د. البر لـ"الوطن البحرينية": الطائفية تفتِّت الأمة وتفرِّق شملها

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. البر لـ"الوطن البحرينية": الطائفية تفتِّت الأمة وتفرِّق شملها

بقلم:حسن محمود

أكد د. عبد الرحمن البر، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أهمية أن تتعاون جميع القوى الوطنية في البحرين في خدمة المصالح العليا للوطني البحريني.

وأعرب- في حوار نشرته "جريدة الوطن البحرينية"- عن رفضه أن تستعين الطائفة الشيعية في البحرين بأية دولة أو قوة إقليمية أو دولية للتدخل في البحرين، مؤكدًا أن الأوفق أن يتعاون الجميع في داخل البحرين لرفع المطالب المشروعة وتحقيق الإصلاح المنشود.

وأوضح أن الإخوان المسلمين دائمًا حريصون على الوقوف إلى جانب الشعوب في المطالبة بحقوقها في الحرية والعدالة والإصلاح بطريقة سلمية مشروعة، بعيدًا عن العنف والتخريب، بعيدًا عن أي أبعاد طائفية تفتِّت الأمة وتفرِّق شملها، وبعيدًا عن الارتباط بأية أجندات غير وطنية.

وشدَّد على أهمية أن تتمَّ هذه التحركات على قاعدة توافق وطني بين كل مكونات الوطن؛ لأن استئثار طائفة أو فئة بعينها من شأنه أن يفجِّر البلاد، وأن يفتح الباب أمام تدخلات خارجية، في ذات الوقت الذي لا بد فيه أن تتحرك جميع حكومات الدول العربية والإسلامية إلى أخذ زمام المبادرة في تحقيق العدالة والإصلاح؛ حتى لا تضطر شعوبها إلى الخروج عليها، وحتى لا تعطي ذريعةً ومسوغًا للمتربِّصين بالأمة ليدسُّوا أنوفهم في شئونها الداخلية.

وقال: "أتصور أن غالب القوى السياسية وغالبية الشعب المصري لا تنظر إلى ما جرى في البحرين من احتجاجات على أنها ثورة، وإن كانت هذه الاحتجاجات تعبِّر عن وجود مظالم يحتاج الشعب البحريني إلى رفعها، وقطع الطريق أمام من يحاول استغلال أيٍّ منها لضرب استقرار البلاد وأمنها".

وأكد أن الشعوب بلغت حالةً متميزةً من الوعي تمكنها من التمييز بين الحركات الطائفية التي تحاول استغلال الحريات والديمقراطيات لتحقيق مآرب خاصة لا تتفق مع مصالح الأمة العليا والتي ترفع رايات غير وطنية حينًا وتخفيها حينًا لخداع الشعوب، وبين الحركات الوطنية الصادقة التي تسعى لتحقيق الحرية والعدالة والتنمية والريادة والإصلاح عبر الاستخدام الصحيح والمخلص لآليات الديمقراطية، وهذا الوعي الشعبي كفيل بإحباط أية تحركات مشبوهة.

ودعا د. البر إلى أن يتعاون الشعب البحريني كله في مطالبة الحكومة بالإصلاح وفق أجندة وطنية خالصة، وأن يضغط بشكل سلمي متحضِّر لإقناع الحكومة بالمصلحة العليا للأمة في قطع الطريق على أولئك الذين يتخذون من بعض الأخطاء شماعةً لتأليب الجماهير أو إثارة الفرقة والنعرات أو الدعوة لتدخلات مرفوضة، فإذا كنا نرفض- بمنتهى القوة- نظام الولي الفقيه ونرى أنه يتنافى تمامًا مع ادِّعاء الديمقراطية.

ودعا في ذات الوقت إلى أن نسعى بكل قوة لتلافي السلبيات القائمة، وأن ندعو بكل قوة لرفع أية مظالم واقعة ودفع أية مظالم متوقعة، وأن نسعى لتحقيق عقد اجتماعي عادل يحمي الوطن ويحقق آمال المواطنين.

وحول الحملات الإعلامية الطائفية الموجهة قال: لقد دعوت عقلاء الشيعة من قبل- إبَّان أزمة الدكتور القرضاوي مع الإعلام الشيعي- إلى عدم الانزلاق والوقوع في فخ الإثارة الطائفية التي يمكن أن تأكل الأخضر واليابس، وأن تدمر الوطن وتضيِّع مستقبله.

وحول تعامل الإخوان في حال وصولهم إلى الحكم مع دول الخليج، أضاف د. البر أن الإخوان يسعون دائمًا إلى تحقيق التعاون بين الدول العربية والإسلامية، ولا ريب أن دول الخليج العربي دول شقيقة تربطها بمصر أقوى الصلات، وأرى أن إيران هي إحدى القوى الإقليمية المهمة، فضلاً عن كونها دولة إسلامية، ولهذا يجب أن تتوثق صلات الدول العربية بها على أساس من التعاون المخلص، وعلى إيران أن تكفَّ يدها عن التدخل في شئون الدول العربية، وأن تعلن دائمًا وقوفها بجانب الشعوب العربية التوَّاقة إلى الحرية، وأن ترفع غطاءها عن النظام السوري الذي يقتل شعبه.

وأكد أنه لا يوجد في مصر ما يمكن تسميته مدًّا شيعيًّا، فإن طبيعة الشعب المصري تأبى قبول هذا الفكر أصلاً، ويوم أن تعرض الشعب المصري على مدى عشرات السنين للضغوط الشيعية على أيدي الدولة العبيدية التي سمِّيت بالدولة الفاطمية فإن الشعب المصري ظل محتفظًا بعقيدته الصحيحة، عقيدة أهل السنة والجماعة، ولم تفلح كل محاولات التشييع، ولم يكد صلاح الدين الأيوبي يعلن نهاية الدولة العبيدية حتى ظهر أن الشعب بكامله لا يزال على عقيدته، وصار الأزهر أعظم جامعة عالمية تتبنَّى نشر مذهب أهل السنة والجماعة، بعد أن كان العبيديون بنوه ليكون معهدًا شيعيًّا، هذا في مصر، أما في الدول العربية الأخرى فربما يكون هناك محاولات للتمدُّد الشيعي، وينبغي أن توضع البرامج العلمية والتثقيفية للتصدي لذلك، ومتى عرض الحق بشكل واضح سليم فإن البدعة لا تجد فرصةً للنموِّ أو الظهور على الإطلاق.

وحول موقف الإخوان من إنشاء أحزاب للشيعة المصريين ومن دعوتهم إلى التشيُّع في مصر أكد د. البر أن الإعلان الدستوري الحالي يمنع إقامة الأحزاب على أساس طائفي أو ديني، مشددًا على أن مثل هذا الحزب لن يكون له أي قبول في الشارع المصري، ولن تقبل به أية قوى سياسية أو وطنية مصرية.

وحذَّر د. البر من الذين يدعون إلى التشيُّع في مصر بأن جهودهم ضائعة، مؤكدًا أن طبيعة الشعب المصري ستقف حائلاً أمامهم، وربما أدى هذا التصرف منهم إلى ردود أفعال سلبية تجاههم.

المصدر