حسن البنا في الاعلام الخليجي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حسن البنا في الاعلام الخليجي
حسن البنا وتحول الفكر الخليجي


مقدمة

الإمام حسن البنا

بعدما جرى الانقلاب العسكري في مصر في عام 2013م وأعلنت بعض الدول العربية الخصومة الشديدة لجماعة الإخوان المسلمين حتى أنها صنفتها – رغم مرور تسعين عاما بل ووصلت للسلطة - بأنها جماعة إرهابية وتركت لكتابها العلمانيين واليساريين وأذناب الصهاينة ينفثون سمومهم –دون دليل- لا لشيء إلا للنيل من هذه الجماعة وتشوية تاريخها وصرف الناس عنها.

كان من الغريب هذه الحملة المفاجئة والتحول الغريب لدى سلطات بعض الدول الخليجية تجاه فكر حسن البنا وسيد قطب والقرضاوي وغيرهم من علماء الإخوان حتى وصلت عام 2015 و 2016 بأن قامت السلطات السعودية بسحب كتب جماعة الإخوان المسلمين من التداول وحضر نشرها

بل والهجوم عليها على الرغم أن نهضة السعودية الفكرية والتعليمية نشأت على اكتاف الإخوان المسلمين الذين فروا من الاضطهاد الناصري في حقبة الخمسينيات والستينيات، حتى أن الملك فيصل كان شفيع سيد قطب لدى عبدالناصر حينما حكم عليه بالإعدام وحينما لم يستجاب له ونفذ الحكم قام بطبع في ظلال القرآن على نفقة المملكة ووزعها على العالم.

وهذا الأمر أيضا حدث في الإمارات والتي كان للإخوان دور كبير في استقرارها وترسيخ حكم الشيخ زايد ونهضتها العلمية والتعليمية والتي قامت على يدي الأستاذ عز الدين إبراهيم.

الغريب أنه في عام 2015م أطلق " سعود الفيصل"، وزير خارجية المملكة العربية السعودية الراحل، تصريحا دبلوماسيا مبهماً حيث قال "ليس لنا أي مشكلة مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا فقط مع فئة قليلة تنتمي لهذه الجماعة، هذه الفئة هم من في رقبتهم بيعة للمرشد"، إلا أن محمد بن سلمان – ولي العهد – جاءت تصريحاته بأن شهر العسل بين الإخوان والملكة قد انتهى فأضفى ضبابية عن التحول الشديد في سياسة السعودية والإمارات خاصة أم أنها تمتد لفترات طويلة. (1)

صاحب هذا التغيير المفاجئ في السياسة مصحوبا بحملة شديدة على الإخوان عامة وعلى مؤسسها الإمام البنا خاصة، مشككة في كون أصله من يهود المغرب دون أن يقدموا دليلا إلا ما زعمه العقاد في الأربعينيات – على الرغم أن دول الخليج في الفترة الأخيرة تسعى جاهدة للتطبيع مع الصهاينة - حتى وجدنا مثلا أستاذة يتلقفون مثل هذه الأكاذيب ويروجونها – سواء عن قناعة أو مجاراة السلطة

فنجد مثلا الدكتور عبد الرحيم فارس أبو علبة، يقوم بتلقف أراجيف عباس العقاد بيهودية حسن البنا ويبنى عليها أبو علبة حقيقة من وحي خياله، بل يسير في مذكرات البنا على خطى ولا تقربوا الصلاة، فيؤول الكلام وفق مزاجه وهواه، ويؤلف كتاب بعنوان (ماسونية حسن البنا) وساق فيه الكثير من المعلومات المؤولة. (2)

كان أول من أطلق هذه الاتهامات عباس العقاد حينما كتب في صحيفة الأساس في يناير 1949م موضوع حول حسن البنا ويهودية عائلته، وانه يهودي ماسوني جاء لتخريب الإسلام. (3)

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أن صفاء الهاشم – النائبة في مجلس الأمة الكويتي والمشهورة بانتقادها لجماعة الإخوان المسلمين التي وصفتهم ب(السم الذي استشرى في جسد الوطن العربي وبرعاية أمريكية) – ذكرت أن: "حسن البنا مغربي مهاجر من أصل يهودي دخل الإسلام لكي يُنشئ "إخوان المسلمين" أي اليهود إخوانهم .. هذا هو مسماهم الحقيقي وأقرا التاريخ يا مرشد خفي …. بدل التخفي وراء ستار الدين".

حتى أن أحمد المسلماني - المذيع في قناة دريم 2 – رد عليها بقوله:

(لم يحدث في أي كتاب أو مرجع أو إشارة ….حول الأصول اليهودية للأستاذ حسن البنا ولو أن هذا الكلام (يقصد كلام صفاء هاشم) لم ينتشر في مواقع عديدة …لما تعرضنا له لأنه لا يستحق الرد لأنه خارج نطاق المنطق والعقل. (4)

كتبت صحيفة عكاز في 2017م تحت عنوان: التاريخ المشبوه للإخوان.. الثالـــوث البشع:

الدماء والكذب والخيانة.. الجذور الشيطانية لماسونية "الجـماعة" من "البنّا" إلى "قطب"، إلا أن المقال في محتواه لم يقدم جديد إلا ما كتبه العقاد والحديث حول ماسونية الأفغاني. (5)

متناسيا أن الإخوان عادت بعد مقال العقاد وشاركت في حرب القنال 1951م بل وكان لها دور كبير في نجاح ثورة 23 يوليو أقر بها الباحثين والكتاب بل والضباط الأحرار في كتبهم. (6)

وكتب الكاتب الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي مقالا عن أصول حسن البنا اليهودية مرددا ما كتبه العقاد أيضا ومحاولا أن يضفي الموضوعية على كتاباته فاجتث العديد من الكلمات التي تكلم بها الإمام البنا عن سيدنا موسى – عليه السلام – ووضعها كأنه يدافع عن اليهودية. (7)

حسن البنا مسلم مصري

بعدما ذكرنا آنفا أكاذيب المرجفين حول يهودية البنا دون الوقوف على دليل واحد سوى مقال عباس العقاد (وكأنه قرآن منزل لا يأتيه الباطل ولا الكذب) نسوق الحقائق حول حسن البنا اسمه حسن أحمد عبد الرحمن البنا حيث ولد في صبيحة الأحد 14 أكتوبر 1906م الموافق 25 شعبان 1324ه، بالمحمودية في محافظة البحيرة بمصر. (8)

وهو الابن الأكبر للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي، وذلك نظرًا لعمله في إصلاح الساعات. ولد الشيح أحمد عبد الرحمن – والد حسن البنا - في قرية شمشيرة التابعة لمركز فوة (محافظة كفر الشيخ حاليا) والمواجهة للمحمودية من الناحية الثانية للنيل، في سنة 1300ه الموافق 1882م، حفظ القرآن الكريم في صغره، وتعلم في جامع إبراهيم باشا بالإسكندرية، وتعلم حرفة إصلاح الساعات وهو صغير، كانت له اتصالات كثيرة بعلماء الأزهر في عصره أمثال: الشيخ عمر خليفة المالكي والذي اشتهر بمالك الصغير، والشيخ أحمد طولون وغيرهم. (9)

وأمه هي أم السعد إبراهيم صقر من عائلة "أبو قورة" من قرية شمشيرة – نفس قرية والده - وكان والدها يعمل تاجرً للمواشي، وبحكم الوضع الموجود - آنذاك - في ريف مصر لم تنل حظها من التعليم، لكنها اتصفت بالذكاء وحسن التدبير والفطنة. (10)

تزوجت من الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا في 25/4/1904م، وانتقلت معه إلى قرية المحمودية بمحافظة البحيرة وافتتح محلاً لتصليح الساعات لضيق ذات اليد في قريته. (11)

ومن خلال إحدى الوثائق الصادرة عن سجل مدني المحمودية تؤكد أن شهادة الميلاد الخاصة بالإمام البنا أنه ولد يوم 17 أكتوبر وليس يوم 14 وأنه مسجَّل في قرية العطف بمديرية البحيرة آنذاك عام 1906م في وثيقة رقم 86. وتوضح الوثيقة أن رقم الإمام البنا 320، وأن تاريخ ميلاده هو السابع عشر من أكتوبر، وقد سجِّل في الوثيقة اسم والده أحمد عبد الرحمن البنا، وجنسية المولود المصرية، وديانته المسلمة، وجهة سكنه، ونمرة تطعيم البنا التي تحمل رقم 15. (12)

وهذا يناقض ما ذكره العقاد وانساق وراءه المغرضون بأن البنا ولد في المغرب وأنه هاجر لمصر أثناء الحرب العالمية الأولى، أو أن والده هو من ولد بالمغرب وهاجر وذلك لأن والده الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا أحد العلماء المصريين الذين رتبوا مسند الإمامين أحمد والشافعي - رحمهما الله - على أبواب الفقه المعروفة وسمى الكتاب الأول: "بدائع المسند في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن"، والثاني: "الفتح الرباني" وسمى شرحه: "بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني".

كما له كتاب "جامع أسانيد الإمام أبي حنيفة"، وآخر بعنوان: "إتحاف أهل السنة البررة بزبدة أحاديث الأصول العشرة". (13)

ووفق سيرة نقديه عنه أكد المؤرخ والسياسي اليساري الدكتور رفعت السعيد في كتابه "حسن البنا .. متى وكيف ولماذا ؟" أن والد مؤسس "الإخوان المسلمين" كان يعمل مأذون وإمام مسجد القرية، ومارس مهنة إصلاح الساعات ولذا لقب بالساعاتي . كما كان واحدا من طلاب الأزهر.

وحينما سأل عن يهودية حسن البنا قال:

"هذا كلام حكاوي.. ولا صلة له بالتاريخ، ويؤكد السعيد: "مسألة إن والده أو أسرته يهودية مغربية أمر مستبعد تماما، والمراهنة على قرينه لقب الأب ليس إلا جراء المهنة (الساعاتي) لا ينهض دليلا علميا بأي حال" (14)

يقول الدكتور محمد هشام مدير تحرير موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للراحل المفكر عبد الوهاب المسيري:

الأمر يعكس سيادة عقلية المؤامرة . والغاية هي تشويه الخصوم بأي وسيلة وثمن .وفي كل الأحوال فان كل هذا يعني غياب القدرة على التفسير العلمي للمشكلات. وببساطة يلجأ أصحاب هذه المزاعم إلى استسهال كيل الاتهامات جزافا، فهناك أمور بالطبع أهم من حديث مرسل عن أصوله وعقيدته أو مولده. (15)

حقيقة حسن البنا

من الواضح أن الكتاب والباحثين والسياسيين في الخليجيين حولوا دفة سياستهم خوفا على عروشهم، واستجابة للسياسة الغربية الجديدة، وخوفا من امتداد الربيع العربي لدولهم، ولذا وجهوا سهامهم لدول الربيع العربي عامة ولجماعة الإخوان المسلمين خاصة لكونها المحرك الرئيسي في الربيع العربي، بالإضافة لفكرهم ومنهجهم الوسطي للإسلام وهو ما لا يروق لسياسة الخليج التي تسعي للتطبيع مع اليهود.

الغريب أن كثير من الكتاب الغربيين واليهود كتبوا عن دور حسن البنا في تعريف الشباب حقيقة دينهم، وبما يؤكد على عداء الإمام البنا للصهيونية، فكتب الكاتب العالمي روبير جاكسون عن الإمام حسن البنا قائلا : زرت هذا الأسبوع رجلا قد يصبح من أبرز الرجال في التاريخ المعاصر ، وقد يختفي اسمه إذا كانت الحوادث أكبر منه ذلك هو الشيخ حسن البنا زعيم الإخوان. (16)

ويقول جيمس هيوارث دين في كتابه: (التيارات الدينية والسياسية في مصر):

"كان حسن البنا يتخيَّر طلبة العلوم الدينية الذين درسوا دراسةً جادَّةً القرآنَ الكريمَ واللغةَ العربيةَ والخَطابةَ وأصولَ الفقه، والذين لم تدنس عقولَهم المفاهيمَ الغربيةَ وطريقةَ الغرب في التفكير، وكان معظم هؤلاء من صغار السنِّ الذين يمتلئون حماسة القيام بأي أعمال خارقة تتطلب التضحية والجرأة، وكان ميدان عملهم المساجد؛
حيث يواظبون على الصلاة فيها في كل الأوقات وخاصةً يوم الجمعة، فإذا فرغ الناس من الصلاة توزَّع هؤلاء الدعاة الشباب بينهم؛ ليعقدوا لهم حلقاتٍ متفرقةً يحدثونهم عن الإسلام ثم عن دعوة الإخوان المسلمين وأهدافها الدينية والسياسية، وأحيانًا يتحدثون لهم عن قضية سياسية تشغل الناس أو عن بعض الرذائل التي تنتشر بين الناس، كالمخدرات والخمور والدعارة، ويحثُّونهم على التصدي لهذه الرذائل من خلال الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين. (17)

وتقول الدكتورة كاري ردزنيسكي - الباحثة في جامعة هارفارد الأمريكية - في بحث بعنوان "حركة الشبيبة الإسلامية والصناعة الأدبية الحالية في مصر":

"استطاع حسن البنا أن ينتشل الآلاف من شباب مصر من المقاهي ومواخير المخدرات والمسكرات ليصنع منهم دعاة للإسلام ويحولهم من حالة الضياع إلى قوة شبابية تخوض غمار السياسة مزاحِمةً أقوى الأحزاب العريقة في مصر، نشروا الدعوة الإسلامية في أكثر من 85 دولة من دول العالم".

ويقول الدكتور ديفيد كومونز الأستاذ في جامعة ويكنسون الأمريكية في بحث بعنوان (الإخوان المسلمون في التراث الشعبي المصري):

" إن الإمام البنا أعطى للشباب المصري الذي كان غارقًا في الإدمان على المخدرات والخمور معنى جديدًا للحياة من خلال العلم الذي كانوا ينهلونه من خلال اجتماعات الجماعة ومن خلال قراءتهم لرسائل الإمام البنا، كما أنه استطاع أن يُعيد اندماج هذا الشباب الخامل الكسول في المجتمع المصري ليكون شعلةَ نشاط في العمل الإسلامي. (18)

لم يكتف الأمر على ذلك بل كتب بعض الكتاب اليهود يوضحون حقيقة العداء الذي يكنه البنا والإخوان للدولة الصهيونية فكتبته فتاة صهيونية تدعى "روث كاريف" مقالا نشرته لها جريدة "الصنداى ميرور" في مطلع عام 1948م، 1367هـ ونقلته جريدة "المصري" لقرائها في حينه، حيث قالت: إن اليهود في فلسطين الآن هم أعنف خصوم الإخوان المسلمين، ولذلك كان اليهود الهدف الأساسي لعدوان الإخوان. (19)

وكتب حاييم هاتزوج – رئيس دولة إسرائيل - في صحيفة جيروزاليم بوست في 25 أيلول - سبتمبر 1978م، 22 شوال 1398هـ مقالا جاء فيه:

إن ظهور حركة اليقظة الإسلامية بهذه الصورة المفاجئة المذهلة، قد أظهرت بوضوح أن جميع البعثات الدبلوماسية – وقبل هؤلاء جميعا - وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت تغط في سبات عميق. (20) وفي خطاب لموشى ديان أمام وفد من الأمريكيين اليهود عام 1979م طالب فيه أمريكا والغرب بالوقوف ضد الصحوة الإسلامية التي بدأت تزحف في الدول المحيطة بإسرائيل وخاصة مصر. (21)

وفي 12 شباط - فبراير 1979م – 15 ربيع أول 1399هـ وجه مناحم بيجين نداء إلى العالم بمعاونة إسرائيل وتقديم الدعم لها لمواجهة العاصفة الإسلامية والحركات الإسلامية، التي لن تزيل إسرائيل فحسب بل ستزيل العالم الديمقراطي كله. (22)

وتحت عنوان (اعرف عدوك) نشرت مجلة حائط يصدرها الطلاب اليهود في الجامعة العبرية تعليقًا تحت صورة الإمام حسن البنا: "إن صاحب الصورة كان أشدَّ أعداء إسرائيل؛ لدرجة أنه أرسل أتباعه عام 1948م من مصر ومن بعض البلاد العربية لمحاربتنا، وكان دخولهم مزعجًا لإسرائيل لدرجة مخيفة" (23)

كما جاء في صحيفة يهودية أوربية مقالا بعنوان (الجهاد في سبيل الله) قولها:

على خبراء الاستراتيجية في الحضارة الغربية والمعسكر الشيوعي أن ينتبهوا للأخطار التي تمثلها الحركات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين المنتشرة في البلدان العربية والإسلامية، والتي تهدف إلى إحياء الجهاد في سبيل الله من جديد. (24)

ولنا وقفه مع ما ذكره "الماجور سانسوم" ضابط الأمن بالسفارة البريطانية في مذكراته "إن كل الإجراءات التي اتخذت لمنع المظاهرات بعد الاغتيال وفي الجنازة تم تخطيطها قبل عدة أسابيع".

وفي مقابلة بين "تشابمان آند روز" الوزير البريطاني المفوض وكريم ثابت المستشار الصحفي لفاروق ويدور الحديث حول الوزارة الجديدة بعد مقتل النقراشي ويرى آند روز أن الوزارة لابد أن يشارك فيها الوفد ويقرر أن بريطانيا قد بذلت مساع كبيرة لإشراك الوفد في الوزارة وذلك حتى تتم الوزارة مهمتها بنجاح وقد لخص آند روز مهمة الوزارة حيث قال: "المهمة الرئيسية للحكومة الحالية هي تحطيم الإخوان" (25)

وتحدث آمنون كوهين في كتابه عن دور الإخوان في الصراع العربي والإسرائيلي وأنهم من أججوا الحقد ضد اليهود. (26)

وكتب الكولونيل اليهودي ناتنيال لورشي يقول:

كان محاربوا الإخوان المسلمين يمتازون بروح قتالية "متعصبة" وكانوا على استعداد واضح للتضحية بالحياة. (27)

ويقول اليهودي إيل بيرغر:

إن المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لابد وأن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معنا ولكن هذا لن يتحقق إلا بعد القضاء على جميع العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي وفي مقدمة هذه العناصر رجال الدين المتعصبين من إتباع الإخوان المسلمين. (28)

وقال الدكتور ميشيل هدرسون الخبير في الشؤون العربية وشؤون الشرق الأوسط: اعتقد أن الفئات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين ستشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل. (29)

ويقول غوردن كريمر:

أن أول شعارات ضد الصهيونية عرفتها جدران المدن المصرية كانت من صنع الإخوان المسلمين الذين ملئوا جدران مدينة بورسعيد بالشعارات المناهضة للصهيونية والمتعاطفة مع الشعب الفلسطيني خلال زيارة رئيس جمعية الشبان المسلمين في فلسطين إلى بورسعيد في شهر أيلول من عام 1936م (30)

ويقول مايلز كوبلاند:

أن هاجس قيام ثورة شعبية في مصر يقودها الإخوان المسلمون دفع بوزارة الخارجية الأمريكية إلى تبني فكرة قيام انقلاب عسكري يفوت الفرصة على الإخوان المسلمين لتزعم ثورة شعبية تدفع بهم إلى زعامة مصر وأن وزارة الخارجية الأمريكية شكلت في نهاية عام 1951م لجنة خبراء سرية لدراسة العالم العربي مع التركيز بشكل خاص على " الحالة المصرية " برئاسة أحد كبار مخططي المخابرات الأمريكية في وزارة الخارجية الأمريكية المستر " كيرميت روزفلت".

وأن الحكومة الأمريكية أرسلت إلى مصر أحد كبار المتخصصين في ما يسمي بالدعاية السوداء (أى التشهير بالخصوم) واسمه "بول لايبرجر" لتدريب الإعلاميين المصريين على أساليب الدعاية التشهيرية ضد جماعة الإخوان المسلمين. (31)

ويقول ناداف سافران:

سارعت حكومة النقراشي باشا بأوامر مباشرة من السفارة البريطانية لحل جماعة الإخوان المسلمين واتهامها بالتآمر ضد النظام واعتقال الآلاف من أعضائها ثم الإقدام على اغتيال مؤسس الحركة الإمام الشهيد حسن البنا بأوامر مباشرة من الملك فاروق ويقول سافران أنه لو لم تفعل الحكومة كل ذلك لنجح الإخوان في الاستيلاء على السلطة. (32)

هذا ما يحاول النظام الخليجي وأتباعه من الكتاب في إظهار صورة حسن البنا وتشويهها أمام الجميع وتخويف المجتمعات من الإخوان بل ومن كل من يعمل للإسلام.

المراجع

  1. محمد مختار قنديل: الإخوان والمملكة العربية السعودية: بين الماضي والحاضر، معهد واشنطن، مايو 2018م
  2. عبد الرحيم فارس أبو علبة، ماسونية حسن البنا، مؤسسة حورس، الإسكندرية، 2015م. (موقع إرم نيوز)
  3. عباس محمود العقاد، صحيفة الأساس، مقال بعنوان الفتنة الإسرائيلية، 2/ 1/ 1949م
  4. التهامي صفاح، هل حسن البنا ماسوني، الحوار المتمدن، 13/ 10/ 2014م
  5. تحقيق خالد عباس طاشكندي: التاريخ المشبوه للإخوان، صحيفة عكاز، أكتوبر 2017م
  6. انظر مذكرات عبد اللطيف البغدادي الجزء الاول، خالد محي الدين والآن أتكلم، أحمد حمروش العسكر والإخوان.
  7. ضرار بالهول الفلاسي: أصول حسن البنا اليهودية
  8. جمال البنا: خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه، ص21
  9. عبده مصطفى دسوقي، عمالقة في زمن النسيان، منارات للنشر والترجمة، 2009م.
  10. محمد السيد الوكيل: كبرى الحركات الإسلامية، ص13،14.
  11. جمال البنا: "خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه" ص22.
  12. وثيقة عبارة عن صفحة من دفتر أحوال المواليد لعام 1906م قرية العطف – محمودية - البحيرة
  13. أحمد ربيع: الفكر التربوي وتطبيقاته لدى الإخوان، مكتبة وهبة للطباعة والنشر، 1984، صـ59.
  14. موقع لكم المغربي، موضوع بعنوان ضابط مخابرات مصري أمام المحكمة: والد حسن البنا مغربي يهودي، 8‏/9‏/2015
  15. المرجع السابق.
  16. روبير جاكسون: حسن البنا الرجل القرآني، ترجمة أنور الجندي، المختار الإسلامي، جريدة " النيويورك بوست " في 13 فبراير سنة 1946م.
  17. جيمس هيوارث دين: الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة، مؤسسة مكجريجون للنشر في واشنطن، وترجمة أحمد الشنبري، بيروت: "دار جداول للنشر"، 2013م.
  18. زياد أبو غنيمة: الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين، الطبعة الأولى، 1415هـ ، 1995م - ص 12.
  19. زياد محمود علي، عداء اليهود للحركة الإسلامية، دار الفرقان، عمان، ١٩٨٢م، صـ14- 16.
  20. أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الزغيبي، العنصرية اليهودية وآثارها في المجتمع الإسلامي والموقف منها –رسالة دكتوراه- مكتبة العبيكان - الرياض 1998م، صـ 292.
  21. زياد محمود علي، مرجع سابق، صـ 51- 52
  22. أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الزغيبي، مرجع سابق، صـ 293
  23. مجلة يصدرها الطلاب اليهود في الجامعة العبرية في عددها الصادر في شهر يونيو سنة 1970م.
  24. جويش كرونيكل (البريطانية): كانون الثاني - يناير 1979م - صفر 1399هـ
  25. محسن محمد: من قتل حسن البنا، دار الشروق، القاهرة، ص454،455.
  26. آمنون كوهين: الأحزاب السياسية في الضفة الغربية لفلسطين إبان الحكم الأردني 1947-1967م، جامعة كورنيل، لندن، 1982م، صـ 144-209.
  27. ناتنيال لورشي: حد السيف، نشر باللغة العبرية في عام 1950م.
  28. إيل بيرغر: العهد والسيف، 1965م
  29. ميشيل هدرسون: الإسلاميون هم الخطر الأكبر على إسرائيل، مجلة (يو إس نيوز) في 16 /10/ 1964م
  30. جوردن كرامر: اليهود في مصر الحديثة 19141952م، 145
  31. مايلز كوبلاند: لعبة الأمم، ترجمة مروان خير، بيروت، 1970م
  32. ناداف سافران: مصر تبحث عن هويتها السياسية، دار جامعة اكسفورد للنشر، 1961م، وانظر :الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين، زياد أبو غنيمة، المكتبة الوطنية، الطبعة الأولى، 1994 ،ص 10