دعوة الإخوان في العامرية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٢:٤٤، ٩ نوفمبر ٢٠١٩ بواسطة Keto70 (نقاش | مساهمات) (حمى "دعوة الإخوان في العامرية" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دعوة الإخوان في العامرية


إخوان ويكي

مقدمة

العامرية من الأماكن القديمة التي لها تاريخ رغم ما عانته من اهمال، وهي تقع في منطقة على البحر المتوسط بين الإسكندرية ومطروح وهي أقرب للإسكندرية حتى أنها أصبحت حي من أحياء الإسكندرية، وكان يقطنها قديما البدو والرحل، وكانت تسمى (الغيط أو القارة)، وكان البدو يطلقون عليها ، الكارة ، فيبدلون القاف ..كافاً .. وكانوا يسمونها الغيط نسبة إلى غيط العنب، وقيل عن معنى القارة ، اي الأرض القاحلة الجدباء او الصحراء أو الارض التي أصابها الجدب بعد الإثمار.

وحينما دخل العثمانيين مصر أطلقوا على أقليم مريوط (برنجي مريوط) أو مريوط الأولى وهي العامرية، وثانيها (إيكنجي مريوط) وهي مريوط الثانية، والمعروفة فيما بيننا (بالكنجي)، وشنجي مريوط ، هي مريوط الثالثة، ومدون ذلك بالخرائط القديمة للعامرية ـ وهي خرائط ترجع للحكم العثماني ، وايام حكم محمد علي.

كانت العامرية تسمى ماريوت قديما يحدوها الخضرة والرخاء ويصل إليها الماء العذب، وكان بها بحيرة مريوط العذبة حتى مجيئ الحملة الفرنسية على مصر ثم احتلالها من قبل الإنجليز حيث تحولت إلى بحيرة مالحة واستخدموها كتدبير عسكري استراتيجي مقصود.

غير أن رسم مدينة العامرية يرجع سعيد باشا ولى مصر من (24 يوليو 1854 إلى 18 يناير 1863) تحت اسم برنجي مريوط، وتم تغير الاسم إلى العامرية في عهد الخديوي عباس الثاني، حيث كان بها مزارع الخاصة الملكية، كما انشأ فيها أول خط سكة حديد يربط بين الإسكندرية والقاهرة. ( ).

الدعوة في الإسكندرية

تعتبر محافظة الإسكندرية من المحافظات النشطة والمتجددة في وسائلها لنشر فكر ودعوة الإخوان المسلمين على مدار تواجد الدعوة بها، وكان الإمام البنا يحرص على زيارتها كثيرا للالتقاء بأبناء الدعوة فيها، على الرغم من تأخر وصول الدعوة لها رغم قربها من أول شعبتين للإخوان في البحيرة

لكن يبدوا أن بعدها عن الإسماعيلية في المرحلة الأولى ومحاولة الإخوان التمكين للدعوة في القاهرة قبل مجالس الشورى هو ما شغل الإمام البنا عن الذهاب للإسكندرية، فمن الثابت أن أول شعبة افتتحت في الإسكندرية كانت شعلة سيدي جابر بجوار مسجد سيدي جابر الشيخ وذلك عام 1935م

ولقد تثبتنا أنه لم يحضر من إخوان الإسكندرية أية احد في مجلس الشورى العام الأول والثاني والثالث بسبب عدم وصول الدعوة لها، وبطبيعة الحال لم تصل الدعوة إلى مدينة العامرية حتى وصلت للإسكندرية أولا، وبعد البحث اكتشفنا أن أول شعبة للإخوان في العامرية كانت عام 1936م وقد اختير أبو بكر بك حسن - مفتش الخاصة – نقيبا ومسئولا عنها كما ورد في بيان المركز العام للإخوان بأسماء شعب الإخوان في القطر المصري. ( ).

وقال الشيخ حامد عسكرية خطر لنا في بعض الأوقات أن نتخير مكانا للإخوان في الصحراء ويسمى وادى النخيل، فأرسل الشيخ أحمد عبد الحميد - الصديق الثالث - ليستأجر أرضا في الصحراء في كوم حقين بين أبي المطامير والعامرية وأقام بها الشيخ أحمد فأراد الإمام البنا زيارته فاصطحب معه الشيخ عسكرية ولما لم يجدا مواصلات والوقت ضائق والجو حار ،طوى الشيخ حامد جبته بين حزامه وحمل الحقيبة بعصاه على عاتقه

وانطلق مع الإمام يقطعا خمسة عشر كيلو مترًا سيرا على الأقدام داخل الصحراء يترنم بالمدائح النبوية حتى وصلا إلى صديقهما الشيخ أحمد عبد الحميد، وبعد أن اطمئنا عليه، أراد الإمام البنا التوجه للعامرية فطويا مسافة خمسة عشر كيلو أيضا حتى وصلا إلى العامرية ثم استقلا القطار إلى الإسكندرية.

غير أن العامرية لم نصل لمعلومة عنها فترة الإمام البنا، لربما كانت اخبارها بسيطة أو ان اخبارها كانت تلحق على اخبار الإسكندرية، إلا أنها اشتهرت بعد ثورة 23 يوليو بسبب تحولها كسجن للإخوان المسلمين.

إخوان العامرية بعد ثورة يوليو

لم تذكر كتب الإخوان أو غيرها أي معلومات عن تاريخ الإخوان في العامرية سوى أنها كنت سجن لمعتقلي الإخوان بعد الأزمة الأولى مع رجال الثورة.

يقول محمود عبد الحليم:

بعد أسبوع من إقامتي بالسجن الحربي افتتحت الحكومة معتقلاً في العامرية . وهو معتقل في وسط الصحراء كان في الأصل معسكرًا أقامه الانجليز في أثناء الحرب العالمية الثانية ، ثم تركوه فامتدت إليه يد التخريب ولم يبق إلا ما يشبه الهياكل من نحو أربعة جمالونات لا تكاد تمنع المطر عن ساكنيها .. وملحق به دورة وحوله سور من الأسلاك الشائكة .
ويكاد يكون هذا المعتقل في مستوي السجن الحربي كنا فيه من حيث النوم علي سراير ومن حيث الطعام ، ولكنه يختلف عنه في أنه أولاً تحت إدارة البوليس أو بالأدق تحت إدارة المباحث العامة وكان الضابط ممدوح سالم أحد ضباط المباحث المشرفين عليه – وفي أنه لم يكن الحبس فيه انفراديًا لأن العنبر كان يتسع لنحو مائة .
وكانت أيامنا في هذا المعتقل أيامًا مباركة . لأن هذا الجو الصحراوي مع وجود عدد من أكرم الإخوان يناهز الخمسمائة أتاح لهم الفرص للعبادة ومناجاة الله ودراسة القرآن . كما أتاح لهم تبادل الآراء وتبادل المعلومات ، بل أفادهم صحيًا فهو جو نقي تمام النقاء
وكان الأخ سعد العراقي – وكان إذ ذاك طالبًا في إحدى كليات الأزهر – يقوم بتمرينات رياضية مع بعض الإخوان كما كان الإخوان يقومون بتنظيم محاضرات تتناول مختلف المواضيع التي تتصل بالدعوة . ومع أن الخروج في وقت الفجر من عنابر النوم إلي دورة المياه التي تبعد عن العنابر بأكثر من مائة متر في العراء كان كافيًا لإصابة أفراد المعتقل جميعًا بأمراض خطيرة من أمراض البرد ، إلا أن أحدًا منا يصب بشيء من ذلك طيلة فترة إقامتنا به .
وكانت صلاة الفجر تقام جماعة وبعد أداء الصلاة كان الإخوان يستمتعون بالاستماع إلي تلاوة مشجية من القرآن الكريم من الأخ صلاح أبو إسماعيل – الطالب إذ ذاك – ذي الصوت الرخيم فتكون هذه الجرعة القرآنية فاتحة العمل في اليوم الجديد. ( ).

يقول عباس السيسي في كتاب "في قافلة الإخوان المسلمين الجزء الثاني":

تم القبض على مئات من الإخوان على رأسهم فضيلة المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد وقد أودعوا السجن الحربي لأول مرة في التاريخ ومعتقل العامرية بإسكندرية وباقي سجون مصر.

ويقول الشيخ يوسف القرضاوي في مذكراته "ابن القرية والكتاب" والذي اعتقل هو أيضا في يناير من عام 1954م مع بقية إخوانه: وهناك عملنا على تحويل المعتقل إلى جامع وجامعة وجمعية: جامع للعبادة، وجامعة للتثقيف، وجمعية للتعاون على الخير.

يبدأ يومنا من قبل الفجر في التهجد وتلاوة القرآن، وذكر الله، والتضرع إليه بالدعاء والاستغفار، ثم صلاة الفجر في جماعة، ثم قراءة الأذكار والأدعية المأثورات، ثم درس علمي روحي، ألقيه أنا أو الأخ العسال، أو الأخ عز الدين إبراهيم، أو الأستاذ عطية الشيخ، أو غيرهم من دعاة الإخوان.

ثم طابور الرياضة، فالإفطار، ففترة حرة للقراءة والمناقشة والتزاور، ثم صلاة الظهر في جماعة، وبعدها الغداء والقيلولة. ثم تأتي فترة العصر للمحاضرات والندوات والأنشطة الثقافية المختلفة حتى صلاة المغرب، وبعد صلاة المغرب وقراءة المأثورات، يكون العَشَاء ثم العِشَاء، ثم قد يكون هناك درس علمي مركز.

ثم نخلد إلى النوم، ولقد استفاد الإخوان من معتقل الطور، وأرادوا أن ينقلوا التجربة إلى معتقل العامرية، فكانت صورة أخرى منه. وكانت المعاملة في هذا السجن سيئة مما دفع بالمعتقلين إلى الاضراب عن الطعام من أجل نيل حقوقهم.

العامرية في ثوب جديد

لطبيعة العامرية البدوية كان للسلفين نشاط فيها غير أن الإخوان كونوا عمل بها وانتشروا فيها، وظهر تأثيرهم وقت الانتخابات وبعد انقلاب 3 يوليو 2013م. ففي انتخابات المعلمين بعد ثورة 25 يناير فازت حركة معلمون بلا حدود في دائرة العامرية بمقعد الرئيس، و9 من القائمة من أصل 15، وقد حقق الإخوان نجاحا كبيرا في انتخابات المعلمين في الإسكندرية.

كما فاز الأستاذ صابر أبو الفتوح في انتخابات مجلس إدارة شركة العامرية لتكرير البترول ولكن تم شطبه بعد ساعات من نجاحه، كما انتخب سعيد السيد رئيس لقسم شركة العامرية لتكرير البترول وعضو مجلس إدارة شركة العامرية لتكرير البترول من 1991 إلى 1996م، وأيضا الأستاذ رشاد شعبان النقابي بالغزل والنسيج من العامرية.

وفي سبتمبر من عام 2006م كرم صابر أبو الفتوح - عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين بمجلس الشعب ونائب دائرة باب شرق بالإسكندرية - أبناء العاملين بشركة العامرية لتكرير البترول، وحضر الحفل حسن علي أبو الحسن (عضو مجلس الإدارة) وعبد الرحمن المصري وإبراهيم عبد الرازق (عضوا اللجنة النقابية بالشركة) وعدد كبير من العاملين والعاملات بالشركة وأبناؤهم المتفوقون في الشهادات الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة، بمرحلتَيها الأولى والثانية.

ولم يسلم إخوان العامرية من الاضطهاد والاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية، ففي 2006م اعتقلت قوات أمن الدولة بمحافظة الإسكندرية ثلاثة من قيادات الإخوان المسلمين في المحافظة، بعد اقتحام وتفتيش منازلهم واقتيادهم إلى جهةٍ غير معلومة ، كما لم يتم عرضهم على النيابة المختصة للتحقيق معهم.

والمعتقلون هم المهندس إبراهيم السيد - عضو المكتب الإداري لإخوان الإسكندرية - ورضا عبده وهشام حسين الموظفان بشركة العامرية للبترول، وهما من القيادات المعروفة بمنطقة العصافرة. وحينما وقع الانقلاب على الرئيس محمد مرسي انتفضت العامرية عن بكرة أبيها منددة بما حدث.

ففي يوليو 2014م نظم رافضو الانقلاب بمنطقة العامرية محافظة الإسكندرية عقب صلاة الجمعة مسيرة حاشدة، رفضًا للانقلاب العسكري، وتواطؤ الانقلاب في العدوان على غزة، والمطالبة بعودة الشرعية، وذلك في إطار فعاليات أسبوع "العسكر يسحق الفقراء"، ورفعوا شارات رابعة الصمود وصور الرئيس الشرعي د. محمد مرسي ورددوا هتافات تطالب بإسقاط حكم العسكر.

وحينما كان انصار الرئيس مرسي يعتصمون في ميدان رابعة العدوية كانت قوات الأمن والجيش مصحوبة بجيش من البلطجية يهاجمون المعتصمين في الميدان مما أدى لقتل الكثير منهم في مذبحة الحرس الجمهوري والمنصة وفض رابعة العدوية.

ففي 27 يوليو 2013م هاجمت قوات الأمن المعتصمين وارتكبت مذبحة المنصة والتي راح ضحيتها من إخوان العامرية الشهيد عمرو محمد خميس والذي أصيب بطلق ناري بالرأس.

المراجع

  1. مدونة محمد ربيع الشلوي
  2. جريدة الإخوان المسلمين: السنة الخامسة، العدد 4 – 2 من ربيع الثاني 1356هـ - 11 يونيو 1937م.
  3. محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، جـ3، دار الدعوة، الإسكندرية، 1999م.