د. الصاوي: الشريعة الإسلامية منهج حياة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. الصاوي: الشريعة الإسلامية منهج حياة
11-08-2005


حوار- رضا السويدي


مقدمة

الدكتور صلاح الصاوى


- لا بد أن تكون الشهادة هي حياتنا كلها ولا تكون باللسان فقط

- الشريعة ليست مجرد خطاب موجَّه للحكام فقط فهي موجهة لكل الأفراد

- الأمة مطالبة بإنكار المنكر بقلبها والإصلاح قدر الاستطاعة

الأستاذ الدكتور صلاح الصاوي أحد فرسان الدعوة الإسلامية في الغرب ومفتي مسلمي أمريكا والأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة في أمريكا.. التقيناه على هامش أعمال الدورة الحادية عشرة لمخيم التضامن الإسلامي الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي ببورسعيد في الفترة من 1-5 أغسطس الجاري، وكان لنا معه هذا الحديث حول واقع المسلمين الحالي وكيفية النهضة والإصلاح في زمن دعاوى الإصلاح التغيير، مستبصرين بحقائق قد تَغيْب عن الكثير من مسلمي العالم، وإلى تفاصيل الحوار:

  • فضيلة الدكتور.. في البداية لا بد من توضيح السبيل للخروج من أزمة التخلف التي يعايشها المسلمون حاليًا.
قبل الولوج في خطط الإصلاح والتغيير لا بد لنا من تحليل واقعنا المُعاش والذي يشهد للأسف فصلاً بين الدين والدنيا، وسبّ للشريعة واتهامها بالهمجية، ونجد من يُعرض عما أنزل الله فنرى من يحتكم إلى مناهج مخالفة لما أمر به اللهُ ورسولُه، مهمِّشين قيمة المنهج الإسلامي، فنرى من يعلقون الولاء والبراء على دعاوى الوطنية والقومية.
فلا بد أن نبدأ في طريق العودة لصحيح التوحيد والعقيدة؛ بحيث تكون الشهادة هي حياتنا كلها، ولا تكون باللسان فقط دون أثر لها في حياة المسلم، كما علينا ألا نختزل مفهوم العبادة في جانب الشعائر والتعبدات المحضة (الصلاة والصيام)، ويجب أن ننتقل بها من الأقوال إلى الأعمال من تحاكم وصناعة وتجارة وزراعة.

تطبيق الشريعة

تعلم القران الكريم
  • هل تعني أن تطبيق الشريعة هو السبيل؟
للأسف الشديد تتم الإساءة للشريعة الإسلامية بصورة كبيرة من قبل المسلمين، فالشريعة ليست مجرد خطاب موجَّه للحكام فقط، فهي موجَّهة لكل الأفراد في العلاقات والمعاملات، ومن الظلم اختزال الشريعة كقضية كبرى لمجرد تكليف يتجه به الخطاب للقيادة السياسية، وعلى نفس الدرجة من الخطورة تُختزل الشريعة مجددًا في مسائل الحدود والقصاص فقط، وكأن أعداء الإسلام والمسلمين اتفقوا على تشويهها.
  • وفي نظركم ما أسباب عدم انضباط كثير من المسلمين في أمور حياتهم، سواء من باب التشدد أو من باب التفريط؟
نعم وأنا أقول أنه إذا صحت البدايات صحت النهايات، فالمدخلات التربوية للشباب وللمسلمين عامة لها أخطاء، فطبيعي أن تكون السلوكياتُ بها عيوبٌ وانتقاصاتٌ تسيءُ للإسلام والمسلمين في الشرق والغرب.
فواقعنا السيئ سببه أننا أخرجنا العمل من الإيمان فأصبح مجرد مشاعر، وانفصل العمل والسلوك عن الإيمان فحدثت الكوارث وحدث الوهن، وإزاء ذلك حدث اختلالان، هما: التشدد وتكفير الناس، وعلى الجانب الآخر جاء المرجئة الذين أخرجوا الإيمان إلى مجال التصديق بالرسالة فقط حتى لو ارتُكبت الكبائر والمعاصي وشُوِّه الإسلام أيضًا بذلك وأشد ما نجده نحن في الغرب حيث نرى مسلمين بلا هوية ثابتة يضرون بصورة الإسلام.

التفجيرات تهدد الوجود الإسلامي بالغرب

  • في النهاية نريد من سيادتكم إلقاء النظر على أوضاع المسلين في أمريكا والغرب عمومًا، بعدما شاهدنا من حملات تشويه ضد المسلمين بعد تفجيرات لندن وشرم الشيخ؟
في الحقيقة ودون الحديث عن مرتكبي تلك الأفعال فإن الوجود الإسلامي في الغرب مهددٌ بمثل الأفعال التي جعلت أي مسلم في العالم مجرد إرهابي لا بد من توقيفه؛ مما أضر بالدعوة الإسلامية كثيرًا.
  • وكيف نُصلح ما أفسده بعض المسلمين؟
لا بد من تفهيم الشباب المسلم والمسلمين عامة بأمور يرتكزون عليها في رفضهم للغرب، مثل الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي شرعه الله للإصلاح لا للإفساد، فالإصلاح والتغيير يكون باليد وبأصحاب الدعوات، بشرط التيسير والرفق، والأمة مطالَبة بإنكار المنكر بقلبها والإصلاح قدر الاستطاعة.
وفي النهاية أطالب علماء الأمة ومرشديها بتفعيل دورهم في أوساط المسلمين بكافة فئاتهم، معتمدين المنهج الإسلامي الوسطي المنضبط؛ حتى تكون السلوكيات منضبطةً.

المصدر