د. أملاجه: نهتم بالتربية وإعداد الشباب المسلم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. أملاجه: نهتم بالتربية وإعداد الشباب المسلم

[14-07-2004]

مقدمة

- الدعوة تمثل حصنًا منيعًا ضد إغراءات الانحراف العقدي والوقوع في منزلق الجاهلية

- الآلاف من الشبان والشابات عادوا إلى الإسلام من جديد

أجرى الحوار: رجب الدمنهوري

رغم أن التحديات التي تواجه المسلمين تقف خلفها أجهزةٌ كبيرةٌ، وتُنفق عليها أموالٌ طائلة، إلا أنها مهما أوتيت من قوة لا تستطيع أن تصل إلى كامل مبتغاها..

هذا المشهد يتجلى في الدور الرائد لدعاة الإسلام النيجيريين، الذين استطاعوا- رغم ضعف إمكاناتهم- أن يتصدَّوا لمحاولات تذويب أبناء المسلمين وبناتهم في العقائد المنحرفة والتيارات التغريبية والتنصيرية، فضلاً عن توعية المسلمين بالأخطار المحدقة بهم، وإعادتهم إلى إسلامهم عقيدةً وسلوكًا وخُلُقًا وحضارةً.

ملامح المشهد الإسلامي وتحدياته في ولاية لاجوس النيجيرية يقدمها د. عبد المؤمن أملاجه يوسف-رئيس جماعة الفجر الإسلامية- مبشرًا بأن الآلاف من الشبان والشابات عادوا إلى الإسلام من جديد، وأدركوا زَيفَ ومكرَ وخداعَ التيارات التغريبية الفاسدة.


نص الحوار

  • جماعة الفجر التي تترأسونها.. ما أهم أنشطتها؟ وما آثارها على الإسلام والمسلمين في نيجيريا؟
الفجر جماعةٌ قانونيةٌ، تتخذ من ولاية لاجوس مقرًّا لها، وبالتحديد في مدينة (إشيري أولوفين)، التي يسكنها نحو مليونَي مسلم، وتؤدي هذه الجماعة دورًا كبيرًا في مجال الدعوة الإسلامية؛ حيث ترعى إقامة الشعائر الإسلامية التعبدية، وتدريس العلوم العربية والإسلامية، ونقد الثقافة الغربية، وهي بذلك تقوم بدور فعَّال للحِفاظ على الشخصية الإسلامية في هذا البلد الذي يعجُّ بأنواعٍ شتَّى من المنظمات التنفيذية والصهيونية والمذاهب الهدامة المعاصرة، وتمثل هذه الجماعة حصنًا منيعًا لأبناء المسلمين ضد إغراءات الانحراف العقدي، وتحفظهم- بعد الله- من الوقوع في مزالق الانغماس في الحياة الجاهلية التي ينوء بها المجتمع النيجيري.
  • وما أهم المبادئ التي تقوم عليها الجماعة؟ وبمعنى آخر ماذا عن ملامح منهجها الدعوي؟
جماعة الفجر الإسلامية تقوم مبادؤها على أساس الاعتقاد بأن الإسلام منهج حياة، ولا إصلاح لأوضاع المسلمين دون تحكيمه في جميع شئونهم ومجالات حياتهم، وهي تؤمن أن الفساد الذي يسود العالم اليوم يعود إلى الانحراف والميل عن الإسلام، ولا حديث عن إصلاح شامل إلا على قاعدة الأسس التي نادى بها الإسلام وأرسى دعائمها لقول الله تعالى:
﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ (الشورى:13)، ومن ثم فإن جماعة الفجر تسلك الوسائل المشروعة كافة لتحقيق هذه العقيدة في واقع الناس، والرد على مفتريات الأعداء، والتصدي للأفكار الهدامة، وتقديم الحلول العملية في ضوء القرآن الكريم والسنة المطهرة.


الحلول الإسلامية

  • لكن ماذا عن أجندتكم الدعوية، أو الهموم التي تحملونها كرئيس لهذه الجماعة؟ وهل كان لا بد من تأسيس جماعة للقيام بهذا الدور؟!
نحن نسعى إلى تحقيق نظام الإسلام الاجتماعي، وننطلق في تصوراتنا من قوله تعالى: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ (الشورى:13)، وإقامة الدين تشمل جوانب الحياة كلها كما أسلفت، بدءًا من خواطر الإنسان النفسية إلى صلاته الاجتماعية، ومن محراب المسجد إلى شئون الأسرة، ومن ضجيج المجتمع إلى آفاق الدول.
وما يشغلني في إطار هذا السعي جملةُ التحديات التي تواجه المسلمين، ولا تقتصر هذه التحديات على جهودنا في الحفاظ على تراثنا الإسلامي، وهويتنا الثقافية، وتقاليدنا الإسلامية، وصد معتقدات الغرب الفاسدة، وإنما الهاجس المهم كيف نتحمل مسئوليتنا في تقديم الحلول الإسلامية لكل المشكلات التي تواجه مجتمعنا وحماية أجيالنا المسلمة؛ عقيدةً وثقافةً وفكرًا وأخلاقًا وسلوكًا واقتصادًا وحضارةً، وهذه المسئولية الكبيرة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر وجود جماعة إسلامية تنهض بهذه التبعات، وتذكِّر المسلمين، وتوقظ الهمم، وتبصر القلوب، ومن هنا جاءت جماعة الفجر الإسلامية لتحقيق قول الله تعالى:
﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: 104)، تلك هي عقيدتنا التي نؤمن بها، وفكرنا الذي نعمل على إذاعته وانتشاره، ومنهج حياتنا الذي ندافع عنه ونعض عليه بالنواجذ.


برنامج دعوي

  • هل من تصور محدد، أو برنامج عملي محدد وواضح، أو رؤية مدروسة تسعَون- من خلالها- إلى تحقيق مبتغاكم ونشر الإسلام بهذا الفهم الحضاري؟!

برنامج عملنا الدعوي يتمحور حول جملة من المنطلقات، منها:

- تعريف المسلمين بالمنهج الإسلامي الذي وضعه الله في كتابه تعالى وسنة رسوله الكريم، والعمل على تطبيق هذا المنهج في حياتنا الفردية والأسرية والاجتماعية.
- خلق صِلات ودية بين المسلمين وغيرهم، ونبذ التفرقة العنصرية والقبلية.
- بذل الجهد في تعليم المرأة أمورَ دينها؛ باعتبارها نصف المجتمع بل أكثر من ذلك.
- حث الدعاة والعاملين للإسلام على مختلف الأصعدة لتقديم قدوة إسلامية صالحة في مجالات تخصصهم الوظيفي ومواقعهم المختلفة.
- تحذير المسلمين من الحركات والمذاهب التي تناوئ الإسلام والمسلمين.
- إعطاء عناية خاصة للطلبة والطالبات في جميع تخصصاتهم لكونهم أمل الأمة.
- إنشاء وقف إسلامي يكون مصدرًا لتمويل المشاريع المختلفة للجماعة.


آليات العمل الإسلامي

  • وماذا عن الآليات والقنوات التي تعملون من خلالها على ترجمة هذا التصور؟
آليات العمل للإسلام متعددة ومتنوعة، فنحن نحرص على تطبيق منهجها في التغيير من خلال ما يلي:
- عرض الإسلام عقديًا وفكريًا وسلوكيًا وأخلاقيًا على المواطنين المسلمين؛ عن طريق أداء الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، وممارسة جميع الشعائر الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة.
- تحبيب الإسلام ونظرياته إلى قلوب المسلمين وغير المسلمين، عبر عقد جلسات وندوات الوعظ والإرشاد، وتنظيم اللقاءات والمؤتمرات، والمخيمات التربوية، والدورات التخصصية، وورش العمل، وإصدار النشرات والمطويات وكتب التعريف بالإسلام.
- تأسيس مراكز إسلامية في الولايات الرئيسية؛ بحيث يضم كل مركز مسجدًا ومدرسةً ومكتبةً وقاعةَ اجتماعات لتعليم الناشئة أحكام الإسلام وأدبياته.
- إنشاء المدارس العربية والإنجليزية؛ بهدف تخريج النموذج المسلم القدوة.
- تقديم الخدمات الاجتماعية إلى المحتاجين ومساعدة الطلاب المعوزين.
- زيارة السجون والمستشفيات ودور الأيتام والعجزة من حين لآخر، وتقديم العون لهم، وتعريف غير المسلمين منهم بالإسلام، وحثُّ المسلمين على الاستقامة على دينهم، وتحذيرهم من المغريات ووسائل الردة التي تزينها لهم الهيئات التنصيرية.


أبناؤنا والتغريب

عودة آلاف الشباب للتدين
  • يبدو من خلال حديثكم أن تيار التغريب يسعى على قدم وساق لاستقطاب أبناء المسلمين.. ما خطورة هذا التيار؟ وكيف تعملون على مواجهته؟!
إن أبناء المسلمين في نيجيريا عُرضةٌ لتيار الثقافة الغربية الفاسدة والملحدة، وكذلك لعمليات التنصير؛ حيث تجردهم من عقيدتهم الإسلامية منذ نعومة أظفارهم عبر مراكز التنصير ومدارسه وهيئاته ومنشآته الاجتماعية والطبية والصناعية والاقتصادية المختلفة، تارةً بالمكر والخداع وتقديم المغريات، وتارةً أخرى بالقوة والتهديد بالفصل.
ومن هنا فإننا اضطلعنا بمسئولياتنا في توفير فرص الدراسات الإسلامية لأبناء المسلمين وبناتهم، بالإضافة إلى إنشاء مدارس لمراحل التعليم العامة والمعاهد المتخصصة، التي تأخذ بالنظام الحكومي في التعليم، ونضيف إليها الدراسات الإسلامية الضرورية.
وإلى جانب المدارس فإن الجماعة تنظم فضولاً مسائيةً يومية، وأخرى عند نهاية الأسبوع، داخل فروعها المختلفة؛ لتثقيف الأبناء والبنات إسلاميًّا، كما تنظم مخيمات تربويةً للبنين وأخرى للبنات، وتستهدف هذه المخيمات إعداد شخصية المسلم، وتوعيته وتثقيفه بالثقافة الإسلامية الهادفة البنَّاءة، ومساعدته على شغل أوقات فراغه بالبرامج المفيدة، بالإضافة إلى الرحلات الترفيهية وعقد المناظرات والندوات العلمية والدورات الرياضية وغيرها مما يعين على إنتاج جيل إسلامي قوي محصن ضد التغريب والتمييع.


عودة إلى الإسلام

  • وما ثمرة هذه الجهود الطيبة؟
من الملاحظ عودة الآلاف المؤلفة من الشباب والشابات إلى الإسلام من جديد، ويظهر ذلك جليًّا من خلال ارتيادهم المساجد، ومشاركتهم في مجالس الوعظ والإرشاد، وإسهاماتهم الفعالة في الأنشطة الإسلامية المختلفة.
  • وماذا عن سياستكم تجاه غير المسلمين؟ أو كيف تتعاملون معهم؟
الإسلام كما أنه دين ودولة، ونظام حياة كاملة، هو دين الحرية والتعايش السلمي بين جميع فئات المجتمع، ولا مكان فيه للإكراه والإرغام والبغي، أو استقطاب الناس بالوسائل الشيطانية والمغريات الفاسدة كما يفعل البعض!! ولهذا فإن أعضاء جماعة الفجر الإسلامية يحملون هذا الدين إلى غير المسلمين في هدوء وحكمة وموعظة حسنة، وبالوسائل الشريفة؛ قيامًا منهم بالواجب الإسلامي من ناحية، وتوعيتهم وتعريفهم بأن الدين عند الله الإسلام من ناحية أخرى.

يُنشر بالتنسيق مع مجلة المجتمع الكويتية.

المصدر