حوار ساخن لـ (إخوان أون لاين) مع أسامة حمدان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
حوار ساخن لـ (إخوان أون لاين) مع أسامة حمدان
20-12-2005

حاوره- حبيب أبو محفوظ

مقدمة

- نرفض التدخل الأمريكي الأوربي "الوقح" في شئوننا

- مشاركتنا في المجلس التشريعي ستكون دعمًا للمقاومة

- ليس هناك مصلحة فلسطينية للذهاب إلى تمديد تلقائي للتهدئة

- نجاح إخوان مصر له تأثير على دعم المقاومة داخليا وخارجيا

أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس" في لبنان- أسامة حمدان- أنَّ قرارَ حركته من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني ستكون دعمًا للمقاومة وقوة إضافية لها، ووصف حمدان موقف الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية في حوار خاص لـ(إخوان أون لاين): بالمرفوض والمدان، وأكد أن "حماس" لن نقبل به وتعتبره تدخل سافر "ووقح" في الشأن الداخلي الفلسطيني.

وسألناه بدورنا عمَّا قيل عن مشاركةحركة المقاومة الإسلامية في الحكومة الفلسطينية، وعن الانتخابات البلدية الفلسطينية في مرحلتها الرابعة والنتائج التي حققتها "حماس" خلالها، وعن مصير الجناح العسكري "لحماس" -كتائب القسام-، وعن محاور وقضايا عديدة، وتاليًا نص الحوار:

  • بدايةً نهنئكم بفوزكم بالانتخابات البلدية، وأودُّ أن أسألكم عن رضاكم عن النتائج التي حصلتم عليها، وهل كانت ضمن المتوقع أم لا؟
الحقيقة التي لا شكَّ ولا مراءَ فيها أنَّ هذه الانتخابات ونتائجها تعكس الالتفاف الشعبي حول برنامج المقاومة، وتعكس ثقة الشعب الفلسطيني في قدرة المقاومة على إحداث الإصلاح والتغيير المنشود الذي طالما أراده شعبنا من أجل أن يواصل مسيرته بالجهاد والمقاومة حتى يتحرر من الاحتلال.
ولا شك أنَّ هذه النتائج كانت إلى حدٍّ كبيرٍ متوقعة، وهذا لا يعني أنَّ النتائج على وجه الدقة كانت كما توقعناها بل ربما كانت أفضل مما توقعناها، وهذا يحملنا مسئولية إضافية سنكون على قدرها، وعند حسن ظن شعبنا بنا الذي أعطانا هذه الأصوات وأعطانا هذه المساحة من حرية العمل من خلال نسبة عالية من المقاعد لثقته بنا، وسنكون عند هذه الثقة وسنعمل كي نُحقق لشعبنا ما تمناه وما أراده وما سعى إليه من خلال هذه الانتخابات.
وأودُّ أن أقول هنا بوضوحٍ إنَّ الشعبَ الفلسطيني من خلال هذه العملية الانتخابية أكد أنه قادر على تحديد خياراته بشكل صحيح ودقيق، وأنه قادر- إذا ما أُعطي الفرصة- أن يختار مَن يخدم مصلحته ويحقق أهدافه.

فتح ومشاكلها

  • تُعاني حركة فتح الكثيرَ من المشاكل والصعوبات الداخلية، وهناك مَن يرى بأنَّ فوزكم كان نتيجة هذه المعاناة فماذا تقول؟
هذا القول قد يكون بشكلٍ جزئي يحتمل جانبًا من الصحة، لكن من الإجحاف بحق شعبنا وبحق الحركة أن يُقال بأنَّ النتائج جاءت على هذا النحو، وما تعانيه حركة فتح من أزمات وانقسامات؛ لأن نتائج الانتخابات هي ناتج عن مسيرة طويلة سواء من عمل السلطة أو من عمل المقاومة ولا يمكن أن تختزل هذه المسيرة الطويلة بحدثٍ يقع الآن أو بمشكلة تحصل في هذا الظرف بالذات، بل على العكس تمامًا، أعتقد أن هذه النتيجة التي حققناها كحركةٍ هي ناتجة عن إدراك شعبنا بطبيعة الدور الذي لعبته الحركة في دعم صمود الشعب الفلسطيني في حمل المسئولية والأمانة تجاه شعبنا طوال الفترة الماضية، وفي قدرة الحركة على تجاوز الصعاب والعقبات بروح عالية من المسئولية دون التنازل عن الثوابت، ودون التفريط بهذه الثوابت والحقوق، كل هذه القضايا هي التي أنتجت هذا الفوز وهي التي أنتجت هذا الخيار ومحاولة القول فقط أن هذه النتيجة جاءت على هذا النحو بسبب ما تُعانيه هي تحمل أمرين، إما أنها محاولة لمواساة النفس نتفهمها، أو أنها محاولة لتقليل من قدرة شعبنا على تحديد الخيارات الصحيحة وتوجيه صوته في الاتجاه الذي يخدم مصالحه الوطنية الفلسطينية.
  • من خلال النتائج التي حصلتم عليها في الانتخابات البلدية، هل نستطيع القول بأن فوزكم في انتخابات التشريعي بات قاب قوسين أو أدنى؟
الحقيقة نحن نتعامل مع هذا الأمر بمسئوليةٍ عالية، ولسنا ممن يستخفهم النصر، ولا مَن يفرحون لمجرد تحقيق إنجاز، نحن نعتقد أن مشوارنا بالانتخابات ما زال بحاجة إلى جهد وجهد كبير، ونحن نعول ليس فقط لتحقيق إنجاز في الانتخابات على النتائج التي حصلنا عليها الآن، بل نحن نعول على جهد حقيقي يُبذل على الأرض وعلى برنامج ورؤية عمل واضحة وبرنامج انتخابي سنقدمه لشعبنا، وسيكون اختيار شعبنا مبني على أساس واضح وإدراك واضح لما ستقوم به الحركة، وما ستحمله من مسئوليات إذا ما انتخبت في المجلس التشريعي.
بالتأكيد أنَّ هذا الإنجاز الذي تحقق بالانتخابات البلدية يضيف إلى مسئولياتنا الكثيرة ويدفعنا للعمل بشكلٍ جادٍّ لتحقيق إنجاز آخر في هذه الانتخابات، وتقديم خدمة جديدة وإضافية وأساسية لشعبنا الفلسطيني في هذه المرحلة التاريخية.
  • لكن ألا تخشى حماس أن يؤدي وجودها في التشريعي إلى إضفاء الشرعية على التفاوض مع الكيان الصهيوني، وهل ستغير الحركة من موقفها من سياسة التفاوض؟
نحن كنا واضحين عندما أعلنا قرارانا في المشاركة بالانتخابات التشريعية، قلنا إننا لن نغير موقفنا تجاه المقاومة بالعكس نحن نعتقد أن مشاركتنا ستكون دعمًا للمقاومة وقوة إضافية لبرنامج المقاومة، نحن لا يمكن أن نقر للاحتلال باحتلاله لأرضنا، وعلى العكس تمامًا نحن سنسعى ليكون المجلس التشريعي مؤسسة فلسطينية تحمي الحقوق الوطنية الفلسطينية من التنازلات المطلوبة، ومن تضييع هذه الحقوق كما يريده العدو ما يدعمه، نريد أن يكون المجلس التشريعي مؤسسة وطنية فلسطينية تخدم الصالح العام وتكون أداة أساسية في محاربة الفساد ومواجهته أكثر مما هو قائم الآن، نريد من المجلس التشريعي أن يكون مؤسسة للشعب الفلسطيني بأسره وأن لا يظن البعض أن بإمكانه أن يجعل المجلس التشريعي أداة لخدمة أغراضه وأهدافه الفئوية أو الشخصية.
قرارانا في المشاركة في المجلس التشريعي جاء عن وعيه الهام بضرورة أن يلعب دورًا هامًّا في حماية المقاومة الفلسطينية، هذه هي العناوين التي سنعمل لتحقيقها في المجلس التشريعي، وآمل أن يكون وجودنا في المجلس التشريعي هو إضافة حقيقية للعمل الوطني الفلسطيني.

حماس والحكومة

  • وهل ستشارك حماس في الحكومة الفلسطينية المقبلة، خصوصًا أنَّ وسائل الإعلام نقلت على لسان سعيد صيام بأن حماس ستدخل الحكومة الفلسطينية، بل وذهب بالقول إلى أكثر من ذلك، حيث قال إنَّ كتائب القسام ستنخرط في الأجهزة الأمنية أيضًا؟
أنا لم أستمع لهذه التصريحات، ولا أدري إلى أي مدى هي صحيحة، لكن أقول وبكل صراحة نحن في حركة عرف الجميع من خلالها مسئوليتنا تجاه شعبنا، وعرف الجميع في أي لحظة يطلبنا شعبنا يجدنا حريصين على مصالحه قائمين بمسئوليتنا تجاهه؛ لذلك أقول من المبكر الحديث عن موضوع حكومة والمشاركة فيها الآن وقبل الانتخابات من المبكر الحديث عن هذا الموضوع لكن ما أستطيع قوله إننا بعد الانتخابات سيكون لنا موقف واضح وصريح من هذه المشاركة وسيكون هذا الموقف مبنيًّا على أساس المصلحة الوطنية الفلسطينية وسنعمل لتحقيقها بالصورة الأمثل.
  • لكن ألن تسبب العمليات العسكرية لجناحكم العسكري- كتائب القسام- حرجًا للأعضاء المفترضين من حماس داخل المجلس التشريعي، وكيف ستتعاملون مع هذه القضية تحديدًا؟
لا أدري ما وجه الحرج في ذلك، نحن بوضوح قلنا ونقول إنَّ المقاومة هي فعل ضد الاحتلال وضد العدوان وإن العمل السياسي الداخلي الفلسطيني هو فعل داخلي يهدف إلى بناء المجتمع الفلسطيني وبناء قدرته على مواجهة الاحتلال، ونحن لا نرى تعارضًا بين هذين الأمرين، بالعكس نحن نعتقد أنهما أمران متكاملان المقاومة تقارع الاحتلال من جهة والأداء السياسي سيبني مجتمعًا فلسطينيًّا قادرًا على تحمل تبعات المقاومة.
  • لكن هل ستقبل السلطة بذلك، فهي ترفض هذا الأمر قبل دخولكم المجلس التشريعي فكيف أثناء وجودكم فيه؟
ليست المسألة أن تقبل السلطة أو لا تقبل المسألة أننا نخوض معركة التحرير ضد الاحتلال ولا أظن أحدًا يمتلك حسًّا وطنيًّا أو يحمل مسئولية وطنية سيقف ليقول للشعب الفلسطيني إن عليهم أن يوقفوا المقاومة ربما يتحدث البعض عن إدارة الصراع وتكتيكات إدارة الصراع، وهذه المسألة بالنسبة لنا واضحة، وإذا ما طرحت في الحوار والنقاش، فلنا رأينا ولنا موقفنا الذي نعتقد أنه يحمل مصلحة للشعب الفلسطيني، وهو الأصوب في خدمة مصالح الشعب الفلسطيني ولا نجد مبررًا لأحد ليعترض ويقول إنَّ العمل المقاوم ممنوع؛ لأنَّ الإدارة الأمريكية ترغب في ذلك.
  • هل تعتقدون أنَّ الانتخابات التشريعية ستجرى في وقتها المحدد، وهل تتخوفون من التزوير في الانتخابات من قِبل حركة فتح؟
أولاً نحن ندرك أنَّ هناك ضغوطًا كبيرة بعضها خارجي وبعضها- مع الأسف- داخلي لتأجيل هذه الانتخابات أو في الحد الأدنى تغيير مسارها، ونحن نقول وبوضوح إنَّ تأجيل الانتخابات لن يغير من حقيقة مؤداها بأنَّ هناك تغييرًا في الواقع الفلسطيني وفي المزاج الفلسطيني، ومَن سيقود عملية التأجيل أو مَن سيحاول عرقلة الأمور هو لن ينجح في تغيير المسار الطبيعي للأمور ولن ينجح في حرف المسار الوطني الفلسطيني عن أهدافه.
  • ولكن السؤال لو تمَّ تأجيل الانتخابات فهل ستبقون على موقفكم من المشاركة أم لا؟
لن أستبق الأحداث ولكن أعتقد أن موضوع التأجيل لن يتوقف عند حدود هل سنبقى عن موقفنا من المشاركة أم لا بل، إنَّ نتائجه ستكون أكبر من ذلك، وعلى الذين يفكرون أن هذا التأجيل ربما يكون قرارًا سهلاً أو نزهةً بسيطة لا عواقبَ لها عليهم أن يُعيدوا التفكير جيدًا في موقفهم هذا، وأنا أعتقد أنَّ قرارًا بهذا الحجمِ وبهذه النوعية لن يكون قرارًا بسيطًا.
  • وهل تخشون من قيام حركة فتح "السلطة" بالتزوير؟
فيما يتعلق بالتزوير نحن طرحنا من خلال أكثر من موقع ومع أكثر من طرفٍ فلسطيني بضرورة وجود ضمانات فلسطينية وجهد فلسطيني لمنع أي احتمال للتزوير، وأنا أعتقد أنَّ هناك توافق فلسطيني داخلي مؤداه أنَّ انتخابات بلا تزوير هي انتخابات يمكن أن تقود إلى استقرار فلسطيني ويمكن أن تقود إلى تعزيز اللحمة الوطنية الفلسطينية التي كرسناها خلال الانتفاضة أي محاولة تزوير ستكشل بنظرنا خروجًا على الإجماع الوطني الفلسطيني، وستشكل بالتالي ورطة لمَن يظن أنها سهلة، أنا آمل أن تسير الأمور بشكلٍ صحيحٍ وأن تنجح لجنة الانتخابات في إدارة انتخابات حرة ونزيهة؛ لأنَّ هذا سيكون لصالحها وصالح الشعب الفلسطيني.

إخوان مصر

بعض نواب الاخوان فى البرلمان
  • كيف تنظرون في "حماس" للفوز الكبير الذي حققته جماعة الإخوان المسلمين في مصر في الانتخابات التشريعية المصرية، وهل ترون بأن هذا الفوز سيكون له تأثير بصورة أو بأخرى على حركة حماس في انتخاباتها التشريعية القادمة؟
أعتقد أنَّ هذه النتائج هي شأن مصري داخلي لكنها تعكس مزاجًا عامًا في المنطقة برغبة الأمة بالإصلاح الإيجابي..
  • أنا أتحدث عن فوز الإخوان المسلمين بشكلٍ خاص، وليس عن الانتخابات التشريعية المصرية بشكل عام؟
نعم.. أنا أتحدث عن نهضة الأمة بشكلٍ عامٍّ وإحداث نهضة الأمة بالاتجاه الإيجابي أعتقد أيضًا أن هذه النتائج أرسلت رسائل مؤداها بأن الحركة الإسلامية بشكلٍ عام قادرة على تحمل مسئولياتها وأداءها داخل مجتمعاتها، أتمنى أن يكون هذا الحراك السياسي في مصر ذا انعكاس إيجابي على الحراك السياسي في الداخل الفلسطيني، ونحن في نهاية المطاف أمة واحدة إذا كان اشتكى أعضاؤها فكل الجسد يشكو من الألم، وإذا كان عضوًا يتحسن وضعه فكل الجسد سيتحسن لهذا بالمعنى العام هناك تأثير إيجابي لكن لا أظن أنَّ هناك تفصيلاً مباشرةً لاعتبارات كثيرة.
  • ردكم هذا يقودنا إلى التساؤل التالي، ما انعكاسات الانتصار الإخواني- في الانتخابات التشريعية المصرية- على نهج المقاومة في فلسطين؟
وجود أي إنسانٍ مؤمن بنهج المقاومة في موقع المسئولية والقرار في دعم هذا البرنامج، وهذا النهج مصر بالذات كان موقفها دائمًا هو موقف داعم للجهاد للشعب الفلسطيني، والحركة الإسلامية في مصر (
الإخوان المسلمون) كانت على الدوام مبادرة في هذه الجانب، وأنا أعتقد أنَّ هذه النتائج ستعطي للحركة الإسلامية في مصر مساحة أوسع لتقديم دعم إضافي للمقاومة في فلسطين للشعب الفلسطيني بشكل عام.

الهدنة والتهدئة

  • كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن "الهدنة"- والتي ستنتهي فصولها الفعلية مع نهاية الشهر الجاري-، الجميع يتساءل في هذا الوقت عن موقف حماس النهائي منها، السؤال الآن هل من نية أكيدة في التجديد لها، وإذا كان جوابكم بالنفي فلمَ لا تعلنوا ذلك صراحةً ومن الآن، خصوصًا وأنكم تعلمون جيدًا بأن العدو لن يتوانى عن القصف والاغتيال لحظةً واحدة؟
نحن أعلنا موقفنا من التهدئة....
  • لكن كان هناك تضارب بين (الداخل والخارج)!
ليس هناك تضارب بين الداخل والخارج الأخ خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي- أعلن موقف الحركة، موضحًا أننا دخلنا التهدئة في إطار تفاهم فلسطيني داخلي لتحقيق جملة من الأهداف علينا أن نقوم هذا الأمر، وألا نقول إنَّ التهدئةَ ستمدد تلقائيًّا، حصل خطأ من إحدى وسائل الإعلام في نقل كلام الأخ خالد تحت عنوان أنَّ التهدئة قد انتهت الأمر الذي اقتضى توضيحًا من بعض الإخوة بالقول الأخ خالد لم يكن يتكلم عن التهدئة القائمة، وإنما كان يتكلم عن تمديد تلقائي للتهدئة، وهذا محل إجماع وهو قرارنا، ونحن لا نعتقد أن هناك مصلحةً فلسطينيةً للذهاب إلى تمديد تلقائي للتهدئة، ويجب ألا يظن عدونا أن التهدئة هي مسألة نابعة عن ضعف، وعن تخاذل فلسطيني بقدر ما هي نابعة عن مسئولية وطنية فلسطينية، وأننا كفلسطينيين إذا رأينا مصلحة في التهدئة، فنحن سنتوافق عليها، وإذا رأينا أنَّ هذه التهدئة لم تُعدُّ مصلحة وطنية فلا حرج أن نقول بأنها قد انتهت هذا هو موقفنا، ويجب أن يعرف الجميع هذا الموقف، خصوصًا وأنَّ الاحتلالَ لم يوقف عدوانه على شعبنا فاستمرَّ في استهداف الفصائل والقوى الفلسطينية بمنهجية عالية تضرر الناس جميعًا نتيجة ذلك ورغم التزامنا كفصائل وإقرار العدو بالتهدئة إلا أنَّ هذا لم يمنعه من مواصلة مشروع الاستيطان، تهويد القدس، تمدد الجدار في الضفة الغربية؛ لذلك أنا أعتقد أنه من غير المنطقي وليس من المعقول القول بأنَّ التهدئة لا تزال قائمة أو أنها ستمدد تلقائيًّا بعد انتهاء مدتها.
  • كيف تنظرون لموقفي الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي تجاهكم من المشاركة في الانتخابات أو حتى في العملية السياسية؟
إنَّ هذا الموقف هو موقف مرفوض ومدان ولن نقبل به ونعتبره تدخل سافر "ووقح" في الشأن الداخلي الفلسطيني، وهو يخدم المطالب الصهيونية ويخضع لملاءات صهيونية واضحة؛ من جهة ثانية نحن نعتقد أنَّ هذا الموقف يُثير تساؤل حول الديمقراطية التي تدعو إليها الإدارة الأمريكية وبعض الأطراف الأخرى، ويبدو أنها ديمقراطية على مقاس "حذاء سندريلا" كما في قصص الخيال، وهي تبحث عمَّا يناسب قدمها من أحذية، وهؤلاء يريدون ديمقراطية تناسب فئة بعينها وتتجاوب مع مشاريعهم، ونحن كفلسطينيين عمومًا وحركة حماس على وجه الخصوص نعتقد أن الديمقراطية تعني حرية الموقف السياسي والبرنامج السياسي وحرية الاختيار والانتخاب عند شعبنا، وهذا الذي سنبذل جهدنا من أجل أن يكون، المسألة الأخيرة أعتقد أن هناك ابتزازًا رخيصًا من خلال القول إنَّ حُسن اختيار الشعب الفلسطيني أو حرية اختيار الشعب الفلسطيني تعني تجويعًا له، وهذا مرفوض ولن نقبله، وأعتقد أنَّ الشعبَ الفلسطيني يُدرك أنَّ المقاومة إذا ما تحمَّلت مسئولية من خلال الانتخابات فهي ستقوم بها وستُفشل أي مشروع أو أي محاولة لابتزاز شعبنا أو تركيعه- إن شاء الله-.

المصدر