د. رزق: التبرع بالدم ينشِّط الجهاز الدوري للمتبرع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. رزق: التبرع بالدم ينشِّط الجهاز الدوري للمتبرع
14-06-2005
التبرع بالدم

"قطرة دم تساوي حياة إنسان".. كثيرًا ما نسمع أو نقرأ هذه العبارة كثيرًا على سيارات التبرع بالدم في الشوارع أو الأماكن العامة، ومع هذا تفِدُ إلى أذهان الكثيرين أسئلةٌ تخلق التردد والرغبة في عدم التجاوب مع الشعار، الذي من المفترض أنه يستحثُّ النخوةَ والشهامةَ في النفوس.

تتبادر إلى الذهن تساؤلات: هل التبرع بالدم يؤثر على صحة المتبرع؟! وهل هناك أمانةٌ في نقل الدم.. سواءٌ من المتبرع أو إلى المريض؟! ما هي الأمراض التي تحول بين الإنسان والتبرع بالدم.. وغيرها من الأسئلة التي يجيب عليها الدكتور عبد الفتاح رزق- استشاري الجراحة العامة- في هذا الحوار:

  • لا يتحمَّس الكثيرون لدعاوى التبرع بالدم ظنًّا منهم أن هناك منافذَ كثيرةً للتبرع بالدم.. فهل هناك ضرورة للتبرع؟!
التبرع بالدم أصبح ضرورةً من ضرورات الحياة؛ لأنه في كثير من الأحيان يكون الدم هو العامل الوحيد لإنقاذ المريض، والدم لا يُصنَع، ويصعب الحصول عليه من غير طريق التبرع؛ ولذلك يعد التبرع بالدم ضرورةً طبيةً وشرعيةً في الوقت نفسه، فمن الناحية الطبية التبرع هو المصدر الأكبر في الحصول على الدم لكثير من المرضى، الذين يكونون في حاجة ماسة للدم، لا سيما في حالات الحوادث والطوارئ، أما من الناحية الشرعية فإن الدم نعمةٌ من الله وهبَها العبد فلا يبخل على أخيه بها.
  • لكنَّ البعض يعلِّل عدم حماسِه للتبرع بالدم بالخوف من حدوث مضاعفات صحية ضارة بالمتبرع؟
هناك حقيقةٌ طبيةٌ مهمةٌ يجب أن يعلمها الجميع، وهي أن الإنسان الصحيح الطبيعي وهبه الله تعالى 5 لترات من الدم، يظل الأمر طبيعيًّا أو أقرب للطبيعي حتى 3 لترات، وتبدأ الخطورة إذا لم يكن لدى الإنسان إلا لترين من الدم، وتصبح الخطورة شديدة إذا فقد الإنسان 3 لتر، وفي التبرع غالبًا ما يتبرع الإنسان بنصف لتر من الدم؛ ولذلك لا يمثل الدم المتبرَّع به خطورةً مطلقًا على حياة الإنسان.. بل إن الفرد يستعيد حيويتَه ونشاطَه من جديد بالتبرع بالدم؛ حيث يتجدد هذا الكم المتبرَّع به في خلال أسبوعين، وبذلك يكون من المهم للإنسان أن يقوم بالتبرع من وقت لآخر لتنشيط الجهاز الدوري المسئول عن كرات الدم الحمراء والبيضاء.
  • إذا كان هذا للإنسان الصحيح الطبيعي.. فهل هناك أمراض معينة تمنع الإنسان من التبرع بالدم؟
الأمراض التي تمنع الإنسان من التبرع بالدم قليلةٌ للغاية، وهي الأمراض المُعدية، وأشهرها مرض نقص المناعة (الإيدز)، وأمراض الكبد كفيروس (سي).. أما باقي الأمراض الأخرى فلا خوفَ منها في التبرع بالدم.. اللهم إلا إذا كانت حالة المريض غير مستقرة، وعمومًا يفضَّل أن يكون المتبرع من الأصحَّاء، وهم بحمد الله كثيرٌ، وعمومًا لا خوفَ على مريض السكر أو الضغط أو الأمراض الشائعة من التبرع إذا كان المرض عنده مستقرًّا وحالته عادية ويتابع مع طبيب.
  • إذا انتقلنا إلى زيادة أمراض الكبد في السنوات الأخيرة بصورة خطيرة، هل لنقل الدم دور في هذه المشكلة؟!
بنوك نقل الدم في مصر - خاصةً الرسمية- رغم الملاحظات الكثيرة عليها إلا أنها تهتم بالدقة في عمليات نقل الدم وحفظه، ونادرًا ما تحدث مشكلات بسبب هذا الأمر، وغالب هذه الأمراض يرجع للتلوث.
  • يتردد البعض عن التبرع بالدم لشكِّهم في وصول هذا الدم للمرضى بصورة صحية، خاصةً بالنسبة للعربات التي تكون في الشوارع.. فما الضوابط التي تجب مراعاتها حتى تتحقق الغاية من التبرع ويطمئن المتبرع ويشعر بأهمية تبرعه؟
هناك عدد من الضوابط المهمة التي يجب مراعاتها، سواء لعربات التبرع التي تقوم بالحصول على الدم من المواطنين، أو لبنوك الدم في عملية نقل الدم:
أولاً: لا بد من نشر ثقافة في المجتمع لحثِّ المواطنين على التبرع من أجل إخوانهم وأهليهم ومجتمعهم مقابل الأجر والثواب من الله- سبحانه وتعالى- ثم إنه عند بداية التبرع لا بد من تطبيق الشروط الصحية على المتبرع وعلى عملية التبرع وعلى عملية الفحص والنقل للمريض بصرامة شديدة، فما يخص المتبرع يجب تحليل عيِّنة منه لمعرفة مدى إصابته بأمراض معدية من عدمه، وعدم الاكتفاء بسؤاله وأخذ إجابته كأمر مسلَّم.. بل يجب أن تُجرى له التحاليل الضرورية لذلك وإخباره بنتيجة التحليل، وفي المقابل على المتبرع أن يسأل عن الطبيب المختص ويسأله عن وسائل الأمان في عملية النقل والجهة الطبية التي سيصل لها الدم، وإن شك في أي من هذه الأمور لا يتبرع.
أما ما يتعلق بعملية التبرع فيجب أن يتم تسجيل البيانات بوضوح شديد في كافة السجلاَّت المخصصة لذلك، وإمضاء كافة من شارك في عملية النقل، بدايةً من العامل وحتى الطبيب المشرِف على العملية، وعمومًا فإن هذه الضوابط موجودةٌ ومسجَّلة ومعلومة.. المهم متابعتها والتأكد من تنفيذها، ويجب أن نؤكد على أن هذا الأمر مسؤليةُ وحداتِ نقل الدم، أما الطبيب الذي يعطي الدم للمريض فإنه يأتي إليه كيس الدم عليه المواصفات، فيعطيها للمريض معتمدًا على المواصفات.
  • يشكو بعض المتبرعين من أنهم أثناء تبرعهم بالدم يتم أخذ الدم الذي يتبرعون به إلى بنوك الدم ويصرفون لمرضاهم آخر، رغم أن الأطباء يؤكدون على ضرورة أن يكون الدم طازجًا؟
هذه المسألة تحكمها عوامل طبية، مثل مواصفات التطابق؛ حيث إنه كلما كانت قريبةً من نسبة 100% يستفيد المريض من الدم المنقول، والعكس.. والدم عمومًا من حيث التطابق ينقسم إلى نوعين: متطابق وغير متطابق؛ وذلك يكون نتيجةً لفصائل الدم المعروفة (A- B – AB – O )، فإذا تطابقت الفصائل يتم نقل الدم وإلا فلا يمكن نقله، ومن حكمة الله تعالى أنه ليس شرطًا أن يتطابق دم إنسان مع أخيه أو قريب له، وهنا إذا ذهب إنسان للتبرع لآخر قريب له ليس بالضرورة أن ينقل نفس الدم له، أما موضوع الدم الطازج فهو حسب التوفر.
  • نتيجةً للاحتياجات المستمرة للدم هل هناك من يتاجر بالدم؟!
الأمر الشائع في هذا ما يسمى بالمتبرعين المحترفين، وهو أن يقوم شخص بالاتصال بأحد بنوك الدم، ويتبرع له بصورة دورية أكثر من مرة في الشهر الواحد في مقابل تحديد سعر لكل مرة، وهذا الشخص غالبًا ما يأخذ الأمر على سبيل التجارة والمكسب المادي، وهذه هي السوق الخلفية للتبرع، لكنَّ هذا الدم يكون أقل جودةً وفاعليةً من الدم في حالات التبرع العادية؛ حيث إن كثرة التبرع المتتالي في فترات قصيرة يخل في عناصر الدم، وعلى بنوك الدم مراعاة ذلك.

المصدر