دور الإخوان في إصلاح المجتمع ومحاربة الإختلاط

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دور الإخوان في إصلاح المجتمع ومحاربة الإختلاط

بقلم: عبده مصطفى دسوقي

الاختلاط

الإمام الشهيد حسن البنا

تحدَّثنا من قبل حول أثر جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع المصري ودورها في التصدي لكثيرٍ من العادات الفاسدة التي أوجدها الاستعمار وسارت عادةً لدى الشعب، ورأينا جهودهم كيف أتت ثمارها مثل التبشير والحركات الهدَّامة والرشوة، ورأينا جهودهم فيها، والبغاء الذي بذلت الجماعة في محاربته مجهودًا طيبًا حتى أصدر رئيس الوزراء قرارًا بتشكيل لجنة للقضاء على البغاء، ثم تتابعت مع تعاقب الحكومات حتى أُلغيَ تمامًا بعد قيام الثورة، ورأينا جهودهم أيضًا على المستوى الرسمي والشعبي في تذكير الناس بمخاطر العُرْي والسفور.

ورأينا أن نكمل هذه الجهود بالحديث عن جهودهم في التصدي للاختلاط الذي لم يفهمه الناس وظنوا أن الاختلاط هو إباحة كل شيء دون مراعاة قِيَم أو معايير شرعية، وأن التزام المرأة بلباسها الشرعي هو عادةٌ تخلُّفيَّة لا بد أن تنتهيَ ويجب على المرأة أن تختلط بالرجال في أي ظرف؛ حتى يوجد التعاون المشترك بين شطرَي الأمة، وتناسوا ما يمكن أن يخلِّفه هذا الاختلاط من وبالٍ وخيمٍ على المجتمع، ونسوا المعايير الشرعية التي يجب على أفراد المجتمع الالتزام بها وقت الاختلاط، وأنه لا يكون إلا للضرورة الشديدة والتي تتطلبها مصلحة الأمة والمجتمع، وأنه لا قيمة لهذا الاختلاط ما دام لا يعود على المجتمع بالنفع.

كان من مظاهر الفساد الدخيلة على المجتمع في هذه الفترة الاختلاط بين الجنسين، وكان المجتمع ما زال يتحفَّظ على هذا الاختلاط ويرفضه، إلا في بعض الفئات المتحرِّرة والمتشبِّهة بالأجانب، وكان موقف الإخوان من هذا الأمر هو الالتزام برأي الشرع فيه مهما كان اتهام ذلك بالرجعية أو الجمود؛ فلقد عمل الإخوان على منع الاختلاط الذي يحدث بين الجنسين، وما ينتج عنه من انهيارٍ لأخلاقيات المجتمع، وفي ذلك يقول الإمام البنا في "رسالة المرأة المسلمة": "يرى الإسلام في الاختلاط بين المرأة والرجل خطرًا محققًا؛ فهو يباعد بينهما إلا بالزواج، ولهذا فإن المجتمع الإسلامي مجتمع انفرادي لا مجتمع مشترك".

سيقول دعاة الاختلاط: إن في ذلك حرمانًا للجنسين من لذة الاجتماع وحلاوة الأنس التي يجدها كلٌّ منهما في سكونه للآخر، والتي توجد شعورًا يستنبع كثيرًا من الآداب الاجتماعية من: الرقة، وحسن المعاشرة، ولطف الحديث، ودماثة الطباع... إلخ.

وسيقولون: إن هذه المباعدة بين الجنسين ستجعل كلاًّ منهما مشوقًا أبدًا إلى الآخر، ولكن الاتصال بينهما يقلل من التفكير في هذا الشأن، ويجعله أمرًا عاديًّا في النفوس.

كذا يقولون، ويفتتن بقولهم كثيرٌ من الشبان، ولا سيما أنها فكرة توافق أهواء النفوس وتساير شهواتها.

ونحن نقول لهؤلاء: مع أننا نسلِّم بما ذكرتم في الأمر الأول نقول لكم: إن ما يعقب لذة الاجتماع وحلاوة الأنس من ضياع الأعراض وخبث الطوايا، وفساد النفوس وتهدم البيوت، وشقاء الأمر وبلاء الجريمة، وما يستلزمه هذا الاختلاط من طراوةٍ في الأخلاق ولينٍ في الرجولة لا يقف عند حد الرقة، بل هو يتجاوز ذلك إلى حد الخنوثة والرخاوة، وكل ذلك ملموس لا يماري فيه إلا مكابر.

كل هذه الآثار السيئة التي تترتب على الاختلاط تربو ألف مرة على ما يُنتظَر منه من فوائد، وإذا تعارضت المصلحة والمفسدة فدرء المفسدة أولى، ولا سيما إذا كانت المصلحة لا تعد شيئًا بجانب هذا الفساد.

وأما الأمر الثاني: فغير صحيح، وإنما يزيد الاختلاط قوة الميل، وقديمًا قيل: إن الطعام يقوِّي شهوة النهم، والرجل يعيش مع امرأته دهرًا ويجد الميل إليها يتجدَّد في نفسه، فما باله لا تكون صلته بها مذهبة لميله إليها؟! والمرأة التي تخالط الرجال تتفنَّن في إبداء ضروب زينتها، ولا يرضيها إلا أن تثير في نفوسهم الإعجاب بها، وهذا أيضًا من أسوأ الآثار التي يعقبها الاختلاط، وهو الإسراف في الزينة، والتبرج المؤدي إلى الإفلاس والخراب والفقر.

لهذا نحن نصرِّح بأن المجتمع الإسلامي مجتمع فردي لا زوجي، وأن للرجال مجتمعاتهم وللنساء مجتمعاتهن، ولقد أباح الإسلام للمرأة شهود العيد وحضور الجماعة والخروج في القتال عند الضرورة الماسة، ولكنه وقف عند هذا الحد واشترط له شروطًا شديدةً؛ من البعد عن كل مظاهر الزينة، ومن ستر الجسم، ومن إحاطة الثياب به، فلا تصف ولا تشف، ومن عدم الخلوة بأجنبي مهما كانت الظروف.. وهكذا.

إن من أكبر الكبائر في الإسلام أن يخلوَ الرجل بامرأة ليست بذات محرم له، ولقد أخذ الإسلام السبيل على الجنسين في هذا الاختلاط أخذًا قويًّا محكمًا؛ فالستر في الملابس أدبٌ من آدابه، وتحريم الخلوة بالأجنبي حكمٌ من أحكامه، وغضُّ الطرف واجبٌ من واجباته، والعكوف في المنازل للمرأة حتى في الصلاة شعيرةٌ من شعائره، والبعد عن الإغراء بالقول والإشارة وكل مظاهر الزينة وبخاصةٍ عن الخروج حدٌّ من حدوده.

كل ذلك إنما يراد به أن يَسْلَمَ الرجل من فتنة المرأة، وهي أحب الفتن إلى نفسه، وأن تَسْلَمَ المرأة من فتنة الرجل، وهي أقرب الفتن إلى قلبها.

وليس بعد هذا البيان بيانٌ، ومنه يُعْلَم أنَّ ما نحن عليه ليس من الإسلام في شيء؛ فهذا الاختلاط الفاشي بيننا في المدارس والمعاهد والمجامع والمحافل العامة، وهذا الخروج إلى الملاهي والمطاعم والحدائق، وهذا التبذُّل والتبرُّج الذي وصل إلى حد التهتك والخلاعة، كل هذه بضاعة أجنبية لا تمتُّ إلى الإسلام بأدنى صلة، ولقد كان لها في حياتنا الاجتماعية أسوأ الآثار".

ومن ثمَّ وقف الإخوان موقفًا متشدِّدًا نحو الاختلاط، وباركوا أي خطوةٍ من شأنها الفصل بين الجنسين؛ فعندما أرسلت لهم إحدى السيدات تنبِّه أن عربات ترام شبرا مصر ليس به مقصورة خاصة بالسيدات أرسلوا لمدير شركة ترام القاهرة مطالبين بتخصيص مقصورات للسيدات، وقد استجاب مدير الشركة لهذا الأمر وعمل على تخصيص مقصورات للسيدات، ولقد كتب الأستاذ محمد الغزالي مقالاً بعنوان: "بين الرجل والمرأة"، حدَّد فيه الآداب التي يلتزم بها الجانبان في التعامل مع الآخر وعدم الاختلاط.

كما استنكر الإخوان بشدة ما يحدث في المساجد الكبيرة التي تكثر فيها زيارات النساء بدعوى زيارة الأضرحة، خاصةً أن غالبية هذه النساء يكنَّ متبرِّجات سافرات، مثلما كان يحدث في المسجد الأحمدي بطنطا من اختلاط ممقوت، وانتهاك لحرمات المساجد، وطالبت "مجلة النذير" وزارة الأوقاف أن تتخذ موقفًا في هذا الشأن.

ولقد أرسل مكتب الإرشاد خطاباتٍ لكلٍّ من: فضيلة شيخ الأزهر، ومعالي وزير الداخلية، ووزير المعارف، ومحافظ العاصمة، ورئيس اللجنة الأهلية؛ يلفت أنظارهم لما يحدث من فسادٍ في حمام السباحة التابع للجنة الأهلية للرياضة البدنية في الجزيرة من اختلاطٍ بين الفتيات والشبان في حمامٍ مكشوف، وكان لهذه الرسائل أثر كبير نتج عنها أن أصدر سعادة طاهر باشا أمرًا بمنع غشيان البنات للحمام، كما أصدر معالي وزير المعارف قرارًا وزاريًّا بفصل القسم الخاص بالرياضة البدنية للبنات من المراقبة العامة للتربية البدنية، وجعله تابعًا للمراقبة العامة للبنات؛ لتوحيد النظر في شئونهن، كما أصدر حضرة الأستاذ عاصم بك مراقب البنات تعليمات للمدارس التي كانت تتردَّد طالباتها على الحمام المذكور بمنعهن بتاتًا، وأصدر نشراتٍ عامةً تحرِّم خروج البنات بملابس الألعاب في الطرقات، وقد شكر الإخوان جميع من تعاون معهم في هذا الواجب.

ولقد ذكر الإمام البنا في رسالتَي نحو النور والمؤتمر السادس الذي عُقد في 20 من ذي الحجة 1359ه قوله: لا بد من:

1- مقاومة التبرج والخلاعة، وإرشاد السيدات إلى ما يجب أن يكون، والتشديد في ذلك بخاصةٍ على المدرِّسات والتلميذات والطبيبات والطالبات ومن في حكمهن.

2- إعادة النظر في مناهج تعليم البنات، ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان في كثيرٍ من مراحل التعليم.

3- منع الاختلاط بين الطلبة والطالبات، واعتبار خلوة أي رجل بامرأة لا تحلُّ له جريمةً يؤاخذان بها.

4- تشجيع الزواج والنسل بكل الوسائل المؤدية إلى ذلك، ووضع تشريع يحمي الأسرة ويحضُّ عليها ويحُلُّ مشكلة الزواج.

5- إغلاق الصالات والمراقص الخليعة وتحريم الرقص وما إلى ذلك.

وفي مذكِّرة الإخوان للحكومة عام 1938م طالبوا بالفصل التام بين الجنسين في دور التعليم، وخصوصًا في الجامعة المصرية؛ لما ينتج عن ذلك من فسادٍ أخلاقي كبيرٍ.

ولقد كتب الأستاذ محمد حلمي نور الدين مقالاً جاء فيه: "يرى كثيرٌ من المولَعين بالجديد، الغارقين في لُجَّة التقليد، الناصبين أنفسهم حربًا على الدين وأهله؛ وجوبَ اشتراك المرأة مع الرجل وقيامَها إلى جانبه؛ تشاطره أعماله وتنافسه فيها، يحبِّذون لنا اختلاط الجنسين، ويمتدحونه ولا يرون بأسًا أن يخلوَ الرجل بالمرأة الأجنبية ما دامت هنالك ثقة يتبادلونها وتربية يفخرون بها، وإذا تحدَّثت إلى غير مفتون قد استهوته مدنية الغرب الكاذبة عن سبب إحجامه عن الزواج أقبل عليك ينسج خيوط عناكب حُججه الواهية، ويتمنطق بحديثه المملول قائلاً: إن ذلك من عدم اختلاط الأزواج بنا قبل البناء بهن، وأن الركون إلى الخاطبات مضرة؛ لأنهن يغررن ويخدعن ويبالغن، ولو أن اختلاطًا شاع بين الجنسين وخلوةً أبيحت للاثنين لما وجدت محجمًا عن الزواج.

كلا.. إنها كلمةٌ هو قائلها حتى تكون إباحة واختلاط ثم تأخذه حيرة ممن يختار فلا يتزوج". وكتب الإمام البنا يقول عن اختلاط المرأة بالرجل: "قلنا ألف مرة لسادتنا دعاة اختلاط المرأة بالرجل أن الإسلام أكرمُ نظامٍ جَمَعَ في تشريعه بين حرية المرأة وتقدير كرامتها وتقديس منزلتها وبين المحافظة عليها وحمايتها من عدوان المعتدين وخداع الخادعين.

وإن الإسلام حين شرع للمرأة ألا تختلط بالرجل وألا تسافر مسافة القصر إلا مع مَحرم، وأن تقوم بوظيفتها الطبيعية من تنظيم مملكة الأسرة، تلك المملكة الكثيرة الأعباء، العظيمة النتائج، البعيدة الأثر في حياة الأمم، لم نقصد بذلك قدحًا في شرفها، ولا حبسًا لحريتها، وإنما نقصد بذلك إلى صيانتها وحمايتها، فكان إخواننا دعاة الاختلاط من كاتبين وكاتبات يعيبون علينا ذلك، ويرون في بسط الرقابة على الفتاة غِلاًّ ثقيلاً لا يطيقون رؤيته ولا يحتملون التفكير فيه.

فماذا تقول السادة الآن أمام هذه الحوادث المتواترة، وأمام ما نشرته (الأهرام) في عددين متتاليين في نهر: "ما قل ودل" للأستاذ الصاوي محمد داعية الاختلاط والسفور، وداعية عدم بسط رقابة الآباء على الفتيات في عددي "الأهرام" المذكورين.

قد كان ما نشرته "الأهرام" في العدد الأول خاصًّا بطبيب إنجليزي شُطِبَ اسمه من عِداد الأطباء لانتهاكه شرف أسرة تردَّدت عليه سيدتها، فنجم عن ذلك صلاتٌ غرامية انتهت بانتحار السيدة وبؤس أسرتها، وطلاق زوجة الطبيب وحرمانه من مهنته، وكان ما نشرته في العدد التالي خاصًّا بطبيبٍ مصري حاول مثل هذه المغامرة وكاد يتم له ما أراد لانخداع الفتاة، لولا أن يقظة الوالد حالت دون ذلك.

يا إخواننا.. صدقونا؛ إننا لا نريد بالمرأة إلا كل خير، ولا نُكنُّ لها إلا كل تقدير، وقد نكون في ذلك أشد عليها منكم غَيْرةً وأعظم احترامًا، فتعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم أن ندعوَ إلى الفضيلة ونحيط حرم العفة المقدس بسياج من الرقابة اليقظة، ونحول بين ذلك الاختلاط الذي يؤدي إلى أشد النكبات وأفظع المآسي.

ومن المصادفات أن تكون هذه النُّذُر في وقتٍ غصَّت فيه المصايف بالمختلطين، فرحمةً أيها الآباء ببناتكم وفتياتكم، وحياءً حياءً أيها الشبان؛ فإنما هؤلاء أخواتكم وبنو عمومتكم، وليس من فتنة أضر على الرجال من النساء ولا أضر على النساء من الرجال، والفتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها".

كما كتب في رسالة المنهج "إصلاح الأسرة، وعلاج مشكلة المرأة بتشجيع الزواج، ونشر التعليم الإسلامي الخلقي بين الفتيات جميعًا، مع تعديل المناهج بحيث تؤدي إلى هذه الغاية، وتحريم التبرج والاختلاط والأعمال الخارجية على الفتيات، وإفهام الأزواج والزوجات معنى الزوجية الصحيحة، وتشجيع النسل وإعالته، وتحريم البغاء العلني والسري".

وقد طالب الإخوان بعدم الاختلاط، خاصةً في الجامعة؛ حيث يكون الطلاب في سنٍّ خطرة، وقد أيدوا مطلب محمد العشماوي باشا في إنشاء جامعة خاصة للفتيات، ولم يكن هذا رأي الإخوان وحدهم، بل إن كثيرًا من الفتيات كان هذا رأيهن؛ فقد سألت إحدى المجلات عددًا كبيرًا من طالبات الجامعة عن نتيجة الاختلاط في الجامعة فكان رأيهن بالإجماع أن الاختلاط في الجامعة فاشل وفعلٌ لا يأتي بخير، ولم يحقِّق ما كان يزعمه أنصاره، وهذا ما تنبَّأ به الإخوان المسلمون يوم حاربوا الاختلاط في الجامعة، وتساءلوا: إلى متى ستستمر هذه التجربة التي أقرَّ الكل بفشلها؟! وذكروا أن الجواب عند الدكتور طه حسين.

وفي مذكرة الإخوان للحكومة عام 1938م طالبوا بالفصل التام بين الجنسين في دور التعليم، وخصوصًا في الجامعة المصرية؛ لما ينتج عن ذلك من فسادٍ أخلاقي كبير.

المراجع

1- مجموعة من رسائل الإمام حسن البنا (رسالة المنهج، المؤتمر السادس، ورسالة المرأة المسلمة، ورسالة إلى أي شيء ندعو الناس): شركة البصائر للبحوث والدراسات، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.

2- جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2004م.

3- مجلة النذير: السنة الأولى والثانية (1938، 1939م).

4- مجلة الإخوان المسلمين النصف شهرية، العدد (37)، السنة الثانية، 26جمادى الآخرة 1363ه/ 17يونيو 1944م.

إقرأ أيضا

للمزيد عن دور الإخوان في الإصلاح

كتب متعلقة

من رسائل الإمام حسن البنا

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

الإصلاح السياسي:

الإصلاح الإجتماعي ومحاربة الفساد:

تابع مقالات متعلقة

رؤية الإمام البنا لنهضة الأمة

قضايا المرأة والأسرة:

الإخوان وإصلاح التعليم:

موقف الإخوان من الوطنية:

متفرقات:

أحداث في صور

.