دستور الجماعة الإسلامية في باكستان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:١٣، ٥ سبتمبر ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دستور الجماعة الإسلامية في باكستان

مقدمة

وقد تضمن دستور الجماعة غايتها وشروط عضويتها ونوعية نظامها، وصفات القائمين عليها، ونظامها المركزي، وإدارة مقاطعات البلاد، وإدارة الألوية والمديريات، ونظام الفروع ونظام قسم النساء، وأحكام الإقالة من مناصب الجماعة، ونظامها المالي، ووضع القواعد التي يقتضيها العمل وضوابط النقد، وضوابط مجلس الشورى.

ويمكن لمن أراد معرفة نشاط الجماعة ونظامها ومؤسساتها أن يطلع على ذلك من خلال دستورها ولوائحها وأدلة نشاطها ومجلاتها وصحفها.


الأسس التي يقوم عليها نشاط الجماعة

ويكفي أن أذكر هنا شيئاً من الأسس التي يقوم عليها نشاط هذه الجماعة المباركة، وهي التي يعاهد العضو الراغب في الانضمام إلى الجماعة عليها ـ بعد أن يستكمل الشروط اللازمة.


العقيدة في الله ومستلزماتها

من هذه الأسس: عقيدة الجماعة، وقد بينتها المادة الثالثة من دستور الجماعة وهذا نصها: (المادة الثالثة: عقيدة الجماعة الإسلامية الأساسية هي: لا اله إلا الله محمد رسول الله، والمراد من الجزء الأول من هذه العقيدة أي كون الله إلهاً واحداً دون غيره، هو: أن كل ما في السماوات والأرض فالله خالقه وربه ومالكه وهو حاكمه).

ومن مستلزمات هذه العقيدة بعد فهمها والإقرار بها:

1 ـ أن لا يعتقد الإنسان فيما دون الله ولياً له ووكيلاً، وقاضياً لحاجاته، وكاشفاً لمشكلاته، ومجيباً لدعواته، فغير الله لا يملك بتاتاً سلطة من السلطات.

2 ـ أن لا يعتقد في غير الله أنه ينفعه أو يضره، وأن لا يتقي أحداً غيره، ولا يخاف إلا إياه، ولا يطمع إلا منه، ولا يتوكل إلا عليه، فالله وحده مصدر جميع السلطات.

3 ـ أن لا يدعو إلا الله، ولا يتعوذ إلا به، ولا يستعين إلا به، ولا يعتقد في غيره أن له ضلعاً ونفوذاً في تدابير إلهية، أو أن شفاعته تبدل قضاء الله وقدره، فالجميع في مملكة الله، سواء من الملائكة أو الأنبياء أو الأولياء، ليسوا إلا رعيته [1] التي لا تملك شيئاً إلا بإذنه.

4 ـ أن لا يطأطئ رأسه أمام غير الله، ولا يعبد إلا إياه، ولا ينذر إلا له، ولا يتعامل مع أحد غير الله ما كان يتعامل مع المشركون مع آلهتهم، فالله هو وحده يستحق أن يؤدى له كل أنواع العبادة.

5 ـ أن لا يسلم لغير الله بأنه ملك، أو مالك الملك، أو مصدر السلطة العليا، ولا يعترف لأحد غير الله بحقه في الأمر والنهي بناء على سلطته الذاتية، وكذلك لا يؤمن بغير الله شارعاً ومقنناً مستقلاً بذاته، ويرفض كل طاعة لا تتبع طاعة الله ولا تلتزم بأحكام الله، فالله وحده هو مالك حقيقي لملكه وخالق حقيقي لمخلوقه، وليس لغيره أبدا حق الملكية والحاكمية بصفة مطلقة.

ويستوجب بعد قبول هذه العقيدة:

6 ـ أن يتنازل الإنسان عن حريته وسيادته، وأن يتخلى عن اتباع أهوائه، وأن يكون عبداً منقاداً مخلصاً لله الذي آمن به إلهاً دون منازع.

7 ـ أن لا يزعم لنفسه مالكاً حقيقياً لأي شيء، بل يؤمن بأن كل ما عنده من الأشياء حتى نفسه، وجوارحه، ومواهبه الذهنية، وقواه الجسدية ملك لله وحده عز وجل وديعة له عنده.

8 ـ أن يعتبر نفسه مسئولاً أمام الله، ومحاسباً عنده، ولا يغيبن عن باله، ولا للمحة من البصر، حين استخدامه قواه ومواهبه وعند سائر تصرفاته ومعاملاته أنه سوف يحاسب على كل شيء من ذلك.

9 ـ أن يجعل رضى الله مقياس ما يحبه، وسخط الله مقياس ما لا يحبه.

10 ـ وأن يجعل ابتغاء مرضاة الله، والتقرب إليه غاية جهوده ومناط حياته.

11 ـ وأن يتخذ هدى الله هو الهدى في أخلاقه، ومعاملاته، وحياته الاجتماعية والتمدنية، والاقتصادية، والسياسية، حتى في كل أمر من أمور الدنيا، وأن يرفض كل طريق أو ضابط يخالف شريعة الله.


العقيدة في الرسول صلى الله عليه وسلم ومستلزماتها

والمراد من الجزء الثاني من هذه العقيدة، أي أن محمداً رسول الله: أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء، وبواسطته أرسل رب العالمين ومالك هذا الكون الهداية الحقيقية والأحكام المعتمدة إلى الناس كافة، وأمره صلى الله عليه وسلم أن يقوم بتطبيق هذه الهداية والأحكام المعتمدة في حياته العملية مثالاً يحتذى وقدوة يقتدى بها.

ومن مستلزمات الإيمان بهذا الجزء من العقيدة:

1ـ أن يقبل الإنسان، بدون تلكؤ، كل ما ثبت عن محمد صلى الله عليه وسلم، من تعليم أو هدي.

2ـ وأن يكون له الكفاية بصدد الأخذ بشيء أو الكف عنه في أن ذلك مما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تستند طاعته على أي دليل آخر سواه.

3ـ وأن لا يقبل أحداً سوى الرسول صلى الله عليه وسلم هادياً ومرشداً مستقلاً بالذات، ولا تكون طاعته لأحد غيره إلا تابعة لكتاب الله وسنه رسوله، لا منفصلة عنهما.

4ـ وأن يتخذ كتاب الله وسنة رسوله مصدرين للاحتجاج والاستناد في كل شأن من شؤون الحياة، وكل رأي أو عقيدة أو طريق يوافق الكتاب والسنة يأخذ به، وكل رأي أو عقيدة أو طريق يخالفهما يرفضه، ويجب أن يرجع إليهما في كل معضلة تتطلب الحل.

5 ـ وأن ينزع من قلبه كل نوع من العصبيات سواء كانت شخصية، أو عائلية أو قبلية، أو عنصرية، أو قومية، أو وطنية، أو طائفية، ولا يشغف بأحد حباً أو تقديراً يفوق حب وتقدير الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أو يدانيه.

6 ـ وأن لا يتخذ بشراً سوى الرسول صلى الله عليه وسلم مقياساً للحق، وكذلك لا يرى أحداً يفوق الانتقاد والسؤال عما يفعل، وأن لا يقع في العبودية الفكرية لأحد من الأشخاص سواه صلى الله عليه وسلم، بل يضع كل شخص على ذلك المقياس الكامل الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، ويضع كل شخص في نفس المكانة التي هي له بموجب ذلك المقياس.

7 ـ وأن لا يقبل لأحد جاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاماً يكون الإقرار به أو إنكاره حاسماً لكون المرء مؤمناً أو كافراً.


السعي لتحقيق رضا الله بإقامة دينه في الأرض:

ومن تلك الأسس: التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها في الأرض، وهي: رضا الله سبحانه وتعالى بإقامة دينه في الأرض وتنفيذ حكمه.

وهذا نصها كما في المادة الرابعة من الدستور: (المادة الرابعة: إن غاية الجماعة الإسلامية ومناط جميع جهودها هو: إقامة دين الله أو إقامة الحكومة الإلهية أو إقامة النظام الإسلامي واقعاً، وكسب مرضاة الله والنجاة في الآخرة أصلاً).

بيان ذلك: أن "الدين" و"الحكومة الإلهية" و"النظام الإسلامي للحياة" كل تلك الكلمات تعبر عن مفهوم واحد لدى الجماعة الإسلامية، فإن المعنى الذي عبر عنه القرآن الكريم بكلمة "إقامة الدين" {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ.... } [الشورى: 13] تعبر الجماعة الإسلامية عن نفس المعنى بكلمات: "الحكومة الإلهية" {إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ.... } [الأنعام: 57، ويوسف: 40]. أو إقامة النظام الإسلامي للحياة.

فإن مغزى تلك الكلمات الثلاث واحد، وهو: أن يخضع الإنسان للشريعة التي أنزلها الله بالوحي، عن طواعية النفس في نطاق حياته الذي منح الله له فيه الحرية والخيار، على غرار ما تخضع كل ذرة في الكون للنواميس الإلهية الكونية رضيت أم أبت (أي القوانين الطبيعية التي سنها الله للكون) والخضوع للشريعة الإلهية يتمثل في منهج للحياة يعبر عنه بـ"الدين" وهو المراد مما يصطلح عليه "الحكومة الإلهية" أو "النظام الإسلامي للحياة".

وليس المراد من إقامة دين الله إقامة جزء معين منه، بل إقامة دين الله كاملاً غير منقوص، سواء فيما يرجع إلى الحياة الفردية، أو الحياة الاجتماعية، أو إلى الصلاة والصيام والحج والزكاة، أو إلى الاقتصاد والاجتماع والمدنية والسياسية، إذ ليس في الإسلام ولا جزء بسيط منه يعتبر غير ضرورة، فالإسلام كله ضروري، وعلى المؤمن أن يبذل جهده في إقامة الإسلام كاملاً بدون أن يقسمه إلى أجزاء، فالجزء الذي يتعلق بحياة المؤمن الفردية يقيمه المؤمن في حياته بصفة فردية، والجزء الذي لا تتم إقامته إلا بالكفاح الاجتماعي على المؤمنين أن يكونوا لإقامته نظاماً جماعياً ويبذلوا له جهوداً متضافرة.

وإن كان الهدف الحقيقي للمؤمن في حياته ابتغاء مرضاة الله والنجاة في الآخرة، إلا أن هذا الهدف لا يتحقق أبداً إلا ببذل المساعي في إقامة دين الله في الأرض، وعلى هذا يكون هدف المؤمن الواقعي إقامة الدين، وهدف المؤمن الحقيقي ابتغاء مرضاة الله التي لا تأتي إلا ثمرة للجهود التي تبذل في إقامة دين الله.


المصدر

للمزيد عن الإخوان في باكستان

N.jpg

وصلات داخلية

كتب متعلقة

.

ملفات متعلقة

.

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

أعلام من باكستان

وصلات فيديو