفيق.. آمين.

كما نقدم لباكستان العزيزة حكومة وشعبا، أرق التهنئة، بعيد الفطر المبارك.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
حسن البنا

رسالة الإمام الاستنكارية إلى جواهر لال نهرو حول مجازر المسلمين في ولاية حيدر آباد على أيدي القوات الهندوسية الغاشمة إثر احتلال ولاية حيدر آباد عنوة وانضمامها إلى الهند في 13/09/1947م.

إلى جواهر لال نهرو احتجاج الإخوان على عدوان الهند على حيدر آباد الإخوان المسلمون في العالم العربي والإسلامي يحتجون على اعتداء الهندوستان الوحشي على حيدر آباد، وستلاقي الرجعية الهندوسية نفس المصير الذي لاقته الدول الاستعمارية، وستظل حيدر آباد مستقلة إلى الأبد.
حسن البنا

المصادر

  1. الجريدة اليومية: السنة الثانية العدد 408 الاثنين 16 شوال 1366هـ 1 سبتمبر 1947م
  2. الجريدة اليومية: السنة الثانية العدد 480 الثلاثاء 12 محرم 1367هـ 25 نوفمبر سنة 1947م
  3. الجريدة اليومية: السنة الثانية العدد 701 10 شوال 1367هـ 15 أغسطس سنة 1948م

للمزيد عن الإخوان في باكستان

N.jpg

وصلات داخلية

كتب متعلقة

.

ملفات متعلقة

.

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

أعلام من باكستان

وصلات فيديو