حوار مع نائب الأمين العام للهيئة النسائية للتنمية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حوار مع نائب الأمين العام للهيئة النسائية للتنمية
04-06-2005

كتبت- جهاد عز الدين

على هامش مؤتمر (التكامل الإقليمي والتنمية في إفريقيا) الذي عقده معهد البحوث والدراسات الإفريقية في الأسبوع الماضي، وعن الحالة الإنسانية في السودان تحدثت إلينا أماني رحمة الله- نائب الأمين العام للهيئة النسائية للتنمية- فإلى نص الحوار:-

  • بدايةً ما هو نشاط تلك الهيئة، والجهات الممولة لها؟
نهدف إلى خدمة المرأة الجنوبية النازحة، والطفل المتضرر من الحروب، ونعمل على تقديم الإعانات للأسر الفقيرة، وتدريب المرأة المعيلة على القيام ببعض الأعمال اليدوية لتتكسب منها- أما عن التمويل فهو إما هبات من بعض إخواننا الخيرين، أو إعانات من منظمات متشابهة معنا في العمل مثل منظمة الدعوة الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي، هيئات الدعوة الإسلامية المختلفة، كما تقدم لنا العون في بعض الأحيان وزارة المالية في حكومتنا؛ لأننا هيئة معترف بها منذ تأسيسها عام 97 ومسجلة لدى مفوضية العون الإنساني.
  • أوصى عنان في مؤتمر للدول المانحة بالنرويج أن الجنوب السواني قد يحتاج لأكثر من ملياري دولار من المساعدات؛ لأن هناك مليوني شخص قد يواجهون خطر المجاعة خلال أسابيع، فهل هذا الرقم الأخير لا يخضع لأية مبالغة؟
من وجهة نظري أننا لسنا في حالة العوز الكبير تلك، كل ما في الأمر أننا شعب ينقصه الاستقرار، أما الإمكانيات فنحن عندنا أرض زراعية تكفي لحل مشكلات المجاعة في دول العالم العربي كله فهناك 200 مليون فدان لا تحتاج الماء ولا الخصب، بخلاف 400 مليون فدان مراعي وغابات.
ولذا فالحلول التي نراها، ليس في تقديم هبات عن طريق منظمات تدخل أراضينا وتعمل هي تحت لافتات العمل الخيري، خاصةً أننا لا نفتقر إلى وجود هيئات ومؤسسات طوعية فهى موجودة بالفعل وهي أقدر على الاقتراب من مشكلات شعبنا وأهلونا، أما الآن فبعد السلام الذي تمَّ توقيعه فنحن في قلقٍ من التغلغل في بلادنا بحجة أننا جوعى وفقراء، فمَن أراد أن يقدم معونة وهبة فعليه تقديمها عن طريق المنظمات الأهلية، وٍإلا فقضية كالتنصير مثلاً والتي نجد انتشارها في بقية الدول الإفريقية بحجة هذا الدعم الخيري، فستجد لها أرضًا خصبة في بلادنا، فالشعب عندنا إما مسلمين وهو الغالبية ثم النصاري، ثم الفئة الأخرى الأقل في العدد وهم اللادينين، وهذا لا لشيء إلا لانعزالهم وانشغالهم بالزراعة البدائية والرعي، وأنا كهيئة خيرية وفي نفس الوقت إسلامية أسعى للوصول لهذه الفئة وجذبها إلينا، أما في حالة وجود هذه المنظمات الأجنبية بما تملكه من أموال، فسوف تصل إليهم أقرب وأسرع.
  • من فترة لأخرى، نجد أنَّ قضية المرأة السودانية تبرز وكأنها من ضمن مشكلاتكم الملحة، كما حدث إبان قرار والي الخرطوم عام 2000 بمنع عمل المرأة في بعض الميادين حفاظًا عليها - ولم يهدأ الوضع إلا بعد حكم القضاء بتعليق تنفيذ القرار السابق - فهل ترين أن هناك ممن يدفع بتلك القضية على السطح وإثارتها كأزمة ملحة؟
واقع شعبنا يؤكد أننا ليست لدينا مشكلة بخصوص المرآة على الإطلاق، فعندنا كما في أي دولة أخرى وصلت المرأة لأعلى الدرجات الوظيفية، فهي عندنا وزيرة ووالية أي تعمل محافظة باللهجة المصرية.
فالوالي في الخرطوم امرأة مرتدية للزي الإسلامي، كل ما في الأمر أننا شعب محافظ وملتزم، وهذا يظهر لبعض الجهات الأجنبية أنه اضطهاد للمرآة، أو هناك مَن يسعى لتصويره كذلك.
  • مشكلتان هامتان، ألا تعتقدون أنهما الأولى بالإثارة والتصدي، ففي تقرير اليونيسيف عن الأمية أنها تصل إلى 50% فى السودان، أما مرض الإيدز، فالإحصائيات تشير إلى أنكم أصبحتم البلد العربي الأول في أعداد المرضى التي وصلت إلى 400 ألف حالة؟
أما عن الأمية، فمشكلات التعليم عندنا كثيرة، ففي المناطق الطرفية للخرطوم نجد نقص الكتب والفقر الشديد الذي يحمل الأباء علي حرمان أبنائهم من التعليم، وفي جنوب السودان وحتى هذا العام لا توجد مدارس نظامية كافية، خاصةً أنَّ ظروف الحرب، تضطر الكثيرين إلى الرحيل من منطقة إلى أخرى وعدم الاستقرار، وبالتالي لم يهتم أحد بالتعليم أو بناء المدارس، ولذا فالأمل معقود على المؤسسات الأهلية في إنشاء فصول محو الأمية وتوفير مستلزمات التعليم للأسر الفقيرة.
وبخصوص مرض الإيدز، فقد لا يكون جل انتشاره نتيجة لفساد أخلاقي، وإنما لوجود حالات نقل دم ملوث، كما أنَّ حدودنا مفتوحة مع بقية الدول الإفريقية، والتي ينتشر بها هذا المرض بكثرة، ونحن بحكم موقعنا نستقدم لاجئين ونازحين من هذه الدول.
  • هل السودان كشعب منفصل فعلاً شماله عن جنوبه؟
أولاً، كلمة شمالي وجنوبي، من المصطلحات، التي لم نسمع نحن بها إلا من خلال الإعلام، وقد يكون ذلك تدعيمًا لأهداف وإرادات سياسية تريد إبرازنا كدولة مشتتة.
لكن الحقيقة أننا كشعب نسيج واحد، شماله وجنوبه، بل مسلمه ونصرانيه، فمن ناحيتي الشخصية، فبالرغم من أني جنوبية الأصل إلا أنني ولدت وتربيت في قبيلة شمالية في منطقة (شاندي)، وما شعرت في يوم ما بأية تفرقة، كما أنَّ والدي هو المسلم الوحيد في عائلة نصرانية، فقد اختار الإسلام طواعيةً وتزوج من أمي المسلمة، ومع ذلك نحيا جميعًا كأسرة واحدة، ويكثر بيننا التزاور والتراحم.
  • وماذا عن الحالة الإنسانية في دارفور؟
عندما حدثت أزمة دارفور، كانت مفاجأة كبيرة لنا، فقد كنا نتوقع أن تحدث أزمات في الجنوب نظرًا لظروفه منذ سنوات، أما دارفور فهي عبارة عن قبائل تحيا مثل البدو في مصر، وبالتالي هم مترابطون ومتماسكون للغاية، كما أنهم من القوة والشراسة إذا حاول أحد الاعتداء عليهم خاصةً على نسائهم، أما التشرد فإذا كان مقبول أن نراه في الخرطوم حاليًا نظرًا لقدوم لاجئين، فليس من المعقول أن نراه في منطقة قبلية كدارفور، لأن الأسرة أو القبيلة التي يقع عليها الاعتداء سرعان ما تأويها جيرانها من القبائل، فالأمر في أكثره ضجة أثارها وضخمها الإعلام.

المصدر