د. الغنوشي: ملحمة غزة أعادت الروح للأمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. الغنوشي: ملحمة غزة أعادت الروح للأمة
راشد-الغنوشى-مسئول-النهضة-التونسية.png

إستانبول- سعد عبد المجيد:

وصف المفكر الإسلامي التونسي الدكتور راشد الغنوشي ملحمة غزة الأخيرة بأنها نصرٌ كبيرٌ أعاد الروح للأمة والقضية وأضاف إلى رصيدها الكثير.

جاء ذلك في ختام مؤتمر (الحملة الدولية لمناصرة فلسطين ) فعالياته بمدينة إستانبول بتركيا بمشاركة نخبة كبيرة من المفكرين والعلماء من عدة بلاد عربية منها مصر و العراق و الأردن و لبنان و فلسطين و تونس و الجزائر و المغرب و السودان و الكويت و السعودية و الإمارات و البحرين و اليمن و قطر ؛ وذلك لدعم غزه بعد النصر العسكري والمعنوي الذي تحقق في الجولة الأخيرة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني .

وأكد أن فعالية المؤتمر تهدف إلى نصرة فلسطين مثل سائر الفعاليات الأخرى وإلى مزيدٍ من تعبئة الرأي العام لنصرةِ هذه المَلّحَمة التي أنجزت بغزه، والتي تنتقل اليوم من المرحلة العسكرية إلى السياسية.

وقال: إن المعركةَ متواصلة بميادين أخرى أقرب للرأي العام وبحاجةٍ لتأييده في كل الميادين، وبحاجة لدعم المجاهدين على موائد المفاوضات لكي ينجحوا في ترجمة الانتصار العسكري والدماء الغزيرة والصمود الأسطوري لمكاسب سياسية ترفع الحصار وتفتح المعابر وتفرض المقاومة الطرف الأساسي المتحدث باسم الشعب المحتل الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن البطولات أظهرت وجود دمار شامل ليس في الأفكار والقيم والعزائم، ولكن في المادة والمباني، وهذه المهمة أي إعادة البناء أمرها ميسور إذا تعبَّأ الرأي العام لأجل إعادة البناء حتى لا تصبح مسألةَ إعادة البناء إلى مزايدةٍ تحتاج أن يدفع فيها أثمان سياسية؛ لأنه يُراد الآن أن يكون مقابل التعمير أثمان سياسية تدفعها المقاومة غير أن المال كثير بالأمة، والأمر يتطلب التعبئة الشعبية لخوض مقاومة ببعدٍ مالي تُغني الفلسطينيين عن قبول المال السياسي الملوّث الذي تساوم به المقاومة.

وهذا وجهٌ آخر من وجوه معركة تحرير فلسطين ، وهي معركة تجري اليوم بكل قطرٍ ، وفي الحقيقة هي صراعٌ بين غالبية ساحقة تناصر المقاومة تحتاج لرصِّ صفوفها وقوى في الغالب رسمية وسياسية هي قوى تخذيل، فمثل هذه الفعالية إذن تعبئة للرأي العام في كل قطر من أقطار الأمة الإسلامية ولتواصل المعركة بكل قطرٍ لدعم مشروع تحرير فلسطين؛ لأن تحريرَ فلسطين يعني تحرير كل جزءٍ من أوطاننا من حكم الطغيان ومن حكم الفاسدين.

وحول تقييمه للموقف التركي الجديد الأكثر تعاطفًا مع القضية الفلسطينية، وما المنتظر منه في هذه المرحلة، قال: أن تنعقد مثل هذه الفعالية على أرض تركيا فهذا له رمزيته المهمة لعدم استعداد كل قطرٍ إسلامي أو عربي لاستضافةِ مثل هذه الفعالية، لكن تركيا برصيدها التاريخي وقوة اقتصادها يسمحان لها بقدرٍ كبيرٍ من استقلال القرار، فهي المؤهلة لإيواء مثل هذه الفعالية،

ومن بركات الحدث أو الملحمة الغزاوية أنها فتحت الباب أمام مناصرة فلسطين من دول إسلامية كبرى كثيرة؛ حتى إن الدول غير الإسلامية مثل دول أمريكا اللاتينية هذه المعركة حرَّكت رصيدًا، وجعلت قوى تدخل هذه المعركة التاريخية الإستراتيجية لأمتنا، ومن هذه القوى هي الجمهورية التركية، ولعلنا نتذكر كيف عملت القوى الاستعمارية على إخراجها من ساحةِ هذه المعركة، كما أخرجت مصر من ساحة المعركة، وكانت تركيا خارجة أيضًا من قبل، لكن معركةفلسطين - كما أعادت تركيا وإيران لهذه القضية- ستعيد مصر أيضًا وكذا الدول العربية التي حيَّدت من نصرة فلسطين وخذلت في معظمها مشروع تحرير فلسطين وفي غزه، ومن ثَمَّ فهذه الفعالية بانعقادها في تركيا هي رمزٌ على عودة تركيا عنصرًا مؤثرًا في الإقليم ومؤثرًا في معادلة المنطقة، وهي مؤهلة لذلك.

وأشار إلى أن هنالك معركةً تدور اليوم في مستوى القيم والمفاهيم، ووزيرة خارجية الكيان الصهيوني كشفت عن وجه من وجوه هذه المعركة عندما أعلنت عن عددٍ كبيرٍ من أسماء الصحفيين والكُتاب العرب الذين استحقوا شرف أن يوضعوا في قائمة وزارة الخارجية الصهيونية كمناصرين للمشروع الصهيوني ، فهناك معركة تجري على الساحة القيميّة تسلب الأمة وتسلب شعب فلسطين ثمار انتصاره من خلال التركيز المتواصل على الدم والهدم للقول بأن المقاومة هي مشروع تخريبي أو مشروع دموي لا ثمرةَ له إلا إزهاق دماء الأطفال والنساء وتخريب البيوت، وبالتالي فالمشروع العاقل والمشروع الوطني والقومي هو مشروع كامب ديفيد أو مشروع وادي عربة أو مشروع الاستسلام.

من هنا لا بد من الحذر لحراس الفكر والرأي العام ليتنبهوا إلى خطر هذه المعركة.. ﴿وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ﴾ (التوبة: من الآية 47)، وحتى لا يكون فينا سماعين لهذه الفئة التي باعت ضمائرها والأوطان باعت نفسها للصهاينة، فالحذر من أن ما فشل فيه العدو أن يحققه في ساحة المعركة يريد أن يحققه على المائدة وفي الإعلام وفي عالم القيم ليورث شعوبنا شعورًا دائمًا بالهزيمة، وأن الاستسلام هو قدر هذه الأمة على حين أن مقومات النصر متوفرة بهذه الأمة التي تعيش صحوة الآن، وما حدث في غزه فجَّر هذا الفيضان من التعاطف، وهو تعبير عن أن الأمة تغمرها صحوة، وأن القضية الفلسطينية تقوم بدور إستراتيجي مهم وتحيي الأمة وتوحد الصفوف وتحدث هذا الفرز بين قوى المقاومة- وهي الغالبية فيها- وبين 2-3% من قوى النفاق والخيانة والتخذيل.

المصدر

للمزيد عن الشيخ راشد الغنوشي

مؤلفات وكتابات الشيخ راشد الغنوشي

.

أقرأ-أيضًا.png

مفات متعلقة

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

ألبوم صور الشيخ

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو

.

أقرأ-أيضًا.png
ملف الإخوان في تونس

.