حسن عبد الحميد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حسن عبد الحميد في رحاب الدعوة بسوريا


إخوان ويكي

حسن-عبد-الحميد.1.jpg

نشأته

ولد حسن بن الحاج عبد الحميد بن السيد حسن البابي الحنفي في حارة الهيريب بمدينة الباب، التابعة لمحافظة حلب، عام 1351هـ الموافق 1932م ، في أسرة فقيرة لكنها شديدة التمسك بدينها وأخلاقها، فوالده الحاج عبد الحميد أبو جمعة الموظف بالعدليه بحلب عند المدعي العام.

تعليمه

في هذه البيئة الصالحة نشأ حسن، وتلقى علومه الأولية على والده وفي المدارس الابتدائية في مدينة الباب، ودرس النحو على شيخه الشيخ حسن جسومة، واللغة على شيخه الشيخ عبد الله زعيتر، كما درس الفقه على شيخه الشيخ سعيد المسعود، ثمّ وبتشجيع من والده انتسب إلى المدرسة (الخسروية) عام 1946م - الثانوية الشرعية - وفيها التقى ثلة من كبار علماء حلب

فأخذ عنهم جلّ العلوم الشرعية والعربية، وكان منهم الشيخ عبد الله حماد، والشيخ محمد أسعد العبجي، والشيخ محمد بلنكو، والشيخ محمد الحكيم، وهما مفتيا حلب - والشيخ محمد راغب الطباخ، والشيخ أبو الخير زين العابدين، والشيخ محمد سلقيني، والشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ محمد الجبريني، والدكتور محمد الريحاوي - طبيب أسنان مشهور - والأستاذان عمر يحيى، وعبد الرحمن باشا، ثم توجه لمتابعة دراسته في المعهد العربي الإسلامي، وفيه التقى الأستاذ الشيخ أحمد مهدي الخضر، وغيرهم من الأساتذة والشيوخ.

وفي هذه المرحلة من حياته التقى الشيخ محمد النبهان، كما كانت له مشاركات فعالة في أحداث الوطن من خلال اشتراكه بنشاطات الطلبة واجتماعاتهم ومظاهراتهم ضدّ الاحتلال الفرنسي.

في الجامعة

في عام 1954م انتسب إلى (كلية الشريعة) في جامعة دمشق، وفيها التقى كوكبة أخرى من العلماء الأفاضل، فأخذ عنهم، وتأثر بهم

وكان منهم:

الدكتور مصطفى الزرقا، والدكتور معروف الدواليبي والأستاذ محمد المبارك، والدكتور أبو اليسر عابدين، والأستاذ مصطفى البارودي، والشيخ محمد زكي عبد البر، والشيخ الدكتور مصطفى السباعي، والدكتور أحمد السمان، والدكتور عمر الحكيم وغيرهم، كما كان يحضر مجالس كثير من علماء دمشق خارج الجامعة، أمثال: الشيخ علي الطنطاوي، والشيخ مصطفى السباعي، وكانت محاضرات الشيخ السباعي لا تفوته أبداً.

وفي جامعة دمشق كان للشيخ حسن نشاطات علمية واجتماعية ودعوية، يشارك إخوانه الطلبة في احتفالاتهم واجتماعاتهم ومظاهراتهم ضدّ الظلم والطغيان، وكان من زملائه في الدراسة: الشيخ محمد فاروق بطل، والشيخ حسن بكار، والشيخ الدكتور محمد رواس قلعةجي، والأستاذ محب الدين أبو صالح، والشيخ محمد خير عليطو، والشيخ عبد الغني المارعي وغيرهم.

نشاطه وعمله

بعد تخرج الشيخ حسن في كلية الشريعة بجامعة دمشق، انطلق للعمل على نشر العلم الذي حصله، فعمل مدرسا في مدينة (عفرين)، وكان له فيها نشاط علمي ودعوي لافت، وذلك من خلال إلقائه المحاضرات في المركز الثقافي والجامع الكبير فيها، وفي مدينة (أعزاز) المجاورة لها، ثمّ راح يتنقل من مدينته (الباب) إلى (تادف) إلى (أعزاز) إلى بلدة (الأتارب) وذلك بسبب نشاطة الديني والدعوي، ثم انتقل إلى مدينة حلب مدرساً في عدد من ثانوياتها، ومنها الثانوية الشرعية.

بين صفوف الدعوة

كان له في مساجدها نشاط دعوي واضح تعرض بسببه إلى النقل من ملاك وزارة التربية إلى ملاك وزارة التموين، مع عدد كبير من إخوانه المعلمين والمدرسين ذوي الاتجاه الديني.

حيث يقول:

استلمت والشيخ عبد الله علوان رحمه الله النشاط المساجدي في حلب بأمر من نائب المراقب العام الشيخ امين يكن رحمه الله تعالى.
كان منطلقه جامع عمر بن عبد العزيز، وجامع بلال ،وجامع البيدر في الكلاسة ، وجامع الروضة ،وجامع الرحمن وكان يقود نشاطه الشيخ موفق سرجية رحمه الله . وفي عام 71 انشأنا مسجد الصديق في مدينه الباب وكان مركزا للدعوة في المدينة.

كما ساهم في نشأة الجماعة بالباب حيث يقول:

انشأت فرعا للجماعة في مدينة الباب سنة 50 بمساعدة من القاضي عبد الوهاب الالتونجي اول رئيس لها كان والدي حافظ القران الحاج عبد الحميد الابو جمعة كان شيخا في الجسم شبابا في القلب.

محنته

تعرض للاعتقال بسبب جرأته بقول الحق وسجن في سجن المزة بدمشق. وبعد الافراج عنه هاجر الشيخ حسن إلى السودان ثم إلى المملكة العربية السعودية، وأقام في مدينة (نجران) مدرساً في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم، ثمّ في مدرسة (ابن تيمية)، كما كان خطيباً في مسجد أبي بكر الصديق فيها

ثم انتقل إلى مدينة (الرياض)، وعمل في وزارة الدفاع السعودية، في مجلة (الجندي المسلم) مصححا وكاتبا، وكان يقطع أوقات فراغه بتلاوة القرآن الكريم وتدبر آياته وأحكامه يقول: (لقد ختمت القرآن الكريم في غربتي القسرية 37 مرة، قراءة مرتلة مع تدبر للأمور البلاغية والنحوية). زار الشيخ حسن الأردن والإمارات ومصر وتركيا، وحضر بعض الأنشطة الدينية فيها.

قبل أن يعود إلى سوريا حيث يقول:

حضر الى جدة الشهيد باذن الله امين يكن للتفاوض مع الجماعة للعودة الى سوريا لكنهم رفضوا النزول عبر البواب الامنية اصر اليكن على نزولي برفقة محمد الشيخ ويس، وقد تم ذلك عن طريقه وليس عن طريق البوابة الامنية رحمه الله.

مع المستشار الهضيبي أثناء زيارته لسوريا

بصحبة المرشد العام في زيارته لمدينة إدلب حيث يقول:

بعد أن قامت مدينة الباب بواجبها في استقبال المرشد العام حسن الهضيبي رحمه الله وصحبه الكرام قرر مركز حلب أن يزور السيد المرشد العام وصحبه الكرام مدينة إدلب وانطلق الموكب وفيه أكبر محام بمصر الأستاذ سعيد رمضان ومعه مندوب الجامعة العربية صالح أبو رقيق والشيخ عبد الحكيم عابدين والمستشار منير الدلة
وكان لي شرف الانضمام إلى موكب المرشد العام وكان ذلك سنة 1954 كانت المحطة الأولى لنا بلدة سرمين اذ خرج أهلها شيبا وشبابا النساء يزغردن والشباب يهتفون والشيوخ يلوحون بعصيهم قطعوا الطريق وطلبهم أن يشرب السيد المرشد العام القهوة عندهم ففعل رحمه الله .
وتابع الموكب المبارك سيره إلى إدلب البلد الذي قدم للمدرسة الخسروية بحلب زهرة شبابه أمثال أحمد قطيع والوزير أنور حمادة والصديق عبد الله حبوش ومنشد الدعوة الحاج أحمد البربور رحمهم المولى

وصلنا إدلب وكانت البلدة قد لبست أجمل حليها وبين خفق أعلام سوريا وعلم حسن البنا رحمه الله ومع الترحيب والتهاني نزل المرشد العام وكان على رأس المستقبلين الشيخ نافع شامية وشيوخ المدينة ورددت الجماهير وهتفت الله أكبر ولله الحمد ورردها الجماهير من أعماقهم .

ألقى سيد منابر سوريا ابن حمص الشيخ مصطفى السباعي أبو حسان رحمه الله كلمة الحفل وهو فارس هذا الميدان ثم حمل المرشد العام على الأعناق والسيد المرشد العام ليس خطيبا مفوها لكنه كان مفكرا عظيما تحدى العبد الخاسر عبد الناصر في عز سلطانه ودخل رحمه الله سجن طرة ونام على البلاط وكان بإمكانه أن يظل في سوريا معززا مكرما لكن أبى بشموخ أن يبقى ضيفا معززا وإخوانه في مصر يعانون من بطش الطاغوت الناصري
وسافر وحضر حفلا ضخما تكلم فيه العبد الخاسر وافترى على المرشد العام لكن المرشد العظيم قال أمام الآلاف إن الرئيس يكذب واعتقل عشرات الآلاف من شباب مصر الأطهار ودخل المرشد العظيم سجن طرة ونام على البلاط وهو أكبر مستشار في مصر واعتقل أنصاره ولما قال كمال الدين حسين وزير المعارف وهو من أركان حكم العبد الخاسر قال اتق الله يا جمال أجابه العبد الخاسر إلزم بيتك أي إقامة جبرية .
احتفل أهالي إدلب بالمرشد العام وأكرموه وكادوا يحملون سيارته، كما استقبلت سوريا عن بكرة أبيها المرشد العام ما أثار حفيظة الأعداء فنحن قوم نبني ولانهدم ونجمع ولانفرق تجمعنا الالام والمحن.

مع ثورة سوريا 2011

ولما قامت ثورة شعبنا ضد الظلم والطغيان، كان لشيخنا مواقف صريحة في تأييد الثورة، وإدانة سفك الدماء والدعوة إلى توحيد صفوف المجاهدين.

يقول عن نفسه:

(لست عالماً كبيراً، ولست فقيها ًمتمكناً ولست مجاهداً يشار إليه بالبنان، أنا تلميذ صغير لحسن البنا، ومصطفى السباعي، أنا أحب الصالحين، ولست منهم، لعلي أن أنال بهم شفاعة، كل من دعا للإسلام وكانت رايته محمدية وعلمه يحمل شعار (لا إله إلا الله) أنا منه وهو مني، لاتهمني التسميات، الصوفي (النقشبندي) أخي، والسلفي أخي، والتحريري أخي، العاملون للإسلام مشارب
فأبو ذر الثائر هو أخو عثمان الغني الشاكر، أنا حنفي المذهب في الفروع، ولكني سلفي العقيدة، وأئمة الفقه جميعا قدوتي، فكلهم من رسول الله شرب، وكلهم لرسول الله متبع، فأنا حنفي، لكني أحني رأسي إجلالا للإمام العظيم مالك، وأنا لست شيعياً ولكني على استعداد أن أحمل حذاء علي زين العابدين، أجل لا يمكن توحيد الأذواق، لكن يمكن توحيد الرايات
وأنا شخصيا أمد يدي لكل دعاة الإسلام، لا لتقبيلها، ولكن ليشد بعضنا بعضاً، أيها العاملون لدين الله اتحدوا.. أيها الدعاة إلى الله اتحدوا.. أيها المجاهدون اتحدوا.. فالعدو عندما يقصف لن ينظر إلى مشربكم، وإنما لدينكم وقائدكم.. وصلى الله على قائدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم). - حفظ الله شيخنا وأمتع به.

وفاته

ظل طوال حياته عاما مجاهدا لدعوته حتى هاجر لتركيا هربا من بطش النظام السوري بعد تأييده للثورة حتى توفاه الله يوم الأربعاء ٩ ذو القعدة ١٤٤٣ه‍، الموافق ٨ يونيو - حزيران 2022م، في مدينة "نيزب" التركية عن عمر يناهز التسعين عاماً وقد نعته جماعة الإخوان المسلمين

المصادر

  1. محمد عدنان كاتبي: الشيخ حسن عبد الحميد، 29 أغسطس 2021.
  2. لقاء صحفي مع الداعية الشيخ حسن عبد الحميد: 17 فبراير 2016
  3. زهير سالم: الداعية الشيخ العالم العامل حسن عبد الحميد الخضر تقبله الله في الصالحين، 9 يونيو 2022