دعوة الإخوان في سنهور المدينة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٤:٣٦، ٩ ديسمبر ٢٠١٩ بواسطة Zxzxxx (نقاش | مساهمات) (حمى "دعوة الإخوان في سنهور المدينة" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دعوة الإخوان في سنهور المدينة


مقدمة

خريطة مدينة دسوق

سنهور المدينة، قرية رئيسة تابعة لمركز دسوق التابع لمحافظة كفر الشيخ، وهي من القرى القديمة، اسمها القبطي سنهوري، وورد اسمها محرفًا مثل صنهور وصنمور وصنهون وسنهون؛ بسبب سوء النقل، والصواب أن اسمها سنهور، وأضيف لها اسم المدينة نظرًا لشهرتها القديمة بين المدن المصرية قديمًا.

وقد ذكرها علي مبارك في كتابه "الخطط التوفيقية"؛ حيث ذكر أنها بلدة في مديرية الغربية، أبنيتها بالطوب الأحمر وبها خمسة مساجد وثلاث زوايا، وعدة أضرحة ومقامات. كما أن بها عددًا من الكتاتيب وعددًا من بساتين الفواكه، وأهلها مسلمون ويحفظون القرآن (1).

بها جملة من الأضرحة، أشهرها ضريح سيدي محمد بن هارون؛ الذي ترجمه الشعراني في طبقاته، وأيضًا مقام الشيخ علي الفصيح والشيخ محمد السعودي والشيخ محمد الرباطي، ونشأ بها كثير من العلماء (2).

دعوة الإخوان بسنهور المدينة

ارتبطت دعوة الإخوان بالشيخ بسيوني خطاب، وهو أحد علماء هذه القرية؛ حيث أعجب بفكر الإمام حسن البنا، وكانت سنهور تابعة آنذاك لمديرية الغربية.

كانت مدينة دسوق هى أول المدن في كفر الشيخ التي دخلتها دعوة الإخوان المسلمين، خاصة قرية محلة دياي؛ وذلك لتبعيتها في ذلك الوقت لمحافظة الغربية، ولقربها من مدينة طنطا، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لقربها من مركزي شبراخيت والمحمودية اللذين تكونت فيهما شعبتان للإخوان في وقت مبكر؛ فشعبة المحمودية تكونت عام 1929م وكان رئيسها الأستاذ أحمد السكري، وشعبة شبراخيت تكونت عام 1930م وكان رئيسها الشيخ حامد عسكرية، ومن ثم دخلت الدعوة لمركز دسوق قبل عام 1933م، ومما يؤكد ذلك حينما عقد الاجتماع الثاني لمجلس شورى الإخوان العام والذي انعقد في بورسعيد في الفترة من2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، حضره الأستاذ أحمد مصطفى أفندي نائب شعبة محلة دياي، وفي العام التالي حضر اجتماع مجلس الشورى العام للإخوان عام 1935م والذي عقد بالإسماعيلية عن نفس الشعبة الشيخ علي أحمد بشر، كما كان الأستاذ صلاح الدين الحنفي أفندي المدرس بالمدرسة الابتدائية هو أول نائب لشعبة الإخوان بدسوق المدينة، وذلك وفقا لتقرير شعب الإخوان عام 1937، وعام 1940م، ولقد نشط الإخوان في دسوق في عمل البر وتقديم الخدمات والتصدي للفساد.

ولقد كان للأستاذ أحمد البس دور في ترسيخ معاني الدعوة في دسوق، وكان له صله بإخوان دسوق مثل الدكتور أحمد القاضي والشيخ بسيوني خطاب من قرية سنهور المدينة، والذي استشهد ابنه عبدالحميد بسيوني خطاب في حرب فلسطين عام 1948م (3).

دخلت دعوة الإخوان المسلمين لقرى مركز دسوق في وقت مبكر؛ فكما علمنا أن أول شعبة كانت في قرية محلة دياي، كما التحق بالدعوة بعض العلماء من قرى مجاورة مثل سنهور المدينة وشباس وغيرها.

ويبدو أن دعوة الإخوان دخلت سنهور المدينة في وقت مبكر غير أن التاريخ ليس واضحا إلا أن مجلة الإخوان المسلمين عام 1945م ذكرت أن شعبة الإخوان المسلمين بسنهور المدينة احتفلت بليلة القدر مع أهل القرية، وإن دل ذلك فإنما يدل على أن دعوة الإخوان تواجدت في القرية منذ فترة قبل الاحتفال (4).

ويذكر الأستاذ أحمد البس قصة الشيخ بسيوني خطاب – من سنهور المدينة - واختلافه مع أحد أعيان سنهور فيقول في كتابه (الإخوان المسلمون في ريف مصر):

"ولا أنسى يوم أن علمت باستشهاد ابنه وذهبت إليه بعد أن أشرت بعمل سرادق لمقابلة المعزين, وكان الشيخ مريضا بالفراش بمنزله. فدخلت عليه وأسررت له بالحادث المؤلم فقال: لا تتحدث ولا تخبر أحدا فإني مريض كما ترى وأمه ستملأ عليّ البيت صياحا, كما أنه لا داعي لعمل مأتم, ثم سألني كم هناك من أخ معتقل؟ فقلت حوالي عشرين. فقال: وجه ما معك من المال الذي ستصرفه على المأتم إلى أهالي المعتقلين واصبر حتى ينفرج الجو وأقوم من مرضي ثم نخبر والدته بالتدريج، وقد كان، وبذلك ضرب المثل في الجلد ومقابلة الخطوب.

ليس هذا فقط؛ فله من الحكايات ما يدهش العقول في الغيرة على الإسلام خرج من بيته في أحد أيام رمضان يقوده ابنه فوزي . فقال له: يا أبي إني أرى رجلا يأكل على بعد منا. فقال : قدني إليه. فلما وقف أمامه قال:

ما اسمك؟ فقال محمد. قال: ومحمد كمان. لماذا تأكل في رمضان؟ قال الرجل: وماله؟ فأخذه الشيخ من جلبابه وانحنى يخلع حذاءه وأخذ يضربه به وهو لا يبدي حراكا مع أنه فتى جلد. ثم قال الشيخ: هذا حقنا.. أما حق الله فسيأخذه منك.

وكان عبد الفتاح حسن مرشح الوفد يعتبر من أحسن الوفديين سلوكا وتدينا فسانده الشيخ حتى نجح وكسب الدائرة 26 فكافأه الأستاذ عبد الفتاح حسن ونقله إلى مسجد سيدنا عمرو بن العاص بالقاهرة وكان المسجد في هذا الوقت مهملا للغاية لا يرد إليه إلا نفر قليل, فأبدع الشيخ في إلقاء الخطب والوعظ فكثر رواد المسجد حتى أصبح أول مسجد يزدحم بالمصلين بالقاهرة كما كان في بداية مهده كأول مسجد أسس في مصر.

ولنعد إلى سيرته الكريمة فقد ذكر لي هذه القصة بينما سافر من القاهرة إلى بلده سنهور المدينة رآه بمحطة مصر رجل من أغنياء الجهة "جهة سنهور المدينة" فقال ذلك الرجل لتابعه: سأل الشيخ إلى أين هو مسافر؟ فسأله التابع إلى أين أنت مسافر يا شيخنا فقال إلى البلد فقال: وتذكرتك فقال الشيخ: درجة ثالثة. فأمر الوجيه أن تبدل التذكرة على حسابه درجة أولى ليركب معه الشيخ.

ولما ركب الشيخ مع الثري أراد أن يقدم إليه الخبر عن الإسلام وعن مزاياه وفضائله ظنا أن الوجيه سيسر لذلك, ولكن الوجيه لا يحب الإسلام ولا الحديث عنه. فقال للشيخ: يا شيخ بسيوني الله يلعن الإسلام ده .

فسكت الشيخ مبهوتًا فترة قصيرة ثم قال: بيه . بيه. الله يلعن أبوك فوقف البك وأخرج مسدسه من جيبه بحركة غير إرادية فصرخت سيدة كانت تجلس أمامهما بالدرجة الأولى وقالت للسيد: هل تريد أن تقتل الشيخ؟ فقال لا إنه من بلدي ولكنني أخرجت المسدس بحركة غير إرادية ثم جلسا يتحدثان في أمور بعيدة عن هذه الواقعة حتى وصلا إلى محطة الوصول وركب الوجيه سيارته وركب الشيخ دابته وذهب كل إلى بيته.

ومر شهر وإذا بالثري يقتل ولا يعرف من قاتله, ويمر شهر آخر ويدخل رجل على الشيخ فيقول له: هل كان بينك وبين فلان الوجيه عداء؟ قال لا إلا أني كنت مسافرا من القاهرة إلى سنهور المدينة منذ شهرين ورافقني في القطار وأبدل تذكرتي من درجة ثالثة إلى درجة أولى وتحدثت معه عن الإسلام، ولعنه، فلعنت أباه ولا شيء غير ذلك, فقال الرجل – وكان ممن يأخذون المال ليقتلوا خصم من يدفع لهم الأجر – قال: إن فلانا هذا الوجيه الذي لعن الإسلام أرسل إلي وأعطاني خمسين جنيها وقال لي: عندي مسألة بسيطة: رجل ضرير ستقتله لأنه قليل الأدب لعن والدي. فقلت له: ليس عندي سلاح, فقال أحضر بالليل من وراء القصر وأعطيك السلاح, وقد سررت لذلك لأني أخذت أجر قتله ولم أتمكن منذ زمن طويل فقلت في نفسي قد جاءتك الفرصة, وفعلا حضرت إليه بعد أن جاء الليل وخيم الظلام على المكان وجدته من خلف قصره وتسلمت منه السلاح, وما إن كان بيدي حتى وجهته إلى صدره وانصرفت تاركه جثة هامدة وبعد أن هدأ الجو ومر شهر في قتله جئت إليك لآخذ باقي الأجرة"، قال ذلك مازحا، فقال له الشيخ: مازحا أيضا: هات الخمسين جنيها التي أخذتها منه. وقد ضحك، ولقد اعتقل الشيخ عام 1949م في عهد وزارة إبراهيم عبدالهادي مع باقي إخوانه الذين اعتقلوا بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين (5).

وكان أيضا للشيخ محمد بظاظو بسنهور المدينة دور في نشر فكر الإخوان المسلمين في القرية والقرى المجاورة ومن المعروف أن الشيخ محمد بظاظو له عدد من الأولاد الذين يشكلون بعض قادة الإخوان أمثال الدكتور محمد محمد بظاظو وإبراهيم بظاظو والشيخ من مواليد 1/ 1/ 1929م وتخرج في كلية أصول الدين عام 1954م.

انتشرت الدعوة في قرية سنهور المدينة والتحق بها الكثير من الإخوان خاصة بعدما عادت الجماعة في السبعينيات حيث ظلت فترة السبعينيات والثمانينيات ضمن شعبة دسوق كلها قبل أن تصبح جزءًا من شعبة خط الساحل، ثم شعبة سنهور وشباس الشهداء وقرية البرنس، وذلك قبل أن تصبح شعبة مستقلة لزيادة عدد أعضائها وذلك عام 2006م، وما زالت الدعوة فيها حتى الآن.

المراجع

  1. علي باشا مبارك: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر - الجزء الثاني عشر، المطبعة الكبرى الأميرية، صـ 59–60.
  2. القاضي يوسف بن إسماعيل النبهاني: جامع كرامات الأولياء،جـ1، دار الكتب العلمية، بيروت، صـ171
  3. مدينة دسوق ودعوة الإخوان المسلمين: موقع إخوان ويكي، https://bit.ly/2rsen7Q
  4. مجلة الإخوان المسلمين – السنة الثالثة – العدد 70 – صـ26 – 14شوال 1364هـ / 20سبتمبر 1945م.
  5. أحمد البس: [[الإخوان المسلمون في ريف مصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1986م.

للمزيد عن الإخوان في كفر الشيخ

روابط داخلية

أهم أعلام إخوان كفر الشيخ

أهم أعلام إخوان كفر الشيخ

روابط خارجية

مقالات متعلقة

وصلات فيديو