حسن البنا بين الرجال المنصفين وأشباه الرجال المرجفين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حسن البنا بين الرجال المنصفين وأشباه الرجال المرجفين
إلى من يتهمون الإمام حسن البنا إقرأوا ما كتب عنه من القادة


الإمام حسن البنا

حسن البنا ذلك الشاب الذي بعث الأمل في قلوب اليائسين، وقاد السفينة في وقت كان الجميع في سبات عميق، حتى حفظ له الرجال فضله ومقامه، فأنصفوه بالكتابة عنه بعد مماته. غير أن أشباه الرجال المرجفين جاءوا بعد ردحا من الزمن يلمزونه في كونه عمل على نشر العقيدة السمحاء، وشمول الإسلام، وجابه الاستعمار، حتى سقط شهيدا في أشهر شوارع القاهرة وهو ما زال في ريعان الشباب.

لقد حاول أشباه الرجال الطعن في حسن البنا، وتصويره على أنه أحد العملاء، وأن أصله يهودي ماسوني، وغيرها من الأوصاف التي ألصقت به وبجماعته، غير أننا وقفنا على كلمات كتبها رجال عظماء سطروا اسمائهم بحروف من الفخر، ومع كونهم من القوى المدنية والعلمانية إلا أنه تحلوا بصفات الرجال حتى مع خصومهم فكتبوا عنه حقيقته، ولم ينكروا فضله.

الغريب أن أشباه الرجال أمثال ثروت الخرباوي وكثير من الاعلاميين الذي يسعى كل واحد لترسيخ نفسه كوفيا للنظام الحاكم يخرجون بين الحين والأخر يتهمون بالبنا والإخوان باتهامات دون دليلا واحد ملموسا إلا ما كتبه بعض خصومهم أو غيرهم.

لكننا هنا سنسوق كلمات كتبها رجال احرار معظمهم يسلكون الفكر العلماني – بل رجال سلطه في كثيرا من الأحيان – غير أنهم لمسوا معاني الوطنية والصدق في حسن البنا والإخوان وتعايشوها في وقتها فخرجت منهم هذه الكلمات التي ستظل يسجلها التاريخ لترد على أشباه الرجال المرجفين في هذا الزمان.

فكتب علي ماهر باشا – رئيس وزراء مصر – عن الإمام البنا يقول:

وكان حديثه يشرح صدرى وأسلوبه يشهد بموفور الثقافة الإسلامية والبصر بشئون الأمم العربية، وبراعة المنطق وقوة الحجة. (1)

وكتب السياسي مكرم عبيد باشا يعبر عن مدى علاقة الإمام البنا بجميع القوى المدنية وكيف استطاع أن يجد لنفسه مكانا في قلوبهم

فيقول:

ومن ذا الذى يقول بهذا هو مكرم عبيد صديقه المسيحي الذى عرف فى أخيه المسلم الكريم الصدق والصداقة معًا، ولئن ذكرت فكيف لا أذكر كم تزاورنا وتآزرنا إبان حياته، ولئن شهدت فكيف لا أشهد بفضله بعد مماته، وما هى - وأيم الحق - إلا شهادة صدق أُشْهد عليها ربى؛ إذ ينطق بها لسانى من وحى قلبى.
ولقد كان الإخوان المسلمون والكتلة الوفدية هما الهيئتين الوحيدتين اللتين تبادلتا الزيارة فى دار الإخوان ونادى الكتلة، بل كان لى الحظ أن يزورنى - رحمه الله - فى منزلى، وأن نتبادل خلال حديث طويلٍ المشاعرَ الشخصية والوطنية، وكنت أراه فى حديثه أبعد ما يكون عن الشكليات والصغائر، مما جعلنى أعتقد أنه رجل قَلَّ مثيله بيننا فى التعمق تفكيرًا، وفى التنزه ضميرًا. (2)

ويقول الفريق عزيز المصري – القائد المصري الشهير:

كنا نتقابل بين حين وآخر وأرى فى وجهه علائم الإيمان بادية وآيات الصدق والإخلاص مرتسمة مما زادنى فيه ثقة وإيمانًا .. وحينما كنت بسجن الأجانب إبان استشهاده جاءنى أحد الضباط وعلى وجهه علامات الأسى مخالفًا الأوامر ومبلغًا إياى ذلك النبأ المفجع، فأحسست بخنجر أصابنى فى صدرى لفقد ذلك الرجل العظيم. رحمه الله رحمة واسعة وألهم خلفاءه والإخوان حسن السير على منواله، وإتمام الرسالة التى بدأها. (3)

وكتب الأستاذ مريت بطرس غالى - من كبار المفكرين والمثقفين، وعين وزيرا، كما اختاره الرئيس السادات عضوًا فى مجلس الشورى، وتوفى عام 1991م

يقول عن حسن البنا ويجلى كيف كانت علاقة الإمام البنا به:

عرفت المغفور له الأستاذ حسن البنا منذ سنوات عدة، فعرفت فيه الرجولة التامة، ورأيت فيه - على الدوام - رجلا فذًا من الناحيتين الخلقية والإنسانية، وقد كان - رحمه الله - على ثقافة واسعة، يتمتع بشخصية جذابة ويأخذ بأسباب القلوب، ولا شك أن رجلا هذه طباعه وتلك كفايته كان ذخرًا قيمًا لبلاده، فجاء مصرعه خسارة كبيرة. (4)

وكتب الوزير نور الدين طراف عن الأستاذ البنا:

توثقت بينى وبينه مودة كنت أحرص عليها وأعتز بها .. لقد اغتال القدر الشيخ حسن البنا، وأنهى حياته بهذه الصورة المفجعة التى انتهت بها، والأمة فى أوج ارتقابها لمجهوده وفى أقصى تطلعها إليه وإلى جماعته الضخمة ولا يعزينا اليوم عنه إلا أن نرى الروح التى كان يصدر عنها والدوافع الوطنية التى كانت تحركه تسير وتنتشر وتأخذ مكانها بين المصريين. (5)

وقال جمال عبد الناصر في ذكرى الأستاذ البنا في فبراير 1954م:

نعم أذكر فى هذا الوقت، وفى هذا المكان كيف كان حسن البنا يلتقى مع الجميع ليعمل الجميع فى سبيل المبادئ العالية، والأهداف السامية، لا فى سبيل الأشخاص ولا الأفراد ولا الدنيا، ثم قال فى نهاية كلمته: وأشهد الله أنى أعمل - إن كنت أعمل - لتنفيذ هذه المبادئ، وأفنى فيها وأجاهد فى سبيلها. (6)

وكتب صلاح سالم – عضو مجلس قيادة الثورة - إن هذه الأخلاق العالية والصفات الحميدة قد اجتمعت وتمثلت فى شخص أستاذ كبير، ورجل أحترمه وأجله، واعترفَ بفضله العالم الإسلامى كله، وقد أحبه الجميع من أجل المثل العليا التى عمل لها والتى سنسير عليها إلى أن يتحقق لنا ما نريده من مجد وكرامة فى أخوة حقيقية وإيمان أكيد. (7)

وقال الشيخ محمد مصطفى المراغي – شيخ الجامع الأزهر:

إن الأستاذ البنا، رجل مسلم غيور على دينه، يفهم الوسط الذى يعيش فيه، ويعرف مواضع الداء فى جسم الأمة الإسلامية، ويفقه أسرار الإسلام، وقد اتصل بالناس اتصالا وثيقًا على اختلاف طبقاتهم، وشغل نفسه بالإصلاح الدينى والاجتماعي، على الطريقة التى كان يرضاها سلف هذه الأمة. (8)

وقال الشيخ حسنين مخلوف - رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف:

الشيخ حسن البنا - أنزله الله منازل الأبرار - من أعظم الشخصيات الإسلامية فى هذا العصر، بل هو الزعيم الإسلامي الذى جاهد فى الله حق الجهاد، واتخذ لدعوة الحق منهاجًا صالحًا وسبيلا واضحًا استمده من القرآن والسنة النبوية ومن روح التشريع الإسلامي، وقام بتنفيذه بحكمة وسداد وصبر وعزم، حتى انتشرت الدعوة الإسلامية فى آفاق مصر وغيرها من بلاد الإسلام واستظل برايتها خلق كثير. (9)

كما كتب العديد من الشخصيات العالمية والتي كان لها ثقل ووزن في الحياة العامة والسياسية حيث كتب الأستاذ محمد صبري عابدين - أمين سر ديوان الهيئة العربية العليا - ولن نبالغ فى وصف الشيخ حسن البنا ودعوته الإسلامية بأنه كان داعية إلى حركة دينية متميزة عن جميع الحركات الإسلامية السابقة التى قام بها زعماء دينيون ومصلحون

مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وسواهم ممن تركوا وراءهم دويًّا لا يزال له أثره فى المجتمع الإسلامي، ولكن الشيخ حسن البنا يختلف عنهم بأن أولئك ذهبوا ولم يخلفوا وراءهم دعوة واضحة المعالم بيّنة المنهج يعتنقها أتباع مخلصون، فهو حقًا كان داعية، وكان من سبقه من رجال دين أو مصلحين ذوى آراء ومصنفات فحسب. (10)

وكتب الأستاذ محمد حسن الوزاني - الأمين العام لحزب الشورى والاستقلال المراكشي

إن الإمام المرشد فاق غيره من كبار الدعاة المسلمين بأن اتخذ لدعوته الكبرى وجهة ونظامًا أصبحت معهما قوة فعالة فى سبيل الإسلام والمسلمين، ومما لا شك فيه أن المزايا والمواهب الشخصية التى امتاز بها الإمام المرشد قد كان لها أثر قوى فى نجاح دعوته الإسلامية الكبرى، ولكن استشهاده فى سبيلها بدل أن يضعفها ويعوق سيرها قد أكسبها من القوة والعزة والنصر ما جعلها لا تخشى أية محنة وبلوى. (11)

وكتب السيد على البهلوان - السكرتير العام المساعد للحزب الحر الدستوري التونسي - اقترن اسم الشهيد حسن البنا فى نظر التونسيين بحركة التجديد والتطهير التي تجسمت فى الإخوان المسلمين، وأصبح اسمه رمزًا لفكرة حية ومبدأ سام طالما تردد بين التونسيين من غير أن يجد من يسهر على تطبيقه حتى أبرزه المرشد العظيم. (12)

وكتب روبير جاكسون - كاتب وصحفي أمريكي - وبالرغم من أننى كنت أسمع فى القاهرة أن الرجل لم يعمل شيئًا حتى الآن، وأنه لم يزد على جمع مجموعات ضخمة من الشباب حوله، غير أن معركة فلسطين، ومعركة التحرير الأخيرة فى القناة، قد أثبتتا بوضوح أن الرجل صنع بطولات خارقة قلَّ أن تجد لها مثيلا إلا فى تاريخ العهد الأول للدعوة الإسلامية.

كل ما أستطيع أن أقوله هنا، أن الرجل أفلت من غوائل المرأة والمال والجاه، وهى المغريات الثلاثة التى سلطها المستعمر على المجاهدين، وقد فشلت كل المحاولات التى بذلت فى سبيل إغرائه. (13)

وكتب الأديب أحمد حسن الزيات:

لم يكن إصلاح حسن البنا من نوع ما جاء به ابن تيمية وابن عبد الوهاب ومحمد عبده، فإن هؤلاء قصروا إصلاحهم على ما أفسدته البدع والأباطيل من جوهر العقيدة، أما هو فقد نهج فى إصلاحه منهج الرسول نفسه: دعا إلى إصلاح الدين والدنيا، وتهذيب الفرد والمجتمع، وتنظيم السياسة والحكم، فكان أول مصلح دينى فهم الإسلام على حقيقته وأمضى الإصلاح على وجهه. (14)

وكتب السيد منصور فهمى باشا - واحد ممن يطلق عليهم "جيل الرواد" الذين أرسلوا فى بعثات إلى أوروبا

لقد أخطأ وظلم من توهم أن فى دعوة الفقيد ذرة من التعصب المقيت، يتجلى فى معاداة من ليسوا على دينه وعقيدته؛ وذلك لأن هذا الرجل كان رقيق القلب مهذب النفس، يفهم دينه كما يجب أن يُفهم على حقيقته، ويعلم أن من الأسس التى قامت عليها دعائم الإسلام ألا إكراه فى الدين، وإنى لأعلم علم اليقين أن الفقيد الراحل كان أخًا كريمًا وصديقًا صادقًا للكثيرين من أهل الرأى والفكر مما هم على غير دينه. (15)

وكتب الأستاذ محمد زكى عبد القادر بك - صحفي، ورئيس تحرير "الأخبار" وتوفى عام 1982م – فقال:

ولم يكن إيمان الشيخ حسن البنا بدعوته إيمانًا طارئًا، ولا هو إيمان العاطفة وحدها، ولكنه كان إيمانًا قائمًا على دراسة صحيحة عميقة للتشريع الإسلامي ولتاريخ الدول الإسلامية، فكانت دعوته أشبه بالبعث، وأقرب ما تكون لنفوس الناس فأقبلوا عليها مؤمنين أنها وحدها سبيل الخلاص. (16)

وكتب الأستاذ محمد التابعي - أحد رواد الصحافة المصرية

وما من شك أن المرحوم الأستاذ حسن البنا قد ترك أثرًا عميقًا فى تاريخ مصر الحديث، وأنه سيأخذ مكانه إلى جانب قادة الجماهير من أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول. (17)

وكتب إحسان عبد القدوس:

لم أقابل فى حياتي الصحفية زعيمًا سياسيًّا متمكنًا من دعوته تمكُّن المغفور له الأستاذ حسن البنا.

كما كتب الصحفي مصطفى أمين:

تنبه الاستعمار البريطاني إلى خطورة حسن البنا على مصالحه، فأرسل إنذارًا إلى الحكومة المصرية بألا يرشح مرشد الإخوان نفسه فى البرلمان، وما أعجبنى فى حسن البنا أن إيمانه بفكرته لم يكن عاطفيًا فقط، بل كان محسوب الخطوات مدروسا. (18)

وكتب الأستاذ حسين فهمى – نقيب الصحفيين بمصر عام 1955م - أذكر أستاذًا عظيمًا، ومسلمًا داعيًا، وزعيمًا مؤمنًا، ومحاضرًا فى الصف الأول من الأساتذة والمحاضرين. هذا هو حسن البنا الذي عرف قدره الرجال، وقدروا الدور الذي قام بها في إحداث نهضة في وسط الشباب وجموع الشعب وأرق مضاجع المحتل في مصر والعالم الإسلامي بما نشره من فهم شامل وصحيح للإسلام.

المراجع

  1. الدعوة – السنة الثالثة – العدد (104) - 25 جمادى الأولى 1372هـ - 10 فبراير 1953م.
  2. الدعوة – السنة الثانية – العدد (52) - 16 جمادى الأولى 1371هـ - 12 فبراير 1952م.
  3. المرجع السابق.
  4. الدعوة – السنة الثالثة – العدد (104) – 25 جمادى الأولى 1372هـ - 10 فبراير 1953م.
  5. الدعوة – السنة الثانية – العدد (52)، مرجع سابق.
  6. الدعوة – السنة الرابعة – العدد (157) – 12 جمادى الآخرة 1373هـ - 16 فبراير 1954م.
  7. المرجع السابق.
  8. مجلة المنار – الجزء الخامس – المجلد 35 غرة جمادى الآخرة 1358هـ - 18 يوليو 1939م، صـ2.
  9. الدعوة – السنة الأولى – العدد (3) – 7 جمادى الأولى 1370هـ - 13 فبراير 1951م.
  10. الدعوة – السنة الرابعة – العدد (156) – 5 جمادى الآخرة 1373هـ - 9 فبراير 1954م.
  11. الدعوة – السنة الثالثة – العدد (104) – 25 جمادى الأولى 1372هـ - 10 فبراير 1953م.
  12. السابق– السنة الثانية – العدد (52) – 16 جمادى الأولى 1371هـ - 12 فبراير 1952م.
  13. حسن البنا الرجل القرآني – روبير جاكسون – ترجمة الأستاذ – أنور الجندي، المختار الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة الطبعة: الأولى، 1397 هـ - 1977م.
  14. أنور الجندي: "حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد"، دار القلم، دمشق، صـ340: 342
  15. حديث أجراه الأستاذ محمد عبد الله السمان مع منصور باشا فى المجمع اللغوي فى صورة أسئلة.
  16. الدعوة – السنة الثانية – العدد (52) – 16 جمادى الأولى 1371هـ - 12 فبراير 1952م.
  17. المرجع السابق.
  18. حوار أجراه محمد عبدالقدوس محمد مصطفى أمين: لواء الإسلام – السنة الثانية والأربعين – العدد 5 – محرم 1408هـ - أغسطس 1987م.