د. أبو المجد: الحوار مع الغرب لا يفرض علينا التنازل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. أبو المجد: الحوار مع الغرب لا يفرض علينا التنازل
12-09-2005

حوار: عمرو محمود

مقدمة

محمد

- الغرب الذي استفاد من الحضارة الإسلامية قدَّم للمسلمين جزاء سنمار

- نطالب الغرب بأن تكون علاقته مع الإسلام عبر الحوار وليس الصراع

- الذي لا يعرف كيف يعتز بإسلامه وحضارته لا يجوز له أن يتحدث باسمه

ما جرى مؤخرًا من اعتداءٍ على القرآنِ الكريم في سجون جوانتنامو التي تعتقل فيها الولايات المتحدة عددًا من مقاتلي أفغانستان يؤكد أن هناك حالةَ كراهيةٍ وحقد دفين لدى مَن ارتكبوا هذه الجريمة ضد الإسلام.

وكان مؤسفًا لدرجة الإحباط ردود الفعل الصادرة عن الحكومة والأنظمة العربية والإسلامية حيال الاعتداء على مقدسات المسلمين ورمز الإسلام المتمثل في القرآن الكريم، هذا بينما كانت ردود الفعل الشعبية عظيمة تؤكد أنَّ للقرآنِ رجالاً لا يقبلون العدوان على مقدساتهم ولكن ومع الأسف الشديد لم تتجاوز ردود الفعل المظاهرات لكون هذه الجماهير لا تملك القرار في الرد على العدوان الأثيم، ولكون هذا القرار تمتلكه الحكومات التي لم تجرؤ على رد اعتبار كرامة الأمة التي يبلغ تعدادها الميار ونصف المليار مسلم؛ الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن جدوى ما يُسمَّى الحوار مع الغرب؟

المفكر الإسلامي الكبير د. أحمد كمال أبو المجد يؤكد أن هذا العدوان لا يعني إغلاق قنوات الحوار مع الغرب؛ لأنه لا يجوز تعميم فكرة العداء على الغرب ككلٍ، فهناك منصفون للإسلام من مفكرين ومثقفين لا يصح تجاهلهم.

جزاء سنمار

قلنا له : وماذا يفيد ذلك؟

أجاب : إن هؤلاء يعملون على تفعيل الحوار بدلاً من الصراع، ونحن نعرض من خلال هذا الحوار مبادئ الإسلام وقيمه بعيدًا عن الخطب الحماسية، وإنما بطريق الإقناع واستعراض منجزات الحضارة الإسلامية طوال أربعة عشر قرنًا، وإبراز فضلها على الإنسانية كلها، كما أننا نشير أيضًا إلى الاعتداءات التاريخية التي وقعت على المسلمين ونوضح كيف أن الغرب الذي استفاد من الحضارة العربية الإسلامية قدَّم للمسلمين جزاء سنمار، ونوضح لهم أن الحوار أفضل كثيرًا من الصراع لأن المبادئ الإنسانية العامة لا يختلف عليها البشر مثل العدل والمساواة والحرية... إلخ.

سألناه : لكن ما زالت نظرة صمويل هانتنجتون إلى العلاقة بين الحضارات باعتبارها صراعًا؟

فأجاب: إن ما قاله هانتنجتون وفوكوياما ليس قانونًا يطبقه الغرب دائمًا فهذه مجرد أقوال نظرية ونحن نوضح دائمًا أن الإسلام قدم الكثير إلى البشرية في كل المجالات، ومن ثم نطالب الغرب بأن يعي أنَّ علاقته مع الإسلام يجب أن تكون عبر الحوار وليس الصراع، بل نطالب بإلغاء فكرة الصراع ورفض نظرية كل من هانتنجتون وفوكوياما؛ لأنَّ الإسلام لا يدعو إلى الصراع وإنما إلى التعاون من أجل الخير لكل الناس.

العمل غير الرسمي

ما حدث مؤخرًا حول قضية الاعتداء على المصحف الشريف أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك تقصيرًا كبيرًا من جانب الحكومات والهيئات الرسمية؛ الأمر الذي يعني ضرورة قيام عمل شعبي غير رسمي دفاعًا عن الإسلام وقضاياه.. طرحنا هذه الفكرة على المفكر الإسلامي د. أبو المجد

فقال: العمل غير الرسمي مهم ومفيد ولكن بشرط أن يقوم عليه أفراد يحسنون فَهم القضية التي تطوعوا لخدمتها، كما أنه لا بد لهم من الإحاطة بالواقع والأحداث بشكلٍ يجعل الآخر يأخذ صورة صحيحة عن الإسلام ، فالموضوع لا يكفي فيه الحماسة فقط ولكن يجب أن يكون معها الفهم الدقيق أيضًا وحسن العرض، وأضاف: إن هناك نماذج ناجحة ومشرفة للعمل غير الرسمي في خدمة الإسلام.

المسلمون الغربيون

وحول ما يمكن أن يقوم به المسلمون من أصول غربية في تصحيح صورة الإسلام في الغرب والدفاع عنه

أوضح الدكتور أبو المجد أنه حتى هذه اللحظة لم تتم الاستفادة من هؤلاء استفادةً كاملةً، خاصة أنهم يمتلكون قدرات ومعارف ليست متوفرة لدى غيرهم من المسلمين، وهم أبناء الغرب وأدرى بشعابه والمطلوب فعلاً هو استيعابهم داخل الهيئات التي تم تشكيلها من علماء المسلمين ومفكرين للاستفادة منهم.

التنازل

رئيس وزراء استراليا يتحاور مع مسلمى استراليا

سألنا د. أبو المجد عما يتردد من أن الذين يحاورون الغرب باسم المسلمين يقعون أحيانًا في حالة هزيمة نفسية فيعترفون بأخطاء لم تقع أصلاً أو يقدمون تنازلات فكرية تحت تأثير هذه الهزيمة أو الانبهار؟

فقال: لا أعرف أحدًا فعل ذلك، والذي لا يعرف كيف يعتز بإسلامه وحضارته لا يجوز له أن يتحدث باسمه، والهدف من الحوار هو إظهار الصورة الصحيحة للإسلام وليس إضافة المزيد من التشويه إليها، والإسلام ليس فيه ما يشين فقد نجح في تقديم النموذج الحضاري الأرفع إلى الإنسانية كلها بما فيه من خير وعلم نافع وقيم ومبادئ لم يسبق أن عرفها البشر إلا مع بزوغ فجر هذا الدين العظيم.

التعاون مطلوب

ويطالب د. أبو المجد بالتعاون بين الهيئات والمنظمات المختلفة للتنسيق من أجل نشر الصورة الصحيحة للإسلام في الغرب باعتبارها دعوة وعملاً صالحًا نخرج به إلى العالم وتعرض من خلاله رسالة الإسلام .

وفي هذا الصدد يشير إلى دور منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والمفكرين الكبار والمثقفين ورجال الإعلام من أجل صياغة مشروع شامل للحوار بين الحضارات، وكذلك التعاون مع المراكز المهتمة بالقضية في العالم الإسلامي والغرب، والاستفادة من جهود رجال السياسة والمال والمنظمات غير الرسمية لتقديم الصورة الصحيحة للإسلام من خلال وسائل الإعلام الغربية والجامعات والمراكز الأكاديمية؛ حيث يمكن تمويل وإنشاء مراكز علمية لدراسة الحضارة الإسلامية في مناطق وجامعات معينة يمكن من خلالها تحقيق الهدف المنشود.

المصدر