الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دراسة لخطوط البرنامج الإجتماعي»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(ى)
لا ملخص تعديل
 
(٧ مراجعات متوسطة بواسطة ٣ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
كتب الدكتور عبدالله حلا يقول
<center>'''خطوط البرنامج الاجتماعي'''</center>


 
*'''بقلم / الدكتور [[عبدالله حلا]]'''
{{بذرة}}
[[ملف:الإمام-الشهيد-حسن-البنا-07.jpg|إطار|<center>'''الإمام[[ حسن البنا]]'''</center>]]
 
ولما كان المجتمع في العالم الإسلامي قد غُزِيَ من قبل الغرب من جوانب عدة، فقد طرح الشيخ [[البنا]] مشروعاً شاملاً، لتصحيح وتغيير الواقع الاجتماعي، ضمن خطوط وبنود اجتماعية استندت إلى الأسس الإسلامية التالية:
'''خطوط البرنامج الاجتماعي'''
 
 
ولما كان المجتمع في العالم الإسلامي قد غُزِيَ من قبل الغرب من جوانب عدة، فقد طرح الشيخ البنا مشروعاً شاملاً، لتصحيح وتغيير الواقع الاجتماعي، ضمن خطوط وبنود اجتماعية استندت إلى الأسس الإسلامية التالية:


1- تعويد الشعب احترام الاداب العامة، ووضع إرشادات معززة بحماية القانون في ذلك الشأن، وتشديد العقوبات على الجرائم الأدبية.
1- تعويد الشعب احترام الاداب العامة، ووضع إرشادات معززة بحماية القانون في ذلك الشأن، وتشديد العقوبات على الجرائم الأدبية.


2- علاج قضية المرأة علاجاً يجمع بين الرقي بها والمحافظة عليها وفق تعاليم الإسلام، حتى لا تترك هذه القضية التي هي أهم قضايا الاجتماع تحت رحمة الأقلام المغرضة والاراء الشاذة من المفرطين والمفرِّطين.
2- علاج قضية المرأة علاجاً يجمع بين الرقي بها والمحافظة عليها وفق تعاليم [[الإسلام]]، حتى لا تترك هذه القضية التي هي أهم قضايا الاجتماع تحت رحمة الأقلام المغرضة والاراء الشاذة من المفرطين والمفرِّطين.


3- القضاء على البغاء بنوعيه السري والعلني. واعتبار الزنى مهما كانت ظروفه جريمة منكرة يُجلد فاعلها.
3- القضاء على البغاء بنوعيه السري والعلني. واعتبار الزنى مهما كانت ظروفه جريمة منكرة يُجلد فاعلها.
سطر ٤٥: سطر ٤١:
18- مقاومة العادات الضارة اقتصادياً أو خلقياً أو غير ذلك، وتحويل تيار الجماهير عنها إلى غيرها من العادات النافعة، أو تهذيب نفسها تهذيباً يتفق مع المصلحة وذلك كعادات الأفراح والماتم والموالد والمواسم والأعياد وما إليها، وتكون الحكومة قدوة صالحة في ذلك.
18- مقاومة العادات الضارة اقتصادياً أو خلقياً أو غير ذلك، وتحويل تيار الجماهير عنها إلى غيرها من العادات النافعة، أو تهذيب نفسها تهذيباً يتفق مع المصلحة وذلك كعادات الأفراح والماتم والموالد والمواسم والأعياد وما إليها، وتكون الحكومة قدوة صالحة في ذلك.


19- اعتبار دعوة الحسبة، ومؤاخذة من يثبت عليه مخالفة شي‏ء من تعاليم الإسلام أو الاعتداء عليه كالإفطار في رمضان وترك الصلاة عمداً أو سبّ الدين وأمثال هذه الشؤون.
19- اعتبار دعوة الحسبة، ومؤاخذة من يثبت عليه مخالفة شي‏ء من تعاليم [[الإسلام]] أو الاعتداء عليه كالإفطار في رمضان وترك الصلاة عمداً أو سبّ الدين وأمثال هذه الشؤون.


20- ضم المدارس الإلزامية في القرى إلى المساجد، وشمولهما معاً بالإصلاح التام من حيث الموظفين والنظافة وتمام الرعاية، حتى يتدرب الصغار على الصلاة ويتدرب الكبار على العلم.
20- ضم المدارس الإلزامية في القرى إلى المساجد، وشمولهما معاً بالإصلاح التام من حيث الموظفين والنظافة وتمام الرعاية، حتى يتدرب الصغار على الصلاة ويتدرب الكبار على العلم.
سطر ٥٧: سطر ٥٣:
24- العناية باللغة العربية في كل مراحل التعليم، وإفرادها في المراحل الأولى عن غيرها من اللغات الأجنبية.
24- العناية باللغة العربية في كل مراحل التعليم، وإفرادها في المراحل الأولى عن غيرها من اللغات الأجنبية.


25- العناية بالتاريخ الإسلامي... وتاريخ حضارة الإسلام.
25- العناية بالتاريخ الإسلامي... وتاريخ حضارة [[الإسلام]].


26- التفكير بالوسائل المناسبة لتوحيد الأزياء في الأمة تدريجياً.
26- التفكير بالوسائل المناسبة لتوحيد الأزياء في الأمة تدريجياً.
سطر ٦٩: سطر ٦٥:
30- العناية بشأن القرية من حيث نظافتها وتنقية مياهها ووسائل الثقافة والراحة والتهذيب فيها(29).
30- العناية بشأن القرية من حيث نظافتها وتنقية مياهها ووسائل الثقافة والراحة والتهذيب فيها(29).


أمن الشيخ [[حسن البنا]] بأن عملية التغيير في واقع الأمة باتجاه [[الإسلام]] لا بد لها من أن تمرّ في مخاضات عسيرة، ولا بد من أن تبدأ بالفرد وتنتهي بقيام دولة [[الإسلام]]، وبين المحطة الأولى والأخيرة، تمتد المسافات الفكرية والسياسية وتكثر التعرجات التربوية والدعوية والجهادية، وكان الرجل يعلم مدى التضحيات المطلوبة، ولهذا كان يركز على مسألة بناء رجال الدعوة من الناحية العملية، وكان قدوتهم في ذلك، ولهذا فإنه لم يترك الكثير من المؤلفات والكتابات، إلا أنه ترك مدرسة إسلامية خرَّجت العلماء والمفكرين والسياسيين والدعاة والمجاهدين، كان وما زال لهم قصب السبق في التحولات الكبيرة للأمة باتجاه [[الإسلام]]، وبمعنى اخر فإن مدرسة [[البنا]] وأخواتها من المدارس الإسلامية الدعوية والتربوية والسياسية والجهادية، قد أعادت تصويب مسيرة الأمة الإسلامية، وعرَّفت الأمة بإسلامها، وأصبح [[للإسلام]] دور فاعل على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، ولم يبق للأمة إلا مسافة قصيرة وهي كذلك في عمر الأمم عليها أن تقطعها للوصول إلى الدولة والخلافة الإسلامية إن شاء اللَّه.
امن الشيخ حسن البنا بأن عملية التغيير في واقع الأمة باتجاه الإسلام لا بد لها من أن تمرّ في مخاضات عسيرة، ولا بد من أن تبدأ بالفرد وتنتهي بقيام دولة الإسلام، وبين المحطة الأولى والأخيرة، تمتد المسافات الفكرية والسياسية وتكثر التعرجات التربوية والدعوية والجهادية، وكان الرجل يعلم مدى التضحيات المطلوبة، ولهذا كان يركز على مسألة بناء رجال الدعوة من الناحية العملية، وكان قدوتهم في ذلك، ولهذا فإنه لم يترك الكثير من المؤلفات والكتابات، إلا أنه ترك مدرسة إسلامية خرَّجت العلماء والمفكرين والسياسيين والدعاة والمجاهدين، كان وما زال لهم قصب السبق في التحولات الكبيرة للأمة باتجاه الإسلام، وبمعنى اخر فإن مدرسة البنا وأخواتها من المدارس الإسلامية الدعوية والتربوية والسياسية والجهادية، قد أعادت تصويب مسيرة الأمة الإسلامية، وعرَّفت الأمة بإسلامها، وأصبح للإسلام دور فاعل على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، ولم يبق للأمة إلا مسافة قصيرة وهي كذلك في عمر الأمم عليها أن تقطعها للوصول إلى الدولة والخلافة الإسلامية إن شاء اللَّه.


ولقد سعى البنا بهذا الاتجاه في الأربعينات، بعد إيجاد الفرد المسلم والأسرة المسلمة، والمجتمع الذي استيقظ من غفلته على حقيقة الإسلام، كدين ودولة، وكانت رسالة البنا إلى الملوك والرؤساء والحكام ضمن هذا المنحى، وهو السعي إلى أسلمة الدولة في نظامها وأجهزتها وتوجهاتها، ومن خلال دراسة خطوط البرنامج السياسي المطروح نجد أنه يركز على القضايا التالية:
ولقد سعى [[البنا]] بهذا الاتجاه في الأربعينات، بعد إيجاد الفرد المسلم والأسرة المسلمة، والمجتمع الذي استيقظ من غفلته على حقيقة [[الإسلام]]، كدين ودولة، وكانت رسالة [[البنا]] إلى الملوك والرؤساء والحكام ضمن هذا المنحى، وهو السعي إلى أسلمة الدولة في نظامها وأجهزتها وتوجهاتها، ومن خلال دراسة خطوط البرنامج السياسي المطروح نجد أنه يركز على القضايا التالية:


1- تغيير القانون في الدولة واستبداله بالتشريع الإسلامي، والعمل على توحيد الأمة، واعتماد التعبئة الإسلامية الجهادية في الجيش.
1- تغيير القانون في الدولة واستبداله بالتشريع الإسلامي، والعمل على توحيد الأمة، واعتماد التعبئة الإسلامية الجهادية في الجيش.


2- تنظيم أجهزة الدولة من إدارات رسمية ودواوين وموظفين، ومواعيد عمل وسجون ومستشفيات ودعوات وحفلات رسمية وشعبية بما لا يتعارض مع تعاليم [[الإسلام]].


2- تنظيم أجهزة الدولة من إدارات رسمية ودواوين وموظفين، ومواعيد عمل وسجون ومستشفيات ودعوات وحفلات رسمية وشعبية بما لا يتعارض مع تعاليم الإسلام.
3- إعطاء دور فاعل للعلماء والمفكرين والدعاة إلى [[الإسلام]] في إدارات الدولة المختلفة.


'''ومن خلال دراسة خطوط البرنامج الاقتصادي نجد أنه يركز على القضايا التالية:'''


3- إعطاء دور فاعل للعلماء والمفكرين والدعاة إلى الإسلام في إدارات الدولة المختلفة.
'''أولاً''': أسلمة النظام الاقتصادي من خلال تحريم الربا وإلغائه، وتنظيم جباية الزكاة وصرفها للمستحقين حسب الأصول الشرعية.


ومن خلال دراسة خطوط البرنامج الاقتصادي نجد أنه يركز على القضايا التالية:
'''ثانياً''': تشجيع المشاريع الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية، وحماية الجمهور من غش واحتكار الشركات، وتحسين حال الموظفين الصغار مالياً.


أولاً: أسلمة النظام الاقتصادي من خلال تحريم الربا وإلغائه، وتنظيم جباية الزكاة وصرفها للمستحقين حسب الأصول الشرعية.
'''ثالثاً''': استغلال الموارد الطبيعية من مياه ومعادن ومناجم، وإيقاف الهدر في الأموال العامة، من خلال حصر الوظائف، والإبقاء على الضروري منها.


ثانياً: تشجيع المشاريع الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية، وحماية الجمهور من غش واحتكار الشركات، وتحسين حال الموظفين الصغار مالياً.
'''ومن خلال دراسة البرنامج الاجتماعي نجد أنه يركز على القضايا التالية:'''


ثالثاً: استغلال الموارد الطبيعية من مياه ومعادن ومناجم، وإيقاف الهدر في الأموال العامة، من خلال حصر الوظائف، والإبقاء على الضروري منها.
1- بثّ الوعي الإسلامي في ثنايا المجتمع، من خلال المساجد والمدارس والجامعات والمناسبات الإسلامية، وبواسطة وسائل الإعلام، من سينما وتلفزيون وإذاعة وصحف وجرائد، من أجل توجيه المجتمع نحو [[الإسلام]] وتقوية التزامه بالأحكام الشرعية.
ومن خلال دراسة البرنامج الاجتماعي نجد أنه يركز على القضايا التالية:
1- بثّ الوعي الإسلامي في ثنايا المجتمع، من خلال المساجد والمدارس والجامعات والمناسبات الإسلامية، وبواسطة وسائل الإعلام، من سينما وتلفزيون وإذاعة وصحف وجرائد، من أجل توجيه المجتمع نحو الإسلام وتقوية التزامه بالأحكام الشرعية.


2- القضاء على كل أنواع الفساد الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والخلقي، ومقاومة العادات الضارة اجتماعياً واقتصادياً وخلقياً.
2- القضاء على كل أنواع الفساد الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والخلقي، ومقاومة العادات الضارة اجتماعياً واقتصادياً وخلقياً.
سطر ٩٦: سطر ٩١:
3- رعاية المرأة وتوعيتها إسلامياً، وتبيان أهمية دورها في المجتمع، وتشجيع الزواج المبكر لإيجاد الأسرة الإسلامية التي ستكون محضن النش‏ء الإسلامي الطاهر.
3- رعاية المرأة وتوعيتها إسلامياً، وتبيان أهمية دورها في المجتمع، وتشجيع الزواج المبكر لإيجاد الأسرة الإسلامية التي ستكون محضن النش‏ء الإسلامي الطاهر.


لقد سعى البنا لأسلمة الدولة من خلال طرحه لهذه البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية في خطوطها العامة، ولكن الملوك والرؤساء والحكام كعادتهم لا يستجيبون، ولسان حالهم قول فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)(30). وأرى أن البنا قد اجتهد، وسعى في طرحه من أجل إقامة الحجة الدامغة على هؤلاء الحكام، وأنهم سيسألون يوم القيامة عما كانوا يعملون (وقفوهم إنهم مسؤولون)(31).
لقد سعى [[البنا]] لأسلمة الدولة من خلال طرحه لهذه البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية في خطوطها العامة، ولكن الملوك والرؤساء والحكام كعادتهم لا يستجيبون، ولسان حالهم قول فرعون '''(ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)'''(30). وأرى أن [[البنا]] قد اجتهد، وسعى في طرحه من أجل إقامة الحجة الدامغة على هؤلاء الحكام، وأنهم سيسألون يوم القيامة عما كانوا يعملون (وقفوهم إنهم مسؤولون)(31).
 




[[تصنيف:أراء وأفكار]]
[[تصنيف:أراء وأفكار]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أراء وأفكار تربوية تنموية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٠:٠١، ١٧ ديسمبر ٢٠١٠

خطوط البرنامج الاجتماعي

ولما كان المجتمع في العالم الإسلامي قد غُزِيَ من قبل الغرب من جوانب عدة، فقد طرح الشيخ البنا مشروعاً شاملاً، لتصحيح وتغيير الواقع الاجتماعي، ضمن خطوط وبنود اجتماعية استندت إلى الأسس الإسلامية التالية:

1- تعويد الشعب احترام الاداب العامة، ووضع إرشادات معززة بحماية القانون في ذلك الشأن، وتشديد العقوبات على الجرائم الأدبية.

2- علاج قضية المرأة علاجاً يجمع بين الرقي بها والمحافظة عليها وفق تعاليم الإسلام، حتى لا تترك هذه القضية التي هي أهم قضايا الاجتماع تحت رحمة الأقلام المغرضة والاراء الشاذة من المفرطين والمفرِّطين.

3- القضاء على البغاء بنوعيه السري والعلني. واعتبار الزنى مهما كانت ظروفه جريمة منكرة يُجلد فاعلها.

4- القضاء على القمار بكل أنواعه من ألعاب ويانصيب ومسابقات وأندية.

5- محاربة الخمر كما تحارب المخدرات، وتحريمها وتخليص الأمة من شرورها.

6- مقاومة التبرج والخلاعة وإرشاد السيدات إلى ما يجب أن يكون، والتشديد في ذلك بخاصة على المدرسات والتلميذات والطبيبات والطالبات ومن في حكمهن.

7- إعادة النظر في مناهج تعليم البنات ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان في كثير من مراحل التعليم.

8- منع الاختلاط بين الطلبة والطالبات، واعتبار خلوة أي رجل بامرأة لا تحل له جريمة يؤاخذان بها.

9- تشجيع الزواج والنسل بكل الوسائل المؤدية، إلى ذلك، ووضع تشريع يحمي الأسرة ويحض عليها ويحل مشكلة الزواج.

10- إغلاق الصالات والمراقص الخليعة وتحريم الرقص وما إلى ذلك.

11- مراقبة دور التمثيل وأفلام السينما والتشديد في اختيار الروايات والأشرطة.

12- تهذيب الأغاني ومراقبتها والتشديد في ذلك.

13- حسن اختيار ما يذاع على الأمة من المحاضرات والأغاني والموضوعات واستخدام محطة الإذاعة في تربية وطنية خلقية فاضلة.

14- مصادرة الروايات المثيرة والكتب المشككة المفسدة والصحف التي تعمل على إشاعة الفجور وتستغل الشهوات استغلالاً فاحشاً.

15- تنظيم المصايف تنظيماً يقضي على الفوضى والإباحية التي تذهب بالغرض الأساسي من الاصطياف.

16- تحديد مواعيد افتتاح وإغلاق المقاهي العامة، ومراقبة ما يشتغل به روادها، وإرشادهم إلى ما ينفعهم وعدم السماح لها بالعمل بهذا الوقت الطويل كله.

17- استخدام هذه المقاهي في تعليم الأميين القراءة والكتابة، ويساعد على ذلك هذا الشباب المتوثب من رجال التعليم الإلزامي والطلبة.

18- مقاومة العادات الضارة اقتصادياً أو خلقياً أو غير ذلك، وتحويل تيار الجماهير عنها إلى غيرها من العادات النافعة، أو تهذيب نفسها تهذيباً يتفق مع المصلحة وذلك كعادات الأفراح والماتم والموالد والمواسم والأعياد وما إليها، وتكون الحكومة قدوة صالحة في ذلك.

19- اعتبار دعوة الحسبة، ومؤاخذة من يثبت عليه مخالفة شي‏ء من تعاليم الإسلام أو الاعتداء عليه كالإفطار في رمضان وترك الصلاة عمداً أو سبّ الدين وأمثال هذه الشؤون.

20- ضم المدارس الإلزامية في القرى إلى المساجد، وشمولهما معاً بالإصلاح التام من حيث الموظفين والنظافة وتمام الرعاية، حتى يتدرب الصغار على الصلاة ويتدرب الكبار على العلم.

21- تقرير التعليم الديني مادة أساسية في كل المدارس على اختلاف أنواعها كلّ بحسبه وفي الجامعة أيضاً.

22- تشجيع تحفيظ القران في المكاتب العامة الحرة، وجعل حفظه شرطاً في نيل الإجازات العلمية التي تتصل بالناحية الدينية واللغوية، مع تقرير حفظ بعضه في كل مدرسة.

23- وضع سياسة ثابتة في التعليم، تنهض به وترفع مستواه، وتوحد أنواعه المتحدة الأغراض والمقاصد، وتقرب بين الثقافات المختلفة في الأمة، وتجعل المرحلة الأولى من مراحله خاصة بتربية الروح الوطني الفاضل والخلق القويم.

24- العناية باللغة العربية في كل مراحل التعليم، وإفرادها في المراحل الأولى عن غيرها من اللغات الأجنبية.

25- العناية بالتاريخ الإسلامي... وتاريخ حضارة الإسلام.

26- التفكير بالوسائل المناسبة لتوحيد الأزياء في الأمة تدريجياً.

27- القضاء على الروح الأجنبية في البيوت من حيث اللغة والعادات والأزياء والمربيات والممرضات إلخ، وتصحيح ذلك كله.

28- توجيه الصحافة توجيهاً صالحاً وتشجيع المؤلفين والكاتبين على طرق الموضوعات الإسلامية.

29- العناية بشؤون الصحة العامة من نشر الدعاية الصحية بمختلف الطرق والإكثار من المستشفيات والأطباء والعيادات المتنقلة وتسهيل سبل العلاج.

30- العناية بشأن القرية من حيث نظافتها وتنقية مياهها ووسائل الثقافة والراحة والتهذيب فيها(29).

أمن الشيخ حسن البنا بأن عملية التغيير في واقع الأمة باتجاه الإسلام لا بد لها من أن تمرّ في مخاضات عسيرة، ولا بد من أن تبدأ بالفرد وتنتهي بقيام دولة الإسلام، وبين المحطة الأولى والأخيرة، تمتد المسافات الفكرية والسياسية وتكثر التعرجات التربوية والدعوية والجهادية، وكان الرجل يعلم مدى التضحيات المطلوبة، ولهذا كان يركز على مسألة بناء رجال الدعوة من الناحية العملية، وكان قدوتهم في ذلك، ولهذا فإنه لم يترك الكثير من المؤلفات والكتابات، إلا أنه ترك مدرسة إسلامية خرَّجت العلماء والمفكرين والسياسيين والدعاة والمجاهدين، كان وما زال لهم قصب السبق في التحولات الكبيرة للأمة باتجاه الإسلام، وبمعنى اخر فإن مدرسة البنا وأخواتها من المدارس الإسلامية الدعوية والتربوية والسياسية والجهادية، قد أعادت تصويب مسيرة الأمة الإسلامية، وعرَّفت الأمة بإسلامها، وأصبح للإسلام دور فاعل على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، ولم يبق للأمة إلا مسافة قصيرة وهي كذلك في عمر الأمم عليها أن تقطعها للوصول إلى الدولة والخلافة الإسلامية إن شاء اللَّه.

ولقد سعى البنا بهذا الاتجاه في الأربعينات، بعد إيجاد الفرد المسلم والأسرة المسلمة، والمجتمع الذي استيقظ من غفلته على حقيقة الإسلام، كدين ودولة، وكانت رسالة البنا إلى الملوك والرؤساء والحكام ضمن هذا المنحى، وهو السعي إلى أسلمة الدولة في نظامها وأجهزتها وتوجهاتها، ومن خلال دراسة خطوط البرنامج السياسي المطروح نجد أنه يركز على القضايا التالية:

1- تغيير القانون في الدولة واستبداله بالتشريع الإسلامي، والعمل على توحيد الأمة، واعتماد التعبئة الإسلامية الجهادية في الجيش.

2- تنظيم أجهزة الدولة من إدارات رسمية ودواوين وموظفين، ومواعيد عمل وسجون ومستشفيات ودعوات وحفلات رسمية وشعبية بما لا يتعارض مع تعاليم الإسلام.

3- إعطاء دور فاعل للعلماء والمفكرين والدعاة إلى الإسلام في إدارات الدولة المختلفة.

ومن خلال دراسة خطوط البرنامج الاقتصادي نجد أنه يركز على القضايا التالية:

أولاً: أسلمة النظام الاقتصادي من خلال تحريم الربا وإلغائه، وتنظيم جباية الزكاة وصرفها للمستحقين حسب الأصول الشرعية.

ثانياً: تشجيع المشاريع الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية، وحماية الجمهور من غش واحتكار الشركات، وتحسين حال الموظفين الصغار مالياً.

ثالثاً: استغلال الموارد الطبيعية من مياه ومعادن ومناجم، وإيقاف الهدر في الأموال العامة، من خلال حصر الوظائف، والإبقاء على الضروري منها.

ومن خلال دراسة البرنامج الاجتماعي نجد أنه يركز على القضايا التالية:

1- بثّ الوعي الإسلامي في ثنايا المجتمع، من خلال المساجد والمدارس والجامعات والمناسبات الإسلامية، وبواسطة وسائل الإعلام، من سينما وتلفزيون وإذاعة وصحف وجرائد، من أجل توجيه المجتمع نحو الإسلام وتقوية التزامه بالأحكام الشرعية.

2- القضاء على كل أنواع الفساد الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والخلقي، ومقاومة العادات الضارة اجتماعياً واقتصادياً وخلقياً.

3- رعاية المرأة وتوعيتها إسلامياً، وتبيان أهمية دورها في المجتمع، وتشجيع الزواج المبكر لإيجاد الأسرة الإسلامية التي ستكون محضن النش‏ء الإسلامي الطاهر.

لقد سعى البنا لأسلمة الدولة من خلال طرحه لهذه البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية في خطوطها العامة، ولكن الملوك والرؤساء والحكام كعادتهم لا يستجيبون، ولسان حالهم قول فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)(30). وأرى أن البنا قد اجتهد، وسعى في طرحه من أجل إقامة الحجة الدامغة على هؤلاء الحكام، وأنهم سيسألون يوم القيامة عما كانوا يعملون (وقفوهم إنهم مسؤولون)(31).