د. حبيب: المقاومة العراقية والفلسطينية تدافع عن كرامة الأمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. حبيب: المقاومة العراقية والفلسطينية تدافع عن كرامة الأمة
منصة الندوة

بقلم:إيمان يس ودعاء وجدي

أكد د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين أن المشروع الأمريكي الصهيوني يستهدف في المقام الأول تفتيت المنطقة العربية وإعادة رسم خارطتها من جديد وتقسيمها لمحور معتدل وآخر متطرف؛ مشيرًا إلى أن محور الاعتدال تمثله مصر والأردن ودول الخليج؛ وأن محور التطرف والشر يتمثل في إيران وسوريا وحزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.

وأضاف حبيب في ندوة "شهادات ضد إسرائيل والصهيونية" التي أقيمت اليوم بمؤتمر القاهرة السادس ضد الإمبريالية العالمية والهيمنة الأمريكية أن هذا المشروع يخطَّط له بالاستعانة بمحور الاعتدال؛ مشيرًا إلى أن مؤتمر القمة التي يعقد في دمشق يُظهِر التأثير الأمريكي على دول المنطقة؛ حيث اكتفت بعض الدول بإرسال وزراء من حكوماتها فقط لحضور القمة.

وشدَّد حبيب على أن المقاومة في العراق وفلسطين لا تدافع عن حرماتها ومقدساتها فقط، بل تدافع عن كرامة الأمة وشرفها، فهي حائط الصد وخط الدفاع الأول، الذي كان يجب على الأنظمة التي خيََّبت رجاءنا فيها وانتهى أمرها وانفرطت حبات عقدها.

وأكد على أن الراهن الحقيقي لا يكون إلا على الشعوب ومنظمات المجتمع المدني في الضغط على هذه الأنظمة للتصدي لهذا المشروع، واستغرب حبيب من الخوف والهلع الذي تصدِّره أمريكا للعرب من المشروع الإيراني، متسائلاً عن المشروع العربي الإسلامي الذي يمكن أن يفكِّك هذا المشروع الأمريكي الصهيوني؟!

وأشاد بالمقاومة اللبنانية التي وجَّهت ضرباتها الموجعة للكيان الصهيوني وأسقطت أسطورة "القوة التي لا تُقهر" على حدِّ زعمهم، والتي دبَّت الهلع في نفوس بني صهيون.

وطالب حبيب القادة العرب بأن يرتقوا لمستوى طموحات الشعوب، وأن يناقشوا القضية الفلسطينية والكارثة اللبنانية، وأن يخرجوا بإستراتيجية جديدة لمواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة.

وأكد على أهمية تلك القمة؛ لكون ما يواجه المنطقة من مصائب وانتهاكات يجعل الحوار والمناقشة أمرًا ملحًّا؛ مشدِّدًا على أن هذه المؤتمرات لن تكون فاعلةً ما لم يعمل الحكام على تمكين الشعوب من حقها في تقرير مصيرها وإتاحة التداول السلمي للسلطة، باعتبار أن الأمة هي مصدر السلطة والشعوب هي صاحبة الكلمة في اختيار نوابها وحكامها.

وأضاف أن السير بالشعوب لطريق الديمقراطية هو أول طريق الخلاص من المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.

وشدَّدت د. غادة كرامي الكاتبة والناشطة الفلسطينية على أهمية دور الجاليات الفلسطينية في العالم وخاصةً أوروبا؛ والتي تبلورت في لندن عاصمة الفكر والسياسة؛ حيث أكبر مصادر الصحافة العربية الرئيسية التي تصدر في لندن؛ بالإضافة إلى أهم الأنشطة والمؤتمرات السياسية العالمية؛ مشيرةً إلى الارتباط الصهيوني الوثيق بالمؤسسات السياسية وصنَّاع القرار في بريطانيا.

وأشارت إلى أن هزيمة العدو الصهيوني ليست بالأمر البسيط في الوقت الذي تواجه فيه الأمة الإسلامية أزمةً دعائيةً ضد القضية الفلسطينية منذ ما يزيد عن 60 عامًا؛ مضيفةً إلى أنها عاشت تلك السنوات ولمست بنفسها مدى اعتناق الشعوب الأوروبية والعالمية قبل الحكومات تلك المزاعم والأساطير الصهيونية.

وأشارت إلى أن الأمر بدأ يتحسَّن في الخمس أو الثماني سنوات الأخيرة بعد الانتفاضة؛ حيث ظهر تغيُّر واضح في الرأي العام العالمي والأوروبي؛ واجهته "إسرائيل" بمحاولات جادَّة وشديدة المنهج لتَصُدَّ هذا التغير، ولم تنكر غادة أنهم نالوا الكثير من النجاح في هذا الأمر.

وأكدت الناشطة الفلسطينية أنه لا يوجد فلسطيني في بريطانيا أو في أي مكان في العالم لا يشعر بقضيته ويعيشها كل يوم وكل ليلة حتى لو لم يكن يعمل في مجال حقوقي أو نشاط اجتماعي من أجل فلسطين.

وأشارت غادة إلى النشاط الواسع للجاليات الفلسطينية في العالم الأوروبي، معبِّرةً عن أسفها على الوضع الذي لا يزال ينقصه الكثير من التنسيق والتعاون عما هو عليه الآن.

وأكدت أن الغد أفضل من اليوم؛ حيث إنها لمست الاهتمام الشديد والحماس الفعَّال في شباب فلسطين الذين وُلِدوا في المهجر والذين لم يولدوا في فلسطين؛ واصفةً هذا الجيل بأنه أشدُّ حماسًا من جيلها الذي رأى وتجرَّع ويلات الاحتلال ورأى فظاعاته بأمِّ عينه.

د. داليا صلاح الدين

وروت د. داليا صلاح الدين الكاتبة الصحفية وعضو هيئة التدريس بالجامعة الأمريكية رحلتَها لغزة عندما فُتِح المعبر بين مصر وفلسطين، منتقدةً الكمّ الهائل لكمائن الشرطة التي استوقفتهم مرارًا للتفتيش؛ وكذلك إيقاف القوافل الإغاثية والطبية عند كوبري السلام.

وذكرت أن رجلاً عمره 13 عامًا اصطحبها داخل عزة وأثار إعجابها بثقافته ورجولته التي هي بعيدة عن ثقافة أقرانه في نفس عمره في بلادنا؛ مشيرةً إلى أنه في غزة يمتهن الصغار مهنًا ابتدعوها من خلال احتياجاتهم؛ وأن الأطفال لا يذهبون للمدارس أو الجامعات ولكنهم أحياء ويعيشون، ولا يمكن لأحد أن يطلق عليهم أنهم جهلاء أو أمِّيُّون؛ لأنهم يفوقون بعضنا ثقافةً وعلمًا؛ كما سردت قصة طفل يسحب عربة صغيرة بيديه ليحمل عليها الإمدادات التي جلبوها عبر الحدود في الظلام.

وأكدت أنها عاشت أهم حياتها داخل غزة؛ حيث انتقلت للزمن الجميل؛ من أخلاق وسلوك رفيع لم ترَه في حياتها مشيرةً إلى أنها لم تجد نظرةَ قهر أو يأس في عين أي إنسان في غزة؛ فالجميع يملؤه إيمان قويٌّ بالنصر.

وانتقدت صلاح الدين الحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني؛ بأنه ليس حصارًا عاديًّا، بل هو ممنهج ومنظَّم ليفقد الشعب كل وسائل الاكتفاء الذاتي؛ فالأرض مجرَّفة تمامًا ولا إمكانية لزراعتها؛ حيث تُقصَف في كل مرة تُزرَع فيها؛ فضلاً عن عدم وجود مواشٍ أو ألبان أو جبن أو دواجن، بالإضافة إلى أن المصانع معطَّلة؛ إما بالقذف أو لعدم وجود مواد خام، فما يُهدَم من مصانع أو منازل لا يتم بناؤه مرةً أخرى؛ حيث لا وجود للإسمنت في غزة منذ سنوات.

وأكدت أن الكيان الصهيوني يسعى للاستيلاء على الأموال الفلسطينية، وتحويل غزة إلى سوق استهلاكية للبضائع الصهيونية؛ حيث ذكرت أنه لا يُسمح بدخول الدواجن الحية لغزة؛ حتى لا يستفيد الشعب الفلسطيني بالبيض أو الريش أو يستطيع الاكتفاء ذاتيًّا من خلالها، ويسمح فقط بدخولها في صورتها المجمَّدة، فضلاً عن أن المصنع الوحيد الذي يعمل هناك هو مصنع للبسكويت.

وذكر النائب حازم فاروق عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ما قاله مناحم بيجن الذي قال بفخر: لقد أصيب العربي بفزع شديد بعد مذبحة دير ياسين وهربوا وهرولوا جميعًا خارجها، معقِّبًا على هذه الجملة ساخرًا على أن هذه هي أحلامهم التي يحلمون بها ويصدقونها.

وأضاف النائب أن الجانب الآخر من حياة الفلسطينيين يكون أكثر ظلمةً مما نتوقع؛ حيث حياة الأسرى في سجون الكيان، الذين يتحمَّلون ما لا يثقل أمم الشرفاء، ولكنه يُثقل كاهل الحكام والقادة، الذين يتآمرون بل ويتخابرون ويعذبون الفلسطينيين في سجونهم لصالح الصهاينة.

وأوضح أن هناك أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني في سجون الصهاينة؛ منهم 120 امرأة و345 طفلاً و51 عضوًا من المجلس التشريعي، و7 من وزراء الحكومة الفلسطينية.

وأكد أن ما يجري في السجون الصهيونية هو أسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان في العالم، فهناك 1000 أسير يعانون من أمراض مزمنة، منهم 150 في حالات خطرة، ولعل أسوأ نماذج معتقلات الصهاينة على الإطلاق هو معتقل بيت آييل ومعتقل عتسيوم الين اللذين يمثلان ما يفوق ما ادَّعاه عن محارق هتلر.