دفاعًا عن المجرم ممدوح إسماعيل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دفاعًا عن المجرم ممدوح إسماعيل

13 مارس 2009

بقلم: عماد الدين حسين

قد يصدم العنوان أعلاه كثيرين، وقد يتسرع البعض مكتفيا بالعنوان ليتهمنى بأننى ربما «قبضت» من الرجل وأصبحت أحد حوارييه المعتمدين فى مصر ... وقد ... وقد.

لكن وبعيدا عن كل التأويلات والتفسيرات فإن ما أريد إثباته هو محاولة فك بعض الطلاسم التى يحاول كثيرون زيادة «طلسمتها» بحسن نية قليلا وبسوء نية فى مرات كثيرة.

بحكم القضاء الذى أعلن صباح الأربعاء الماضى فإن ممدوح إسماعيل صار مدانا رسميا بالسجن مدة سبع سنوات، ولو كنت أملك قدرات خارقة فربما كنت سأحكم على ممدوح إسماعيل بالإعدام غرقا 1034 بعدد الشهداء الذين أزهق أرواحهم.

ولكن وبما أننى لا أملك هذه القدرات فإننى سأنزل إلى أرض الواقع للحديث عن مجموعة سريعة من النقاط التى قد تزيل بعض الغموض العالق فى أذهان الكثيرين.

أولا: لنتخيل لو كان أحدنا فى مكان ممدوح إسماعيل ــ قبل الحادث بالطبع ــ ماذا كان سيفعل؟! شخص يتمتع بدعم هائل من قبل كثير من المتنفذين وتفتح له الأبواب المغلقة، ويعامل باعتباره إمبراطورا بحكم أنه يغدق على الكثيرين من ماله الحلال أو الحرام.

هذه النوعية من البشر تصل إلى قناعة كاملة أنها يمكنها أن تفعل أى شىء فى أى وقت ضد أى شخص أو أشخاص.

للتدليل على ذلك علينا مراجعة ما ذكرته تحقيقات النيابة مع هشام طلعت مصطفى فى قضية مقتل سوزان تميم قبل حظر النشر.. ومع مراعاة الفارق بأن هشام مصطفى لا يزال متهما وليس مدانا.

ثانيا: هناك قلة فى الإعلام المصرى تدافع بحياء وخجل عن ممدوح إسماعيل وتغلف كلامها بعبارات معسولة، وأفكار ملفوفة ومسمومة، لأنها لا تسطتيع أن تجهر بتأييده علنا خشية أن يحكم عليها الرأى العام بالإعدام.

ثالثا: هناك كثرة من الإعلاميين يهاجمون ممدوح إسماعيل بعنف قبل وبعد صدور حكم الإدانة، بعض هؤلاء يفعل ذلك محقا وبحسن نية تضامنا مع الضحايا ومحاربة للفساد، لكن قلة من هؤلاء المهاجمين لممدوح إسماعيل يحاولون حصر الأمر فقط فى مسئوليته عن الكارثة لكى يغطوا على المجرمين الحقيقيين الذين تسببوا فعلا فى الجريمة وهنا مربط الفرس وبيت القصيد.

رابعا: الجريمة الحقيقية لم تكن غرق العبارة بل فى الظروف والملابسات التى انتجت الكارثة ولا تزال تهيئ التربة لعبّارات أخرى قادمة فى الطريق.. ممدوح إسماعيل مجرد مجرم صغير مهما كان حجم ضحاياه.. قدم أموالًا لمتنفذين وحصل فى المقابل منهم على شيك على بياض يخوله جمع الأموال بلا حساب عبر تسيير عبّارات خردة غير صالحة للملاحة، وقتل من يشاء دون خوف من المساءلة، بل والخروج من البلاد كالشعرة من العجين.

خامسا: قضيتنا الحقيقية ليست مع أمثال ممدوح إسماعيل.. فهؤلاء يكفى أن تجفف منابع نفوذهم لكى يقضى عليهم.. المشكلة يا سادة وباختصار شديد كما لخصها فيلسوف العصر الأسطى برايز فى نهاية الفيلم الرائع «فيلم ثقافى» تتمثل فى «السيستم» النائم والمتخلف الذى جعل مصر بأكملها أشبه بعبّارة غارقة فى قاع المحيط.

المصدر