حمدان: الصهاينة والأمريكان يحاولون التدخل في شأننا وهناك من يراهن عليهم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حمدان: الصهاينة والأمريكان يحاولون التدخل في شأننا وهناك من يراهن عليهم

[13-11-2004]

مقدمة

- لا نعبأ كثيرًا بالانتقادات الناتجة عن سوء نية

- الكل يعرف دورَ ووزنَ حركة (حماس) في القطاع

- نتقبل نصح الناصحين

حاوره: عز الدين أحمد

يبدو المشهد الفلسطيني هذه الأيام متجهًا نحو مزيدٍ من التأزم، ليس بسبب الجرائم اليومية للاحتلال فحسب، بل لأن المتغيرات التي رافقت مرض ياسر عرفات فرضت ظرفًا جديدًا دفع المراقبين لتوقع أيام صعبة قادمة ستشهدها الأراضي الفلسطينية.

وفور الإعلان عن تدهور حالة عرفات سارعت دوائر السلطة الفلسطينية بمختلف أجنحتها إلى جمع شملها للتجهيز لما اصطلح المراقبون على تسميته "مرحلة ما بعد عرفات".

الفصائل الفلسطينية هي الأخرى كانت حاضرةً في المشهد وبادرت إلى إطلاق مبادرة القيادة الوطنية الموحدة، التي تمثل جميع الفصائل الفلسطينية، وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مقدمة الفصائل التي أعلنت عن مبادرة لتشكيل قيادة وطنية موحدة تكون مرجعيةً سياسيةً عليا للشعب الفلسطيني.. وللوقوف على طبيعة هذه المبادرة حاورت (السبيل)- عبر الهاتف- أسامة حمدان- ممثل حركة حماس في لبنان:


نص الحوار

  • تقدمتم في حركة (حماس) بمبادرة لتشكيل قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني لمواجهة احتمالات غياب عرفات.. ما طبيعة هذه المبادرة؟
فكرة المشروع من حيث المبدأ طرحت خلال جولات الحوار التي تمت سابقًا، وكنا نعتقد أن هذا المشروع يمثل نوعًا من قاعدة ترتيب البيت الفلسطيني، خصوصًا أن هناك متغيرات كثيرةً طرأت على الواقع الفلسطيني خلال العقدين الأخيرين تحتم إعادة النظر في ترتيبات إدارة الشأن الفلسطيني والقرار السياسي، وهذا يمكن تلخيصه بتشكيل قيادة فلسطينية تعبر عن كل هذه العناوين.
الفكرة التي طرحتها (حماس) وجدت تجاوبًا من بعض الفصائل الفلسطينية واستعدادًا للتعامل معها، بعض الأطراف كان لها العديد من الأسئلة، خصوصًا أن هناك "أجسامًا" فلسطينيةً قائمةً، ونحن كان موقفنا واضحًا.. أن كل الهياكل والأجسام التي يتم إقرارها والعمل من خلالها كان دومًا هدفها التعبير عن الشعب الفلسطيني بشكل صحيح وعن تركيبته السياسية بشكل دقيق، وأيضًا حمل أمانة ومسئولية العمل من أجل تحقيق أهدافه، وهذا ينطبق على ذات الفكرة التي قامت الحركة بإطلاقها، وفي ظل مرض الأخ أبو عمار بدا واضحًا أن الساحة الفلسطينية ستثير تساؤل الكثيرين عن الترتيبات التي تم وضعها.
وكان لا بد أن تذكر الحركة بهذه المبادرة، وأن تؤكد عليها؛ لأننا نعتقد أننا إذا أردنا أن نتحدث عن ترتيب البيت الفلسطيني فيجب أن نراعي ما راعته مبادرة الحركة في هذا الاتجاه.
  • لم تكن حركة (حماس) هي الوحيدة التي دعت إلى تشكيل قيادة موحدة.. لكن لاحظنا أن الإعلام سلط الأضواء بالتحديد على (حماس)، باعتقادكم ما أسباب ذلك؟
أعتقد أن هناك أكثر من سبب لهذا الأمر.. أهم الأسباب طبيعة تركيبة الساحة الفلسطينية، ودور حركة (حماس) في هذه الساحة، وتأثير الحركة في مشروع المقاومة وفي مشروع الصمود الفلسطيني بشكل عام، هذا من جانب.
ومن جانب آخر المسئولية التي أبدتها الحركة خلال الحوارات الفلسطينية، وطبيعة الالتزام الوطني تجاه المصلحة الفلسطينية العليا، وتغليب هذه المصلحة على أي مصالح أخرى، وهو ما لمسته جميع الأطراف سواء التي رعت الحوار أو راقبت الحوار أو التي شاركت في هذا الحوار، بمعنى أن هذه المسئولية أشعرت الجميع بأن أي مبادرة تقدمها الحركة- سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الوطني الفلسطيني- هي مبادرة جادة، والحركة لا تطرحها لمجرد الاستهلاك وإنما لكي تكون أمرًا واقعًا.
السبب الثالث باعتقادي أنه في ظل الهجمة الصهيونية والعمل الصهيوني من أجل تصفية القضية الفلسطينية.. من خلال مجموعة من الخطوات تحت عنوان فك الارتباط، والتطور الفلسطيني الداخلي وهو مرض الرئيس عرفات، هذان الأمران دفعا الجميع للاهتمام بمبادرة (حماس)، خصوصًا أن احتمالات الانسحاب من قطاع غزة واردة، والكل يعرف دورَ ووزنَ حركة (حماس) في القطاع.


اتصالات وتحركات

  • على أرض الواقع.. هل ثمة اتصالات وتحركات مع أطراف عربية أو فلسطينية لتبني المبادرة؟
هناك جملة من الاتصالات التي أجرتها (حماس) مع العديد من الأطراف، سواء أطراف في السلطة الفلسطينية أو في الفصائل الأخرى وقياداتها، وهناك تحرك لإجراء جملة من الاتصالات مع أطراف عربية مؤثرة، وسنوسع دائرة الاتصال في هذا الجانب؛ لأننا نعتقد أن المسألة الفلسطينية ليست فلسطينية فقط وإنما هي مسألة أمة أيضًا.
الاتصالات التي تمت إلى الآن نتائجها إيجابية على صعيد التفهم وعلى صعيد تقدير المبادرة، وهناك استعداد عند بعض الأطراف الفلسطينية للتعامل مع هذه المبادرة بشكل جدي.
  • عقدت مؤسسات المنظمة والسلطة اجتماعات متواصلة لبحث الوضع في ظل مرض عرفات، هل جرت اتصالات بينكم وبين المسئولين في السلطة بهذا الخصوص؟
حقيقة الاتصالات كانت في اتجاهين: الاتجاه الأول الاطمئنان على صحة الأخ أبو عمار، وتأكيد تضامن الحركة مع الإخوان في حركة فتح، أما الاتجاه الثاني فكان الحديث حول المستقبل وترتيبات البيت الفلسطيني، وأستطيع القول بأن التجاوب كان جيدًا في إيجابية التعاطي مع الفكرة، ولكن وكما يعرف الجميع هذا الأمر يحتاج إلى الجلوس سويًا والحوار بشكل معمق من أجل وضعه موضع التنفيذ.
  • هل تعتقدون أن فكرة تشكيل قيادة وطنية موحدة واقعية ويمكن أن تنجح؟
أعتقد أن الشعور العام بالمصاب خلال التطورات الحالية سيدفع الأطراف المختلفة إلى التفاهم حول هذا الموضوع، ونحن نعتقد أن هناك إقرارًا فلسطينيًا عامًا بأن طبيعة الأوضاع الفلسطينية كانت صعبةً خلال الفترة الماضية، وأن الانتفاضة- وما رافقها من أحداث قد أفرزت تغيرات أساسية في التركيبة الفلسطينية الداخلية.
إضافةً إلى ذلك فإن هناك إقرارًا فلسطينيًا أنه في هذه المرحلة نحن أحوج ما نكون إلى تماسك في الصف الداخلي ومواجهة أكثر من استحقاق، استحقاق خطة شارون واستحقاق المشروع الأمريكي في المنطقة واستحقاق أي تطورات يمكن أن تطرأ على صحة الأخ أبو عمار، وبتقديرنا فإن كلا الطرفين- الصهيوني والأمريكي- سيحاول التدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي، وهناك من يراهن عليهما، وهما أيضًا يراهنان على بعض الأطراف، وتشكيل هذه القيادة سيكون الفرصة الأساسية لقطع الطريق على أي تدخلات في الساحة الفلسطينية نخشى أن تؤدي- لا قدر الله- إلى صراعات أو استفزازات داخلية.


انتقادات

  • انتقدت بعض الأطراف التوقيت الذي طرحت فيه مبادرتكم بتشكيل قيادة موحدة.. كيف تنظرون إلى هذه الانتقادات؟
أولاً هذه الانتقادات كانت ناتجةً عن سوء فهم للمبادرة، وإن هذه المبادرة أُطلقت قبل أكثر من عام خلال الحوار الفلسطيني؛ للتأكيد على أن الهدف من هذه المبادرة هو حماية الواقع الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية.
أما الانتقادات المنطلقة من سوء نية فأنا أعتقد أن حركة (حماس) أكبر بكثير من هذه الاتهامات، والحركة أثبتت على مدى 17 عامًا مصداقيةً وجديةً في التعامل السياسي الداخلي، والكل يدرك أن حركة (حماس) كانت عند التزاماتها، ومن أهم هذه الالتزامات الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وحماية الوضع الفلسطيني الداخلي من الانزلاق إلى فتن وحروب أهلية لا سمح الله، والحركة كانت دومًا مبادرةً في كل المحطات الصعبة إلى تقديم مبادرات تحمي الوضع الفلسطيني.
لذلك نحن نأخذ بعين الاعتبار نصح الناصحين فيما يتعلق بهذه المبادرة وتطويرها لجهة وتحسينها؛ لتكون قاعدةً لعمل فلسطيني مشترك ولا نعبأ كثيرًا بالانتقادات الناتجة عن سوء نية أو كيدية لحركة حماس.

_________________

المصدر