د. محمد غزال: حماس في أي موقع يخدم المصالح الفلسطينية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٥٣، ٢٧ سبتمبر ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. محمد غزال: حماس في أي موقع يخدم المصالح الفلسطينية


أ.مشير المصرى

أكد الدكتورمحمد غزال - عضو القيادة السياسية ل حركة المقاومة الإسلامية حماس ) أن (حماس ) لن تقدم أي هدنة قبل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" والاطلاع على ما اتفق عليه مع الصهاينة في القمة الرباعية في " شرم الشيخ "، كما أكد القيادي في حماس في حواره مع صحيفة القدس في عددها الصادر يوم (11/2) أن حركته ستكون موجودةً في أي موقع يحقق هدف خدمة المصالح الفلسطينية.

وقد أجرينا معه هذا الحوار:

لا يمكن الحكم على نتائج القمة قبل لقاء الحركة بالرئيس عباس، واستيضاح الصورة منه، لكن كل الدلائل والمؤشرات لا تشير إلى وجود إنجازات كما كان متوقعًا، وما أعلنتْ عنه لقاءاتُ شرم الشيخ لا يتفق مع الاتفاقات الداخلية التي عقدتها الفصائل مع الرئيس الفلسطيني ولم تلبِّ القضايا الرئيسية المجمع عليها فلسطينيًّا؛ وعلى ذلك فإن انطباعنا الأول عن لقاءات شرم الشيخ أنها فشلت وبالنسبة لما يهم شعبنا وما يأمله لم يحقق له شرم الشيخ أيًّا من تلك الآمال.
  • ورد تصريح على لسان الأستاذ مشير المصري- المتحدث باسم (حماس)- يقول: إن مقاتلي (حماس) ليسوا ملزمين بإعلان وقف إطلاق النار الذي يسري في الجانب الفلسطيني على الأجهزة الأمنية والعسكرية للسلطة.. ما تعقيبكم على ذلك؟
يجب أن يكون واضحًا أن ما تحدثنا عنه لم يكن هدنةً وإنما إعلانُ تهدئة لمنح الرئيس عباس فرصةً للحصول على ما يريده الفلسطينيون من الصهاينة، ثم يعود لإطلاعنا على ما تم الاتفاق عليه، وإن كان مناسبًا يتم الحديث عن الهدنة، ونحن ربطنا التهدئة بسقف زمني محدد وبواجب يتمثل بإنهاء الرئيس عباس تفاهمه مع الصهاينة، ثم يطلعنا على ذلك خلال فترة زمنية محددة، أي أن (حماس) لن تقدم أي هدنة حتى لقاء الرئيس عباس، ويعرض ما عنده، ثم ننظر في الأمر إن كان يستحق منح الهدنة أم لا.. وهناك لقاء مرتقَب بين الرئيس أبو مازن والفصائل.
  • قلتم إن الدلائل تشير إلى أن لقاءات شرم الشيخ قد فشلت.. ما هي تلك الدلائل؟
ما جرى في شرم الشيخ أكد على هزيمة الجانب الفلسطيني، وذلك واضح من خلال طبيعة الكلمات والخطابات المستخدَمة وأسلوب الحوار والتعامل، ثم إن الفلسطينيين كرَّروا في شرم الشيخ نفس الأخطاء التي وقع فيها المفاوض الفلسطيني سابقًا وفي كل مفاوضاته، فقد جرى الحديث عن حل التنظيمات الفلسطينية، وهذا أمر لا يملكه أحد إلا الشعب الفلسطيني ولا يستطيعه أحد إلا الفلسطينيون أنفسهم ولا يُتوقع من أحد ممارسة أدوار يرفضها بنفسه والشعب الفلسطيني يرفضها كذلك.
لا بد أولاً من توجيه التحية والإشادة بدور الشعب المصري الذي أثبت رجولته وبطولته ووطنيته، و( حماس ) هنا تقدم له تقديرًا جليلاً وكذلك كل الشعب الفلسطيني.. أما الأنظمة فقد وصلت إلى درجة من الضعف حتى اخترقت كل منها الأمن القومي لذاتها، وإعادة السفيرين المصري والأردني تأكيد على هذا الأمر المرفوض وطنيًّا ودينيًّا وقوميًّا، فالدول العربية دفعت ثمنًا دون مقابل، والكيان الصهيوني لم يعط لأحد شيئًا حتى لمصر والأردن.. فما زال هناك أسرى مصريون وأردنيون في السجون الصهيونية، وإعادة السفيرين أمر غير منطقي ولا مقبول، ولا يمكن تصنيفيه إلا على أنه جاء استجابةً للضغوط الأمريكية.
  • ما هو تقييم حركة حماس ) لعملية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية؟
الإفراجات تشعرنا بالخجل؛ لأن ما يجري هو نفس السيناريو الذي جرى في كل مرة، فعمليات الإفراج لا تشمل غير الأسرى من ذوي الأحكام المنخفضة أو من الذين شارفت فترات محكومياتهم على الانتهاء وبعض الإداريين، وتستثني الأسيرات والأطفال وكبار السن والمرضى والذين حملوا همَّ القضية ودفعوا الأثمان الأعلى من أجل فلسطين وهم أصحاب المحكوميات العالية.
ما جرى لا يبشر بخير، ولا يمكن اعتباره إنجازًا فلسطينيًّا، و(حماس) هنا توجِّه دعوةً لإخراج هذا الموضوع من يد السلطة ونقله إلى جهات مرجعية فلسطينية تمثل الأسرى وعائلاتهم؛ لأن المفاوض الفلسطيني أثبت فشله، والمطلوب أن تكون الكفاءة والاختصاص بديلاً عن الذين أمضَوا في مسيرة التفاوض أكثر من عشر سنوات، وجلبوا كوارث سياسية للشعب الفلسطيني.
  • فيما يتعلق بالانتخابات، كيف تنظرون لنتائج الانتخابات الرئاسية والبلديات؟
الانتخابات تمثل حقيقة وعي الشعب الفلسطيني وقدرته على التمييز وفهمه لما يجري من أحداث، وهي تمثيل كذلك لنقمته على الفساد ورفضه للسياسات السابقة وثقته أن (حماس) هي الأقدر على تمثيله والأجدر بإحقاق حقوقه.
  • هل سيدفعكم ذلك للمشاركة بالانتخابات التشريعية؟
حقيقةً إن الموقف من المشاركة في الانتخابات التشريعية يندرج ضمن موقف الحركة من كل التحركات السياسية وينطلق من خدمة القضية الفلسطينية والقرار سيُعلَن عنه لاحقًا.. المطلوب الآن من السلطة إظهار المزيد من الشفافية والجدية والنزاهة؛ لأن (حماس) لن تشارك في ديكور ديمقراطي وإنما في ديمقراطية حقيقية يعبر فيها الشعب عن نفسه بصراحة ودقة وأمانة.
  • هناك من ينصح ( حماس ) بأن مصلحتها تكمن بالمشاركة لا في محاولة السيطرة.. فما هو رأيكم بهذه النصيحة؟
(حماس) لا تسعى للسيطرة على أي شيء، وترفض هذه الفكرة، بل إنها أكثر من عانَى من ديكتاتورية من يحملونها، ونحن نؤمن بنظام قائم على التعاون والمشاركة من جميع الأطراف، وقد سبق وعُرض على (حماس) مواقع ومناصب ومزايا منفردة رفضتها جميعًا ودعت إلى مشاركة جميع الفصائل بل والمناصرين للقضية الفلسطينية في العالم العربي والإسلامي.
فالمطامع الشخصية لا تسعى (حماس) لها، وهي التي عُرض عليها ما لم يُعرض على غيرها، لكن ما يهمنا هو كيف نخدم شعبنا وقضيتنا من هذا الموقع أو ذاك، وهذا بالتالي هو الأساس الذي ننطلق منه في التعامل مع أي موقع يُعرض على (حماس).
شعار حماس
وهذا يعني بالضرورة أن (حماس) إذا شاركت بانتخابات المجلس التشريعي فستسعى أولاً للتخفيف عن شعبنا من معاناته الطويلة والتعويض عليه من الأضرار الكبيرة التي تعرض لها، وستضع سياسةً قائمةً على النهوض بالشعب والوطن في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها، وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أن الحركة تضع في مقدمة أهدافها منع الفساد بكافة أشكاله والوقوف بوجه المفسدين بما يخدم مصالح الشعب.
  • (حماس) أحجمت عن المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 1996م.. واليوم (حماس) تدرس المشاركة كما تقولون.. فما الذي تغير بين 1996م والعام 2005م؟‍
المقاطعة عام 1996م جاءت في سياق موقف سياسي محكوم بتلك الفترة، والهدف منه إثبات أن جزءًا مهمًّا من الشعب يرفض الاتفاقيات ويرفع الشرعية عن موقعيها، اليوم الواقع تغيَّر، والانتفاضة أبرزت شكلاً جديدًا للعلاقات الصهيونية الفلسطينية مختلفًا عن الذي رسمته اتفاقية أوسلو؛ بحيث عاد الصراع إلى طبيعته بين شعب محتل وحكومة احتلال، وأصبح هناك التفاف شعبي حول طرح المقاومة وخيار الصمود وعبثية المفاوضات، وهذا جعل من الضروري التعبير عن تلك الآراء للوصول إلى نتائج، أي أننا نؤكد أن المقاطعة سابقًا لم تكن من باب الحلال والحرام، والآن كذلك وإنما من باب المصلحة السياسية المندرجة تحت اسم السياسة الشرعية.
  • في حال فازت (حماس) بالانتخابات التشريعية ونجحت بالوصول إلى مواقع السلطة التنفيذية.. هل ستتفاوضون مع الصهاينة؟
معظم العمل السياسي لا يخضع لدائرة المحرمات القطعية، وإنما يحتكم للمصلحة، وفيما يتعلق بهذا السؤال فـ(حماس) ستنظر لمصلحة القضية والشعب، وبناءً على ذلك تقرر حيث إن الموضوع لا يقع ضمن المحرمات.. أحيانًا كثيرة نحكم على بعض الأمور من باب تجربتنا السابقة ونظن أننا يجب أن نسير وفقها وهذا لن ينطبق على حماس فهي ليست نسخة عن تجربة سابقة.
كما أن المفاوضات لم تكن في يوم من الأيام بذاتها مشكلةً للشعب الفلسطيني، وإنما كانت المشكلة في أسلوب التفاوض وطبيعة المفاوض التي أنتجت سلسلةً من الهزائم، وهو ما تحرص (حماس) على تجنبه، و(حماس) مارست جميع أشكال النضال وتفوقت فيها جميعًا، وهي إن فاوضت ستبدع وستنتج لمصلحة الشعب الفلسطيني.
  • البعض يقول إنكم تطرحون أنفسكم بديلاً عن السلطة.. كيف تردُّون؟
لم نسعَ ولن نسعى لأن نكون بديلاً عن السلطة.. لكننا نرفض أن تكون أيُ سلطة بديلاً عن الشعب، ولا يجوز لأحد أن يفرض نفسه على الشعب الفلسطيني، وأن يتحدث باسمه ما لم يكن قد أتى من خلال صندوق الاقتراع واختيار الجماهير.
  • كيف تنظرون لواقع الوحدة الوطنية في ظل عودة مرحلة الاتفاقات الفلسطينية- الصهيونية؟
نحن نرى في صراعنا مع الاحتلال أننا نحتاج إلى أوراق قوية كثيرة؛ لعل من أبرزها أن يكون شعبنا موحدًا ضمن رؤية واضحة.. لقد كانت القضية عند بدئها واضحةً من حيث إنها صراع بين مغتصبين ومظلومين، وبناءً على ذلك حُدِّدت الأهداف والوسائل، ولكن ومع مرور الوقت تكونت وجهات نظر واختلافات لا نرى فيها عيبًا ما دامت كلها تصبُّ في بوتقة واحدة تهم الجميع، ويجب الوصول بها إلى أهداف مشتركة؛ لذلك نحن ندعم كل ما يصبُّ في مصلحة شعبنا وتوحده وتآلفه.
و(حماس) لا تتحدث عن الوحدة الوطنية قولاً لكنها مارست ذلك فعلاً عمليًّا، وتحملت الكثير في سبيل الحفاظ على اللحمة الوطنية، ومن هنا نحن نؤمن أن من حمايتنا للوحدة الوطنية منع أي كائن من اختراقها أو الاعتداء عليها، سواءٌ بالاعتداء على حرية الشعب أو اعتقال المجاهدين أو سلب قوت المواطن.
وفي نفس الوقت فإن شعبنا يرفض العودة للسياسات والممارسات التي سبقت انتفاضة الأقصى، ولا نظن أن السلطة ستعود لها، وقد دفعت ثمنها في صناديق الاقتراع و في نظرة الجماهير والشعب لها.
الشيخ:احمد ياسين
  • (حماس) أجرت عدة لقاءات مع الرئيس عباس.. هل طالبتم بأي مكاسب للحركة كثمن للتهدئة؟
أبو مازن أعلن من موسكو أن (حماس) لم تطلب طلبًا شخصيًّا واحدًا، وأن جميع مطالبها كانت للشعب ولتحقيق مصالحه، وهنا لا بد أن نذكر أن أمريكا عرضت على الشيخ الشهيد المؤسس أحمد ياسين حمايته وحماية جميع قادة (حماس) في الوطن والخارج مقابل وقف العمليات، وكان ردُّه أن دمَ أصغر طفل فلسطيني يُقتل برصاص الاحتلال لا يقل أهميةً عن دماء قادة (حماس).
  • إذا شاركتم بالتشريعية هل سنتوقع رؤيتكم في الوزارة؟
الحديث عن المشاركة في الوزارة سابق لأوانه قبل إجراء انتخابات المجلس التشريعي وما سيترتب عليها.. (حماس) من حيث المبدأ لا ترفض الوجود.. بل إنها ستكون موجودةً في أي موقع يحقق هدف خدمة المصالح الفلسطينية، وهناك الكثير من الضوابط التي سنتحدث عنها في حينه.
  • عاد في الفترة الأخيرة ووضح التباين بين مواقف قادة (حماس) على الأرض الفلسطينية وقادتها في الخارج.. هل صحيح أن حركتكم تتجاوز أقطاب البُعدين الداخلي والخارجي؟
هناك آراء كثيرة في (حماس) وتباينات في وجهات النظر عند دراسة القضايا المختلفة، وكانت هناك آراء مختلفة، ودُرست كل الاحتمالات في كل المناطق، و(حماس) في النهاية تخرج من دراستها برأي موحد يخضع له الجميع ويتبناه كموقف للحركة بغض النظر عن اجتهاده الشخصي، وهذا هو أساس فهمنا للديمقراطية والعملية الشورية، وهذا أمر يخدم (حماس) ومصالح الشعب الفلسطيني، وليس هناك ما يعرف بـ(حماس) الداخل والخارج أي إن الآراء تختلف عند دراسة أي قضية هنا وهناك.. لكن القرار الشوري ملزم.
  • ما هي انطباعاتكم حول ما ستؤول إليه نتائج الجولات القادمة من انتخابات البلديات؟
بداية نقول إن كل عملية انتخابية تجري بنزاهة وشفافية هي تنافس بين أخوة على أفضل الوسائل لخدمة الشعب وقد يفوز طرف في يوم ما ثم يفوز آخر في يوم آخر وهذا لا يفسد للود قضية.
أما انطباعاتنا حول البلديات فنحن نقرأ في نتائجها التفاف جماهيري حول حركة حماس وثقة الجماهير بها وببرامجها وأشخاصها.
  • على صعيد الأمن الداخلي هل ستقاومون ضبط السلاح الذي تتحدث مصادر عن نية السلطة الفلسطينية القيام به؟
يجب أن يكون واضحًا أن هناك فرقًا بين سلاح المقاومة والسلاح المتسيب، و(حماس) ترى أهميةً كبيرةً لضبط السلاح المتسيب.. أما سلاحها وسلاح المقاومة فهو ليس متسيبًا، وباعتقادي فإن سبب التسيب في السلاح هو الأجهزة الأمنية وبعض الجهات المعروفة لدى كل فرد من أفراد شعبنا، وبالتالي علينا أن لا نخلط بين سلاح المقاومة وسلاح التسيب.
  • هناك حديث عن دمج المطاردين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.. كيف تنظرون لذلك؟
الأجهزة الأمنية وأجهزة الشرطة يجب أن تكون ملكًا للشعب ولخدمة الشعب، والانتماء لها يجب أن يكون بناءً على توفر خصائص وصفات في العناصر، وهذا لم يكن موجودًا سابقًا.
  • موقف مطاردي (حماس
هذا شأنهم، وهم يتخذون قرارهم بالاندماج في الأجهزة أو عدمه باجتهادهم.

المصدر