حركة حماس كما يراها الشيخ أحمد ياسين ح5

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٥:٤٦، ٤ مايو ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'<center><font color="green"><font size=5> حركة حماس كما يراها الشيخ أحمد ياسين ح5 </font></font></center> '''برامج القناة : ش...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حركة حماس كما يراها الشيخ أحمد ياسين ح5

برامج القناة : شاهد على العصر مقدم الحلقة أحمد منصور ضيوف الحلقة - الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس تاريخ الحلقة 15/05/1999

الشيخ أحمد ياسين

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر) حيث نواصل حوارنا مع الشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس. مرحباً فضيلة الشيخ.

أحمد ياسين:

أهلاً وسهلاً.

أحمد منصور:

إحنا توقفنا في الحلقة الماضية عند الاتهام الأول أو الاعتقال الأول الذي تعرضت له على يد الاحتلال الإسرائيلي في عام 84، كيف تمت عملية القبض عليك وعملية محاكمتك؟

أحمد ياسين:

أبداً أنا كنت في البيت، حوالي الساعة عشرة صباحاً...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

تذكر التاريخ .. الشهر؟

أحمد ياسين:

شهر أربعة، يمكن مش متأكد نسيته...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

في إبريل؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

في إبريل، فجاءتني سيارة مخابرات عالبيت...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

إسرائيلية؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

قالوا لي الحاكم عايز يشوفك، تفضل معنا، فركبت، خدوني وركبوني في نفس السيارة...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كانت المرة الأولى اللي يتم استدعاءك فيها للحاكم؟

أحمد ياسين:

لا، كنت أستدعى قبل هيك، بس أروح أنا بسيارتي، قابلت الحاكم في السرايا وفي غيره، فركبت معهم في السيارة، ومشينا لما وصلنا إلى المجلس التشريعي حملوني، وطلعوني، لأن المجلس التشريعي له درج عالي، فوصلوني جوّه عند الحاكم، وقال: يعني إحنا...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

تذكره، تذكر اسمه؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

في ذلك الوقت .. كان حاكم .. اللي قابلته مش الحاكم العام، ويبدو كان واحد اسمه أبو صبري يومها، وكان قائد العام أظن قائد لمنطقة جيش، حاكم غزة، وقال نحن محتاجين نسألك شوية أسئلة، بدنا ننقلك إلى المجدل...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

إلى .. المجدل؟!

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

إلى سجن المجدل اللي هو موجود فيه مئات من شبابنا في السجن، وقلت لهم: اللي بدكوا اعملوه .. اللي تشوفوه، فعلاً كانوا .. وأنا كنت ما بأقدرش أمشي، فوجدتهم محضرين لي عربة زي هادي..

أحمد منصور:

إمتى .. الشيخ -الآن- في خلال رواياتك السابقة إلى فترة الشباب إلى غيرها كنت تتحرك؟ متى وصلت إلى مرحلة إنك تتحرك بالكرسي؟

أحمد ياسين:

أول مرة هذه المرة اللي أنا بأجلس على كرسي فيها...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كانت هذه؟!

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

أول مرة...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

أول مرة تجلس على كرسي كانت في عام 84 حينما اعتقلت؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

كنت أمشي بس أتكئ على أخ يمسكني من تحت باطي وأمشي أنا وإياه، فهم بدهم مش يمسكوني ويمشوني، بدهم يقعدوني على الكرسي، فقعدت على الكرسي، ثم نقلت إلى المجدل، إلى سجن عسقلان، ودخلت التحقيق، كانت 45 يوم في التحقيق، وبعدها طلعت إلى مستشفى الرملة كام يوم، بعدها نقلت إلى غزة، ومن غزة نقلت إلى سجن بئر السبع، ووضعت في العيادة لفترة ثم عدت إلى غزة.

أحمد منصور:

ماذا .. كيف تمت عملية التحقيق معك؟

أحمد ياسين:

أنا لما دخلت للتحقيق في المرة الأولى، وجدت إخواني اللي موجودين جوه معطين اعترافات -تقريباً- فيها إشي صحيح، وفيها إشي فبركة يعني للخروج من المأزق بشكل يخفف الضرب يعني ويخفف .. ووجدت الاثنين القياديان اللي جوه اللي موجودين متفقين على خط معين، فأوحوا لي إنه خلينا على الخط هذا..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

إيش كان الخط؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

إن إحنا ما فيش إمدادات مالية من الخارج، لأن هذا بده يفتح باب للخارج، واللي وصلنا كان كام قرش من واحد مساعدة يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

وذكروا الواحد؟

أحمد ياسين [مستأنفاً] :

طبعاً ذكرنا الواحد من الخارج واللي وصلنا منه، وكل شغلنا هذا شغل ذاتي وداخلي، وإحنا لسه لم نعد حالنا للمقاومة، إحنا لسه ما اشتغلناش يعني...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لمقاومة إسرائيل؟

أحمد ياسين [مستأنفاً] :

طبعاً، كان بعض إخوانا بيقول للدفاع عن أنفسنا، فاليهود حاولوا يورطوه دفاع ضد مين؟ وضد مش عارف إيش؟ فبالمكشوف قلت لهم إحنا جايين

للجهاد، إحنا بدنا نجاهد.

أحمد منصور:

أنت الذي قلت ذلك؟!

أحمد ياسين:

طبعاً، قلت لهم هذا الشيء للجهاد، ولذلك أعطوا لي تهمة، تريد إزالة دولة إسرائيل، وإقامة دولة إسلامية مكانها.

أحمد منصور:

يعني أنت في التحقيق كنت مباشراً في هدفك؟

أحمد ياسين:

واضح خالص كل الوضوح، و.. في شغلنا، واللي بدكوا اعملوه .. إيش بدكوا اعملوه؟ طبعاً تهمة حيازة السلاح –أصلاً- بتاخد من سنة إلى أربع سنين، بعد أربع سنين ما بتاخدش...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

تهمة إزالة إسرائيل؟

أحمد ياسين:

فأعطوني 13 سنة.

أحمد منصور:

في المحاكمة الأولى؟

أحمد ياسين:

آه المحكمة الأولى.

أحمد منصور:

هل مورس عليك أي شكل من أشكال التعذيب، أو الضغط مورست عليك في التحقيقات؟

أحمد ياسين:

في المرة الأولى أنا ما احتاجتش لتعذيب، لأنني لما لقيت إخواني القياديين حاطين خط إن أنا أعترف بكذا ومعترفين عليه، ماعنديش مشكلة أقول لهم بقى وخلاص انتهى الأمر، فلم يمارس ضدي التعذيب، بس مورس شوية .. يعني فبركات مخابرات.

أحمد منصور:

ما هي أشكال هذه الفبركات؟

أحمد ياسين:

يعني مثلاً بده بعملي .. يهزمني هزيمة نفسية، وأول ما دخلت جاب لي الملف، حطوا قدامي، وطلي صورة من صوري واخدين لي إياها هما وأنا قاعد في بيتي في الغرفة، وجاعص في الزاوية على المساند. طبعاً همَّ ياخدوا صورة زي هادي وأنا في بيتي، يعني هذه قوة .. اخترقوا البيت، ودخلوا عليَّه وصوروني، ومين اللي صورني؟ فيخليني في حالة نفسية هزيمة، قال لي: بتعرف الصورة هادي؟ طليت قلت له:آه، قال: عارف لمين؟ وين؟ كيف؟

قلت له: مش مشكلة هادي، أي واحد ممكن أي واحد ياخد صورة وأنا قاعد في داري .. شو يعني، بس أنا أعرف مين اللي خدها اللي خدها واحد

مخابرات، جاني عالبيت، ولع سيجارة وضرب القداحة بتاعته، فيه عندهم أجهزة زي الولاعة فيها صورة، صورني وأنا قاعد في الزاوية عن طريق الولاعة متأكد عارف، قعدت أضحك، قلت له: ولا يهمك.

ثم دخل في دور تاني على أساس أنني مثلاً كنت أدخل في حل مشاكل

العائلات، ففيه امرأة عندها 14 واحد، وفيه خلافات بينها وبين جوزها وفقراء فساعدتهم في بناء بيت، وكنت أحل مشاكلهم .. بأجيب نتيجة الشهرية بتاعته عطية تصرف على الأولاد يعني كنت .. فبيقول لي: بتعرف زهوة أو مش عارف اسمها إيش؟ قلت له: لا، قال: لا بتعرفها؟ قلت له: ما بعرفهاش، أنا بأعرف الحرمة اسمها أم فرج، هو بيعطيني اسمها الحقيقي، قلت له: ما بعرفهاش، قال لي: بقى بتختلي أنت وياها وكذا؟ كأنه بيحط لي تهمة الزنا. وبعدين قال لي: ما تخافش هادي حاجة طبيعية، إحنا قيادات في لبنان ومشايخ وكذا يشتغلوا معنا، إحنا بنحميهم وبنعطيهم كل ال .. قلت له: طيب وبعدين، أنا بأقولك ما بعرفهاش، قال: طب أم فرج؟ قلت له: كاه .. كاه .. كاه .. أنت بتحكي على أم فرج؟ قال: آه، قلت له: بس أنت مجنون، هذه واحدة عندها 14 واحد، أنا لما كنت أروح بيتها البيت مش واسع، الأولاد فوق بعض، كيف أني بدي أختلي وإياها؟! فكر هي عندها غرفتين ومنافعهم، ساعة لما تصف

الأولاد، في ال 14 مكان ما بتسعوش أنت في عقلك؟!

قال: لا، بس بأمزح معاك، لما لقاني بطخ أنا عليه، قال: بأمزح

وسحب، هم كعادتهم بالشكل هذا، بيفضلوا يفتشوا الأول بهزيمة

نفسية، والتانية بيورطوه، بيكشفوا له بعض الحقائق، يعني بيورطوه جنسياً أو أخلاقياً، ويهددوا بفضحه، ويشتغل معهم.

أحمد منصور:

إحنا عايزين من خلال هذا الأمر تذكر لنا أسلوب الإسرائيليين في التحقيق؟

أحمد ياسين:

في التحقيق والإسقاط .. هذا إسقاط، يعني بيحطه في هزيمة نفسية في الأول، وإن هم بيعرفوا كل شيء وحالك والداخل، شوف لدرجة إن أنا صورتك وأنت في دارك، هذا وضعهم في الأول، بده يهزمك نفسياً، وأنا بأضحك لأن أنا بأعرف، والتاني بده يورطك في قضية أخلاقية. طبعاً أنا .. يمكن لو كنت من النوع اللي -فعلاً- ساقط يمكن يخاف ويهتز، ويقول لك: آه بلاش يفضحوني، لكن أنا ما أنا عارفهم وعارف الشغل إيش هو، فلما قلت: طيب، سيبك من الشغلة بلاش (هبل) وقعدت أضحك عليه، قال لي أنا: بأضحك معاك بس، قلت له: أنت حر.

أحمد منصور:

يعني هو بيعمل عمليات قياس لردة الفعل عندك.

أحمد ياسين:

نعم.

أحمد منصور:

وبيقدر يستكشف شخصيتك...

أحمد ياسين [مقاطعاً]:

هذا صحيح.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

وما هو السبيل أو الطريق اللي يستطيع أن يضغط عليك أو يدخل لك منه؟

أحمد ياسين:

للإسقاط .. للإسقاط .. هذا خبيث، وخرجنا من التحقيق طبعاً للمحكمة، والمحكمة كانت على الملأ على طول التليفزيون والدفاع، و.. يعني والمحكمة كانت علنية.

أحمد منصور:

كام الفترة اللي استغرقت التحقيق معاك فيها؟

أحمد ياسين:

خمسة وأربعين يوم.

أحمد منصور:

طوال الخمسة وأربعين يوم بس في إطار الكلمتين الصغيرين دول؟!

أحمد ياسين:

لا هما كانوا حطونا في الزنازين، ففي الزنزانة متر ونص في متر، وفيها ثلاثة أربعة.

أحمد منصور:

في الزنزانة الواحدة؟!

أحمد ياسين:

ما تعرفش تنام على جنبك.

أحمد منصور:

مين كان معك في الزنزانة التي وضعت فيها؟

أحمد ياسين:

كان معايا شاب جابوه من المجموعة بتاعتنا، هرب ورائي عشان يقوم

بخدمتي، وكانوا يجيبوا لنا ناس آخرين يحطوهم معانا -ربما- يكونوا ساقطين عشان يتجسسوا، ربما يكونوا لهم تهم، طبعاً اليهود بيشتغلوا شغل، وإحنا عارفين شغلهم، بس الزنزانة كانت سيئة جداً، في أيلول والصيف ما فيش

نفس، عاملين لها منفذ في السقف من فوق، طول النهار وأنت قاعد تتصبب عرق، ارتفاع النيون .. الكهربه فوق رأسك بس نص متر، بس يعني يخلي رأسك يغلى يشوي من الحرارة بتاعتها. فالزنزانة كانت سيئة، والدورة قدامك، بيت الميه وأنت قاعد في جنبك، يعني حاجة سيئة خالص.

قعدت 45 يوم، كل ما بدهم يستدعوك، فلان قال، فلان ما قالش، لا قلت، ما قلتش، متابعة التحقيقات .. 45 يوم.

أحمد منصور:

محور الاتهام في هذه القضية تبلور في إيه؟

أحمد ياسين:

تبلور في إن أنت بتعد للجهاد لإسقاط دولة إسرائيل، وإقامة دولة إسلامية مكانها.

أحمد منصور:

بعد 67 إلى 84 هل كان أحد اتهم بهذه التهمة من أي التجمعات؟!

أحمد ياسين:

أنا لم أسمع بها، ما أعرفش.

أحمد منصور:

يعني أنت أول، أو أنتم أول مجموعة يتم اتهامكم بهذه التهمة وتحاكموا؟

أحمد ياسين:

نعم، نعم.

أحمد منصور:

كيف كانت المحاكمة؟

أحمد ياسين:

المحاكمة كانت بوجود -يعني- الأهل والناس، وبوجود محامي، لكن طبعاً اللي بدها إياه الحكومة الإسرائيلية بدون نقاشات طبق -يعني- الحاكم يأتي بخطوط موضوعة إن هذا يحكم كذا، ولذلك لم أكن أعول على المحامي بشيء لأني عارف إن الحكم صادر من فوق ومجهز إلهم، بس بدهم يحطوا غطاء عالمي قانوني وهاي دفاع، وهاي شهود، وهاي كذا، إنما الحكم وارد ومفهوم، أنا متأكد، ولذلك كنت أنا عارف إيش الحكم مش مهم عندي.

أحمد منصور:

المحامين كانوا عرب أم إسرائيليين؟

أحمد ياسين:

كانوا عرب، كان عندي أكثر من محامي في المحكمة.

أحمد منصور:

المحكمة كانت عسكرية أم مدنية؟

أحمد ياسين:

عسكرية، أنا كنت مختار محامي من إخوانا الشباب الناشئين المؤمن يعني، وكان بيتدرب عند واحد برضه عنده ميول دينية كويسة، فالأستاذ بتاعه قال له: أنا بدي أتبرع أدافع عن الشيخ أحمد كمان معاك، فصاروا التنين بيدافعوا عني، والحمد لله قضي الأمر.

أحمد منصور:

كم يوم استغرقت المحاكمة؟

أحمد ياسين:

استغرقت قرابة 3 أو 4 جلسات تؤجل، وبعدين انتهت.

أحمد منصور:

كيف صنفتم، أنتم العشرة، أنت والعشرة الذين معك تقريباً؟

أحمد ياسين:

طبعاً صنفت إني رأس التنظيم، والنائب أخد 12 سنة التاني.

أحمد منصور:

من كان نائبك في التنظيم؟

أحمد ياسين:

كان عبد الرحمن ترمراز [فاضل] بيشتغل في التجارة يعني أخد 12، وبعضنا 2، طبيب صيدلي أخد عشر سنين، ودكتور و...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لو تذكر لنا أسمائهم يكون جيد، لو تذكر منهم أحد.

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

فيه الأخ عبد الرحمن ترمراز 12 سنة، فيه محمد شهاب دكتور صيدلي عشر سنين، فيه عرب مهرة اللي كان معايا مساعد عشر سنوات، فيه محمد سمارة تاجر سلاح تسع سنوات، فيه الدكتور إبراهيم ولأنه فبرك القضية قبل ما يسلم نفسه إلهم جاء ببساطة فأخد 8 سنوات، فيه أخ تاني، اتنين أخدوا .. واحد تلاتة وواحد سنتين، الحمد لله يعني.

أحمد منصور:

الاتهامات كانت متوزعة عليكم أم كان الاتهام واحد؟

أحمد ياسين:

هو اتهام واحد كله، كله اتهام واحد.

أحمد منصور:

لكن أما تعتقد إن الحكم بثلاثة عشر عاماً لأناس يسعون إلى قلب دولة أو إلى مواجهة دولة عسكرية فيه رأفة وشفقة بكم، مقارنة بما يحدث في دول أخرى يعني؟

أحمد ياسين:

أنا أقول لك حاجة، الحكم كان قاسي جداً جداً بالقياس مع الأحكام اللي بتصدر على غيرنا.

أحمد منصور:

كيف؟

أحمد ياسين:

يعني واحد يملك سلاح يأخد سنة، ستة شهور، تلات سنين، سنتين، أنا لم أقم بعمل، أنا فيه عندي نية، وفيه إعداد، لكن لم أمارس، لم استخدم السلاح -يعني- لم أبدأ في خطوات تنفيذ...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هل تريدهم ينتظروا حتى تستخدمه وتحقق..

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

لا، مش هيك، ما هو القانون فيه واحد ملك سلاح، واحد استخدم السلاح، فيه فرق بين واحد ملك وواحد استخدم.

أحمد منصور:

بس أنتم تنظيم، لستم مجرد أفراد.

أحمد ياسين:

هو فتح مش تنظيم؟

أحمد منصور:

هل .. يعني حضرتك ذكرت لي أنكم أول تنظيم، أو تجمع؟!

أحمد ياسين:

إسلامي آه بيدخل في .. يقع في القضية هادي، بغض النظر إن كان فيه إخواننا كانوا في 48 عاملين تنظيم إسلامي، وبدءوا عمليات عسكرية في إسرائيل .. داخل إسرائيل جوه، وانكشفوا ودخلوا السجن فكان يمكن أكثر واحد منهم أخد سبع سنوات، قضوا مدة حكمهم هناك، برضه تنظيم إسلامي كان من عرب 48 للإسلاميين هناك منهم عبد الله نمر درويش، ومنهم رائد صلاح، ومنهم عبد الملك دهامشة اللي هو محامي الآن وعضو في الكنيست، فدخلوا التجربة في السبعينات قبلنا يعني.

أحمد منصور:

آه لم يكونوا في 48 تنظيمهم العسكري؟

أحمد ياسين:

آه فيه تنظيم عسكري في 48 جوه، قبلنا.

أحمد منصور:

حضرتك قلت لي: في السبعينات هم؟!

أحمد ياسين:

هم في السبعينات، آه.

أحمد منصور:

أقاموا تنظيمهم العسكري في السبعينات؟

أحمد ياسين:

نعم، وعملوا بعمليات تفجير وعمليات كذا وانمسكوا، برضه حركة إسلامية بس في الداخل.

أحمد منصور:

كان لكم علاقة بهم؟

أحمد ياسين:

في ذلك الوقت ما كناش بينا وبينهم علاقات، كان إلهم علاقات بإخوانا في نابلس، بس معنا في غزة لا، إنما فيه علاقات.

أحمد منصور:

المحكمة والحكم والتنفيذ كيف كان؟

أحمد ياسين:

أبداً، صدر القرار على الشيخ أحمد بالحكم، ووزعنا على السجون كلتنا.

أحمد منصور:

أي سجن ذهبت؟

أحمد ياسين:

أنا -أولاً- عدت إلى سجن غزة، وبعدين نقلوني إلى سجن السبع، قعدت فترة فيه، ثم عدت إلى غزة، ونقلوني إلى سجن نفحة -صحراوي سيئ جداً- وأنا كنت أعاني من حساسية في الرئتين، فبقيت في سجن السبع .. سجن نفحة أربعة أيام، لم أستطع الحياة، ولا أتنفس لأنه برد شديد البرودة، وأنا حساسيتي للبرد .. أربعة أيام ما عرفتش أنام فيهم.

ودخلت على الدكتور وقلت له: إيش اللي بيصير هذا؟ قال: إيش أسوي لك، الدكتور بتاع غزة موصي يجيبك هنا، لأنه كنت أعمل حالات يعني كان عندي يتعبني ..في الليل أقلقهم، فقالوا لك: نتخلص منه، نبعته على السبع .. على نفحة، فنفحة كان أسوأ، ففي الآخر قرروا يرجعوني عسقلان، عسقلان كان جوه هادئ ودافي فارتحت.

قضيت بقية السجن عسقلان، وضغط السجناء الإضراب اللي صار أربعين يوم، قالوا لهم: أنتوا المرضى ما بتعتنوش فيهم، فقرروا ينقلوني على عيادة خاصة في السبع، داخل عيادة قضيت فيها كم شهر، وبعدها إجه الإفراج عني ورجعت إلى عسقلان وطلعت.

أحمد منصور:

هل الآخرين كانوا معك، يتحركوا معك، أم أنت كنت وحدك، وتوزعتم على السجون؟

أحمد ياسين:

لا، لم يكونوا معي، كانوا متفرقين عني.

أحمد منصور:

كيف كان وضعك الصحي والطبي وتحركاتك ومساعدتك في السجن؟

أحمد ياسين:

أنا لسه كنت في وضع أقوى من الآن، كانوا الشباب في السجن فيه جماعة إسلامية موجودة في عسقلان، كانوا يمسكوني وألف الساحة...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

تمشي يعني.

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

أمشي معهم، بس ماسكيني من يدي، بدي ألف معهم واحد واثنين وتلاتة، يعني كنت أنشط شوية، لكن بديت أحس بمعاناة في عيني، تعب في عيني، لأنه بدأ يصير عندي ميه في عيني في ذلك الوقت.

أحمد منصور:

هل عذبت وضربت عليها وكذا، أم من تأثير أجواء السجون؟

أحمد ياسين:

لا، هذا في الفترة الأولى كله ناتج -يعني- شيء طبيعي بدون .. طبعاً أنا بين السجناء كان يعني عناية كويسة من إخواني، بس السجون –طبعاً أنت عارف- ما عندهاش هذه العناية، والحمد لله أنا طلعت زايد عشرة كيلو يومها فصرت أقول للناس اللي بده يجرب .. يصدق إن السجن كويس، يشوف أنا عشرة كيلو زدتها يلا جربوها.

أحمد منصور:

لكن كانوا الإسلاميين المعتقلين هؤلاء، في أي القضايا مسجونين؟

أحمد ياسين:

ها دولا كانوا أولاً في تنظيم قوات التحرير الشعبية اللي ذكرته سابقاً، وكانوا في تنظيم فتح، وفي تنظيم الجبهة الشعبية، من خلال ممارساتهم داخل السجن مع الجماعات الثانية، نفروا من السلوكيات والأخلاق، فاتجهوا إلى الإسلام، وكونوا جماعة إسلامية، فكان عليهم حرب شديدة شرسة، فحاربوهم بشكل سيئ خالص من التنظيمات التانية، وخاصة فتح بقيادة أبو علي شاهين، وما هو كان معهم في السجن، وكان يسميهم المنفلشين المتساقطين، ليش؟! طب ما هم معك في السجن، بس لأنهم صاروا مسلمين يعني صاروا منفلشين، مش كويسين، والحمد لله يعني كانوا متعاونين وجيدين.

وكان منهم قيادات من قيادات أحمد جبريل كمان، كان شاب جاي من الخارج، في عمليات خارجية، وأصيب وقطعت رجله، وكان رئيس الجماعة في السجن نائب أحمد جبريل، فصار إسلامي في السجن، وصار رئيس الجماعة الإسلامية في السجن، وهو اللي تسبب في الإفراج عنا في 85.

أحمد منصور:

كيف كانت قضيته؟

الشيخ، أحمد ياسين:

لأنه كانت عندها 3 جنود .. الجبهة الشعبية، القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل، ففاوضت إسرائيل على أن تطلق سراحنا، فأطلقت سراحنا.

أحمد منصور:

كانوا أحياء أسرى، أم قتلى؟

أحمد ياسين:

كلهم معانا من الناس المحكومين في السجون، مؤبدات...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لا، لا، القيادة العامة .. القيادة .. أحمد جبريل.

أحمد ياسين:

نعم.

أحمد منصور:

الأسرى .. الجنود الإسرائيليين الذين كانوا لديها، كيف تمت العملية؟ وكيف تمت عملية التفاوض عليهم؟

أحمد ياسين:

هم كانوا واخدينهم أسرى في أيام حرب لبنان، وفاوضت عليهم القيادة العامة، واستطاعت إنما تحصل على صفقة لم يحصل عليها سابق إلهم.

أحمد منصور:

كيف كانت هذه الصفقة؟ وكيف رتُبت؟

أحمد ياسين:

طبعاً، هم كانوا في مباحثات طويلة سابقة، لكن إحنا جينا في السجن كان اللي هو الأخ حافظ الزلقاموني اللي كان رئيس الجماعة في السجن، طلع .. روح، فهو اللي كان مشرف على الصفقة.

أحمد منصور:

يعني خرج، أنهى...

أحمد ياسين:

كان طالع قبل يعني .. طلع.

أحمد منصور:

قضى فترة السجن ال..

أحمد ياسين:

آه طلع سابقاً، فهو كان بيعرف القيادات جوه، فشكل لجنة من خارج، أعطى أسماءهم للإسرائيليين .. للصليب الأحمر، بأن ها دول يشرفوا على أن الشباب في داخل السجن يوقعوا على أوراق، واللي ما بده يطلع هو حر، اللي بده يطلع غزة على غزة، اللي بده يطلع الضفة عالضفة، اللي بده يطلع عالخارج يطلع

عالخارج، يعني حرية، شكلت فعلاً لجنة من الشباب بالداخل، وكان برئاسة أخونا الشيخ محمد أبو طير...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هذا كان معتقل معكم؟

أحمد ياسين:

كان معنا في السجن آه، كان إسلامياً، والآن هو في السجن كمان، بس طلع قبل شهرين، يعني طلع قبل ما أطلع بشهر تقريباً أو يعني ما لوش شهر .. شهرين صار له.

أحمد منصور:

معكم في حماس أم إسلامياً؟

أحمد ياسين:

آه، لا .. لا حماس آه، فاللجنة جهزت دورها واتصلت في الشباب، ووقعوا كل واحد على أوراقه إنه بيطلع، وتمت الصفقة، وطلع حوالي 1200 واحد مقابل ثلاث جنود.

أحمد منصور:

1200 معتقل في سجون إسرائيل مقابل ثلاث جنود إسرائيليين؟!

أحمد ياسين:

شايف؟!

أحمد منصور:

وأنت كنت أحد هؤلاء؟!

أحمد ياسين:

نعم، أنا أحد من هؤلاء الناس.

أحمد منصور:

كيف تلقيتم خبر الإفراج عنكم، والصفقة التي تمت ما بين الجبهة الشعبية وما بين إسرائيل؟

أحمد ياسين:

طبعاً إحنا كنا في سجن السبع، أنا واتنين بيساعدوني، فجه الأمر بنقلنا من السبع إلى جهة مش .. وين هي، فأنا ظننت إن الشباب اللي إلهم 14 سنة في السجن هم سيفرج عنهم، ففصلت بين أواعيه وأواعيهم على أمل إني راجع للسجن، وهم طالعين، وظلت السيارة تمشي -في النهاية- إلى عسقلان، ودخلنا السجن، وإذا السجن مقلوب، هذا بيمضي، وهذا .. هو إيش الدعوة؟

قالوا فيه إفراج، طبعاً أنا كل فكري أنا ما ليش علاقة في القضية، هذا بس للناس القدامى اللي لهم سنوات طويلة، فالشباب اللي معايا حطوني على الباب، وراحوا يجروا عشان يوقعوا ويبصموا، بعدما خلصوا جوني شباب تانيين أخدوني ومشيت، لما وصلت قبال اللي بيوقعوا قالوا: وين رايحين؟ هاتوه، بأقول لهم: إيش؟ قالوا بدك توقع، أنا فوجئت إني أنا من الناس اللي بدهم يطلعوا، ما كنت بأحسب ولا أفكر إن أنا طالع.

أحمد منصور:

لكن كنتم عارفين الصفقة أو تفصيلات عنها أو إلى هذا الوقت لم يكن؟

أحمد ياسين:

إلى هذا الوقت ما كنا بنعرف، فلما بصموني على الورق وخلصت، ودخلنا السجن، بدأنا نعرف من أخونا ومن إخواننا الموجودين إيش الصفقة، وإيش المطلوب وكيت كذا، كان دوري هنا أنصح الشباب ما يطلعوش بره، يظلوا في الداخل، لأنه إذا طلعوا بره خسارة، ومش هيقدروا يرجعوا للوطن ثاني، بيصير إبعاد، لكن أنا نصحتهم أنه اطلع في الداخل، إذا لقيت الحياة صعبة عليك ومش قادر تعيش بإمكانك تطلع، اليهود بيسهلوا لك تطلع، لأنه هذه شغلة بدهم إياها، أما الآن أنت توافق على الخروج، ما بتقدرش، فأنا بأنصح، فيه ناس استمعوا لكلامي، فيه ناس لا، ولما طلعوا بره ندموا بعد ذلك، كيف يطلعوا.

أحمد منصور:

نسبة الذين خرجوا كم إلى الذين بقوا؟

أحمد ياسين:

يمكن كان نسبة الربع.

أحمد منصور:

الربع -تقريباً- من الذي حدد الأسماء التي يتم الإفراج عنها؟ هل هذه قائمة قدمت من الجبهة الشعبية؟

أحمد ياسين:

نعم، الجبهة الشعبية.

أحمد منصور:

قدمت قائمة بالأسماء؟

أحمد ياسين:

قائمة بالأسماء.

أحمد منصور:

طبعاً كل سجناءها تقريباً كانوا ضمن المجموعة؟

أحمد ياسين:

تقريباً إلا القليل، فيه ناس يعني بالخطأ، ما كانوش حاطينهم، فيه ناس مع إنه كان إله -مسكين- 14 سنة، ما كان جاي اسمه، وكان صعب علينا إنه ما

يطلعش، لكن مش بإيدينا.

أحمد منصور:

ومجموعتكم كلها كانت ضمن ال 1200، أنت والعشرة؟

أحمد ياسين:

تقريباً، يعني فيه أخ كان إله 18 سنة ومش جاي اسمه..

أحمد منصور:

ولم يأت اسمه!

أحمد ياسين:

ما طلعش اسمه مع إنه بيعرف الشخص يعني ومعروف، لكن يبدو فيه خلل في توصيل الأسماء، وتشابه اسمه مع اسم واحد تاني، فجابوا الواحد التاني الجنائي وطلعوه، وسابوا هذا...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

جنائي كان؟!

أحمد ياسين:

آه، يعني في هذا الوقت، كل الشروط اللي بتضعها الجبهة الشعبية في المفاوضات تتحقق؟

أحمد ياسين:

كلها نفذت، آه.

أحمد منصور:

يعني حتى لو واحد جنائي .. واحد في عمل مسلح؟

أحمد ياسين:

مادام اسمه جاي .. ما دام اسمه جاي خلاص، كلهم بيطلعوا، فيه كان ناس -مثلاً- طالعين قبل ما تيجي القوائم والاتفاق، فصاروا يبعتوا للجبهة هذا مش موجود، تختار أسماء تانية، وتحطهم مكانها، أو تطلب من اللجنة الداخلية تختار أسماء تانية وتبعت لهم إياها عشان بيدخلوها، فالحمد لله كانت صفقة جيدة، والجبهة كانت موفقة في هذا العمل.

أحمد منصور:

إيش كانت مشاعرك وأنت لم تكن تتوقع أن تخرج، وفجأة..

أحمد ياسين:

والله أنت عارف، أولاً: يعني أنا كنت مسرور، لكن دائماً السرور إله حدود، لأن أنا باشتغل حسب قدر من الله -سبحانه وتعالى- إذا بده إياني باطلع، ما بدوش يعني بأرجع، إذا جاء الحمد لله والشكر، إذا غاب الحمد الله الصبر، مش مشكلة عندي، ويعني سيان لو طلعت أو ظليت، أنا مش مشكلة عندي، لأنني مطمئن أن الله لن يضيعنا، وسيأتي الفرج يوماً ما.

أحمد منصور:

بعدما خرجت في سنة 86؟

أحمد ياسين:

85.

أحمد منصور:

85.

أحمد ياسين:

واحد رمضان.

أحمد منصور:

ما شاء الله! واحد رمضان .. يعني ربما...

أحمد ياسين [مقاطعاً]:

عشرين خمسة.

أحمد منصور:

20/5/86، عشرين مايو 86 .. 85، في الفترة التي كنت فيها في السجن، كيف كان وضع الحركة الإسلامية؟

أحمد ياسين:

الحركة كانت تسير بنفس نظامها ونشاطها وقيادتها وحركتها، لم يؤثر ذلك، هم اعتبرونا -كناس- عملنا تنظيم عسكري كأنه ما لناش جذور، أو

خلفيات، ثم تابعوا القضية بعد هيك، ولذلك الحركة بقيت نشيطة، حتى المؤسسة اللي أنا رئيسها لم تغلق، بقيت تعمل كما هي.

أحمد منصور:

يعني غيابكم -وأنتم قيادات- من المفترض أنكم القيادات الأساسية، لم يؤثر على أي شيء في أعمال الحركة؟

أحمد ياسين:

إحنا عملنا مش عمل .. يعني فردي، وعملنا عمل جماعي، عملنا عمل شوري، صحيح أحمد مسؤول، بس هو واحد من خمسة، أو ستة، أو سبعة، ويتخذ القرار بالأغلبية، فلما يغيب أحمد الباقي مسير الأمور، مش مشكلة يعني.

أحمد منصور:

وأيضاً المعتقلين معك يعتبروا قيادات كما فهمت من كلامك؟

أحمد ياسين:

مش في القيادة الأولى، كان منهم في القيادة الأولى .. بس واحد، فلما يغيب اتنين من سبعة مش مشكلة.

أحمد منصور:

من الذي تولى مسؤولية العمل والتنظيم بعد دخولك إلى المعتقل في 84؟

أحمد ياسين:

كان الأستاذ عبد الفتاح دخان.

أحمد منصور:

لازال موجود؟

أحمد ياسين:

موجود، آه.

أحمد منصور:

نعم، ورتب كل الأمور والأنشطة كما كانت؟

أحمد ياسين:

رتبها مع إخوانه الباقين.

أحمد منصور:

لكن -في هذه الفترة- العمل العسكري الذي بدأتموه هل توقف؟ أم أن المجموعة التي في الخارج كانت واصلت شيء؟

أحمد ياسين:

قلت لم يبدأ العمل العسكري بعد.

أحمد منصور:

الإعداد والتنظيم؟!

أحمد ياسين:

الإعداد -الآن- ما إحنا عندنا بقيت كميات من السلاح، وإحنا مش عاوزين نجيب، نتعلم من الضربة الأولى، لازم نكون كمان شوية، وقلنا بيكفي اللي عندنا، لما نتخد قرار بداية العمل، وفعلاً بدأنا قرار بالنسبة للعملاء، لأنا وجدنا إن هذا ميشكل علينا خطر كبير في المستقبل، انتشار العملاء بكره بيخرب البلد كلها.

أحمد منصور:

أي أنت بعد خروجك في 85 .. في مايو 85 باشرت العمل الإسلامي

مباشرة، ورجعت إلى...

أحمد ياسين [مقاطعاً]:

لا، لا، أنا أخذت إجازة سنة.

أحمد منصور:

سن؟!

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

وبعد السنة رجعت للعمل على طول.

أحمد منصور:

سنة، كيف خدت؟ العمل الإسلامي فيه إجازة؟!

أحمد ياسين:

لا، مش العمل الإسلامي...

أحمد منصور: [مقاطعاً]:

يعني مفهوم الإجازة هنا؟

أحمد ياسين:

إجازة سنة من التنظيم.

أحمد منصور:

من التنظيم.

ليس العمل .. في العمل العام كنت شغال.

أحمد منصور:

هم الذين منحوك هذا أنت والمجموعة أم..

أحمد ياسين:

أنا .. لا، المجموعة لسه كانت في السجن، أنا اللي طلعت لحالي.

أحمد منصور:

يعني أنت الوحيد فقط اللي طلعت من المجموعة؟!

أحمد ياسين:

آه، أنا اللي طلعت في ذلك الوقت، لسه كله في السجن بالتبادل، فأنا قلت ما بديش ألفت نظر اليهود عليَّ الآن، لأني تحت الرقابة، فطرحت عليهم رأيي أن أبعد عن التنظيم سنة، فهم وافقوا على الكلام هذا، وبعد سنة عدت إلى التنظيم تاني، وبدينا نشتغل سوا.

أحمد منصور:

كيف كانت عودتك وبداية ترتيبك للعمل مرة أخرى بعد محنة الاعتقال الأولى؟

أحمد ياسين:

مش مشكلة، هم لهم اجتماعات مستمرة، بعد السنة دُعيت للاجتماع اللي هم فيه، وقعدت معاهم وبدينا نشتغل.

أحمد منصور:

حينما رجعت، رجعت كمسؤول أم كجندي بينهم؟

أحمد ياسين:

في الحقيقة لا، ما رجعتش مسؤول، كان فيه مسؤول آخر اللي هو عبد الفتاح دخان.

أحمد منصور:

وأنت قبلت العمل بهذه الطريقة؟

أحمد ياسين:

هو إحنا بنشتغل للمسؤولية؟!

أحمد منصور:

لا، أنا أسأل أريد أن أعرف الإجابة.

أحمد ياسين:

يا أخي نحن نعمل جنود، وليس مهم من يكون، أحمد ياسين مسؤول، أو دخان مسؤول، مش القصة مسؤولية.

أحمد منصور:

نعم، ما هي مهام العمل التي قمت بها، وأنت لست في موضوع المسؤولية؟

أحمد ياسين:

في هذه الفترة؟

أحمد منصور:

نعم.

أحمد ياسين:

أنا كنت شغال في الدعوة في كل وجهاتها، احتفالات في المساجد، في ندوات، كل هذا من نشاطي اليومي، كان طبعاً متابعة التنظيم في المنطقة اللي موجود، كان بعد طبعاً .. كنت رئيس التنظيم العسكري للجهاز العسكري كان منوط بي...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

سنة كام هذا أنيط بك؟

أحمد ياسين:

من بداية التشكيل العسكري، وشراء الأسلحة.

أحمد منصور:

هذا كان قبل الاعتقال الأول؟!

أحمد ياسين:

وبعد الاعتقال بقيت...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

بقيت أنت المسؤول.

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

أنا المسؤول في القسم هذا، ومسؤول التنفيذ.

أحمد منصور:

لكن هل هذا القسم لم يعمل في خلال فترة اعتقالكم؟

أحمد ياسين:

لا، ما عملش.

أحمد منصور:

كان متوقف؟

أحمد ياسين:

كان متوقف.

أحمد منصور:

فلما رجعت، رجعت كمسؤول أيضاً عن العمل العسكري؟

أحمد ياسين:

نعم.

أحمد منصور:

ما هي الخطة التي وضعتموها للعمل العسكري؟

أحمد ياسين:

لا، هو في الأول عملنا قرار بدء العمل، في 86 كان بينا وبين القوى الفلسطينية جبهة فتح، والجبهة الشعبية كان صراع وصل إلى صراع دموي.

أحمد منصور:

كيف كان هذا؟

أحمد ياسين:

طبعاً، كان -أصلاً- فيه خلافات بيننا وبينهم، فهم قاموا اعتدوا على فتاة من فتياتنا في جباليا، وضربوها بمشطر في وشها، فتاة إسلامية بيعتدوا عليها.

أحمد منصور:

بالضرب .. اعتدوا عليها بالضرب؟!

أحمد ياسين:

مش ضرب، بمشطر! جرحوا لها وجهها كله، بعدين فيه شاب من شبابنا في خان يونس طلقوا في وجهه مية نار، فأصابوه بالعمى.

أحمد منصور:

لا إله إلا الله!

أحمد ياسين:

يعني حاجة قذرة خالص، فكان لابد من الرد، لأنه مش .. يعني اللي بيوصل لمرحلة ينفذ عمل يضرب ويجرح مرأة وشاب، طبعاً قمنا بالرد على عناصر منهم.

أحمد منصور:

قبل الرد، ما هي الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك؟

أحمد ياسين:

الأسباب كان عندنا في الجامعة صراعات طبعاً على من .. كان فيه صراعات في المنطقة في خان يونس بين الشباب و.. صراعات في النشاط ومن الذي .. فهم بدل ما يحلوا المشاكل بالحوار حلوها بالعنف والضرب، فمش معقول نتحمل أن واحد يفقد عينيه وهم بيتفرجوا عليه، و ست .. طالبة في الجامعة يروحوا يضربوا بالشكل هذا، كلام مش منطقي .. ناخد قرار بضرب عناصر معينة منهم اللي إلها يد في هذا، فهم قاموا بالرد وضربوا عناصر منا.

أحمد منصور:

سنة كام بدأت المواجهة؟

أحمد ياسين:

86 هذا.

أحمد منصور:

86، طبيعة الضرب اللي قمتم به؟

أحمد ياسين:

ستة .. لا آسف .. 85 قبل ما أطلع من السجن أنا كان الضرب هذا.

أحمد منصور:

آه، ماذا حدث؟

أحمد ياسين:

طبعاً ضرب ناس منهم، وضُرب ناس منا، بس الأغلبية كانت منهم، يعني الضرب منا واحد بس، هم انضربوا كذا واحد، واتكسروا وانتهت بعد هيك بمصالحة يعني ضمنية، تهدئة داخلية بدون صراعات تانية.

أحمد منصور:

بعدما رجعت لرئاسة الجهاز أو التنظيم العسكري في الحركة الإسلامية هل كان اسمها الحركة الإسلامية، أم الجماعة الإسلامية، أم الإخوان المسلمين أم..

أحمد ياسين:

لا هو التنظيم كان إخوان مسلمين.

أحمد منصور:

اسمه الإخوان المسلمين؟

أحمد ياسين:

الداخلي.

أحمد منصور:

الداخلي!

أحمد ياسين:

بس الظاهري حركة إسلامية.

أحمد منصور:

كل هذا وأنت قلت لي: إن التنظيم هو تنظيم الإخوان المسلمين، لكن ليس لكم أي علاقة تنظيمية بالإخوان المسلمين؟!

أحمد ياسين:

مالناش علاقة في مصر أبداً، كان إلنا علاقة بالأردن.

أحمد منصور:

بالإخوان المسلمين في الأردن، العمل العسكري والعودة له مرة أخرى، كيف بدأت؟

أحمد ياسين:

أنا كنت حريص إني أبدأه في فترة مبكرة، ولكن نظراً للتطورات اللي صارت وعدم الإمكانات، كان قرار البدء العمل العسكري في 17/11/87.

أحمد منصور:

17 نوفمبر 87 هذا القرار اتخذ؟

أحمد ياسين:

للتنفيذ.

أحمد منصور:

للتنفيذ!!

أحمد ياسين:

آه، الآن بدنا نشتغل عملي.

أحمد منصور:

يعني هندخل الآن في القنابل والمتفجرات؟

أحمد ياسين:

طبعاً، كان بنشكل أول مجموعة عسكرية، وأعطيناها رقم 101، بدأت هاجمت مستوطنة وإطلاق النار عليها، بس ما صارش فيه شيء، هاجمت مستوطن .. رجل يهودي، وكان مقاول بيحفر بير -في الشيخ رضوان- مسلح، فقالوا: بدنا نقتله فراحوا له، لكن كان متدرب عسكري بشكل فظيع، استطاع يفلت منهم، هو يدافع عن نفسه، ويتخبى ورا الحديد والحواجز، لما نفد من كتر الطخ جماعتنا خافوا يصل شردوا، بعدها اتجهوا إلى داخل إسرائيل، واختطفوا الجندي الأول اللي هو...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

سنة كام هذه العملية؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

هذا الكلام في آخر .. قبل الانتفاضة وأول 88، يعني بدأ هذا الكلام في آخر...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

الانتفاضة كانت في ديسمبر 1987م؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

نعم، فهذا العمل بدأ بنفس مرحلة الانتفاضة، وأول 84 .. 88.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هذه كانت أول عملية عسكرية مباشرة؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

أول عملية عسكرية مباشرة اختطفوا جندي اسمه (سبورتاس) أخذوا سلاحه وقتلوه ودفنوه، وروحوا وبلغوني، قلت لهم: اكتموا وخلاص، انسوا

القضية، طلعوا بعدها اختطفوا جندي تاني اللي هو (إيلان سعدون) قتلوه ودفنوه وأخذوا سلاحه وروحوا...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هذه كانت العملية الثانية، إيش كان وقع هذه العمليات على الإسرائيليين؟

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

الإسرائيليين كانوا مرتبكين جداً، طلعوا في التليفزيون، وهم بيقودوا مئات من الجنود بيفتشوا على الجثث، يفتشوا على الجنود، ومش لاقيين حد.

أحمد منصور:

هل فيه بيانات طلعت؟ هل فيه أشياء..

أحمد ياسين:

لا، ما نزلناش، أنا كنت بأحب أشتغل وأخبي على أساس ليش تصطدم، يعني تقول له: ها أنا اشتغلت .. ما بيعرفوا وين يضربوا، فخليه تايه، وربك ستر، لكن المجموعة اكتشفت وهي بتروح من جوه في السيارة اللي كانت معها، اللي اختطفت فيها وقتلت، يعني ارتكبوا الشباب خلل، إنه بدل ما يرموها جوه ويهربوها ويروحوا، أخدوها وروحوها معاهم.

أحمد منصور:

السيارة!

أحمد ياسين:

فاكتشفت لأنها دخلت الحدود، مش من المنفد الأصلي بالسرقة يعني .. فطبعاً اليهود شافوا خطوات سيارة، وتابعوا السيارة، وجدوا السيارة في مكان ما، السيارة عند مين؟ اعتقلوا الناس اللي حواليها، وبدءوا الشباب اللي نفذوا العمليات كله هرب .. شرد، طلعوا بره عن طريق سيناء، وطلعوا .. ما مسكوش ولا واحد منهم، لكن مسكوا القائد بتاعهم، كان في البلد في المكان، ساكن وعلى أساس إنه إيش علاقته؟ ما لوش علاقة، وعلاقته مع ال.. في ال.. واللي طلعوا، وإيش يجيب عليه.

فبعد اليهود ما تحروا المنطقة، وهو كان له سابقات مع اليهود في السلاح وغيره، فاعتقلوه، اعتقلوه بشكل وحشي جداً، قتلوه، يموت كل يوم مرة واثنين

وثلاثة.

بعد تحقيق تام قالوا له: إحنا عندنا أوامر بقتلك، بس بدنا نقتلك لما نجيب كل المعلومات اللي عندك، يخنقوه لما يطلع نفسه، يحطوا راسه في الميه لما

يخنقوه، يعني المهم بدهم المعلومات منه. فالراجل في النهاية قال لهم: أنا ما أعرفش، لأن إحنا اتصلنا فيه يعمل عسكري مش مباشرة بعثنا له رسالة وقلنا له: إذا بتحب تشتغل عسكري إحنا مستعدين، قال: مستعد، فاتفقنا على نقطة ميتة، صرنا نديله فيها الأموال ونديله فيها المعلومات والأوامر عن طريق نقطة ميتة، فقالوا له: طيب، في مين بتشك؟ يعني بتشك مين اللي بعت لك الرسالة؟

فيبدو الأخ كان عنده حدس إنه اللي بيبعت له المعلومات واحد من إخوانه القريبين منه، وهو صحيح كان مسؤول اللي كان يبعت له، فقال لهم: أنا بأشك في فلان، جابوا بفلان، نفس القضية، وفلان تحت التعذيب الضخم القاتل هذا اعترف قال: آه.

أحمد منصور:

فيه حرج -طبعاً- تذكر لنا الأسماء؟

أحمد ياسين:

إيه؟

أحمد منصور:

فيه حرج إنك تذكر الأسماء؟

أحمد ياسين:

ما بأقول، المعتقل الأول محمد الشراطه مؤبد في السجن الآن.

أحمد منصور:

الآن! لازال منذ هذه القضية؟

أحمد ياسين:

منذ هذه القضية، الأخ التاني صلاح شهادر اللي هو القائد العسكري، النائب بتاعي اللي بيتصل فيهم، ولازال في السجن للآن، وكان حاطين عليه غرامة خمسة آلاف شيكل فما دفعهاش، لما ييجي يطلع، يا بيحكم ستة شهور، يا بيدفع الخمسة آلاف شيكل، قالوا: لا، تدفع 30 ألف شيكل، بعدين ترددنا ثلاثين ألف ندفع له ولا نسيبه يقعد عشر سنين في السجن، فلما قلنا لهم: آه موافقين ندفع، اتبطروا قالوا: 120 شيكل.

أحمد منصور:

وإلا ستة شهور؟

أحمد ياسين:

أو ستة شهور، قلت لهم خليه ستة شهور، طبعاً .. كمان إخواننا التانيين اللي هم كانوا معانا في قضية الأمن اللي بيشتغلوا في الأمن كانوا اعتقلوا، اللي هم قاموا بتصفية العملاء...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

آه قضية العملاء، إحنا -ربما- تعرضنا لها في الحلقة الماضية بشكل سريع، إحنا نريد تفصيل فيها.

أحمد ياسين [مستأنفاً]:

الضربة إجت اتنين مع بعض، اليهود والعملاء في آن واحد، كُشفت في آن واحد، تحت التحقيق والتعذيب الضخم.

أحمد منصور:

يعني في خلال سنة 87 أنتم نفذتم عمليات كثيرة بهذه الطريقة؟

أحمد ياسين:

نعم، نفذنا عمليات عسكرية ضد اليهود، ونفذنا عمليات ضد العملاء.

أحمد منصور:

يعني العمليات المباشرة اللي كانت ضد اليهود كان اختطاف الجنديين وقتلهم؟!

أحمد ياسين:

نعم، ومهاجمة مواقع يهودية.

أحمد منصور:

والعملاء؟

أحمد ياسين:

العملاء إحنا لم نصفي إلا ثلاثة.

أحمد منصور:

فقط!

أحمد ياسين:

اتحققنا مع واحد، وبعد التحقيق أعدمناه، الثاني كان عميل مشهور، ومسدسه على جنبه، بدنا نحقق معاه عشان نعرف، ولما يدفعوه الشباب في السيارة كان في إيده المسدس قاوم، فضغط على المسدس بالخطأ فأطلقت الرصاصة فقتل، فمات قبل .. هذا المسدس اللي كشف الأسلحة.

أحمد منصور:

أحمد ياسين:

مسدسنا إحنا مش مسدسه.

أحمد منصور:

مسدسكوا أنتم، نعم.

أحمد ياسين:

والخطوة التالتة اللي هو واحد كان من كبار العملاء اختطفناه للتحقيق معه، أخدوه وصلوه الشباب للمكان الآمن، وقالوا له: أنت الآن هنا ليه؟ قال: أبداً ضربه كف بس، قال له: أنت هاي تحتنا، ونريد تعترف بكل شيء، وجابوا عشا وطلعوا يتعشوا عشان يرجعوا يعطوه أكل ويتناقشوا، فرجعوا لقوه ميت بالسكتة القلبية.

أحمد منصور:

لا إله إلا الله، وحده هكذا!

أحمد ياسين:

آه، بس هو عميل مشهور، يعني مش عاوز دمغة عمالة، معروف تماماً.

أحمد منصور:

وماذا فعلوا؟ فعلوا فيه مثل الآخرين أم تركوه؟!

أحمد ياسين:

كيف؟

أحمد منصور:

هل دفنوه مثل الآخرين؟!

أحمد ياسين:

دفناه مثل الآخرين طبعاً، دفناه خلاص وانتهى.

أحمد منصور:

كان اختفاء العملاء كان تأثيره إيه لدى الإسرائيليين ولدى أهاليهم حتى؟

أحمد ياسين:

ما هي القصة كانت شايطة، مش معروف مين، إحنا ما كنا جبهة معلنة، ولم تعلن، أو يتودي أو .. فما كانش حد بيشيط، لكن كان بيحدث خوف عند العملاء بأنه فلان قَتِل وفلان خطف وفلان ضاع، فده أحدث ربكة عندهم، بدءوا ينتشروا بخيوطهم يتجسسوا وبدهم يعرفوا وين ومين ومين، وإحنا بنراقب، وشايفين، وبنسجل عندنا المعلومات اللي بدنا إياها.

أحمد منصور:

التنظيمات الفلسطينية الأخرى اللي موجودة على الساحة، هل كانت تمارس شيئاً من هذا؟

أحمد ياسين:

كان تنظيم فتح يمارس ويجيب، بس مش في الخارج، في السجون.

أحمد منصور:

عملية التصفية؟

أحمد ياسين:

التصفيات في السجون وعملية التحقيق في السجون، إحنا لسه ما قمناش بهذا في السجون، لأنه عددنا كان قليل، وعددنا كان كله نظيف، ما احتجناش للتحقيقات أو...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن على الساحة الفلسطينية الخارجية ما كانت تتم عمليات اختطاف أو..

أحمد ياسين:

إحنا في غزة .. لم أذكر مثل هذا الشيء، ما كانش موجود، يمكن في السبعينات كان عملية تصفية عملاء كتير، في 67، 68، 70، 71، 72 كانت التصفيات .. تصفيات على طول على المكشوف، قدام الناس في الشارع يطخوه.

أحمد منصور:

أمام الناس؟!

أحمد ياسين:

آه، أمام الناس، بياخده ورا المسجد، من الخلف يطخوه ويرموه، تجد في اليوم .. جثة .. جثتين مقتولين، بس ما كانش فيه يعني ضوابط صحيحة للمحاكمات أو كذا، كل واحد منهم هو قائد لحاله.

أحمد منصور:

لكن أنتم لكم مرجعية شرعية، ومرجعية إسلامية، ويعني أنتم جماعة تعتبر جماعة إسلامية بالدرجة الأولى.

أحمد ياسين:

بكل تأكيد.

أحمد منصور:

فهذه الأمور من المفترض أن تستند إلى قواعد شرعية، فما هي القواعد الشرعية التي كنتم تستندون لها في تنفيذ هذه العمليات؟

أحمد ياسين:

أولاً: أنا في حالة حرب مع عدو، وهذا عميل بيقوم بتجنيد عملاء للعدو، بيقوم بإسقاط الناس والنساء والرجال لوضعهم .. الإسقاط يعني الزنا، الإسقاط يعني اللواط، الإسقاط -يعني- أخلاقياً، ويصوره وبعدين يودوه لليهود، ويقولوا له: تعال نفضحك أو تشتغل معانا، بده يصير عميل، وبعدين يروحوا يقولوا له: طيب، اسقط لنا فلان واسقط لنا فلانة، وهات فلان .. مراكز .. مراكز إسقاط.

أحمد منصور:

يعني كان اللي بيتخذ قرار التصفية أناس على فقه شرعي وعلى وعي...

أحمد ياسين [مقاطعاً]:

بكل تأكيد.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

بحيث إن هذا الأمر ما يحدث فيه أي نوع من الخلل أو يقتل إنسان بالخطأ؟

أحمد ياسين:

مستحيل هذا الكلام، مستحيل!

أحمد منصور:

يعني لم يحدث عمليات قتل بالخطأ –مثلاً- وقعتم فيها؟

أحمد ياسين:

لا، أنا ما بأقولش ما حصلش، حصل، وإحنا دفعنا لهم دية، دفعنا لأهله دية، لأنه ثبت أنه قتل بالخطأ مات في الخطأ وهو لم يثبت لسه إدانته، ولم يعترف بذلك، إذن هذا الإنسان قتل خطأ فتدفع له الدية.

أحمد منصور:

في سنة 87 أو في ديسمبر في عام 87 بدأت الانتفاضة الفلسطينية.

أحمد ياسين:

نعم.

أحمد منصور:

وهذا ما سوف نبدأ به الحلقة القادمة.

أحمد ياسين:

إن شاء الله.

أحمد منصور:

إن شاء الله. شكراً فضيلة الشيخ، كما نشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، حتى نلقاكم في حلقة قادمة من برنامج (شاهد على العصر) هذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله.