د. صلاح سلطان: 30 ألف أمريكي يدخلون الإسلام سنويًّا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. صلاح سلطان: 30 ألف أمريكي يدخلون الإسلام سنويًّا
28-07-2005

حوار: محمد الشريف

مقدمة

- انخفاض التدين في أمريكا وراء انهيار الحياة الزوجية

- المصالح الشخصية مسئولة عن فشل تكوين لوبي مسلم

- الرد العملي على أمينة داود تحرير المرأة بضوابط شرعية

يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 8 ملايين مسلم يواجهون في السنوات الأخيرة تحديًا كبيرًا خاصةً عقب أحداث 11 سبتمبر يهدد استقرارهم وهويتهم الإسلامية، وإزاء هذه التحديات تلعب المراكز الإسلامية هناك دورًا إيجابيًّا في الحفاظ على الهوية الإسلامية، وتقديم المسلمين بصورة صحيحة إلى السواد الأعظم من الأمريكان الذين يجهلون حقيقة الإسلام.

تقابلنا مع الدكتور صلاح سلطان- أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس المركز الأمريكي للدراسات الإسلامية والرئيس السابق للجامعة الإسلامية-؛ للتعرف على وضع الجالية الإسلامية والتهديدات التي تحيط بها، فضلاً عن قراءة المشروع الثقافي الأمريكي وأثره على العالم الإسلامي من خلال وضعية هذه الجالية، فأكَّد لنا على ضرورة توسيع ظاهرة التدين؛ لحماية الأسرة المسلمة والحفاظ على الهوية وحمايتها من الاندماج في الثقافة الغربية، وإلى تفاصيل الحوار:

  • بدايةً نريد أن نتعرف على دور المركز الأمريكي للدراسات الإسلامية؟
نحن نريد أن نخدم المسلم الأمريكي، والمسلم الذي يعيش في الغرب؛ بحيث يكون لديه ثوابت لا تقبل أبدًا المساومة، ونريد في ذات الوقت أن يكون هناك مرونة في الفروع.
كما نعمل على تغطية احتياجات الشباب والجالية المسلمة، ونأخذ بأيديهم نحو رؤية مستقبلية وننقلهم إلى ما يجب أن يتحركوا إليه في المستقبل.
  • وما الآليات التي تحققون بها هذه الأهداف؟
على سبيل المثال تمَّ الانتهاء من بحث بعنوان (الحياة الزوجية في الغرب مشكلات واقعية وحلول عملية).. قمنا بدراسة مفهوم الأسرة للحياة الزوجية في أمريكا والتي تغيرت من مفهوم زوج وزوجة إلى اثنين يعيشان معًا؛ ولذلك آثرنا أن ندرس حجم تأثير هذه الأسرة الأمريكية على العالم كله وليس على المجتمع الأمريكي فقط اعتقادًا منا بخطورة هذه الثقافة على هويتنا الإسلامية، فالمشروع الأمريكي احتلالي في جوهره ولا يقتصر هذا الاحتلال على الناحية العسكرية فقط فهناك احتلال ثقافي وأخلاقي.
ولذلك كنا حريصين على دراسة تأثير الوضع الأمريكي على العالم كله، خاصةً على ضوء ما توصلنا إليه من نتائج مخيفة، فعلى سبيل المثال هناك 33% من أطفال أمريكا خارج دائرة الزواج ودرسنا هل هم جادون في تصدير هذا المشروع للعالم كله أم لا، ومدى تأثير هذا على الأسرة المسلمة في الغرب، وأجرينا استبيانًا وزعناه على 3 آلاف، وقمنا بتحليل النتائج وتوصلنا إلى أنَّ انخفاض التدين يعني انهيار تحقيق أهداف الزواج.
والمتدين المتميز يصل لأعلى مستوى من الارتياح والتناغم وحسن تربية الأولاد، ومن همَّش التدين اندمج في النظام الأمريكي وكانت النتيجة أنَّ لديه أبناء لا دينيين!!

المتوقع من الحكومة الأمريكية ليس خيرًا صوب المسلمين

  • هل كانت نتائج الاستبيان كلها مقلقة؟
في المقابل وجدنا عائلات مسلمة حافظت على أولادها وأصبحوا متميزين؛ نتيجة حرص هذه الأسر على التمسك بالثوابت الشرعية، كما وجدنا في الاستبيان حرصًا من الناس على التدين والتمسك بأحكام الإسلام في الزواج والطلاق، أما الرجال فكان لديهم رغبة في التعامل بنظام "البوي فرند".
كما وجدنا نتيجة أخرى ألا وهي أنَّ الرجال عندما يزداد تدينهم لا يقل اهتمامهم بجمال المرأة، أما عند المرأة إذا زادت نسبة التدين لا يوجد اهتمام بالعنصر المادي رغم الحياة المادية الشديدة التي يعيشها الغرب.
ووجدنا أيضًا أنَّ المسجد يحتل المرتبة رقم (2) في تزويج الشباب بعد نبذ أشياء أخرى، وبالتالي كان لزامًا علينا أن نبحث عن ماهية هذه الأشياء الأخرى التي تحتل الدرجة الأولى في البحث عن الزوجة؛ ولذلك دفعنا بالأئمة للتشجيع على قضية الزواج حتى يحتل المسجد رقم واحد.
  • وهل قدمتم حلولاً عملية لهذه المشكلات؟
بالطبع قدمنا العديد من الحلول العملية لهذه المشكلات ووضحنا للشاب والفتاة مراحل ما قبل الزواج وأثناءها وبعد الزواج، وتربية الأسرة، وخاصةً في الحالات المتغيرة كالمرض والسفر أو الفصل من العمل، ووضحنا كيف تتواءم الأسرة مع هذه الظروف والمتغيرات، واستفدنا في ذلك من الإطار التربوي الذي تربينا عليه في مدرسة الإخوان المسلمين والإمام الشهيد حسن البنا.

الهوية الإسلامية

  • على ضوء هذه التحديات هل ترى هناك خطورة على الهوية الإسلامية؟
أعتقد أن التهديدات قائمة وستظل قائمة؛ لأنها سُنة الله سبحانه وتعالى، وقد كتبت عام 1998 م عن فيلم "السيج" الحصار بطولة دينزل واشنطن، وقلتُ عقب أحداث 11 سبتمبر : إننا لا بد أن نقرأ تفجيرات 11 سبتمبر من خلال هذا الفيلم الذي يزعم أنَّ المسلمين يأتون أمريكا كطلاب ويذهبون للمساجد ويصلون ثم يقومون بعد ذلك بتفجير مركز التجارة والسينما وأتوبيس ومبنى (FBI) ومتجر، أي خمسة تفجيرات تضر كل طوائف أمريكا اقتصاد- أمن- سياحة ويصورون لك أتوبيس به أطفال ونساء ويصرخون ثم يفجرون الأوتوبيس وتتناثر أشلاء الأطفال، ثم تقرر الحكومة الأمريكية جمع المسلمين في كامب معسكر، كما فعلت مع اليابانيين وتمارس التعذيب ضد مَن يقبض عليه منهم كما يحدث الآن في سجن أبو غريب وجوانتنامو.
والشعب الأمريكي يختلف عن إدارته المتطرفة؛ فلديه استعداد للمعرفة وعندما يرى حوارًا مقنعًا وواقعًا حيًا، متميزًا تجد منه موقفًا إيجابيًّا.
وهذا الأمر يختلف بالطبع عن ممارسات الحكومة الأمريكية التي تعاملت مع مخالفيها- كما يقول نعوم تشومسكي في أمريكا الجنوبية- بكل قسوة ووأدت أي حركة تطالب بالاستقلال أو تعترض على استيلاء أمريكا على ثروات بلادها، وانظر إلى ما فعله الأمريكان ببعض المعارضين هناك: قاموا بتعليقهم وقطع فروجهم ووضعوها في أفواههم.
كما كشف تشومسكي عن إبادة عشرات الآلاف من القرى بالكامل بعلم من قيادات عليا في الحكومة الأمريكية، ولذلك فإنَّ المتوقع من الحكومة الأمريكية ليس خيرًا للمسلمين داخل أمريكا أو خارجها لكنهم يحاولون قدر الاستطاعة عدم تجاوز الإطار القانوني.
  • لكننا نشهد بالفعل انتهاكات وتجاوزات ترتكبها الإدارة الأمريكية؟
ما يحدث الآن محاولة للاستفادة من تجارب دول الطوارئ، وللأسف الشديد تجربة تدخل أمن الدولة في كل شيء تعيين الفراشين والمعيدين بدأت تصدر إلى الولايات المتحدة فَهُم يقرون الآن نظامًا يجعل الدولة تراجع الأفراد قبل تعيينهم في الجامعة والمؤسسات تراجع الأفراد قبل تعيينهم في الجامعة والمؤسسات؛ أي أننا أصبحنا نصدر لهم الديكتاتورية والتخلف الحضاري، وهو الأمر الذي سيعطي الحكومة الأمريكية الحق في التعامل مع الملف الإسلامي بصورة غير أخلاقية، على سبيل المثال الدكتور سامي العريان أستاذ في جامعة فلوريدا وحاصل على درجة (تينير) أي لا يمكن فصله أو عزله ورغم ذلك عصف بالقانون وتمَّ فصله ووُضع في السجن.
  • كثيرًا ما نشاهد الرئيس بوش وهو يزور المراكز الإسلامية في الوقت الذي يدمر فيه أفغانستان والعراق .. هل هذا نوع من امتصاص غضب المسلمين في أمريكا لحرصه على استقرار الداخل؟
لا شك أنَّ التعامل السياسي يقتضي أن يكون هناك شعرة معادية سواءٌ مع الحكومة أو مع أعضاء الكونجرس، وهناك حرص من جانبهم ومن جانبنا أيضًا على وجود هذه القناة.
  • هل الإدارة الأمريكية تُميز بين الإسلاميين المعتدلين والمتشددين وعامة المسلمين؟
الأبحاث التي صدرت لهذا الموضوع تكلَّفت مليارات الدولارات، فهناك مليارات الدولارات تنفق على مراكز الأبحاث من ميزانية وزارة الدفاع، وهناك على سبيل المثال بحث واحد عن كيفية مقاومة الإرهاب رُصد له 12 مليون دولار.
وقد كشف هذا البحث أنهم أخطأوا في التعامل مع الإسلاميين بوضعهم في سلة واحدة، فهناك إسلاميون متشددون ووضعوا في هذه الشريحة (التكفير والجهاد والسلفية)، وقالوا إنه لا يمكن التعاون معهم، وهناك معتدلون واعتبروا الإخوان أكبر شريحة تمثل هذا النوع ثم القسم الثالث هو الشعب أي عامة المسلمين واعتبروا هذا القسم يمثل 70% من جملة المسلمين.
وقالوا إن الجهة الوحيدة التي تستطيع أن تُحرك الـ 70% هم الإخوان المسلمون ؛ فهم يعرفون أنَّ فكر الإخوان له وجود وجذور في أمريكا، وكُتبت مقالات في واشنطن بوست وشيكاغو تربيون تقول إنَّ (ماس) تُمثل فكر الإخوان المسلمين في أمريكا ويعترفون بتأثيرها في المجتمع الأمريكي؛ ولذلك هناك مراجعات في كيفية التعامل مع الملف الإسلامي.

المراكز الإسلامية

  • هل هناك تنسيق مع المراكز الإسلامية داخل الأراضي الأمريكية مثل كير وغيرها؟
كير ليس لها أي مركز إسلامي، فهي مؤسسة سياسية عملاقة هدفها الحفاظ على الحقوق المدنية للمسلمين، والتواصل مع غير المسلمين؛ لبيان حقيقة الإسلام إلى جانب بعض الأهداف الثانوية.
وقد شهدت المراكز الإسلامية تطورًا ملحوظًا؛ حيث لم يتعد عددها عام 1950 م الـ 8 مراكز، وبسبب هجرات كبيرة من الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية تزايدت المراكز إلى أكثر من ألفي مركز، وتكشف بعض الدراسات الأمريكية أنَّ عددَ من ارتادوا المساجد عام 1994 م نصف مليون مسلم زادوا في السنوات الأخيرة حتى بلغوا نحو 2.5 مليون، كما تكشف الدراسات عن أنَّ معدل مَن يدخل الإسلام من الأمريكان نحو 30 ألف سنويًا.
بل إنَّ موقع الحكومة الأمريكية يُذكر أنه منذ عام 1995 م حتى الآن يدخل الإسلام نحو 17.5 ألف أمريكي (أسود) ولا يذكرون البيض الذين يدخلون الإسلام ؛ لأنهم يريدون أن يكون الإسلام دين السود فقط.
وإزاء كل هذا فإنَّ على المسلمين الذين هاجروا لأمريكا أن يظهروا الإسلام الصحيح، إضافةً إلى الدور الفاعل الذي يجب أن يلعبه الأمريكان الذين تحولوا إلى الإسلام .
  • في فرنسا بدأت تكشف بعض الدراسات أنَّ المجتمع الفرنسي قد يتحول إلى مجتمع مسلم عام 2025م، هل هذه الظاهرة وارد تكرارها في أمريكا؟
هناك فرق بين فرنسا والولايات المتحدة فالأولى بها 6 ملايين مسلم ويقدر سكانها بـ 60 مليون نسمة بينما المسلمون في الولايات المتحدة 8 ملايين نسمة وسط 288 مليون.

فقه الجاليات

  • فقه الجاليات الذي تدعمونه وتقيمون عليه بالقطع سبب لكم مشاكل مع المتشددين وفي ذات الوقت مشكلات أخرى مع الإدارة الأمريكية.
سوف أجيب على ذلك بمثال للشيخ يوسف القرضاوي؛ حيث ألَّف كتابًا بعنوان (الحلال والحرام في الإسلام)، انتقده المتشددون وأطلقوا عليه (الحلال والحلال)، واعتبروا فيه تسهيلاً في الوقت الذي مُنع فيه هذا الكتاب في فرنسا بوصفه كتابًا متشددًا.
فنحن نتعرض لنقد شديد من بعض إخواننا، فعلى سبيل المثال دُعيت لإلقاء محاضرة في أحد المساجد، ووضع لي أحد المسئولين عن المسجد كرسيًا وبعد أن ألقيت المحاضرة جاء لهذا الأخ بعض الإخوة، وقالوا له كيف ترعى محاضرة وجهًا لوجهًا مع النساء وهذا حرام ولا يجوز.
مثال آخر: كان هناك أخت مسلمة ستلد وحالتها حرجة، وتحتاج إلى عملية فتح بطن؛ لإخراج الجنين وإلا ستتعرض للوفاة فأفتى لها شيخ بأنه لا يجوز وأنه كان على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- يخرج الجنين من مكانه الطبيعي وكتبت الصحف تشوه صورتنا وأفتينا بفتح بطنها دون إذنها؛ لأنها لا تفقه مصلحتها الشرعية وعلى الجانب الآخر الحكومة الأمريكية غير مطمئنة لنا؛ لعدم موافقتنا على احتلال العراق ونقف بشدة ضد الجرائم اللا أخلاقية التي يرتكبها الأمريكان في العراق وأفغانستان وفي جوانتنامو، كما نقف ضد مساعدة الإدارة الأمريكية في دعمها للعدو الصهيوني، فضلاً عن مناهضتها الشديدة لظاهرة التحلل الأمريكي.

تنحية التدين تسببت في ظهور أبناء لا دينيين للمسلمين

  • أنتم مضغوطون من الإدارة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر وفي ذات الوقت لا بد أن يكون لكم موقف تجاه الممارسات الأمريكية في العراق وأفغانستان وفلسطين كيف تتعاملون مع هذه المعادلة الصعبة؟
من الإنصاف أن نقول إنه لا زال هناك مساحة من الحرية إلا أنَّ هناك من أصابه الهلع، وجامل الحكومة الأمريكية، وزعم أنَّ كل أهل الديانات سيدخلون الجنة، وقلت لأحدهم وكان رئيسًا لمؤسسة كبيرة غدًا سنموت، وسنكون تحت الأقدام والشاعر يقول:
لا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
وهناك أيضًا مَن يريد أن يندمج ويذوب، ويدعون إلى التطوع في الجيش الأمريكي، وخوض الحرب مع الأمريكان رغم أنه لا يجوز للمسلمين أن يشاركوا في أعمال تخالف دينهم أو يقتل فيها مسلم، لكن لو تمَّ اعتداء على دولة أجنبية على الأراضي الأمريكية فيجب على المسلمين الموجودين بداخلها أن يشاركوا في الدفاع عنها.
  • هل تحول منع بعض الدعاة من دخول أمريكا إلى ظاهرة، أمثال بدوي وطارق رمضان وإخراج وجدي غنيم؟
الحقيقة أنها شبه ظاهرة بحجم من يمنعون من دخول أمريكا مقارنةً بعدد المسلمين تُعد أعدادًا محدودة.
ولكن أكاد أقول إنَّ المضايقات الأمنية التي تحدث في كل الولايات المتحدة الأمريكية واحدة في مصر، ولا يعني هذا أنَّ أمريكا بريئة، فهناك بشاعة في التعامل مع الملف الإسلامي، فهناك استنزاف شديد للجالية الإسلامية وهناك تلفيق عشرات الاتهامات للمسلمين وإذا أراد النظام أن يتهم مسلمًا لا يعدم وسيلة.

لوبي إسلامي

الامام الشهيد حسن البنا
  • كلنا يعلم النجاح الباهر الذي حققه "اللوبي الصهيوني " في خدمة مخططات الكيان الصهيوني ماذا عن معوقات تكوين "لوبي إسلامي"؟
المعوقات تكمن في المسلمين أنفسهم، ولدي تصور لا أقول إنه عام على كل المراكز والمؤسسات الإسلامية، وهو أنَّ كثيرًا من المخلصين يبدأون بتحديد أهداف يشكلون لها مؤسسة، ويقوم عليها أفراد يتحولون من متطوعين إلى موظفين، وتصبح الوظيفة مصدر رزق كل مرتبط بالمؤسسة؛ فيتحول عن خدمة الأهداف إلى خدمة أشخاص لا يريدون الاندماج في جماعات ومراكز أخرى؛ حتى لا يذوب، وبالتالي تهدر مصالحه الشخصية، ورغم ذلك هناك بعض المبشرات فهناك بعض المؤسسات تقترب من بعضها البعض خاصةً بعد أحداث 11 سبتمبر ولكن ليس بالقدر المنشود.
  • ماذا عن وضع الإخوان في الولايات المتحدة؟
الإخوان يمثلون من خلال الجمعية الإسلامية الأمريكية (ماس)، وهي حديثة التأسيس على الصورة التي عليها الآن؛ فقد كانت موجودة من خلال رابطة الشباب العربي المسلم "مايا"، وكذلك مؤسسة الرحمة، لكن كثيرًا منها انفصل واستقلَّ بالعمل فتم تأسيس مؤسسة تعبر عن فكر الإخوان وإن كانت لا تعلن ذلك، إلا أنه واضح في دستورها أنها تحمل فكر الإمام الشهيد "حسن البنا" وهي (ماس) ولها وجود في أكثر من 35 ولاية ولها مجلس شورى وتنفيذي وأقسام تربية وشباب ودعوة ومسلمون جدد.
والبعض للأسف لا يرتاد المساجد التي يديرها إلا عندما يكون هناك نشاط إداري أو صلاة جمعة ولدينا محاولات لتحويل زيارة المساجد إلى عمارتها.
  • هل لديكم تصور لتطوير العمل داخل ماس؟
إذا أردنا كمسلمين عامة وماس على وجه الخصوص أن نحدث نقلة نوعية لا بد من عدة نقلات:
1 - الانتقال من زيارة المساجد إلى عمارتها.
2- الانتقال من القراءات العشوائية عن الإسلام إلى الدراسات المنهجية.
3- الانتقال من العصبية الذميمة إلى الأخوة الحميدة.
4- الانتقال من الفرقة والاختلاف إلى الواحدة والائتلاف.
5- الانتقال من فقه الفتاوى الفردية إلى فقه المجامع الفقهية.
6- الانتقال من فكر الاعتزال للمجتمع إلى الوسطية والاعتدال.
7- الانتقال من احتكار الرجال للأنشطة الدعوية إلى مشاركة المرأة مع الالتزام بالضوابط الشرعية.
8- الانتقال من ردود الأفعال العشوائية إلى الخطط المستقبلية.
9- الانتقال من الفقر والمسكنة إلى الغنى والمرحمة.

أمينة داود

  • يعتبر البعض ظهور أمينة داود بالصورة التي شاهدناها مؤخرًا محاولة لإضعاف المسلمين
أمينة ودود صاحبة فكر ولها كتاب عن المرأة والقرآن فيه بعض الهنات، لكن به رؤى عملية جيدة، لكنَّ هناك دفعًا كبيرًا لها ممن حولها؛ لتبني ما يسمى بفكرة تحرير المرأة دون ضوابط داخل العمل الإسلامي، والرد العملي على ذلك هو تحرير المرأة بالضوابط الشرعية ووقف احتكار الرجال للأنشطة الدعوية بالقطع لا يتعلق ذلك بخطبة الجمعة أو إمامة الرجال.
  • لكن ما قدمته أمينة داود اعتبره الكثيرون هراء لا يصدر عن شخصية أكاديمية؟
ما قامت به شطحة هائلة ولا يجب تكفيرها، لكننا في ذات الوقت لا نقر بما فعلته بأي حال من الأحوال، وتعاملنا مع القضية بالصورة التي تعاملنا بها، هو الذي نشرها أكثر مما تستحق وأعتقد أنها تراجعت بعد هذه الهوجة الإعلامية.

المصدر