خواطر مقدسية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
خواطر مقدسية

بقلم : د/ ولاء رزق

أتخيل هذا اليوم الذى عاش بداخلى وامتزج بأواصرى وصار جزء منى يوم أن يعود الى أحضاننا.لقد عشت بداخلى فهل ياترى سوف أعيش ولو للحظه واحده بداخلك.

وأمشى داخل أروقتك وأجول وأصول فى ساحاتك.هل سيكرمنى ربى بما رسمته أقلامى فى دفاترى وفى كراسه ذكرياتى .

هل سيكون عشقكى لك حقيقه ,وتحتضن جبهتى ثراك فى حضن طويل مديد لا يفرقنا إلا أن نقوم مع تكبيرة الإمام.هل ياترى سنكون من المحررين او أمهات للمحررين أو جدادت للمحررين.أتمنى أن اكون ممن يحررون ولكن ليس عودتك تأتى بأمانى العاشقين والمحبيبن ولابدموعنا عندما نرى صورتك ونرى نورك أمام أعيننا فى الصور .

ولن تعود الى أحضاننا بأناشيدنا وهتافاتنا لن تعود هكذا وأعلم ولن تعود بكلمات تنسج وانا جالسه مرفهه وآمنه وانت آسير وغير آمن وأنت مهدد وأنت من الممكن ان أفتح التلفاز وأضغط بزار بسيط صغير لأجد خبر مؤكد سيجعلنى أنتفض أبكى وأثور ومؤكد كلنا هكذا بأنك هدمت .

أعلم أن كلماتنا هذى ماكانت يوم تشفى جراحك ولكنها وبصدق ربما تعبر عن جزء مما نحمله لك .ربما تذكرنا دائما بالقضيه .لا تبتئس منى ولا تغضب منى فأنا وماالت وسأزال الى أن يميتنى الله عاشقة لك يا أقصى .ولكن للعشق ضريبه لابد ان نحياها حتى نكتب من عاشقيك

اليوم أكتب لك وكنت عزفت عن الكتابه اليوم أكتب وقد مضى أكثر من أربعين عاما على حريقك اليوم أكتب لأنى سئمت من الصمت فأنا اخاف أن أعتاد أن يكون حلنا الوحيد لكل مشاكلنا وذكرياتنا مجرد كتابات توضع فى دفاترنا ويعلق عليها البعض ونتذكر التاريخ الضائع والأمه التى تفرقت ويخرج علينا من يقول لاتحلموا وانظروا الى واقعكم.

اليوم أكتب لأنى لم أستطع ألا أكتب ولكن سأحاول أن تكون هذه المره مختلفه مره واقعيه صادقه لا مره تبكى على حالك او تستعيد أمجادك من الذاكره فأنت يا أقصانا وكل شبر من قدسنا وفلسطيننا لستم ذكرى ولستم أطلال أنتم قصه شعب وحكايه جهاد وأسطوره حياه رغم الموت

فالقضيه ليست قضيه تربكم الطاهر وفقط أو قضيه عروبتكم وفقط أو قضيه تاريخكم وفقط القضيه قصه وطن مضاع وأمه تغتال وأصوات المسجد الأقصى فى الأسر تئن وتشتكى القضيه قضية عقيده القضيه أكبر من دعمنا الضئيل لها دعونا نخرج من دائره الكلام المرسل ونخرج عقولنا من كلمات التعاطف دعونا نفكر بما نكون فاتحيين بماذا نكون من المحررين هل بصوره فى ملفاتنا الشخصيه هل بنغمه تشدو بالجهاد هل بحب للأقصى وفقط هل بكلمات تنسج او عبارات رنانه

مؤكد كل هذا يدعم يذكر لكن لن يعيد الأقصى ولن يحمى الأقصى من الهدم أرجوكم لابد أن نعى ذلك ونكون واقعيين

لن اعيد الأقصى وأكون فاتحه له محرره له لأنى أسميت نفسى عاشقة الأقصى لن أعيده بعشقى ربما نعشق بصدق لكن لانقدم البرهان سأذكر لكم شئ جال بخاطرى فى آخر يوم فى دوره التثقيف الحضارى المقامه فى كليه اقتصاد وعلوم سياسه هذا العام كان آخر يوم عن القدس

لا أنكر أنه كان يوم رائع وصور المسجد الأقصى فى الفيلم التسجيلى كانت رائعه لن انكر أنى أعلم أن كثير من الحضور دمعت عينيه والاكثر توجع قلبه وهو يرى آثار التهويد. ولكن كانت رده فعلى العقلى أننى قلت وماذا بعد ؟

ماذا بعد المخاوف من الهدم

ماذا بعد الفعاليات ؟

نريد نفعل شئ جديد ومازلت أريد أن أفعل شيئا جديد نحن لانتخيل أن يهدم الأقصى وما يحدث له على ارض الواقع يهدد صموده وثبات كيانه مايحدث تحته من الصهاينه يثبت أنه إن لم نحمى أقصانا فلن يحميه أحدا

اكتب كلماتى وبداخلى آلم لحال المسجد ولحال مكان سجد فيه النبى وصلى إماما بالأمه وأخذ راية قيادة الامه مكان هناك أناس عندهم الاستعداد أن يموتوا مهما كانت الحياه جميله ومبهجه من أجل سجده واحده على أرضه ويكفيهم هذا أكتب وأن أتذكر حرب غزه وأتذكر جنين وقانا وصابرا وشاتيلا وتأتى ذكرى آخرى مرت بنا البارحه هى ذكرى النصر

ذكرى بدر الكبرى

ويتصارع الواقع المؤلم مع التاريخ المبهج الذى ان درسناه وأتخذنا من قرآننا دستورا وعشنا حياتنا كما يجب أن تكون لو تعلمنا من تاريخنا ونظرنا الى واقعنا وتزودنا بقلوب لا تنشد ولا تتمنى الا العزه والنصر لدينها ولأمتها وأيادى حامله للواء الأمه هذا اللواء الذى تقلده النبى بصلاته فى المسجد الأقصى بالأنبياء اماما وتجمعنا حول هذا اللواء واحتضنتنا كلمة الأسلام

حينها موقنه أنى سأسجد فى الأقصى وأمشى فى ربوع القدس وأذهب اليه أعواما وأعوام ولكن هذا لن يأتى بالتمنى او بدموع العابدين الساجدين الناسكين سيأتى بمن يحمل الأسلام فى كل أواصره ويبدأ يتحرك للقضيه كى يحيها فى النفس سيأتى حين لاتهلب مشاعرنا الكلمات وفقط ثم ما تفتر وننسى الأقصى وننسى القدس سيأتى عندما نحيى للرساله لها وفقط نحيى بصدق ونحمل هم هذا الدين

كثرت كلماتى وأعلم ولكن دعونى أقول لكم شئ دعونا نفكر سويا كيف يظل ذكر الأقصى والقضيه دائم أفكارى بداخل عقلى لن أبيح بها حتى تفكروا وتعلنوا معى أنه لم تعد تكفى الكلمات ولم يعد يكفى أن نحذر من التهويد لأنه للأسف حتى وان هدم الأقصى سنظل ألسنه دون حراك آيضا

ونأبى أن نكون من هؤلاء إبدعوا فكروا وأعلموا أننا نستطيع أن نفعل الكثير ولكن أن أردنا كلماتى لا تريد أن تقف ولكن لابد من نهايه ربما تصنع البدايه ودام الأقصى لنا عشقا

المصدر : نافذة مصر