دعوة الإخوان وقرية كفر وهب بالمنوفية بلد المجاهدين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دعوة الإخوان وقرية كفر وهب بالمنوفية بلد المجاهدين


إعداد إخوان ويكي

مقدمة

55شعار-الاخوان.jpg

كفر وهب إحدى قرى مركز قويسنا التابع لمحافظة المنوفية في جمهورية مصر العربية، اختارتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) كأفضل قرية نموذجية في العالم لشهر أبريل 2013م.

فهي تعد من القرى المصرية الصغيرة في محافظة المنوفية لا تختلف عن أي قرية في مصر في كونها قرية صغيرة في المساحة والتعداد والإمكانيات الطبيعة التي خلقها الله لها غير أن سكانها حولوها إلى قرية نموذجية عالمية بها كل سبل الحياة الرائعة الكريمة بالطموح وقوة الإرادة والاتحاد.

لقرية وهب أسطورة قديمة يرويها الرواة من أهل القرية عن رجل من ديرب نجم بالشرقية اسمه وهب كان يعيش في زمن المماليك مع قسوة الملتزم، ولكنه كان عابدًا يواظب على قراءة القرآن والذكر والتسبيح، وكان يرى رؤيا تتكرر يوميًا في منامه كان يرى نفسه وحيدًا في أرض خالية تمامًا وعندما يسير فيها وينظر خلفه يرى نبتة صغيرة بمجرد النظر إليها تتحول إلى شجرة يانعة مثمرة ورائحة هذه الأشجار تجذب إليها الناس ويعيشون معه في الأرض ويأنس بهم في وحدته وعندما روى هذه الرواية لأبيه، وقد كان شيخ الجامع قال له اذهب وحقق حلمك إن الله قد أودع فيك سرًّا، سار وهب على غير هدى راكبًا حماره حتى جاء المساء وهبط للراحة ونام نومًا عميقًا استيقظ ليجد أن الأرض التي ينام فيها هي التي كان يراها يوميا في المنام، ولكنه رأى رجال الملتزم جاءوا و ضربوه وأدخلوه السجن فدعا عليهم، فمرض كبير الحراس وبعد يومين توفاه الله فأصبح وهب أسطورة يخاف منها الجميع خوفًا من دعائه عليهم وفي يوم ذهب لصلاة الجمعة ورآه رجال الملتزم وكان يظهر عليهم الرهبة منه ولما سألهم الملتزم عن سر رهبتهم منه رووا له حكايته فسأله الملتزم بماذا دعوت على الحارس فقال حسبي الله ونعم الوكيل فقال له الملتزم اذهب حيث تشاء وأقم في المكان الذي تختاره ولك منا الأمان وذهب وهب وبنى بيتا من الطين وزرع حوله الأشجار وبدأ الناس تتوافد عليه وكان كل من يقرر المكوث معه في الأرض يعطيه قطعة أرض ويزوجه حتى كبرت القرية وأصبحت قرية وهب.

ربما تكون أسطورة وهب رواية حقيقية مائة بالمائة وربما تكون أسطورة بها الكثير من الخيال ألفها احد الرواة ولكن ما رواه لنا المهندس فتحي وهب أحد أحفاد مُنشأ القرية هو الحقيقة بعينها يقول إنه في الثمانينيات كان أحد أبناء القرية وهو الدكتور مجدي عبد المقصود طالبا في كلية الطب أحب قريته وأراد أن تصبح قريته قرية رائعة ومثلا رائعا يحتذى به فبدأ بغرس أول شجرة ودعا شباب القرية للعمل معه على تجميل القرية والاعتناء بها وافقه البعض ورفض البعض الآخر وبإصرارهم وعزيمتهم نجح مشروعهم (1).

وكفر وهب تبعد عن قويسنا قرابة ثلاثة كيلو مترات جنوبًا, ويعمل سكانها بالزراعة, ويرتبطون فيها بينهم بعلاقات قرابة ونسب، فتعدادهم قليل ولذلك كانت القرية أشبه بأسرة واحدة، وبفضل الله كانت روح التدين تسري بالفطرة في نفوس أبناء القرية.

الإخوان في قرية كفر وهب

دخلت دعوة الإخوان إلى محافظة المنوفية في وقت مبكر خاصة بعدما انتقل الشيخ حامد عسكرية من شبراخيت إلى شبين الكوم ليعمل فيها واعظ حيث اخذ على عتقه نشر الدعوة، وبالفعل وصلت الدعوة إلى قويسنا.

هذا غير نشاط الطلبة عام 1936م حيث كانوا ينظمون الزيارات للقرى والمدن في الإجازة الصيفية، وبالفعل تلقف الدعوة وتعاهد على نشرها حمود أفندي الطوري ابن عمدة قويسنا والموظف بمجلس قروي منشية صبري (2).

كانت أول شعبتين تكونتا في قويسنا شعبة قويسنا وشعبة شبرا بخوم سنة 1936م ثم جاءت شعبة كفر الشيخ إبراهيم وهي قرى قريبة من كفر وهب والتي ذكر الأستاذ أبو الفتوح عفيفي كيف دخلت الدعوة إلى كفر وهب حتى أصبحت بلدة للشهداء والمجاهدين فيقول: في أحد الأيام طلب مني الناظر، كما طلب من غيري من التلاميذ، أن أخبر والدي بقدوم الشيخ حسن البنا إلى قوسنا لإلقاء درس بعد صلاة العصر في المسجد, وكان ذلك أول معرفتي بهذا الرجل، فقد أسرعت على الفور بإخبار الوالد والذي سُر بسماع ذلك, وقد طلبت منه أن يصطحبني إلى المسجد لحضور درس الشيخ حسن البنا الذي شهد جموعًا من الناس حرصت على التوافد للمسجد، وشعرت وقتها بسرور المصلين بمقدم الإمام وثنائهم عليه, وسألت والدي بعد انتهاء درس الشيخ: لماذا لم تحضره معنا إلى البيت؟ فقد كان من عادتنا أن يتم استضافة الشيوخ في أحد المنازل وتقديم واجب الضيافة لهم, ولكن والدي أخبرني أن الإمام سيسافر إلى القاهرة لأنه يعمل بالتدريس وليس لديه وقت (3).

غير أنه يرجع ويذكر أنه سافر لاستكمال تعليمه في القاهرة لكن حينما عاد وجد أخيه رشدي ومحمد عمر يحدثوه عن الانضمام للإخوان حيث جاء في حديثه: وعندما عدت للبلد وجدت أخي رشدي وشخص آخر اسمه محمد عمر من الإخوان ظلوا يحدثونني عن الانضمام للإخوان المسلمين فلم أوافق وذكرت لهم أن أبانا قد كرهنا في الأحزاب فقال لي: إن الإخوان غير ذلك، فقلت له: لا بل هم كذلك حتى يصلوا فقط إلى سدة الحكم وبعدها لن يهتموا بأحد. وكادوا ييأسون مني ولكن أراد الله بي الخير فسألتهم من المسئول عن هؤلاء الناس؟ فقال لي: شخص يدعى حسن البنا فتذكرت على الفور المشهد القديم، فقلت لهم مباشرة وكيف الدخول فيكم؟

فقالوا لي: عندما تسافر ابحث عن أقرب شعبة لك من شعب الإخوان فاذهب لهم وقل لهم إنني أخوكم فلان وأريد الانتساب إليكم (4).

وهكذا تغلغلت الدعوة في نفوس أهل كفروهب وحرصوا على تغذية أبنائهم بها، وأخذت الدعوة تنتشر سط أهلها رغم قلة عددهم، حتى برزت هذه التربية في حرب فلسطين عام 1948م.

إخوان كفر وهب وحرب فلسطين

قال الإمام البنا في الجهاد: «و أريد بالجهاد الفريضة الماضية إلى يوم القيامة و المقصود بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من مات ولم يغز ولم ينو الغزو مات ميتة جاهلية).

وأول مراتبه إنكار القلب وأعلاها القتال في سبيل الله وبين ذلك جهاد اللسان و القلم واليد وكلمة الحق عند السلطان الجائر ولا تحيا دعوة إلا بالجهاد وبقدر سمو الدعوة وسعة أفقها؛ وبقدر سمو الدعوة و سعة أفقها تكون عظمة الجهاد في سبيلها وضخامة الثمن الذي يطلب لتأييدها و جزالة الثواب للعاملين:(وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ) (الحج:78). وبذلك تعرف معنى هتافك الدائم: (الجهاد سبيلنا)».

على هذه المعاني عاش إخوان وشباب كفر وهب وذويهم حتى جاء الاختبار العملي حينما نادى المنادى للتطوع في حرب فلسطين للتصدي لمحاولات الصهاينة السيطرة عليها، وكان على رأسهم المجاهد أبو الفتوح عفيفي إبراهيم شوشة، والذي ولد في كفر وهب في الأول من مايو 1929م، والتحق بالإخوان وهو في سن صغير.

ذهب أبو الفتوح عفيفي ودون اسمه في المركز العام حيث كان عمره 19 عاما، وأجرى الكشف الطبي عليه غير أن الحكومة طالبت أن يكون الكشف الطبي في النضارة وتم استبعاده من صفوف المجاهدين بسبب ضعف بصره فسقط مغشيا عليه، وأخذ الإخوان يهونون عنه حتى جاء رئيس لجنة الكشف فتعاطف معه وسمح له بالسفر، وهكذا أصبح ابن كفر وهب مجاهد في صفوف المجاهدين ضرب أروع المثل، ومع ذلك كان بطلا من أبطال حرب القنال عام 1951م أيضا.

الشهيدان محمد حسن العناني وأخيه عبدالوكيل

ولدا في "كفر وهب" مركز قويسنا، وحفظا القرآن الكريم وهما صغيرين حيث حرص والدهما على تربيتهم وتنشئتهم تنشئة إسلامية.

وفي بداية الأربعينيات انضما إلى دعوة الإخوان المسلمين، وما أن دعى الإمام حسن البنا الإخوان بالمسارعة للجهاد في سبيل الله في فلسطين عام 1948م حتى اجتمعت عائلة الشهيدين في شبه مؤتمر لتدرس مسألة الجهاد، وكان رئيسها – أبوهما- قد قرر أن الجهاد فرض مقدس، وأنه يرى أن يتقدم أولاده الثلاثة للتطوع "محمد وعلي وعبد الوكيل"، رغم أنهم كانوا قد عُوفوا جميعًا من الخدمة العسكرية، ولكن محمد حسن كان يرى أن يذهب وحده للجهاد ويترك أخويه ليعاونا والدَهما على شئون الحياة، فكان أبوه يقول: "إن الرزق بيد الله، ولا يتوقف على والد ولا ولد".

وبينما هم جالسون يومًا على مائدة الطعام إذا بأحمد الطفل- شقيق محمد- يقول: رأيتُ جدِّي في المنام يقول لي قل لأبيك اترك الأولاد ليذهبوا للجهاد، عند ذلك ضحك الرجل وقال لأولاده، وها هو الإذن قد جاءكم فتطوَّعوا.. وفعلاً تقدموا للكشف الطبي، ولكن لم ينجح سوى محمد وعبد الوكيل.

وبعد نجاح محمد وعبدالوكيل في الكشف الطبي قال محمد: "إنني وأخي عبد الوكيل قد نجحنا في الكشف الطبي للمتطوعين.. أما أخي علي فلم ينجح، وإن والدنا قد وافق على سفرنا فلسطين ولولا ظروفه الأخرى لتقدم هو أيضًا للتطوع على أن والدتي قالت مستفسرةً ضاحكةً: ألا يأخذون السيدات أيضًا.. يا الله..!! ماذا يستطيع القلم أن يكتب في مثل هذه الحال؟! وبماذا كنت أجيب أخي محمدًا إلا بأن أُطأطئ رأسي أمامه تقديرًا وإعجابًا به وبأسرته الكريمة". وسافر الشهيدان إلى الميدان في صبيحة يوم الأحد 16 جمادى الآخر سنة 1267هـ الموافق 25 أبريل سنة 1948م، وكان أبوهما في توديعهما، فكان مما قاله لهما: "اعلما أنكما ذاهبان للموت في سبيل الله، فكونا عند الله هديةً مقبولةً".

وجاء يوم الثلاثاء الموافق 2 رجب سنة 1367هـ= 11 مايو سنة 1948م فكانت معركة كفار ديروم الثانية، وكان محمد في مقدمة الإخوان المجاهدين أمام الأسلاك الشائكة، قرى مستعمرة العدو؛ حيث كان "حكمدار" لفرقة النسف والتدمير، وقبل دخوله هذه المعركة فرَّق ملابسه الملكية وأمتعته الخاصة على الفقراء من إخوانه إحساسًا منه بقرب استشهاده، وبعد ذلك أصيب بإصابة جعلته ينادي أخاه "عبد الوكيل" فأسرع إليه أخوه وما كاد يقترب منه حتى أصيب هو الآخر فوقعا شهيدين، وفاضت روحاهما معًا وكأنهما كانا مع الموت على ميعاد.

وصل خبر استشهادهما لأبويهما فكان مما قاله والد الشهيدين في خطبةً مؤثرةً بليغةً أمام (الميكرفون) في الحفل الذي أقيم لتأبينهما في (كفر وهب)، وحضره مندوب من المركز العام: "نبَتا في بيت واحد وتربَّيا في بيت واحد، وتطوَّعا في يوم واحد، وخرجا للجهاد في يوم واحد، واستُشهدا في يوم واحد وفي مكان واحد"، وهنا خنقته العبرات ثم وجه كلمته إلى المستمعين قائلاً: "لا عزاء في الشهداء، فمن أراد منكم أن يتقدم إليَّ بشيءٍ فليتقدم بالتهنئة على ما أعطاني الله من خير في استشهاد ولديَّ وإكرامهما".

ولما ذهب الإمام الشهيد حسن البنا لمواساة الأب الصالح، ردَّ عليه قائلاً: "لو أردت ولدي الثالث لأرسلته فورًا إلى ميدان الجهاد". ولم يقل موقف الأم عن الأب فحينما ذاع نبأ استشهاد ولديها وجاء إليها النسوة يصرخن ويُعلِنَّ حزنَهن بأصوات منكرةً، قامت فيهم واعظةً ومرشدةً لتبين لهنَّ فضل الشهادة ومنزلة من اختصه الله بهذا الفضل العظيم.

كفر وهب بعد ثورة 23 يوليو

على الرغم من ضعف العمل الإخواني في القرية لقلة عددها غير أن الإخوان فيها كان لهم بصمات في تاريخ الإخوان، ففي الأول من يونيو من 1957م وبعدما انتهت محاكمات الإخوان العسكرية، ارتكب عبد الناصر أكبر مذبحة ضد العزل في السجون حيث بدأها بسجن ليمان طره، حينما جمع جنوده وضباطه واقتحموا السجن بالسلاح الألي مما أدى إلى وفاة العشرات وإصابة مثلهم، كان على رأسهم الشهيد عبد الفتاح محمود عطا الله, والذي قبض عليه في 27/2/1955م والذي كان يعمل خياطا ومتزوج وله ولد, وهو من كفر وهب, مركز قويسنا (5).

وبعد أن عادت الدعوة للانتشار مرة أخرى عادة كفر وهب لسائر نشاطها، وكان لها بعض الاهتمام من الأستاذ عيسى عبد الغفار عضو الكتلة البرلمانية لإخوان المنوفية في مايو 2010م، حينما استطاع الحصول على موافقة سامي عمارة محافظ المنوفية بإدراج قريتي، "كفر وهب"، و"كفر عبده" بخطة الصرف الصحي.

وحينما وقع الانقلاب العسكري شارك أهالي كفر وهب في التنديد بما جرى للرئيس المنتخب حتى سرت وسط بعضهم الاعتقالات.

رجالات كفر وهب

  • من رجالات كفر وهب الذين سطروا بصمات في تاريخ الإخوان:
  1. المجاهد أبو الفتوح عفيفي: ولد (5 مايو 1929 - 20 أبريل 2010) الملقب بشيخ المجاهدين، أحد مجاهدي كتائب الإخوان المسلمين في حرب 1948 في فلسطين وفي حرب السويس 1951، ولد بقرية كفر وهب - التابعة لمدينة قويسنا - محافظة المنوفية. كان عضوا بمجلس شورى الإخوان المسلمين ورئيس المكتب الإداري لهم في محافظة المنوفية، وعضوا بمجلس الشعب المصري.
  2. رشدي عفيفي إبراهيم شوشة, شيخ خفر بلدة كفر وهب مركز قويسنا من مواليد سنة 1927م وسمي في السجن بملك السجن لمهارته على التعامل مع المساجين والضباط.
  3. عبد الفتاح محمود عطا الله, والذ قبض عليه فى 27/2/55 ويعمل خياطًا ومتزوج وله ولد, من كفر وهب, مركز قويسنا والذي استشهد في مذبحة ليمان طره 1957م.
  4. محمد حسن العناني ولد في "كفر وهب" مركز قويسنا في 5 مارس سنة 1922م واستشهد في معركة كفار ديروم بفلسطين عام 1948م.
  5. عبدالوكيل حسن العناني وُلد في 30 سبتمبر سنة 1928م في (كفر وهب) واستشهد في معركة كفار ديروم بفلسطين عام 1948م مع أخيه محمد.

المراجع

  1. باريس المنوفية.. كفر وهب: https://bit.ly/35lSNAR
  2. جريدة الإخوان المسلمين: السنة الرابعة، العدد 16، الصادر يوم 28/ 7/ 1936م.
  3. أبو الفتوح عفيفي: رحلتي مع الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، الطبعة الأولى، 1424هـ- 2003م.
  4. أبو الفتوح عفيفي: المرجع السابق.
  5. جابر رزق: مذبحة الإخوان في ليمان طرة، دار الاعتصام، 1986م.

للمزيد عن إخوان المنوفية

من أعلام الإخوان في المنوفية

روابط داخلية

ملفات متعلقة

.

أخبار متعلقة

.

مقالات متعلقة

الموقع الرسمي لإخوان المنوفية

إخوان المنوفية

وصلات فيديو